أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - من تاريخية صراع الهوية في العراق المعاصر (3- 5):















المزيد.....


من تاريخية صراع الهوية في العراق المعاصر (3- 5):


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 14:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لكن في زمن الجمهورية الثالثة (9 نيسان 2003- ولحد الآن) انعكست الآية وانهزمت العروبية أمام العراقوية كرد فعل لما مارسته من إضطهاد طيلة القرن المنصرم الملكي والجمهوري.. وحتى العراقوية السائدة الآن تجلت في فكرها الأضيق والمتمثل في عدم الانفتاح نحو الأرحب وهو الانتماء إلى الأمة العربية وهو بمثابة رد فعل معاكس للسياسات العروبية. وهذا الموقف غير صحيح بالمطلق.
وبالعودة إلى الموضوع الأرأس.. فقد تمحور النزاع في ماهية الهوية الجماعية للعراق المتمركز في التساؤل الأرأس وهو:
{ لمن الأولوية ؟؟ لعراقية العراق أم لعروبة العراق ؟؟ }
رغم أن أتباع النزعة العراقوية، كما اشرنا سابقا، هي الاكثر عددياً، وتمثيلاً للتنوع الاثني العراقي وأبعد تاريخياً إذ تمتد إلى الحضارات الرافدينية الأولى. وتمثل من الناحية المنهجية الولوج من الخاص إلى العام دون أهمال أو تناسي علاقة الأغلبية السكانية بالانتماء للقومي العربي.. بمعنى دمج الفكرتين الوطنية والقومية في صيرورة حراكية واحدة ومنطلقة من أولويته الخاصة.
كما أن العراقوية أكدت، وهذا ما ميزها عن النزعة االعروبية، على الحاجة للعدالة الاجتماعية والتعددية الثقافية ومعالجة الاختلالات فيها، ولهذا فقد جذبت عدداً كبيراً من الأتباع وخصوصاً من النخبة الثقافية العربية ومن القوى الكردية والأغلب من القوى الشيعية المتعلمة والمجموعات الأثنية و الدينية كاليهود والمسيحيون والمندائيين والأيزديين والطبقات الوليدة العمالية والمهنية.
بمعنى آخر أن العراقوية الحقة "... غير منغلقة على ذاتها بل منفتحة على الهويات الاقليمية المحيطة بها. يتوجب التذكير بأننا قد تعودنا على الشعور بالتناقض بين الانتماء للهوية العراقية والهوية العربية. ان هذه الاشكالية تعود الى الفكرة السيئة التي أشاعها العروبيون باعتبار الانتماء الى (الامة العربية) يجب أن يلغي الانتماء الى العراق، لأن (الروح القطرية) مناقضة لـ (الروح القومية!!)، بينما الحقيقة تقول اننا يمكننا بكل عقلانية أن نمنح هويتنا الوطنية أبعاداً لهويات محيطة عديدة. ان العراق مثل أي بلد في العالم يمكنه أن ينتمي لهويته الوطنية وبنفس الوقت الى هويات كبرى مكملة : العربية والشرق الاوسطية والاسلامية والبحر المتوسطية والانسانية... ". في الوقت نفسه تركز العروبية وتنطلق من العام (القومية العربية) إلى الخاص (الوطنية العراقية) وضرورة أنصهار الأخير في بوتقة الأمة (العام) رغم الظروف المتباينة بل حتى المتناقضة، في مستويات النضج والارتقاء الاجتصادي والسياسي والفكري والحضاري بين الدول العربية. وهي بهذه الدعوة تحاول حرق مراحل التطور وقانونياته وسنن الإرتقاء، بخاصة ان بعض هذه الدول لم تخطو سوى خطوات قليلة في صيرورة بناء الأسس المادية لنموذج الدولة/الأمة في الوقت الراهن، حيث لا يزال نظامها السياسي يعيش ، في بعض الجوانب، في مرحلة ما قبل الدولة ، كدولة العشيرة في السعودية أو دولة الأسرة كما في دول الخليج، التي تعطي للولاءات الدنيا موقعا أعلى من موقع الهوية الوطنية فيها كالروابط القائمة على أساس رابطة الدم ( القبلية والعشائرية والأسرية). بمعنى آخر فإن :... الظواهر الراهنة في الواقع القومي العربي نلمس وجود تفاوت سياسي وقتصادي بين مجموع الاقطار العربية التي تتشكل منها البنية القومية العربية الواسعة ... ".
