أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - حزب عبير موسي لن يكون نداء تونس 2














المزيد.....

حزب عبير موسي لن يكون نداء تونس 2


محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما هرب نابوليون من منفاها في جزيرة ألبا الإيطالية كتبت الصحافة الفرنسية"الوحش يهرب من ألبا" و عندما اقترب من فرنسا كتبت" نابليون يدخل البلاد" و عندما دخل فرنسا كتبت "الإمبراطور يدخل البلاد".
حركة النهضة و نداء تونس راهنا على معطى سياسي متطابق في نزاعهم على السلطة، و هو ما رافق الٍرأي العام الذي دفع بوعي أو تحت ظغط الموجة نحو الإستقطاب. وتحرك هذا الرأي العام متناغما مع ارتفاع حدة أو خبو الإستقطاب الحاصل الذي بدأ بكون نداء تونس أخطر من السلفيين بالنسبة إلى حركة النهضة،و النهضة و النداء خطان متوازيان بالنسبة لنداء تونس، ومحورة هذا الصراع على هذه النقطة(إستحالة التوافق). لاحقا، استطاعت حركة النهضة تمرير التوافق بسلاسة داخل جماعة أبدت الكثير من الإنضباط نسبيا في مقابل تصدّع و تفتت نداء تونس كنتيجة محورية لهذا الإلتقاء.

الإستقطاب، هو النقطة المركزية في المشهد السياسي في تونس. نهاية نداء تونس و أخطاء اليسار الفادحة في مستوى تعاطيه مع خصومه(وتنظيم الصراعات ديمقراطيا داخل مكوناته الجبهوية) نداء تونس بنى ك"حزب مهمة": تحجيم دور حركة النهضة و منعها من التغول و إقصاء مكونات المشهد القديم الذي بقي متماسكا و مستعدا لخوض نزاع بلا هوادة لأسترداد موقعه داخل هيكلية النظام المسيطر. مع وجود تيارات ليبرالية ويساررية برغماتية رأت أن إزاحة حركة النهضة مهمة ملحة تحتاج تجميع أكثر ما يمكن من الخصوم حتى غير منسجمي الروافد و المصالح تحت مظلّة وحيدة و هو العداء لحركة النهضة.

الحدث السياسي الأاكبر في البلاد، هو الصعود الصاروخي لعبير موسي وحزبها و تصدّره نوايا التصويت قبل حركة النهضة. كيف يمكن قرأة هذا؟

أولا:
تأزم الوضع الإقتصادي الذي يدفع شرائح إجتماعية بأكملها نحو المجهول.المناخ السياسي العام الذي تتصدره حركة النهضة وتكوينات سياسية متهمة بالفساد و الإرهاب، والفضائح التي فجرها دائرة المحاسبات وتقرير القاضي الطيب راشد،و تصريحات وزيري الدفاع والداخلية التي صنعت جوّا من الخوف العام يهدد ما يسمى المسار الديمقراطي بأكمله. داخل هذا الضباب الإجتماعي والسياسي المخيم، تحويل الخوف إلى قضية سياسية يصبح أمرا شديد السهولة. ومع ذلك سؤال "لماذا عبير موسي بالذات؟". من المعلوم أن تأجيج الأحقادالسائدة البديل الوحيد لمواجهة الأسباب الحقيقية للقلق الذي يواجه الشعب، خطاب على شاكلة أن حركة النهضة هي العدو الشرير حتى دون تحديد هي عدوة لمن بالظبط، ومسألة كونها شرّا مطلقا غير قابل للإندماج بدل مقولة الشراكة الوطنية والصراع الديمقراطي، خطابا قادرا على التجميع وترجمة الخوف الإجتماعيوالسياسي العام إلى موقف عام لا تقوم فيه عبير موسي سوى بتوجيه إصبع الإتهام إلى العدو والخطر المحدق بالشعب.
ثانيا:
عبير موسي التي تدفع الصراع السياسي مع حركة النهضة نحو الإستقطاب الثنائي من جديد، لا تتوقف على الإلحاح على النقطة الأكثر إحراجا وإيلام لحركة النهضة: خلفيتها الدينية وعلاقتها مع حركة الإخوان المسلمين والإرهاب.حضور بسمة بلعيد زوجة الشهيد شكري بلعيد وقفة احتجاجية لعبير موسي رافعة صورة زوجها الشهيد دلالة رمزية مهمة جدا عن تحول محور الصراع وتركيبه في مواجهة حركة النهضة. ما تقوم به عبير موسي هو تحويل خلفية حركة النهضة الدينية إلى جريمة تحاول الحركة مرارا التبرأ منه. هذا مع استبسال شعبوي ظهر في البرلمان الذي يثير كثيرا المتفرجين المولعين بالفضائح و يشعرون بالملل من المسلسل الرتيب للمشهد السياسي ،جعل من عبير موسي تتحول إلى موضوع يسيل حبر الصحافة وبلاطوهات الإعلام ويصنع من وجدها حدثا سياسي "يرمّزها" كزعامة سياسية قوية قادرة على مواجهة الفشل والخطر المجسّد في حركة النهضة.
ثلاثا:
عبير موسي عدى خطابها العدائي تجاه حركة النهضة، تملك ميزة تنظيمة لم توجد داخل حزب نداء تونس أول التي كانت المعجل في انهياره من الأساس. حزب عبير موسي هو عبارة على نسخة مطابقة من حزب التجمع لا في التسمية فقط، وإنما في تكوين الحزب نفسه. إن كان نداء تونس بني بفكرة تجميل روافد سياسية متعددة دستورية وليبرالية ويسارية، فالدستوري الحر تكتل "صفائي" للتجمعيين. هذه "الميزة" ستجعل الحزب اكثر تماسكا وترابطا في مستوى العلاقات الحزبية وتشابكات المصالح داخل المنتمين إليه.

