أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - مقال بعنوان/ اختفاء الإخاء الإنساني














المزيد.....

مقال بعنوان/ اختفاء الإخاء الإنساني


هيثم نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 19:20
المحور: الادب والفن
    


بنظرة تحدٍ للعالم مسكونة بالثقة طفرت إلى ذهني المأساة البشرية التي استولت عليهم بمساعدة دينية طواعية حسب ترجمتي للواقع من أجل تحطيم الإخاء الإنساني بين الناس أجمعين وبالتالي إلى انحساره، ثم اختفائه من حياتنا بعد أن أوصى الله به في كل مناسبة دعت للتذكير والناس لا يدركون!
ترى ما السبب وراء ذلك؟
هل العلم هو الذي كسر أواصر الارتباط الأخوي الإنساني بين البشر، أم الأديان؟!
من يقرأ التاريخ المحايد يرجح كفة الدين كعلة، ومن ينظر إلى مستجدات الأحداث التي يرزخ تحت نيرها البشر يقول العلم هو السبب! فمن نصدق، ولمن ننحاز ونؤثر؟!
كما معروف بأن الدين بدأ يعرفه الإنسان منذ القدم وقبل أن يحضر بعضهم ويؤسس أديان سماوية بقرون لا تحصى؛ فالصياد الذي لا يجيد اللغة، ولا يعرف معنى الصوت، ناهيك عن الكتابة كان ينتظر صيده بصبر لا يوصف، وبطاقة تحمل لا تنضب من أجل الحصول على ما يرم به عظمه. من ساعات الانتظار تلك الطويلة كان يدعو إلى شيء ما يساعده على إيجاد طريدته واقتناصها، يتأمل، يسرح، ينظر، يتربص ويردد في سره أشياء لا تعني أكثر من أنه كان يصلي فيها ويدعو الكائن المجهول الذي يخاطبه بصمت مسكون بالرجفة بأن يجد ما يصبو إليه لسد رمقه.. منذ ذلك التاريخ عرف الإنسان الدين بأبسط صوره. ولو صادف وأن وجد منافس له في نفس المكان لبدأ الصراع من أجل البقاء!
العلم هنا وفي ذلك الزمان مبهم، نكرة، غير موجود، والدين كما ذكرنا قائماً عند البشر بطريقة بدائية فطرية دون مسميات..
عندما يبدأ النزاع على القوت، يتراجع الإخاء الإنساني؛ تكثر الجريمة، ويزداد الانحطاط البشري!
قانون الطبيعة يقول ذلك: الخبز أولاً وبأي طريقة..
جاءت الأديان وظهرت تباعاً وبكل ما تحمل في جعبتها: أحلام، روى، تخيلات، واقع، موعظة، أسطورة، ترهيب، ترغيب، ثم يوم الحساب الذي يسمونه يوم الدين! فالدين إذن هو القيامة، يوم يلاقي البشر ربهم وعلى أعمالهم يحاسبون..
هكذا تخبرنا الأديان التي قسمت العالم إلى بريء ومتهم، صالح وطالح، مؤمن وكافر، خير وشر، جنة ونار.. أليس كذلك؟!
من حقنا هنا أن نتساءل:
ماذا يفرز التنافس أعلاه؟ الحرب أم السلام؟ الكرة أم الحب؟ التقارب أم التباعد؟ وعلينا أن لا ننسى، بأننا كلنا بشر خلقنا من غير خطايا، أو ذنوب! الطفل أو الطفلة( الطفولة ) كلها جميلة لأنها بريئة، لا شائبة قد لطختها بعد! من غير تاريخ، وقبل التاريخ عالم مجهول لا يعلم من أمره شيئاً غير خالقه. الأطفال هكذا، بلا معرفة، أو لغة، مجرد كائنات نقية صافية فطرية كالطبيعة، وعندما يتم الفرز الذي تحدثنا عنه، أقصد، الذي أتت به الأديان تبدأ المنافسة، الحرب، البغضاء، الحسد، الغيرة، من هو الأحسن، ومن هو الأردأ، من هو الأفضل، ومن هو الأتعس، من النظيف، ومن هو الوسخ كالتميز العنصري بين السود والبيض! وكل تميز يحمل ضغينة في داخله حتى لو كذب صاحبه بتصريحه وقال غير ما يردده في خيلائه!..
ووقتما تنتهي مرحلة الطفولة تبدأ التربية؛ دور الأسرة، قوانين المجتمع المدنية، ودين السلطان الذي هو دين الدولة! لتبدأ مرحلة جديدة في حياة الناس دون أن يكون لهم دور يلعبونه، أو يقررون بشأنه، وغالباً ما يكون المرسوم قسمة ندعوها بالقدر المحتوم الذي لا يقبل التجزئة..
نأتي على العلم الذي يجهل مراسيم القلوب وطقوسه! لا يفكر كما يفكر الدين!
الأول يتعامل حتى مع الشيطان من أجل مصلحته الخاصة، والآخر يحد ويرفض ويقرر لائحة من المحرمات قبل الخوض في التفاصيل اليومية والتعاملات الحياتية ولنأخذ مثالاً على ما نريد الوصول إليه: مسألة العرب وإسرائيل، أو السنة والشيعة، أو الكاثوليك والبروتستانت..
ماذا نحصل من نتائج بعد تجارب وخبرات هؤلاء جميعاً في كل تعاملاتهم الإنسانية بغض النظر ا عن التفاصيل والأحداث التي مرت عليهم لأن أغلبها من صنع الدين وتمت بسواعد البشر البيضاء والسمراء؟ نحصل بلا ريب على ابتعاد، كره، موت، واختفاء الإخاء الإنساني بالكامل عنهم إلا ما ندر وشذ!
ترى ما موقف العلم إزاء كل ما يحدث من تفسخ في جسد الإخاء الإنساني؟!
الضحك!
نعم، الضحك وملأ الجيوب بالأصفر الرنان! العلم لا ينظر إلا لكيس المال الذي يطمح بأن يكون دائماً مملوءا؛ كيس المال هو الثورة، القوة، التحدي، السيطرة والاستعمار..
العلم يلعب بالبيضة والحجر من أجل البقاء مسيطرا، يقول لأبناء جنسه، أنتم أخوة لي وأبناء أبي، وأبناء عمومتي، نتزوج منكم وننجب من نساءكم، نسرح ونمرح معكم بشرط بسيط جداً، أن عندما تشترون منا وتبيعون لنا! وهذا يوصلنا إلى نتيجة حتمية بأنه لا يأبه للإخاء الإنساني ولا يفكر به، بل أن قيمته الثمينة غير موجودة في قاموسه التجاري، هي لا تباع ولا تشترى، فإذن غير لازمه له، عمله لا يتم التعامل بها! وعليه فهو بريء من جريمة التفتيت والاختفاء لتلك الجوهرة النادرة التي نسميها" الإخاء الإنساني" بين البشر.
لا يبقى أمامنا سوى الدين؛ وكما أسلفنا فهو مستبد وأناني بطبعه، يحب الانتشار والتوسع بأقصى بسرعة ممكنة بغض النظر عما سيسببه لجنس البشر من جراء تلك السرعة التي ينطلق بها! يسحب، يضعف، يأخذ ثم يشير إلى الله بأنه الواحد القهار، وكما لا يخفى، الدين غير الله، والوطنية مجرد طقوس دينية، خدعة من أجل البقاء في السلطة!
لا أحد يفكر اليوم بقيمة وأهمية توافر الإخاء الإنساني البشري، ومن يقول غير ذلك واهم. أعراف تعارفنا عليها بلا تنقيح أو تصويب منذ فجر التاريخ وإلى يومنا هذا، والعلم عند الله.



