أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد إبراهيم أحمد - “القراءة”.. المكون الفكري للشباب.. عبد الناصر أنموذجًا…














المزيد.....

“القراءة”.. المكون الفكري للشباب.. عبد الناصر أنموذجًا…


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6013 - 2018 / 10 / 4 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تسأل لماذا جمال عبد الناصر أنموذجا؟!.. لأن الندوة التي دُعيت للحديث فيها كانت عن الرجل بمناسبة ذكراه في مجموعة من الناس كان أكثرها من الشباب، وقد رأيتني ألغي ما كنت أعددته لأوجه سؤالي لهم ـ أي للشباب ـ عن آخر ما قرأوه، فكان إجابتهم من الإناث والذكور يتمحور حول قراءة الرواية، وكانت إجاباتهم عن سؤالي: لماذا قام عبد الناصر بالثورة؟ لأنه رأى الظلم، وإجابات دلت على أن ولا واحد منهم قرأ سيرة الرجل، ولو قراءة عابرة، بديلا لهم عن قراءة رواية!

لقد أدرك عبد الناصر في نهايات الصبا وبواكير الشباب أن القراءة هي أهم ما يحرص عليه في سنوات تكوينه، غير أنه لم يقع فيما يقع فيه بعض شباب اليوم من الانكباب على لون واحد من الثقافة يتعمقها ويهمل غيرها، وربما كانت هذه وتيرة أكثر أبناء جيله فيما قرأناه من سيرتهم الذاتية.

بمراجعة بسيطة للكتب التي انكب عليها عبد الناصر قارئا وأخذت اهتمامه سواء قبل التحاقه بالكلية الحربية أو بعدها، أو قبل قيامه بالثورة أو بعدها، نجد أنها تدور حول الدراسات الدينية والأدبية والتاريخية وسير المشاهير، والدراسات الاستراتيجية فيما بعد؛ فقد قرأ مبكرًا الكتاب الذي نشره وقدم له الزعيم مصطفى كامل “المدافعون عن الإسلام”، وكتاب طبائع الاستبداد لعبد الرحمن الكواكبي، وقرأ ما كتب الأستاذ أحمد أمين عن زعماء الإصلاح في العصر الحديث، وقرأ عن الثورة الفرنسية ورجالها وعن فولتير وجان جاك روسو في مرحلة التعليم الثانوي، ولم يحرم نفسه من القراءة في الرواية وخاصة المترجمة ومنها رواية “البؤساء” لفكتور هوجو ولم تكن عاطفية بقدر ما كانت تصب في أفكار ناصر عما يراه من ظلم اجتماعي واقع في مصر يتطلب التغيير وهو عين ما تحكيه الرواية عن الظلم الاجتماعي الحادث في فرنسا في الفترة التاريخية ما بين سقوط نابليون والثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليب.

كما قرأ الطالب عبد الناصر لتشارلز ديكنز “قصة مدينتين” التي تتناول أيضا الفترة التاريخية التي مهدت لقيام الثورة الفرنسية من خلال الظلم الاجتماعي الواقع من علية القوم الأرستقراطي الفرنسي على الطبقة العاملة المطحونة من الفرنسيين أيضا، وهي الرواية التي كان لها أكبر الأثر في تكوينه النفسي الداخلي وتصوره المستقبلي من حيث رفضه لإراقة للدماء طريقا لأنه يصعب حقنها، كما ذكر فيما بعد.

لم تكن فقط الرواية هي الجنس الأدبي الذي جذبه في عالم الأدب بل قرأ دواوين أمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم، مثلما قرأ كتب توفيق الحكيم وكتب عباس محمود العقاد بالتبادل بين كتبهما مع صديق له، وقد كان إنتاج الحكيم موزعا بين المسرح والرواية ومنها “عودة الروح” التي أثرت تأثيرا كبيرا في البنية الفكرية والرؤية الوطنية لعبد الناصر من حيث إثارتها للفكرة القومية، وضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم وقيادتهم للنضال، وهي الفكرة التي أخذت تنمو في داخله بحثا في نفسه أو مجتمعه عن ذلك القائد الشعبي العادل.

على أن المتتبع لقراءات ناصر سرى أن العشوائية تغيب عنها ، كما يغيب عنها استقطاب فكر واحد لعقله ونهمه الثقافي؛ فقد بات منفتحًا حتى في قراءة الجرائد على الصحف باختلاف نزعاتها ومشاربها في فترة كانت تموج الحياة السياسية في مصر بالحراك الحزبي النشط، وهي القراءات التي كانت تصب في نهر واحد ثائر داخله يتمحور حول الوطنية، والأفكار الراقية ذات القيمة التي ترتبط بالأعمال المجيدة، وهي الفترة التي كان ناصر لم يزل بعد في مرحلة ما قبل التحاقه بالكلية التي سيتطور فيها تكوينه الثقافي تبعا للتطور العمري والفكر والتعليمي والعقلي له، والخبرة التي اكتسبها من تعرفه على الجماعات السياسية، واشتراكه في المظاهرات، وتكوينه الثوري الوليد الذي رغم فورانه إلا أنه كان ينضجه على نار هادئة.

إن كل ما رأيناه وسمعناه وقرأناه وعايشناه عن الفترة الناصرية والتحولات التي أحدثتها في المجتمع المصري والمحيط العربي والأفريقي والعالمي أيضا، جاءت كلها انعكاسًا لما قرأه عبد الناصر في سنوات تكوينه، والتي لولا المساحة لأسهبنا في تناول ما قرأه في فترة الكلية الحربية وما بعدها، والتي تعطي انطباعًا للشباب الحاضر والقادم من أهمية القراءة أولا في بناء تكوينه الفكري، وأهمية التنوع الفكري والثقافي، وأهمية التخطيط الجيد لما يقرأ حفاظًا على الوقت والمجهود، والقراءة الواعية بالعقل والفهم ومناقشة الأفكار من رفض أو قبول، وهو ما يجب أن يعلمه ويفعله عند قراءة هذا المقال أنه ليس تمجيدًا لشخص عبد الناصر؛ فله ما له وعليه وما عليه، وسواءٌ اختلفتَ مع الرجل أو اتفقتَ معه فليس هناك ما يمنعك من استلهام تجربته في سنوات تكوينه الفكري فقد ثبت جدواها ونفعها في أمور كثيرة.



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر إلى أين؟
- “حراء” في الشعر الهندي باللغة العربية ...
- قراءة في رواية -سيدة الضياء-.. للروائي السيد حنفي
- حوار مع الروائي المصري السيد حنفي
- -حراء.. في الشعر الأردي..
- قراءة في المجموعة القصصية -الحصان- للأديبة سميحة المناسترلي. ...
- قراءة في ديوان: -حارة الصبر- للشاعر عزت المتبولي..
- غار حراء وأثره في الفنون..
- عصام ستاتي: الْمِصّرِّيُ مَذْهَبًا..
- بين جاذبيتين: مصر بالحرف واللون...
- رمضان بين -التواحيش- ورجاء القبول..
- رمضان: مدرسة لا تغلق أبوابها..
- التاريخ وشهر رمضان تعانقا
- باكورة انتصارات الإسلام في رمضان
- السويس: مدينة النضال والجمال..
- أعلام العرب في تقديم الثقافة -موجزة-..
- مسرحية: -المنعطف الأخير-..
- مسرحية: -العائد الذي ما عاد-..
- استرشاد المرأة العصرية بحياة أمهات المؤمنين.
- أيَّامٌ في دَنْدَرَة..


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد إبراهيم أحمد - “القراءة”.. المكون الفكري للشباب.. عبد الناصر أنموذجًا…