أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آرا دمبكجيان - الأسرار المحفوظة في أحفورة لغوية















المزيد.....

الأسرار المحفوظة في أحفورة لغوية


آرا دمبكجيان

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 08:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


للبروفيسور هوفهانيس إ. بيليكيان
ترجمة آرا دمبكجيان

في تقديمها للكتاب الجديد، ذكرتْ الكاتبة الأنكليزية أدوينا جارلز ما يأتي:

نشر "تجَمّع الأرمن في أوروبا" كتاباً جديداً للبروفيسور هوفهانيس إ. بيليكيان بعنوان "دراسة في أصول ال HAI ، أول الشعوب". و أسم الكتاب بالذات يبرر الإشادات المُسْهَبَة التي نُشِرَتْ على غلاف الكتاب من مصادر متنوعة. و في أدناه عدد منها:
"ثوريٌّ إيجابي...رجل بنبوغ أصيل" هيو كراتويل، العميد السابق للمسرح البريطاني، و مدير الأكاديمية الملكية للفن الدرامي، مهد العمالقة في المسرح البريطاني و صناعة الأفلام؛
"إن بيليكيان رجل ذو ثقافة و معرفة كبيرتين ... و تجتمع لديه معرفة عميقة الجذور في الآداب و الفنون مع الأدراك الأنتقادي المبدع للعلوم الأجتماعية، كل هذه مجتمعة تجعله مؤهلاً بتفوّق لإنتاج عملٍ ذي نوعية عالية و أهمية كبيرة." البروفيسور س. ر. بادكوك أحد الرواد في علوم الحياة الأجتماعية من مدرسة لندن للأقتصاد في جامعة لندن University of London - London School of Economics.


يعود الفضل في نشر الكتاب الى الشاعر السيد كارو هاكوبيان رئيس "تجمع الأرمن في أوروبا" الذي كتب "المقدمة" باللغات الأنكليزية و الأرمنية و الروسية. يقع النصف الأول من الكتاب باللغة الأرمنية و النصف الثاني باللغة الأنكليزية.


تمضي الكاتبة أدوينا جارلز و تذكر: " بأسلوبٍ مدهش و بأصالة تامة لا تحاكي أو تقلِّد أحداً، سأل البروفيسور بيليكيان سؤالاً بسيطاً غير متوقعٍ؛ عندما يؤكد الأرمني بلغته الأرمنية – يس هاي أيم = أنا هاي (و تعني "أنا ارمني" في اللغة الأرمنية)، ما هو المقصود بهذه الجملة؟ لقد أخذ هذا السؤال البروفيسور في رحلة فريدة للإكتشاف العلمي في غياهب التاريخ القديم، بدءاً بفترة ما قبل التاريخ، و بأستخدام منهجيات ميكانيك الكم المتبع في المركز العلمي في سويسرا، بقصف كلمة هاي كنواة ذرة (و لو كنواة لغوية بعد أستعارة المعنى) بسيل من الألكترونات (أيضا بأستعارة المعنى) ثم أكتشاف جزيئات شبه ذرية (أيضا بأستعارة المعنى / فوتونات) التي تُنير حضارياً أصول البشر و اللغة.
ببساطة، لا يوجد كتاب آخر شبيه له.



يُعَرِّف البروفيسور بيليكيان، و لأول مرة في النظريات اللغوية، مبدأً جديداً و أستثنائياً يُسَمِّيه متحجر لغوي Linguistic Fossil (أو أحفورة لغوية) على عموم التاريخ الطبيعي مبرهناً صحة نظرية التطور الداروينية، على الرغم من معارضته لرأي داروين (لعدم كون رأي الأخير علمياً كفاية) فيما يخص أن الجنس البشري قام من الأراضي المسطحة و السهوب البطحاء في أفريقيا
(Savannah). يبرهن البروفيسور بيليكيان، و بالدليل، أن أشباه البشر humanoids قد كوَّنوا شعوباً في الأراضي الجبلية فقط (المرتفعات أو الهضبة الأرمنية) إذ تعتبر أسرارها تحدياً حيوياً لتطور ذكاء الأنسان، من ناحية حجم الدماغ آنئذٍ، و دخول اللغة في ذلك المعترك منذئذٍ.



