أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - سلطان الكلام/ الأسلوب الأدبي عند الناثر














المزيد.....

سلطان الكلام/ الأسلوب الأدبي عند الناثر


هيثم نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 15:56
المحور: الادب والفن
    


الكلمة للشاعر، تمثل المعنى أكثر مما تدل عليه! فهي الغاية له، بينما يستعملها الناثر وسيلة للدلالة، يعكس صورتها المادية، المؤثرة لاستقطاب الأنظار إليها... وهو يوجهها كيفما يريد أو متى يشاء، عكس الشاعر الذي يتحدد في الكلمة، بغية إظهارها بشكل يستقيم معها نظام القصيد... تلك التي لا يكون النظام فيها، إلا باستقامة الكلمة المصنوعة، المصاغة، المنحوتة نحتاً... وهذا ما يتجنبه الناثر قدر المستطاع في نثره.
يذكرني هذا الكلام، بلوحة للفنان الإسباني الشهير" بيكاسو " ذلك الذي كان يحضر الحفلات والمناسبات الرسمية بملابس العمل التي لونتها الألوان!! عندما خلق لوحة، اسماها( علبة كبريت ) تلك التي جسدها على شكل خفاش كبير!! وهذه السريالية في الوصف، هي نفسها الشاعرية الرومانسية عند الشاعر!! كما لا يختلف اثنان، من أن الخيال هو عالم الشاعر، في حين تدعى الحياة أو يدعى الواقع، عالم الناثر الذي هو نقيض العالم الأول دون شك.
إذن، فالأسلوب الأدبي للناثر، هو الكلام المنثور في لحظة خاصة من لحظات العمل؛ وليس هناك واجب أو معنى آخر خارج هذا النطاق. فالتأمل والبحث والسمو في رحاب عالية، واسعة غير محدودة، كالأفق هي كلها مرادف لحالات الصمت والتكهن، يحاول الناثر الابتعاد عنها جهد الإمكان... بغية العمل ( الكتابة ) وحالات الاتصال بالآخرين ومن ثم التأثير بهم، وصولاً إلى الغاية المراد توصيلها نثراً وكشف خواصها، وخطرها لتغييرها. وهذا بالتحديد، هو تعريف عمل ووظيفة الأسلوب الأدبي عند الكاتب.
يقول إميل زولا( 1840-1903) صاحب المذهب الطبيعي في الأدب:
ضرورة الناحية الفنية للأسلوب، هي أن لا يشعر القارئ بها وهو يتابع القراءة، فيجعله يسحر عن غير تعمد ولا يجعله يشعر بأنه قد سحر وانتهى الأمر؟!
في حين يهاجم سارتر، صاحب مذهب الوجودية، النقاد ساخراً بقوله:
أن عمل حراسة المقابر الهادئة، قد لا يكون كذلك؟ إذ يعلم الله إن كانت المقابر هادئة!!
ويقصد فيه، عمل النقاد الذين فشلوا في الإنتاج الأدبي، وهو يشير لهم متهكماً:
ليس لهما ما هو أكثر وأحب هدوءاً من المكتبة!! فهي عامرة بأموات، أنحصر عملهم في الكتابة بعد أن تحرروا من خطيئة الحياة!!
فالأسلوب الأدبي عند الناثر لا يمكن له أن يكون إلا بوجود الفكرة، تلك التي تناقش قضية حياتية معينة، لها خطرها ومدلولها وتأثيرها على الآخرين، بغية كشفها ومن ثم محاولة تغييرها. عندها فقط، يتدخل الأسلوب الأدبي لصياغة تلك الفكرة في أسلوب أو قالب أدبي ممتع وشيق، يجعل القارئ يقرأ، كالمسحور( كما نوه لذلك إميل زولا في وصفه )



#هيثم_نافل_والي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان/ على ضفاف نهر الأردن
- حكاية بعنوان/ في رحاب الكفر
- سيرة ذاتية/ رحلتي معَ الكتابة
- حكاية بعنوان/ قارئة الفنجان
- قصة قصيرة بعنوان/ جريمة قتل
- قصة قصيرة بعنوان/ الشبح
- حكاية بعنوان/ الهروب من الطاعون
- قصة قصيرة بعنوان/ رحلة
- شخصية الفرد العراقي
- كلمات... ولكن
- حكاية بعنوان/ الصديق
- قصة قصيرة بعنوان/ بيت الله
- حكاية بعنوان/ جلسة معَ رئيس الطائفة
- قصة قصيرة بعنوان/ المغرور
- قصة قصيرة بعنوان/ كؤوس الخمر
- قصص قصيرة بعنوان/ كؤوس الخمر
- قصة قصيرة بعنوان/ معاناة عائلة
- قصة قصيرة / الطريق
- حكاية بعنوان / وعد
- رواية بعنوان / لحظات عبور المنقذ-الجزء الأول


المزيد.....




- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - سلطان الكلام/ الأسلوب الأدبي عند الناثر