أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - قراءة استطلاعية في أعمال الأديب ياسر محمود..














المزيد.....

قراءة استطلاعية في أعمال الأديب ياسر محمود..


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 22:00
المحور: الادب والفن
    


يمارس الأديب ياسر محمود تنوعه الإبداعي داخل مجموعاته من القصص القصيرة شكلا ومضمونا؛ فيغمس قلمه في أدب الخيال العلمي من خلال مجموعتيه: "البحث عن أنثى" و"العودة من المريخ"، ثم يكتب عملا أقرب للسيرة الذاتية، وهو: "عروسة ورق..تخزي العين" انتهاءً بعمله الأخير وهو: "حَدثٌ مهمٌ بدرجةٍ ما"، غير أن الخط الرئيس في أعماله فيبدو في غلبة الحس الإنساني العميق الملتصق بالنفس البشرية التي ينطلق منها على المستوى المحلي ثم القومي العروبي ثم الإنساني أيا ما كان مكانه في الأرض جغرافية وتاريخا، وهو ما يجعل الكاتب متفاعلا مع شخصياته إلى درجة كبيرة من التعاطف سواء الوجداني أو في التجربة ذاتها؛ فهو من الكتَّاب الذي يرفقون بشخوصهم فيستحضر قهرها وذلها كمقدمة وأفعالها كنتيجة.

دائما ما تتصدر أعمال ياسر محمود لمسات الوفاء لمن سبقوه من أساتذته بالذكر الطيب، وكلمات يسوقها استهلالا لمشروعه الأدبي وتحضيرًا لذاكرة وذهنية القارئ المتلقي لإبداعه المتعوب عليه ويريد منه في المقابل بذل جهد موازٍ في التعامل معه، ولكم تمنيتُ أن تتسيد أعماله في الخيال العلمي ولا يلتفت إلى نوع قصصي سواه، وذلك لتفرده على مستوى إقليمه الثقافي بإبداع وإتقان هذا المنجز الذي كاد أن يكتب له الريادة فيه غير أنها مشروطة بـالتخصص في إنتاج هذا الفن دون غيره وهو ما ثبت لأستاذه "نهاد شريف" رائد الخيال العلمي، على الرغم من أن هناك من سبقوه بأعوام في ارتياد صهوة هذا الأدب الذي نجح ياسر محمود بالدخول في عوالمه من خلال الارتحال في آفاق الزمن، وتطعيم أدبه بالإنجازات العلمية المتحققة، وطرق أبواب الأزمنة القادمة بتنبؤاته التي لا تعرف التوقف عند حدود، فحلمها الجامح ينطلق من نفس جموح الحلم العلمي النهم الذي لا يعرف التوقف أيضا، غير أن كل كاتب في هذا المجال له أيضا رؤاه التي تنبع من ذاتيته وذائقته وتجربته الحياتية التي يعيشها أو يطمح أن يعيشها، وكأن عالمه من الإبداع في أدب الخيال العالمي بمثابة الانعتاق من اللحظة الراهنة المغروس فيها إلى اللحظة التي سيحلق فيها متحررا من آنيته.
والملاحظ أن قصص "العودة من المريخ" التي تمثل العمل الثاني الذي يسبق العمل الأول للكاتب في الخيال العلمي بما يقارب عقدا من الزمن، غير أنه يشهد له بالتحلي بثقافة علمية ممتازة ينجح في استخدامها عبر أحداث قصص المجموعة، عبر التعاطي مع أكثر من نمط إنساني على مستوى الشخوص، وغلبة الحس الإنساني عليه، وتشريحه النقدي لطبيعة البشر، ومزاوجته بين الإنسان الآلي والبشري التي أسقطها في "أنت تكذب يا بشري" وخلفية الارتكاز على العقيدة والكتاب المقدس في الاثنين، وقراءة سياسية واعية لكوكبنا الأرضي، وتخلف الآدمي، وإنسانية الآلي الذي يحاكم البشري غير أن الكاتب ينتصر للبشري ويدين الآلي.

