أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - مصطلحات الزحاف والعلة في -الميزان-..















المزيد.....

مصطلحات الزحاف والعلة في -الميزان-..


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6215 - 2019 / 4 / 29 - 17:42
المحور: الادب والفن
    


عمد الشاعر والعروضي الراحل محجوب موسى لتيسير العروض العربي إلى الزحافات والعلل وقد هاله أن مصطلحاتها القديمة تشكل ثمانية وعشرين مصطلحًا منها (16) علة و(12) زحافا، وقد ضمنها كتابه: "الميزان"، فأتى بمصطلحات أقل وتسميات جديدة منبتة الصلة تماما عن المصطلحات المعهودة في علم العروض؛ فقد لغى ثلثي الزحافات ونصف العلل عندما لغى العصب، والعقل، والإضمار، والوقص من الزحاف المفرد، وأبقى على الخبن، والطي، والقبض، والكف، وتلى ذلك بإلغاء الزحاف المزدوج كله.

كما أبقى على علل الزيادة، وهي: الترفيل، والتذييل، والتسبيغ، غير أنه لغى من علل النقص: الحذذ، الصلم، والقطف، والبتر، والقطع، والعلتين الشاذتين: الخرم والخزم، وأبقى على الحذف لفعولن فقط، والتشعيث عوضا عن القطع، والقصر، والوقف، والكسْف؛ فهو يرى أن الزحاف المزدوج كله لا خير فيه لأنه مفسد لموسيقى الشعر.

خيرًا فعل الرجل بما رآه يخفف العبء عن كاهل من يريد الولوج إلى كتابة الشعر العمودي وتعجزه كثرة مصطلحات الزحاف والعلل التي رصدتُها من مراجعة كتب ودراسات أكاديمية كثيرة وعبر أزمنة متباينة تبين بحق أنها أكبر وأكثر مشكلات تعلم عروض الشعر العربي.

إذن فقد انتهينا من الشق الأول في عنوان مقالتنا وعنينا به كتاب "الميزان" وما أحدثه صاحبه من تخفيض العدد في مصطلحات الزحاف والعلة، ويبقى المقصود الثاني، وهو مصطلحات الزحاف والعلل التي أحدثها العروضي محجوب موسى ومكانتها في "ميزان" النقد، ذلك أن الرجل لو توقف عند هذا لكان أمرا طيبا غير أنه لم يسكت حتى استحدث مصطلحات جديدة من عنده بالكلية، ويرى محجوب أنه من حقه ذلك باعتباره الحفيد لجده العظيم الخليل بن أحمد الفراهيدي لأنه يملك أيضا ما يسوغ له الإلغاء والإحلال بالجديد من المصطلحات إذا كانت الغاية هي تطوير العروض أو تحسينه بحيث يجعله سائغا عذبا بعد نفي مرارات تراكمت عليه عبر الأجيال والقرون.

وقد يقول قائل أنه كان لحازم القرطاجني ألفاظا ومصطلحات نقدية خاصة به لم يستعملها أحد من قبله، غير أن "المصطلح" هو عقد اتفاق بين الكاتب والقارئ وشفرة مشتركة يتمكنان من إقامة اتصال بينهما لا يكتنفه غموض أو لبس، ولعل فوضى المصطلح هو الداء العضال الذي يتهدد دراسة الأدب، كما يقول محمد بنلحسن في "الوعي المصطلحي في النقد العربي"، غير أن حازمًا نفسه لم يأتِ بمصطلحات مغايرة لمصطلحات الخليل، فقد تقبل مبدأ الزحاف والعلة في الوزن واتخذ له مصطلحا دالا عليه هو "التغيير" الذي يقال أنه استعاره من علم الموسيقى تأثرا منه بالشيخ الرئيس ابن سينا في تناوله للتغييرات التي تلحق بالإيقاع.

فما الذي استحدثه العروضي محجوب موسى من مصطلحات أو رموز ومؤثرات كما أسماها؟ لقد بدأ بالخبْن وأسماه "حَثْن" حيث جعل حرف "الحاء" رمزًا للـ "الحذف" أينما وقع، وحرف "الثاء" رمزًا للحرف "الثاني"، وحرف "النون" رمزًا للحرف "الساكن"، وهو يرى أن هذا الترتيب ذو فاعلية؛ فالحرف الأول يوضح وظيفة المصطلح، والحرف الثاني يُعيْن موضع هذه الوظيفة، والحرف الثالث يبيْن نوع هذا الموضع، كما أنه جعل المصطلح مكونا من ثلاثة أحرف ليسهل التعامل معه، وكذلك الالتزام بتوحيد نطقه على وزن واحد وهو "فَعْل"، وهكذا جاء "حَرْن" ليحل محل "طي" ووظيفته حذف الرابع الساكن، و"حَمْن" ليحل محل "قبض" ووظيفته حذف الخامس الساكن،

و"حَبْن" ليحل محل "كف" ووظيفته حذف السابع الساكن، حيث أشار إلى بعض الرموز ومنها: "ز" وتعني زيادة، و "ت" تسكين، و "ف" سبب خفيف، و "و" وتد مجموع.

