أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آرا دمبكجيان - الشخص الذي أعطى أتاتورك أسمه














المزيد.....

الشخص الذي أعطى أتاتورك أسمه


آرا دمبكجيان

الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 10:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


و غيَّر الحروف التركية

يتعمد الكثيرون في تركيا عدم ذكر دور الأرمن في التطور الحاصل في الدولة التركية و الثقافة التركية المعاصرة، و لكنهم لا يستطيعون إنكار دور أرمني واحدٍ من هؤلاء الأرمن. أسمه هاكوب مارتايان، مكتشف اللغة التركية الحديثة، أو كما يدعوه الأتراك هاكوب ديلاجار.
عندما قرر مصطفى كمال إدخال الإصلاحات في تغيير اللغة التركية و تطويرها، أي ترجمة اللغة التركية-العثمانية (عصمنلي) من الحروف العربية الى اللاتينية لم يجد أمامَه غير الخبير اللغوي هاكوب مارتايان لإتمام العمل.
لم يكن هذا الأختيار حدثاً عفوياً. كان هاكوب مارتايان يمثِّل حينها أبرز وجوه الأرمن في تركيا الكمالية. ولد في 22 أيار 1895 في أسطنبول. درس في المدرسة الأمريكية في أسطنبول (كلية روبرت) و أصبح مدرسا للغة الأنكليزية في الكلية نفسها ثم مديرها بعد حين. كان يجيد 22 لغة الى جانب الأرمنية و التركية. درَّس اللغة التركية-العثمانية و عدداً من اللغات الشرقية في جامعة صوفيا، في صوفيا، بلغاريا.
عند أندلاع الحرب العالمية الأولى سيق ماردايان الى الجبهة السورية لقتال البريطانيين. و لإجادته اللغة الأنكليزية طلب منه الأسرى الأنكليز إيصال طلباتهم الى الضباط الأتراك لإيقاف أعمال العنف و التعذيب ضدهم. و بسبب عمله سيق الى القائد التركي في المنطقة و أتُّهِمَ بالخيانة من قِبل الأتراك. و قبل نطق الحكم عليه قال للقائد ان العنف و التعذيب ضد الأسرى هي من سمات نظام السلطان و ان النظام الجمهوري يحاول تحسين صورة الأتراك و القيام بالإصلاحات اللازمة لتطوير البلد. و نتيجة للمحاورة بينهما أقتنع القائد التركي بوجهة نظر مارتايان و طلب منه إلقاء محاضراتٍ حول الوضع السياسي و محاسن النظام الجمهوري. و من الصدف أن يكون ذلك القائد أول رئيس للجمهورية التركية الحديثة، أي مصطفى كمال نفسه.
في ربيع 1928 ألتقى رئيس الجمهورية مصطفى كمال في أنقرة العديد من اللغويين الأتراك و طلب منهم إيجاد حروف أبجدية مستقاة من الحروف اللاتينية للعمل بها بدلا من الحروف العربية. و عندما سألهم عن المدة الزمنية التي يحتاجونها لإتمام التغيير، أجابوا "بين ثلاث و خمس سنوات". فقال بغضب "ثلاثة الى خمسة أشهر." أسَّس كمال "مفوضية اللغة" (ديل أنجوميني) تحت رعاية و إرشاد هاكوب مارتايان. و صدرت أولى الجرائد التركية بالحروف اللاتينية المحوّرة في 15 كانون الأول 1928.
في 1932 طلب منه كمال إدخال الإصلاحات العصرية في اللغة التركية و أسّس الجمعية اللغوية التركية في 1932، و في 22 أيلول من السنة نفسها أستدعاه مصطفى كمال للمشاركة في أعمال مؤتمر اللغة التركية الأول في قصر دولما باهجي مع أثنين من اللغويين الأرمن أستيبان كورديكيان و كيفورك سيمكيشيان.
أستمر في عمله و بحوثه في اللغة التركية كلغوي أختصاصي و الأمين العام للجمعية اللغوية التركية في أنقرة و الخبير الأستشاري في الموسوعة التركية (تورك آنسيكلوبيديسي).
صدر قانون الألقاب في تركيا في 1934 فاقترح عليه مصطفى كمال ان يدعوه هاكوب ديلاجار، و تعني حرفيا "فاتح أغوار اللغة". في الوقت نفسه أقترح اللغويون الأتراك تسمية مصطفى كمال ب (تورك آتاسي)، و لكن هاكوب مارتايان غيّره الى "أتاتورك"، فأعجب مصطفى كمال بلقبه و عمل به.
على الرغم من السياسة المعادية للأرمن من قبل السلطات التركية لم يُخْفِ مارتايان أصله الأرمني إطلاقاً، كيف، و هو مكتشف اللغة التركية الحديثة.
حضر مصطفى كمال اتاتورك حفل عشاء مع ممثلي عدد من الدول في 1934، و في أثنائها طلب ان يغني كلا منهم أغنية بلغته القومية. و عندما وصل الدور الى هاكوب مارتايان همس الأتراك مع بعض أنه لن يجرأ أن يغني باللغة الأرمنية بحضور أتاتورك. غنّى ديلاجار أغنية شعبية في مدح الجنرال أنترانيك الذي أذاقت قواتُهُ الفدائية القواتِ التركية شر الهزيمة فتأسست على أثرها جمهورية أرمينيا في 1918 قبل أن تتحول الى "جمهورية سوفييتية" . عندما سمع الحضور من الأتراك أسم "انترانيك" نهضوا لترك القاعة امتعاضا. فنهرهم أتاتورك قائلاً: " كان الكثيرون مستعدين للموت في سبيل وطنهم عند سماعهم هذه الأغنية. الأرمن لهم الحق في تذكر أبطالهم، على الرغم من ان الأتراك أنتصروا في الأخر." و طلب منه تكملة الأغنية.
في 12 أيلول 1979 توفاه الله و أعلنت القناة التركية تي. آر. تي. خبر وفاته و أخفت أسمه الأول "هاكوب" و أذاعت “A. Dilacar” لئلا ينتبه الناس الى اصله الأرمني. أنتقد الكثيرون فعل القناة التلفزيونية التي كانت تخجل ان تعلن أسم أهم شخصية في الدولة التركية التي أعطتهم اللغة التركية الحديثة. أما الصحف التركية فذكرت “H. Dilacar” للسبب نفسه.



#آرا_دمبكجيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن المسلمون في تركيا
- الفائز - الخاسر
- القضية الكردية...و كردستان الكبرى
- المجازر التركية بحق الأرمن
- الأرض مقابل السلام
- آذربيجان الضائعة
- أكتشافات البروفيسور هوفهانيس بيليكيان في مجال الدراسات الشكس ...
- التراث الأرمني و الحضارة الأرمنية
- الأسرار المحفوظة في أحفورة لغوية
- تحالفات الأضداد
- إتفاقية سايكس-بيكو أيار 1916
- مصلحة أمريكا في صيانة أمن الخليج العربي
- شيء من التاريخ عن العلاقات العربية-التركية
- المسؤولية الأخلاقية في شحة مياه الأنهر العراقية
- بروتوكولات حكماء الأناضول


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آرا دمبكجيان - الشخص الذي أعطى أتاتورك أسمه