وفي نفس الاتجاه تمضي أكثر قصص المجموعة ومنها "الآلة التي قتلتني"، ولولا بعض السرد الذي ساقه الكاتب لمحاولة تقريب المنجز العلمي من أفهام القارئ والذي جنى على جمالية اللغة بالجفاف والتقريرية، وبعض الألفاظ العربية التي ساقها ولا تشكل صعوبة عليه بل على القارئ؛ فالكاتب تخصصه اللغة العربية دراسة وتدريسا، وهو ما يعني أننا أمام كاتب كنت أتمنى لو استخلص نفسه لهذا الإبداع وحده لكن طاقة ياسر محمود متفجرة وتسعى لإبراز مكامن قوتها في أكثر من خيال، ويبدو هذا جليا في أعماله الأخرى التي أظهر فيها تفوقًا وتميزا.
لو شئت أن أكتب عن مدينة السويس، موطن الكاتب، في أعماله لخرجت بمجموعة من القصص تستغرق معظم عمله "عروسة ورق..تخزي العين" وبعض قصص عمله: "حَدثٌ مهمٌ بدرجةٍ ما"، خاصة أن "عروسة ورق" تمثل رحلة تمازج فيها استبطان الكاتب لرؤاه التي يسقطها على ذكرياته التي يستدعيها لتتوسد الصفحات سردًا غذاه من فلسفته الحياتية والخلقية والسياسية؛ فيتماهى مع الشخصيات اتصالا وانفصالا في الزمان والمكان، غير أن من بين هذه القصص ما تصلح لأن تتحرر من ربقة المحلية إلى فضاءالكونية والعالمية لو انتزعنا بعض كلمات يصر الكاتب على زجها في النص لغرسه في مدينته ولا تمثل ضرورة.

ولو شئت أن أتناول المد الثوري المترعرع في أحداث الربيع العربي من خلال أعمال الكاتب لوجدته خاصة في التمازج المصري ـ التونسي الحادث في قصته "عروسة ورق" بينما تتجلى روعة القص وتكنيكاته عند ياسر محمود في قصته "الوطن فوق كرسي متحرك"، بينما لو تناولت المد القومي العربي لوجدته في أكثر من عمل له.

غير أن مجموعته "حَدثٌ مهمٌ بدرجةٍ ما" تتسيد وحدها عرش القص فوق أعمال الكاتب ياسر محمود لما فيها من النضج السردي الذي يتجلى في هيمنته على أدواته، وناصية كلماته، والتماسك النصي واللغوي بشقيه السياقي والدلالي، وعتبات النص الموحية، والحوارات التي زايلها الترهل، وفواتح بعض القصص وما فيها من التأمل الفلسفي، والنهايات التي تخالف توقع المتلقي، وهو ما يعني أن كل قصة من قصص مجموعاته وخاصة الأخيرة تستحق القراءة الواعية المتمهلة لتبين جوهر فكرتها، ولبنات بنائها، وصياغة أسلوبها، ومن ثم التعرف على المشروع الإبداعي للأديب ياسر محمود الذي يسعى لتحقيقه.




#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريس كابوريا:بطل سلاحه -السمسمية-..
- قراءة في ديوانين للشاعر عادل نافع..
- بين الوردي وكامل .. حوارٌ شبه متكامل..
- الشاعر أحمد رشاد أغا: المسيرة والإبداع..
- بَرَاَءَةُ العَامِّيَّةِ مِنْ هَدْمِ الْفُصْحَىَ..
- دكتورة عزيزة الصيفي .. بنت العربية والأزهر
- ذكريات سويسية .. ما أحلاها!
- كابتن غزالي.. شاعر المقاومة وذاكرة الوطن..
- قصة السويس كما رواها سادات غريب..
- “القراءة”.. المكون الفكري للشباب.. عبد الناصر أنموذجًا…
- مصر إلى أين؟
- “حراء” في الشعر الهندي باللغة العربية ...
- قراءة في رواية -سيدة الضياء-.. للروائي السيد حنفي
- حوار مع الروائي المصري السيد حنفي
- -حراء.. في الشعر الأردي..
- قراءة في المجموعة القصصية -الحصان- للأديبة سميحة المناسترلي. ...
- قراءة في ديوان: -حارة الصبر- للشاعر عزت المتبولي..
- غار حراء وأثره في الفنون..
- عصام ستاتي: الْمِصّرِّيُ مَذْهَبًا..
- بين جاذبيتين: مصر بالحرف واللون...


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - قراءة استطلاعية في أعمال الأديب ياسر محمود..