كما ان علاقات الانتاج في أغلب البلدان العربية، لا تزال الغلبة فيها لانماطها ما قبل الرأسمالية، ولم تنتقل إلى نظام اجتماعي قائم بذاته، بل ذات انماط اقتصادية متعددة من جهة ، وان مستوى تطور القوى المنتجة لا تزال ضعيفةً وليس ما يؤهلها لأجل تبني الفكرة القومية، كما كانت عليها أوربا آثناء توحيدها وبصورة خاصة ألمانيا وايطاليا وغيرها من البلدان التي ولجت التشكيلة الرأسمالية.. ناهيك عن التشابه في اقتصاديات الدول العربية من حيث بنيتها التقنية والقطاعية.أما من الناحية السياسية فإن انعدام التداول السلمي الحقيقي للسلطة بين المكونات الاجتماعية المختلفة ميزتها الأرأسية، بل حتى ان بعضها يمكن أن نطلق عليه دولة القبيلة، وحتى جمهورياتنا العربية الحديثة تحولت إلى البعد الوراثي وأمست جمهوريات وراثية.
وأمام هذه الظروف وصعوبة تجاوزها في الأمد المنظور، وتجاهلاً لمستلزمات قوانين التطور وسننه الموضوعية، لذا تم تبنى التيار العروبي، في المشرق العربي تحديدا، فكرة الانقلابية العسكرية كوسيلة للوثوب إلى السلطة، لعدم قدرته لتسنمها من خلال الديمقراطية البرلمانية والتداول السلمي لها.. بغية تحقيق فكرتها العروبية، وذلك بالاعتماد على القوة والعنف المادي والمعنوي، وعلى وفق الطريقة البسماركية، متناسين أن ألمانيا كانت قد قطعت شوطاً لا بأس به في صراعها مع النظام الاقطاعي، وتكلل هذا بهزيمته وفتح الابواب على مصرعيها لسيادة النظام الرأسمالي في عموم البلد وبالتالي انهت إلى الأبد الدويلات الاقطاعية.
كما تجلت هذه النزعة حول الهوية الجماعية وأشتدت بقوة عندما، بخاصة، لم تجعل الحكومات القومانية، ، ملكية كانت أم جمهورية التي سيطرت على مقدرات العراق المعاصر، "... من أولوياتها تأصيل قيم المواطنة والعدالة والتسامح. وكانت هذه غائبة، بنسب متفاوتة، في سياسات وممارسات الحكومات المتعاقبة التي أدارت تلك الدولة منذ العام 1921... ". وعلى الخصوص عندما تم، في عام تأسيس الدولة العراقية 1921، الشيوع الواسع الانتشار العلني لشعار شعب عراقي واحد والعراق للعراقيين، الذي أكثر قبولاً من شعار شعب عربي واحد الذي رفعه القوميون العراقيون من الشباب المثقف والذي كان يحظى في بعض الآحيان بدعم مثلث الحكم وفي غالب الآحيان من الملك نفسه"، عسى ان يعيد للعائلة الهاشمية عرشها المفقود في الحجاز وسوريا. ولقد اقترنت، من الناحية التاريخية، ظهور الفكرة القومية بالعراق مع جملة من الظروف المحلية والعالمية، تفاعلت جدليا مع زمكانيتها( الزمان والمكان). وقد تمثلت هذه الظواهر الأرأسية في:
- اندماج الاقتصاد العراقي بالسوق العالمية، بخاصة في مطلع القرن المنصرم، تمثل في ظهور تراكيب ونزعات جديدة للتفكير تسامت، إلى حدٍ ما، عن الهويات الفرعية وتناغمت مع الهوية العروبية الجامعة ؛
- كما كان من نتائج عالمية الاندماج التعرف على الافكار القومية الأوربية التي وحدت بعض اقطارها ؛
- تواجد الضباط العراقيين في الجيش العثماني منذ نهاية القرن التاسع عشر، عندما درسوا في الاكاديميات العسكرية أو/و تواجدوا في الثكنات العسكرية العثمانية في بعض البلدان الاوربية ؛
- ومن خلال اختلاطهم باقرانهم من الضباط الأتراك الذين تأثروا بالافكار القومية وبخاصة جماعة الاتحاد والترقي. مما حفز أغلب الضباط العراقيين في الجيش العثماني على تبني هذه الأفكار القومية.