#هيثم_نافل_والي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل أستاذ العقل، شيطان الكون وسيدهُ
- قصة قصيرة بعنوان/ واقعة
- كيف برهنت روايتنا- أنهر بنت الرافدين- عن رؤية المستقبل؟
- قصة قصيرة جداً بعنوان/ الطبع الأزلي
- قصة قصيرة بعنوان/ الصعود إلى الهاوية
- قصة قصيرة جداً بعنوان/ من داخل الزنزانة
- قصة قصيرة بعنوان/ الإنسان الفنان
- قصة قصيرة بعنوان/ حظ السعد
- قصة قصيرة جداً بعنوان/ سلطة الأب الشرقي
- قصة قصيرة بعنوان/ أنا الصابئية
- قال بعنوان/ الإرادة الواعية
- اللغة من منظار آخر
- قصة قصيرة بعوان/ صحوة الضمير
- قصة قصيرة جداً بعنون/ رجل الصيانة
- قصة قصيرة بعنوان/ أنا آسف
- مقال بعنوان/ كيف سيطر الغرب على الشرق؟
- قصة قصيرة بعنوان/ بيت الأحلام
- قصة قصيرة بعنوان/ الملعون
- قصة قصيرة بعنوان/ الجوهرة المفقودة
- قصة قصيرة بعنوان/ ساحل البحر


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - مقال بعنوان/ اختفاء الإخاء الإنساني