إن مجموعة البروفيسور من الأحفورات اللغوية تنوِّر ثقافياً و تبرهن تكراراً أن التطور اللغوي و العلاقات اللغوية تمتد عبر آلاف السنين من فترات قبل التاريخ أو حتى العصور التي سبقت عهد التاريخ المدوَّن مباشرة. فهي النظرية الوحيدة التي ليست طارئة على التاريخ- بمعنى آخر، أنه لا يهم اذا كانت أولى اللغات قد برزت الى الوجود قبل 200,000 سنة- و هي الفرضية غير المبرهنة في العقيدة العلمية؛ أو حتى قبل 10,000 سنة وهو التاريخ الأفتراضي لأولى الأقتصاديات الزراعية المتوطنة.



إن أكتشاف البروفيسور بيليكيان للأحفورات اللغوية غير الأعتيادية تُلقي الضوء على تكوين لغة المخاطبة الأنسانية. فقد كان لي شرف حضور المؤتمر الصحفي الذي أقامه البروفيسور بيليكيان لتبيان هذه الأحفورة التاريخية التي لا تقَيَّم و التي قدَّمها الى العالم. أقدِّم هذا الأكتشاف العلمي بكلمات البروفيسور بيليكيان بنفسه:



إن هذه الأحفورة الفريدة من نوعها قد تم حفظها في اللغة الأرمنية فقط من دون لغات العالم لمدة عشرات الآلاف من السنين من التطور التاريخي للبشرية، و بصورة لا تصَدَّق، من تلك الدقيقة الأولى من الوعي اللغوي، و بالتالي الخلق اللغوي. إن أساس النظرية اللغوية المعاصرة هو أن الكلمات الأولى التي خلقها مجتمع شبيه الأنسان humanoids تصف الهُوية الأجتماعية و العملية الجنسية. و هذه الكلمات بالذات قد أُسِرَتْ تاريخياً و حُفِظَتْ في هذه الأحفورة، ليست فقط ككلمات متشابهة ذات أصل واحد، لكنها تطوَّرت نشوئياً و بصورة أعجازية للجذر الأصلي للكلمة.



أن الجذر Ai (يُلْفَظُ مثل الحرف I ) الذي أُسَمِّيه الأُنموذج الأصلي أو البِدئي لوحدات الكلام الصغرى، صرخة أو صيحة الحياة في حالتي الألم و المتعة. و من دون أكتشاف هذا اللفظ لأصبحت لغة التكلم الأنساني مستحيلة ببساطة؛ بكلمات أخرى، شكَّلَتْ جميع اللغات البشرية (الهند-أوروبية و السامية و غيرها) تطورات محيطية عن مركز الأنموذج الأصلي أو البدئي الحرف A .



عندما تُلفَظ Ai بصورة توكيدية معَبِّرة عن علامة سوسورية (نسبة الى العالم اللغوي السويسري Ferdinand de Saussure 1857-1913 ) للهوية الفردية أولاً ثم الهوية القبلية،
أي المجموعة، ثانياً. أي عندما نقول "أنا H-Ai ، بمعنى (أنا أنتمي الى مجموعة Hai القبلية أو الشعبية) أي (أنا أرمني حسب اللغة الأرمنية المعاصرة)، فهي تمتد طبيعياً الى كلمة Ai-r التي تعني باللغة الأرمنية "رجل أو ذكر". إن الكثير من الدول و المدن و المواقع الجغرافية قد نُسّبَتْ الى الجذر Ai-r "آير"، على سبيل المثال British Isle of Man أو Ire-land أو Ira-q أو Ira-n ، و كلها تحتوي على الجذر-الأحفورة Ai-r من اللغة الأرمنية و تعني بالخصوص
Countries of man.



و يعطي الجذر نفسه مع طريقة التلفظ نفسها باللغة الأرمنية معنى كلمة "كهف = Cave" حيث عاش الأنسان البدائي Homo sapiens و أنشأ أولى مراحل الحياة المستقرة التي أصبحت نواة المجتمعات الأقتصادية.



و كلمة "Air = آير" هي جذر الكلمة الأرمنية Air-el ، بمعنى حرق أو تصنيع النار، و هذه هي أولى التكنولوجيات التي تعلمها الأنسان البدائي (و حسب الميثولوجيا الأغريقية التقليدية فقد سرق بروميثيوس النار من الآلهة لإعطائها الى البشر كهدية إلهية) كبداية لجميع التكنولوجيا الأحتمالية المستقبلية.



للتعبير عن الهوية الإنتمائية للجذر نفسه تتشكل كلمات مختلفة مثل H-Ai-r بمعنى أب أو والد في اللغة الأرمنية. و بإضافة البادئة M يتكون لفظ موثق في اللغويات تحدد الأمور الخاصة بالأمومة، فتتشكل كلمة M-h-ai-r التي تعني الأم.