ومما يدلل على ذلك هي أن غالبية هؤلاء الضباط هم "... من وجهة النظر القومية، عربية ومسلمة، ومن وجهة النظر الاجتماعية، منحدرة من خلفيات متواضعة وقد أختارت العمل في الجيش. وقد ذكر أن من بين (113) قومياً عربياً ناشطا في عدة منظمات في الاستانة، كان واحداً فقط مصرياً و18 عراقياً والبقية من سوريا الكبرى، ومن بين ال 94 سورياً (51 من سوريا و22 من فلسطين و21 من لبنان) كان عشرة فقط عسكريين. في حين كان جميع العراقيين الثمانية عشر ضباطاً عسكريين... ".
كما تؤكد دراسة أكاديمية أخرى، هذه المحصلة، من أن بروز، الفكرة العروبية في العراق بدأت عندما اتجه "... الشباب العراقي بالدخول في المعاهد المدنية والعسكرية في القسطنطينية. وحدث هذا التطور في الوقت ظهرت فيه الاتجاهات القومية العلمانية في الاقطار العربية عامة، لا سيما في مصر وسوريا الكبرى. وفي السنوات الأخيرة من حكم السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1908)، أخذ الكتاب العرب ينشرون أفكاراً عن دولة عثمانية فدرالية تتمتع فيها الولايات المختلفة بدرجة ما من الحكم الذاتي. وشارك الضباط العرب العاملون في الجيش العثماني مشاركة بارزة في ثورة تركيا الفتاة في عام 1908 ... ونتيجة ذلك تأسست عدد من الجمعيات السرية العربية، وكانت أهدافها تتراوح من مجرد اللامركزية الادارية في الولايات العربية إلى الانفصال التام عن لامبراطورية ... ". ( التوكيد منا- الناصري).
وكما قلنا سابقاً، فقد أشتدت النزعة العروبية بعد عام 1916 عند انطلاق ما يسمى (بالثورة العربية)، بخاصة بعدما ساهم بها الضباط العراقيون بقوة متميزة مقارنة بالضبط العرب الاخرين والتي تمت بالتعاون مع بريطانيا بالاساس .. وهو ما يتماشى مع الاستراتيجية البريطانية آنذاك التي وعدتهم رياءً بتكوين الدولة المشرقية العربية الموحدة بقيادة الشريف حسين شريف مكة. كما اشتدت هذه النزعة بعد الاتفاق البريطاني الضمني مع الملك فيصل الأول عام 1919( وكان أحد بنوده الاتفاق مع رئيس الصهيونية العالمية آنذاك على عدم الممانعة من تحقيق وعد بلفور) بتعينه ملكاُ على العراق بمساعدة الضباط الشريفيون (هم بالتحديد من ساهم مع بريطانيا في الثورة العربية وخدموا مع فيصل الأول عندما كان في سوريا قبل طرده من قبل فرنسا عام 1920)، حيث سلمتهم قوى الاحتلال الأول (1914-1932) المفاتيح المركزية للسلطة في المملكة العراقية على وفق نتائج مؤتمر القاهرة المنعقد عام 1921، الذي تم فيه معالجة 4 قضايا مركزية، وبقدر ما يخص العراق ، تمحورت حول المواضيع الساخنة آنذاك وهي :
- علاقة الدولة العراقية الجديدة ببريطانيا من حيث النفقات ؛
- شخصية من سيتولى حكم هذه الدولة ؛
- نوع وشكل قوات الدفاع في الدولة الجديدة التي ستتمتع بمسؤوليات أوسع في الدفاع عن نفسها ؛
- وضع المناطق الكردية وعلاقتها بالعراق.

