أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قال بعنوان/ الإرادة الواعية














المزيد.....

قال بعنوان/ الإرادة الواعية


هيثم نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 16:23
المحور: الادب والفن
    



كيف أهجو إبليس وأنا على لسانه أنطق؟!
الحسن البصري
قال الفرزدق يوماً:
أن قلع الضرس أهون عليّ من أن أنظم بيتاً من الشعر!!
في رأيي المتواضع: الشعر لا ينظم، بل ينظم نفسه بنفسه. وأكاد أعتقد، بأن ليس هناك من يدعي قولاً: أستطيع أن أنظم الشعر متى ما أريد. لأن لحظات الإبداع مثل سكرة الخمر في حب الله، لا تمر على الإرادة الواعية، بل تتجاهلها ولا تعترف بناموسها، ويخطأ من يقول عكس ذلك؛ وللحقيقة عدة أوجه، هذه هي في تصورنا، إحداهن!!
الإرادة الواعية كالنار، لو شعلت في غير محلها سيكون ضررها كبيراً، ولا نبغي وقتها غير لطف الله ورحمته. وكلما أطعمنا النار حطباً، إزدادت هوساً ولهيبا! لكننا لا ننكر فائدة النار إذا استغلت بشكل صحيح، ولأهداف مرسومة ومدروسة مع التحذير من مخاطر اللعب بها!!
كثيراً ما نسمع في أيامنا هذه من يهتف مهتاجاً فينا ويصرخ بقوة وكأنه قرص من نحلة دون سبب سوى رغبته في الصراخ:
ما دامت لي إرادة واعية، فإني أفكر، فأنا إذن موجود، وما دمت موجوداً، أستطيع الإبداع وقت ما أشاء! ثم يعود ليذكرنا بالجملة التي أصدع فيها رؤوسنا بها مثل عالم الدين( سامحه الله ) خاصة وأن الدين لا يتسامح مع العلم ولا يرضى بشريعته، وشريعة الدين( العقيدة ) ثابته عكس المعرفة التي غالباً ما تكون متطورة كما لا يخفى، صائحاً: لأن لي إرادة واعية!
ترى، ما هي الإرادة الواعية؟ وما دخلها( وسخن حمامها ) كما يقال لتزجّ نفسها جهلاً في موضوع الإبداع؟ وهل كل عليم فهيم؟ وهل كل فهيم عليم؟ وإذا كان المرء عليماً وفهيما، هل يتوجب عليه أن يكون حكيما كذلك؟!
غالباً ما نشعر بالعجز عندما يطلب منا شيئاً مباشراً، أو أن نحضر أنفسنا ونلقن عقولنا ونشحن ذاكرتنا في مسائل نود أن نطرحها في مناسبة معينة، فيغيب عنا كل شيء ساعتها إلا رحمة الله!! لأن محاولة تلقين العقل والحفظ وطريقة التفكير الجبري غالباً ما تكون نهايتها سوداء بلون المسك وفاشلة. ويذكرنا هذا بموقف تناوله الناقلون عن جرير: حيث يحكى بأنه كان يتمرغث بالرمل بعد أن يتخلى عن أعز ملابسه الساتره، بعدها يستطيع أن ينظم الشعر الذي يستعصي عليه في لحظات الإكبار والتسلط.
في حين قتل أرخميدس كما يقال، لأنه كان في إحدى ساعات التأمل الطويلة وعندما دخل عليه رسول الملك يستدعيه للمثول أمامه، لم يشعر بوجوده لحظتها، فانفعل الرسول واشتاط غاضباً لأنه فسر ذلك إهانه وعدم رغبه من أرخميدس لتلبية الدعوة، فقتله بضربة واحدة بسيفه البتار!!
بينما ترك بتهوفن ضيوفه في حديقة منزله وانعكف سارحاً في عالم لا علم لي به، وبعد أن طال بهم الزمان، غادروه بعد أن نساهم، فلم يعلم من أمرهم شيئا!!
لقد تناسى صاحبنا المتشدق بأن الإبداع هو عملية تزاوج بين فكرتين موجودتين من قبل أصلاً، وكل ما يفعله المبدع، هو إظهارهما بحلة جديدة بعد أن يربط ويركب ويضيف ويؤلف في الفكرتين( القديمة والجديدة ) لتخرج بوهج يخطف الأبصار وكل هذا يحدث بغياب الإرادة ونوم الوعي، لأن لحظات الإبداع لا تنتج إلا عندما تكون الإرادة الواعية غافية، مستلقية في الظل، لتبدع دون رقابة من العقل أو إيعاز منه.
قبل أن أسلم أمري إلى الله أود أن أقول:
الإبداع فيض تلقائي بحت، لا يخضع لسلطان الإرادة. وأي تدخل منها تفسد طلاسمه... عندها يتبخر سحره الإبداعي ويجعله ينطق بالمنطق، وهذه اللغة يجهلها المبدع في أسمى لحظات تجليه لرسم وتجسيد الجمال.



#هيثم_نافل_والي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة من منظار آخر
- قصة قصيرة بعوان/ صحوة الضمير
- قصة قصيرة جداً بعنون/ رجل الصيانة
- قصة قصيرة بعنوان/ أنا آسف
- مقال بعنوان/ كيف سيطر الغرب على الشرق؟
- قصة قصيرة بعنوان/ بيت الأحلام
- قصة قصيرة بعنوان/ الملعون
- قصة قصيرة بعنوان/ الجوهرة المفقودة
- قصة قصيرة بعنوان/ ساحل البحر
- قصة قصيرة بعنوان/ ملح العيون
- قصة قصيرة بعنوان/ لغز غازية العرافة
- قصة من مشهد واحد بعنوان/ موت على رصيف الغربة
- قصة قصيرة بعنوان/ كل شيء إلا الخيانة
- قصة قصيرة بعنوان/ موقف
- قصة قصيرة بعنوان/ الندم
- سلطان الكلام/ الأسلوب الأدبي عند الناثر
- قصة قصيرة بعنوان/ على ضفاف نهر الأردن
- حكاية بعنوان/ في رحاب الكفر
- سيرة ذاتية/ رحلتي معَ الكتابة
- حكاية بعنوان/ قارئة الفنجان


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قال بعنوان/ الإرادة الواعية