لا أستطيع شخصياً أن أؤكد أكثر أن هذا التعقيد المتميز قد حُفِظَت بطريقة إعجازية في أحفورة لغوية و في اللغة الأرمنية فقظ، و لا تزال حيّة و فعّالة في اللغة الأرمنية المعاصرة كأحفورة ضمن علم دلالات الألفاظ و تطورها، عارضاً و مُظْهِراً تاريخ نشؤ الجنس البشري من أولى لحظاته التكوينية.



و ختاماً، فأن كلمة HAI التي تدل على الهوية الأرمنية في اللغة الأرمنية قد حفظت طبقاتٍ متعددة من السجلّات الأحفورية عن أصل الجنس البشري، بدءاً مما أدعوه صرخة الحياة (Ai) الى الهوية الشخصية و الأجتماعية و القبلية (شعب ال HAI )، الى الكهف/المنزل الأبتدائي ( Air) و الرجل(Air) و تكنولوجيا صناعة النار(Air-el) ، و الذكر (Air) ، و الأم/الأنثى (Mhair) الى آخره. و أخيراً و ليس آخراً، خلق اللغة بذاتها، إذ يعتبر أكبر هبة من قبل نظرية داروين في التطور و الأختيار الطبيعي.



إن الأنموذج البدئي للأحفورة H-AI قد حُفِظَت أيضاً في كل لغة قديمة؛ فعلى سبيل المثال، في اللغتين العربية و العبرية تعني كل شيء (حي) أو على قيد الحياة. و في اللغة الصينية (بإختلاف اللهجات) تعني (بحر) و الظرف (الآن) و بعد إضافة رمزٍ معين اليها تعطي معنى (طفل). في الوقت نفسه، يقول ملايين اليابانيين (نعم) لبعضهم بكل ثقة كل يوم و بملايين المرات باستعمال كلمة (hai) . تعتبر اللغة اليابانية هي الوحيدة التي تُنطَقُ فيها كلمة HAI = نعم، بصورة إيجابية و مؤكدة كلما جرى أستعمالها.
-------------


في ختام تحقيقها عن مقالة البروفيسور بيليكيان ذكرت الكاتبة الأنكليزية أدوينا جارلز "بقيتُ مندهشة و غير متمكنة من النطق فأسرعتُ الى الدار للكتابة عن هذه الحادثة الزلزالية في تاريخنا الإبداعي المعاصر التي ستظل أمواجها و مضاعفاتها المستقبلية في العقود القادمة."



البروفيسور هوفهانيس إ. بيليكيان رجل متعدد جوانب الثقافة، إنسايكلوبيدي، يحمل شهادات جامعية مختلفة في مواضيع متعددة، منها علم النفس، علم الأجتماع، الأدب الأنكليزي، علم دراسة الأجناس البشرية. و هو شاعر و مؤلف موسيقي و نحّات و أكاديمي و مؤرخ و مختص في علم اللغات و مخرج مسرحي. و هو عضو في المعهد الملكي لبريطانيا العظمى و إيرلندا لدراسة الأجناس البشرية، ألَّفَ عدداً من الكتب في المسرح الياباني التقليدي و السينما الأرمنية. و هو عضو دائم في أجتماعات جامعة لندن، و عضو في الهيئة الأكاديمية لمعهد لندن للآداب، أستشاري للمهرجان الدولي السنوي لموسيقى الكيتار في جارلتون كينكز كولجستر (بريطانيا).

يُتقن اللغة الأرمنية التقليدية (غير المستعملة اليوم)، اليونانية، اللاتينية، العربية، العبرية، الألمانية المعاصرة، الفرنسية و بعضاً من الروسية و الصينية إضافة الى اللغة الأنكليزية.
... هذا كله غيض من فيض مؤهلات البروفيسور بيليكيان.

البروفيسور هوفهانيس إ. بيليكيان أرمني عراقي من مدينة الموصل.



#آرا_دمبكجيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالفات الأضداد
- إتفاقية سايكس-بيكو أيار 1916
- مصلحة أمريكا في صيانة أمن الخليج العربي
- شيء من التاريخ عن العلاقات العربية-التركية
- المسؤولية الأخلاقية في شحة مياه الأنهر العراقية
- بروتوكولات حكماء الأناضول


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آرا دمبكجيان - الأسرار المحفوظة في أحفورة لغوية