النزعة العراقوية :

لقد ظهرت النزعة العراقوية (الوطنية) تأريخياً، خلال الفراغ السياسي الذي خلفه سقوط الحكم العثماني بالتزامن مع اشتعال الانتفاضات الشعبية في الاعوام 1918-1920 ، بغية تجسيد الفكرة الاستقلالية "... وممارسة الأمة شؤونها بنفسها عن طريق نوابها المنتخبين من قبلها، فعملت من أجل الهدفين معاً، وعملت على تحقيقها جنباً إلى جنب، فكانت أول مطالب الحركة الوطنية في الشهر الأول الذي بدأ عهد ما بعد الحرب، الاستقلال التام والحكم الدستوري النيابي، ففي الاستفتاءالذي أجراه الحاكم الملكي العام، بالنيابة في شهري كانون أول ( ديسمبر)سنة 1918 وكانون ثاني (يناير)سنة 1919، عبرت المدن الرئيسية التي كانت تعتبر من مراكز الحركة الوطنية (بغداد والكاظمية وكربلاء والنجف) عن طلبها الاستقلال وأن يكون الحكم مقيداً بمجلس منتخب من أهالي العراق... " . لقد عبر عن هذه الفكرة ودعمتها بقوة آنذاك، من قبل مجاميع اجتماعية عديدة. متخذين من الدعوة إلى تحقيق الوحدة الوطنية العراقية منطلقاً، ذات الشقين:
- وحدة المسلمين مع غير المسلمين؛
- ووحدة المسلمين أنفسهم ( أي بين الشيعة والسنة).
لكن، لم تسمح قوى الاحتلال الأول ولا النخبة العروبية الحاكمة لمثل هذه التحالفات أن تدوم طويلاً ولذا لم تكتسب بعدها الوطني الدائم المرتكز على تعزيز الهوية الوطنية، لأنها لو استمرت وبخاصة وحدة المسلمين لأسست"... بدورها الشرعية المطلوية إلى قيادة سياسية تمثل مختلف الطوائف. إذن الخلافات والمناورات السياسية التي ظهرت فيما بعد كانت دليلا على عمق الاختلافات بين المجموعتين... ".
في الوقت نفسه عمقت فكرة الوحدة الوطنية العراقية المتبناة من النزعة العراقوية، واقع الصراع بين أجنحة الادارة البريطانية المحتلة للعراق بين:
- بين أنصار التبعية المباشرة (أتباع المدرسة الهندية) ؛
- ومناصري التبعية غير المباشرة (أتباع المكتب العربي بالقاهرة) .
ولقد رجحت الانتفاضات الشعبية وبخاصة (ثورة) العشرين، فكرة تأسيس الدولة العراقية وبروز الوطنية العراقية، التي كانت تحديا مستترا للرؤية العروبية، من خلال تعبيرها عن التنوع الاجتماعي والأثني والديني والثقافي العراقي.
واعتقد أن جدل هذه الإشكالية (تحديد الهوية الجماعية للبلد) وعدم حلها جذرياً، كانت من المسببات الأرأسية لعدم الاستقرار الاجتماسياسي طيلة فترة ما بعد تأسيس الدولة العراقية وإلى الوقت الحاضر، بخاصة في زمن الجمهورية الأولى (14 تموز 1958-9 شباط 1963)، عندما تنازعت النزعتان اعلاه، فكريا وماديا مما أدى إلى إضعافهما على المدى البعيد، بل حاولت عمليا النزعة العروبية إجتثاث، إن جاز التعبير، الطرف الآخر عمليا، بغية استمرارية الهيمنة لأحد الطرفين وهي العروبية بردائها الآحادي (السني ) للفترة الماضية، والعراقوية بردائها ايضا الآحادي (الشيعي) في الجمهورية الثالثة( 9 نيسان 2003- إلى الوقت الحاضر). وكليهما، حسب اعتقادي، ينتابهما خلل بنيوي في أوالية فكرها ومنظومة معاييرها ونظرتها من الأزمة البنيوية، وقد تمثل ذلك في النظرة الضيقة والرؤية المصلحية، عندما ركضت الأولى إلى الأمام وتلحفت الثانية بالهوية الفرعية المذهبية.