إلغاء فكرة إستحالة الإلتقاء ولو تكتيكيا مع حزب حركة النهضة، وإحراق كل مراكب العودة في واقع تغيّر فيه وزن حركة النهضة سيواصل دفع الحزب الدستوري الحر نحو الأعلى وسيحدد لاحقا موقع حركة النهضة لا من الحكم فقط بل من المشهد السياسي التونسي بأكمله.الراحل الباجي قايد السبسي الذي نجح في افتكاك لقب "أب العائلة الدستورية" والذي استحال بعد رحيله إيجاد شخصية بوزنه الرمزي والسياسي فسح المجال لصعود الزعامة الكاريزمية العنيدة التي ستجعل المشهد السياسي القادم ناسخا لما قبله.
نساخا في علاقات القوة التي تشهد مشهد الحكم واستتباعاته لا في مستقبل البلاد والغنتقال الديمقراطي. فهو لم يعش أبدا مناخا أسوء من هذا...



#محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث في الجزائر؟..
- النهضة في مواجهة تيارات السلطة
- ضحايا النظام أم ضحايا حركة النهضة؟ : الحصاد المر للإتجاه الإ ...
- موقف الجبهة الشعبية من مسألة الميراث: ضرورات الإنخراط في الف ...
- إتحاد الشغل والسلطة: الصِدام
- إتحاد الشغل و السلطة : الصِدام
- المتغيٍّر السياسي في تونس على ضوء تحوير القانون الإنتخابي
- توافق ورثة نداء تونس على طاولة حركة النهضة
- ردود المنتصرين: مدخل إلى -مفهوم التوافق-
- صراع السلطة و الإتحاد : رسائل يوسف الشاهد الأخيرة
- يهود تونس فاعل انتخابي من باب حركة النهضة
- الإعلام -السلطة- و الإعلام -المتسلّط عليه-
- اللورد و الواعظ و صناعة المشرق العربي الجديد
- إعلان حماس عن مسؤولية -إسرائيل- في اغتيال الشهيد محمد الزوار ...
- الفصل الثاني من الإنتقال الديمقراطي في تونس : المفهوم الناشئ ...
- الدعاية السياسية حين تتحول إلى ثرثرة : الدعوة إلى انتخابات م ...
- مَا بَعْدَ إِعْلانِ مُبادَرَةِ عبيد البريكي : بِنْيةُ المباد ...
- اليَسَاريُّونْ الأخْياَرْ و اليَسَارِيُّون الأَباَلِسَة


المزيد.....




- بيرنز يعود إلى القاهرة وواشنطن تأمل -جسر الفجوة- بين حماس وإ ...
- -الماموث-.. -أكبر مكنسة- لامتصاص الكربون في العالم تدخل حيز ...
- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - حزب عبير موسي لن يكون نداء تونس 2