أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - ’’لقائي بفتى السينما الأسمر-..














المزيد.....

’’لقائي بفتى السينما الأسمر-..


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6739 - 2020 / 11 / 21 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


عاشت السويس أزهى عصورها في فترة الانفتاح الساداتي، حيث كانت مقصدًا للرئيس الراحل السادات مثلما كانت الطفلة المدللة للزعيم عبد الناصر، وكذلك هدفًا لكوكبةً من أهل الفن والرياضة، ذلك أن ميناءها وجمركها لم يكن يمل من حركة العبارات التي تحمل السيارات الوافدة من أرض الحجاز، ومنها تلك السيارات التي كانت تأتي هدايا لبعض النجوم، ولذا فقد تعرفتُ على عدد وافر من أهل الفن، ومنهم من كان حديثي معه قصيرًا مبتسرًا ومنهم من كان حديثي معه أطول قليلاً ومنهم الراحل الفنان أحمد زكي، لا يتفوق عليه إلا الفنان المنتصر بالله من حيث طول الحديث؛ إذ كنا معًا في سفر بدعوة من محافظ طنطا ولهذا حديث آخر.

كان الكابتن فتحي مبروك كابتن النادي الأهلي تقريبًا بعد اعتزاله حيث كنا في بداية الثمانينات من القرن الماضي يصحبه الفنان أحمد زكي، وبالرغم من أن زكي كان زملكاويًا إلا أن مبروك رافقه حيث أن هناك سيارة مشحونة للفتى الأسمر عبر البحر الأحمر قادمة من ميناء جدة على إحدى العبَّارات، رحبتُ بهما ومن معهما حين كان هناك من ينتظرهم من أصدقاء لي ولهم من رجال الجمارك بمقر الشركة التي أعمل فيها والقريب من جمرك السويس كثيرا.

غادر الكابتن مبروك المكتب وجلس في مكتبي الفنان أحمد زكي بشعره الأسود المنكوش، وهو يرتدي بنطلونًا وقميصًا وبلوفر كلهم بلون الأزرق الداكن، وهيَّ نفس ملابسه أو تكاد التي يظهر بها في مسلسل يعرضه التليفزيون المصري له عن قصة لأديب روسيا الكبير دوستويفسكي وضعته في مقارنة مع محمود ياسين الذي مثل تقريبًا نفس الشخصية، وقد حقق فيه نجاحا يبشر بمستقبل واعد لكي يكون نجما عربيا متفردا.

في ذلك الوقت كان الفنان الأغنى والأشهر على الساحة الفنية، وحديث المنتديات هو المطرب الشعبي أحمد عدوية، وكان هناك في الجمارك المصرية نظام يسمح بالإفراج عن السيارات الملاكي الواردة من الخارج بنظام التقسيط على دفعات، وقد تتساءل عزيزي القاريء لماذا أحكي لك كل هذا؟! .. لأن هذا هو محور حواري الذي دار مع الرائع أحمد زكي، البسيط المتواضع، التلقائي.

وضع الساعي أكواب الشاي والماء أمامنا، وكأن أحمد زكي قد خرج من الشاشة لتوه وجلس أمامي، وسألته:
ــ المسلسل جميل جدًا ورائع، والحقيقة جسدت الشخصية باحتراف.
ــ المسلسل ده مثلته من بدري، ولسه بيتعرض دلوقتي.
ــ بس حاز إعجاب المشاهدين.. بس ليه ما بتحاولش يعني، سامحني، تغير شوية من شكلك؟
ــ (مسح شعره بكفه) تقصد أكوي شعري.. وكده؟.. هو لازم يطلع البطل في الأفلام اسمه أحمد وشعره أصفر وعينه خضرة، هو مفيش في الواقع مهندس أو دكتور شعره أسود ومكركت، ولونه أسمر؟!
ــ لأ .. طبعًا فيه..
ــ أهو أنا بأمثل الناس دي، فمش لازم أطلع حلو وأفضل أنادي: "منى"..
ضحكنا.. ونحن نشرب الشاي، ثم سألني:
ــ تعرف حاجة عن نظام التقسيط.
ــ طبعًا أعرف .. بس لمين؟
ــ يا سيدي ليا..
ــ ليك! .. أحمد زكي عايز يقسط جمرك عربية ملاكي..
ــ (فبادرني بذكاء وسرعة بديهة) .. يا عم أنا أحمد زكي مش أحمد عدوية..

وانفجرنا ضاحكين من قفشته الساخنة اللاذعة، ثم عاد إليه الكابتن مبروك واصطحبوه ليدخل الجمرك، وودعته بحفاوة شديدة كأنه صديق قديم..

مضت الأيام وقدم زكي شخصية ناصر فالسادات، ولم يكن للزعيم عادل إمام رأيًا جيدًا فيهما؛ إذ كان مؤداه وفحواه أن هذا تقليد أو ما شابه، وأحسست بالغيرة على صديق اللحظات القصيرة حتى انسل قلمي مدافعًا عنه بمقال نشرته جريدة القاهرة التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة المصرية في عهد الوزير الفنان فاروق حسني، وعنونته: "عادل إمام .. زعيم موضوعي إلا قليلا" أخذتُ أعدد فيه مناقب أحمد زكي، وبراعته في فن التمثيل، ومكانته في قلوب الناس.. حتى رحل عن دنيانا، وكم كنتُ أتابع أخباره بحكم عِشرة الدقائق التي جمعتنا معًا..

حاولتُ أكثر من مرة حكاية تلك اللحظات كتابةً، ولكني كنتُ أتردد، إلى أن دفعني لكتابتها الروائي السويسي الشاب "محمد التهامي". وكم من ذكريات منثورات لكبار ومشاهير عند أناس عاديين، وكنا حين نسمعها كأنما فتحوا صناديق التاريخ المنسي، فنزداد معرفةً، ويبقى أنه ليس من حقنا كتمانها، ولكنها حقٌ للتاريخ، ولهذا سردتها.



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة في ظل حقوق الإنسان ...
- -الجندر- .. يغزو مجتمعاتنا العربية.. حوار أجرته معي الكاتبة ...
- الجندر .. والتنوع الثقافي
- الجندر في ضوء حقوق الإنسان
- الجندر/النوع الاجتماعي: أدواره وإدماجه في المجتمعات العربية
- أثر -الجندر- على المجتمع الإسلامي ..
- رَشَاقةٌ جديدةٌ في بعض حياتنا..
- -يوسف الحسيني- الذي رحل شاعرًا..
- “خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر”
- رحلة مي زيادة إلى السويس
- كورونا التي تحاصرنا تهذيبا لا تعذيباً
- السويس .. أماكن وذكريات
- حوار مع التربوي الأديب عادل أبو عويشة
- سياحة في كتاب ” بَوْحُ الرُّوحِ” للكاتبة عزة أبو العز
- أبلكيشن: مونودراما الخير والشر تكنولوجيًا..
- الثورة والشباب في كتابات الدكتورة رانيا الوردي..
- مصطلحات الزحاف والعلة في -الميزان-..
- -وراء الشمس-..أمنية!
- قراءة استطلاعية في أعمال الأديب ياسر محمود..
- الريس كابوريا:بطل سلاحه -السمسمية-..


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - ’’لقائي بفتى السينما الأسمر-..