وتأسيسا على تاريخية هذا الصراع، وكما رصدنا سابقاً، حسب رأي المستنبط والمستنتج من تاريخية الحركة السياسية لعراق القرن العشرين وإلى الوقت الراهن، فقد ظهرت هاتان النزعتان ووسمتا ولا تزالان، هذا الحراك السياسي وصراعاته مع ذاته أو/و مع المكون الآخر وقد أنطلقت كل منهما:
- الأولى من أولوية عراقية العراق ذو المكونات الاجتماعية والاثنية المتعددة ؛
- الثانية، أنطلقت من أولوية عروبة العراق .
ومن الضروري التنويه إلى أن هذا الصراع منذ بداياته في المرحلة الملكية، كما يعتقد أحد الباحثين "... حول مسألة الهوية، التي تتراوح بين (العربية) و(العراقية) كانت محصورة على نحو رئيس ضمن المستوى النخبوي السياسي، فعلى مستوى الطبقات الفقيرة والأمية، التي شكلت السواد الأعظم من السكان، فإن مسألة الهوية كانت موضوعاً نخبوياً بعيداً عن نطاق اهتماماتهم الحقيقية ولا يعطونه أهمية كبيرة ناهيك عن المزيد من الولاء... ". وهذا أمرٌ طبيعي طالما ان النخبة المثقفة تعتبر حاملة الافكار المستقبلية.
لقد اقتبس، كما نوهنا، التيار القومي الفكرة القومية بمفهومها الغربي (وبخاصة النموذج الالماني) منذ نهاية القرن التاسع عشر وأخذت شكلها الواضح، غير المتبلور، قُبيل الحرب العالمية الأولى، بعد تفاقم عسف الدولة الاستبدادية الطورانية التركية وبخاصة بعد الانقلاب العثماني الأول عام 1908 وسيطرة جمعية الاتحاد والترقي على السلطة.. باعتبار أن الفكرة القومية عبرت آنذاك عن الاماني لاجل السلطة اللا مركزية للعرب ضمن الدولة العثمانية.
الهوامش:
45 - أهمية الهوية العراقية موقع ميزوبوتاميا، http://www.mesopot.com
46 - عزيز السيد جاسم، جدل القومية، ص. 141، مصدر سابق.
47 - سعد محمد رحيم، المثقفون: الحلم العراقي وهوية الدولة، الحوار المتمدن في7/7/ 2014
48 - د. وميض جمال عمر نظمي ،الجذور السياسية ص.139، مصدر سابق.
49 - د. مظفر عبد الله الامين ، جماعة الاهالي ،ص، 17، مصدر سابق.
