مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6750 - 2020 / 12 / 2 - 16:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ أصبح النظام الايراني يُعرف بمواقفه الساخنة والمتشددة عندما يقتصر الأمر على الكلام ، تماماً عكس أفعاله مع الجانب الاسرائيل أو الأمريكي معاً ، فجميع الأوسمة التى يتكلل بها الجنرالات تسقط تباعاً ، ويظهر التسامح لدرجة الإهانة ، وبالتالي لا يعتقد أحد أن هذه المواقف الموزونة ، كانت ممكنة لولا أن العواصف البركانية تشير إلى ما هو مُعد مسبقاً من ضربات ، ستجعل من البرنامج النووي في خبر كان ، بالطبع ، يتفهم المرء التخبط الذي يعيشه النظام الايراني ، فالنظام خلال السنوات الأربعة السابقة تلقى ضربات كشفت بدورها زيف الرواية التى يعتمد عليها بين قواعده ، لكن الملفت باغتيال فخري زاده العالم الايراني ، هو زج أسم السعودية في عملية التخطيط والتنفيذ ، كأن الموساد بعد كل هذا التاريخ المزدحم من الاغتيالات يحتاج إلى السعودية أو غيرها ، فالإسرائيليون كانوا بالفعل قد اخترقوا العمق الاستخباراتي الإيراني ، وحصلوا على المعلومات الكاملة للبرنامج النووي ، ومن ثم تم نقله إلى اسرائيل ، وبالتالي سياسة تعليق فشل الاستخبارات الإيرانية ، طارة على السعودية واطواراً على غيرها ، لا يلغي الحقيقة الدامغة ، بأن النظام الايراني ، كان يتحرك سابقاً تحت أعيين الأمريكان وفي دوائرهم ، لكن عندما رفعت واشنطن الغطاء عنه ، أصبح غير قادر على احصاء الخسائر ، بل التخبط عمق خسائره ، لأنه افتضح بين أنصاره .
وفي سياق عسكري آخر ، يبدو دولة الامارات العربية لم تعد مقتنعة بهواء الأرض ، وبالتالي أهلها كما يبدو ، باتوا على قناعة أن نقاوة الرئتين لا يكون إلا بهواء الفضاء الخارجي ، لهذا أطلقت اليوم قمرها الجديد عين الصقر للأهداف العسكرية ، وهذا يفسر الفارق بين دولة يدفع شعبها تكلفة الصراع بين الأوباش والمختلسين وأخرى ، تُشكك بصفاوة هواء الأرض ، وتبحث عن هواء نخبوي .
وهنا ليتصور المرء للفارق بين من سيصبح لديه القدرة على تصوير الأرض 15 مرة بدورة كاملة يومياً ويرسلها بشكل مباشر للمحطة الفضائية الاماراتية من خلال نظام جديد ، عالي الجودة والدقة والوضوح ، وآخر مازال يشتغل بتلسكوب . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