ومن رموزه "حَكْف" بديلا عن "قصر" ووظيفتها حذف متحرك السبب الخفيف، و"حَكْو" بديلا عن "تشعيث" ووظيفتها حذف متحرك من وتد مجموع، و"حَفُّ" بديلا عن "حذف" ووظيفتها حذف سبب خفيف، و"زَفْو" بديلا عن "ترفيل" ووظيفتها زيادة سبب خفيف على وتد مجموع، و"زَنْف" بديلا عن "تسبيغ" ووظيفتها زيادة ساكن على سبب خفيف، و"زَنْو" بديلا عن "تذييل" ووظيفتها زيادة ساكن على وتد مجموع.

على الرغم من تطبيق هذه المصطلحات على أرض الواقع ونجاحها من خلال الذين تلقوها على يد الراحل محجوب موسى أو من التزموا بها من خلال كتابه، إلا أنني لم أستطع التجاوب معها فقد أحسست بقطيعة ابستمولوجية تراثية ستحدث فجوة كبيرة، ولا شك، بين من التزم بها وبين كتب العروض أو الدراسات النقدية الشعرية، ذلك أنها خالفت شرطا أساسيا وهو التوحيد المعياري أو القياسي للمصطلحات وتموضعها في كينونة التراث الشعري العربي.

فالعلم لا يدرك إلا من خلال مفاتيحه، ومفاتيحه هي المصطلحات، فينبغي أن تكون دقيقة، ومحددة، ومستقلة في دلالتها، لأن المصطلح لفظ موضوعي تواضع عليه المختصون، بقصد أدائه معينا معينا بدقة ووضوح شديدين، بحيث لا يقع أي لبس في ذهن القارئ أو السامع لسياق النص العلمي، كما لا حظت أن أغلب العروضيين اجتهدوا لإيجاد بعض المصطلحات وبخاصة وأن بعضها كان موجودا ومتداولا، فكثرت المترادفات بشك لافت للانتباه الشيء الذي أفقد المصطلح قدرته الدلالية وميزته الاصطلاحية في الغالب، كما يقول الدكتور مسلك ميمون.

ولذا فقد كان الحل فيما دعا إليه الدكتور مسلك في كتابه "مصطلحات العروض والقافية في لسان العرب" ودعا معه أصحاب التوحيد المعياري، عندما تبين لهم أن المصطلح العروضي لا يعتمد التوحيد المعياري، إلى تخصيص مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد، وهو الأمر الذي جعل جملة من المصطلحات لها أكثر من مرادف واحد، مما يؤدي إلى الغموض والالتباس، وكان من الأوفق تثبيت معاني المصطلحات عن طريق تعريفها، وتخصيص كل مفهوم بمصطلح واضح يتم اختياره بدقة من بين المترادفات الموجودة، وعند تعذر العثور على مصطلح مناسب يلزم هنا وضع مصطلح جديد للمفهوم من بين المترادفات الموجودة.

وأعتقد أنه لو كان العروضي محجوب موسى اكتفى بالزحافات والعلل التي استصفاها لطالب علم العروض ليكون سهلا لكان في هذا الغناء، والأفضل لو كان أبقاها بنفس أسمائها لتفادى أن يسبح كتاب "الميزان" في هذه الناحية وحيدا عن بقية أسراب الكتب والدراسات الشعرية والعروضية والنقدية، والتي جعلتني أعيد مصطلحات الزحاف والعلة إلى أصلها كي أستطيع التعامل معها من خلال الكتاب، وربما عانى غيري مثلي، ومن الصعب أن نقدم الدواء وفيه بعض الداء



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -وراء الشمس-..أمنية!
- قراءة استطلاعية في أعمال الأديب ياسر محمود..
- الريس كابوريا:بطل سلاحه -السمسمية-..
- قراءة في ديوانين للشاعر عادل نافع..
- بين الوردي وكامل .. حوارٌ شبه متكامل..
- الشاعر أحمد رشاد أغا: المسيرة والإبداع..
- بَرَاَءَةُ العَامِّيَّةِ مِنْ هَدْمِ الْفُصْحَىَ..
- دكتورة عزيزة الصيفي .. بنت العربية والأزهر
- ذكريات سويسية .. ما أحلاها!
- كابتن غزالي.. شاعر المقاومة وذاكرة الوطن..
- قصة السويس كما رواها سادات غريب..
- “القراءة”.. المكون الفكري للشباب.. عبد الناصر أنموذجًا…
- مصر إلى أين؟
- “حراء” في الشعر الهندي باللغة العربية ...
- قراءة في رواية -سيدة الضياء-.. للروائي السيد حنفي
- حوار مع الروائي المصري السيد حنفي
- -حراء.. في الشعر الأردي..
- قراءة في المجموعة القصصية -الحصان- للأديبة سميحة المناسترلي. ...
- قراءة في ديوان: -حارة الصبر- للشاعر عزت المتبولي..
- غار حراء وأثره في الفنون..


المزيد.....




- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - مصطلحات الزحاف والعلة في -الميزان-..