50 - " ... يبدو أن فكرة التعاون مع الانكليز لتحقيق استقلال العرب، كانت مغرية على الأقل، لبعض الضباط العراقيين . ففي أيلول/سبتمبر 1915، ترك الملازم الأول محمد شريف الفاروقي صفوف العثمانيين وسلم نفسه إلى السلطات البريطانية في مصر. وقد إدعى أنه جاء بالنيابة عن ضباط (العهد) لكي يجري مفاوضات مع الانكليز. وقد جرى لقاء بينه وبين جهاز الاستخبارات التابع لوزارة الحربية البريطانية في القاهرة في 12 أيلول/ سبتمبر 1915..." وبعد هذا التاريخ اصبح الفاروقي ممثل الملك حسين لدى الانكليز بالقاهرة. راجع د. وميض جمال عمر نظمي، الجذور، ص.145، مصدر سابق. بعد ذلك تعززت صلة فيصل الأول بالبريطانيين حتى أصبح أحد اللاعبين الأساسيين في المشروع البريطاني في المنطقة برغم التفاوت في عناصر القوة التي يمتلكها مقارنة بهم، مما أدى بالفرنسيين أن يروا فيه (جنديا بريطانياً) حسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي كليمونصو حتى اصبح "... شخصاً أكثر استقامة واخلاصاً وأشد رغبة في التعاون مع الحلفاء في وقت السلم كما في وقت الحرب...". كما صرح رئيس وزراء بريطانيا في مجلس العموم. للمزيد راجع د. عبد المجيد التكريتي، الملك فيصل الأول ودوره في تأسيس الدولة العراقية الحديثة 1921-1932، دار آفاق عربية ، بغداد 1991.
51 - مؤتمر القاهرة: عقد في 12 /3/ 1921 برئاسة وزير المستعمرات آنذاك تشرشل، لتحديد كيفية إدارة البلدان الشرق اوسطية التي احتلتها بريطانيا وفرنسا وتقاسموها.. وساهم المندوب السامي البريطاني بالعراق برسي كوكس في المؤتمر بعد اصطحابه كل من جعفر العسكري وساسون حسقيل وزيري الدفاع والمالية في الحكومة المؤقتة الأولى ( 27/10/ 1920 - 9/9/1921) برئاسة عبد الرحمن النقيب، بصفة مستشارين وكذلك مندبوبي المكتب العربي في القاهرة من ضمنهم مس بيل. وكان الملك فيصل الأول اثناء انعقاد المؤتمر في القاهرة، لكنه لم يشارك فيه. راجع للمؤلف، الجيش والسلطة، ص. 133. مصدر سابق.
52 - ومن أهم الانتفاضات التي حدثت خلال هذه الفترة كل من: انتفاضة النجف 1918، وانتفاضة محمود الحفيد في السليمانية 1919، وكانت أهمها تأثيرا على البريطانيين هي انتفاضة (ثورة) العشرين في الفرات الأوسط وتلعفر. حيث تم تحقيق الوحدة الوطنية. إذ " أقدم الوطنيون العراقيون على خطوة مبتكرة لم يكن لها نظير في تاريخ العراق الحديث، حيث جاء المشهد الذي لا سابق له، على حد قول المخابرات البريطانية، عندما كان المسيحيون البغدادبون يمارسون بعض طقوسهم الدينية. فقد قام وفد من المحمديين (يتألف من ابو التمن والداود وآل بازركان وغيرهم بجمع فريق من الشباب السنة والشيعة (المتنورين) الذين أخذوا يرمون الورود والماء المعطر على الموكب أثناء مروره ويهتفون : عاش محمد سيدنا المسيح، عاش اخواننا المسيحيون،عاشت الوحدة العراقية،عاشت الوحدة الوطنية) وقد اجاب المسيحيون بمن فيهم القساوسة: عاش اخواننا المحمديون، عاش العرب ..." مستل من د. وميض جمال عمر نظمي، ص. 364، مصدر سابق.
وكما ذكرنا سابقاً فهذه هي المرة الأولى في التأريخ يتجسد الانسجام الشيعي / السني. ولكنهما توحدا ثانية ونسقا اعمالهما في زمن الجمهورية الأولى بغية الاطاحة بحكم الزعيم قاسم ذات القاعدة الشعبية، إذ عبر المكون (الشيعي)عن مصالح الاقطاعيين والملاك الكبار والتجار الكمبرادور التي افقدت ثورة تموز مصالحهم المادية والاجتماعية السياسية، وعبر المكون (السني) عن قوى الردة التي فقدت إستئثارها بالحكم، لأن الثورة قد حققت ، نسبياً ، مساهمة اغلب المكونات الاجتماعية في القرار المركزي للسلطة.
53 - حسين جميل، الحياة النيابية في العراق 1925-1946، منشورات مكتبة المثنى، بغداد 1983. مستل من د. عبد الحسين شعبان، جذور التيار،ص. 172مصدر سابق. ومن الملاحظ في هذا الاستفتاء حدد الاستقلال وأن يكون الحكم مقيدا بمجلس منتخب .. في حين إن الاستفتاءات التي جرت بعد هزيمة ثورة العشرين، ربط بحكم مقيد تمثل في أن يكون أحد أنجال الشريف حسين. ويبدو أن البرطانيين ومعهم الضباط الشريفيون قد روجوا لهذه الفكرة بعد طرد فيصل من سوريا ، حيث تم ارسال مجموعة من الضباط الشريفيين لاجل الدعاية للملك فيصل بمعونة قوى الاحتلال وقبيل مؤتمر القاهرة المنعقد في آذار 1921. في حين خلت الاستفتاءات السابقة من الربط بين استقلال العراق وأحد أنجال الشريف حسين.
54 - ليورا لوكيتز، العراق ، ص. 91 ، مصدر سابق.
55- راجع حول هذا الصراع للمؤلف، الجيش والسلطة في العراق الملكي، مصدر سابق.
56 - أعتمدت بريطانيا على مكون واحد من مكونات المجتمع العراقي، المكوني السني عند تأسيس الدولة.. ليس محبة بهذا المكون الذي يمثل اقلية كبيرة مقارنة بالمكونات الأخرى، بل بغية جعله محتاج إلى قوة خارجية تسانده في ادامة سيطرته على الحكم وتحقيق المنافع الذاتوية لهما، وتبني الهوية العروبية ليحاول أن تجعل منه أكثرية. وكانت عاقبة ذلك إقامة سلطة تسلطية استبدادية قمعت كل الانتفاضات المطالبة بالعدالة الاجتماعية والتنوع الثقافي والتداول السلمي للسلطة. وهذا ما تم في المرحلة الملكية وكذلك في الجمهورية الثانية (9شباط 1963- 9 نيسان 2003) . أما حالياً وبقدر ما يتعلق بهذا الموضوع، فإن السلطة (الشيعية) تمارس ذات البعد الاقصائي ، والدليل على ذلك مقولة رئيس حزب الدعوة: (ما نطيه بعد) لا نعطيها بعد الآن. وهذا يصب في ذات التفكيكية الانحلالية للكيان العراقي الجيوسياسي.
57- د. عديد دويشا، تاريخ العراق، ص. 185، مصدر سابق..



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تاريخية صراع الهوية في العراق المعاصر (2- 5):
- من تاريخية صراع الهوية في العراق المعاصر (1- 5):
- من تاريخية الانتلجنسيا العراقية :( 8-8)
- من تاريخية الانتلجنسيا العراقية : (7-8)
- من تاريخية الانتلجنسيا العراقية :( 6-8)
- من تاريخية الانتلجنسيا العراقية (5-8)
- من تاريخية الانتلجنسيا العراقية (4-8)
- من تاريخية الانتلجنسيا العراقية :( 3-8)
- من تاريخية الانتلجنسيا العراقية :(2-8)
- من تاريخية الانتلجنسيا العراقية : (1-8)
- عن الجيش والعوائل العسكرية في العراق الملكي: (3-3)
- عن الجيش والعوائل العسكرية في العراق الملكي: (2-3)
- عن الجيش والعوائل العسكرية في العراق الملكي: (1-3)
- 14 تموز سيبقى عيداً وطنياً
- إبراهيم الخياط كمثقف عضوي
- التحليل السياسي والتأريخي لتقارير مديرية الأمن العامة في الج ...
- التحليل السياسي والتأريخي لتقارير مديرية الأمن العامة في الج ...
- التحليل السياسي والتأريخي لتقارير مديرية الأمن العامة في الج ...
- التحليل السياسي والتأريخي لتقارير مديرية الأمن العامة في الج ...
- التحليل السياسي والتأريخي لتقارير مديرية الأمن العامة في الج ...


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - من تاريخية صراع الهوية في العراق المعاصر (3- 5):