أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قصة قصيرة جداً بعنوان/ سلطة الأب الشرقي














المزيد.....

قصة قصيرة جداً بعنوان/ سلطة الأب الشرقي


هيثم نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 13:36
المحور: الادب والفن
    



بغيظ مفرط غير مبرر عاط الحاج مصطفى زائراً كأسد جائع بزوجته وبنبرة آمره:
لقد قررت أن أزوج ابننا عادل من فضيلة بنت سعيد حلاق حارتنا الجليل التقي المحترم وذلك يوم الخميس القادم!!
- شاهقة مبربره بزفرة مختنقة وهي تعقد يديها أمامها في طاعة متألمة:
ماذا تقول؟! تزوج ابننا المهندس عادل من فضيلة، تلك التي لم تكمل تعليمها الابتدائي، هكذا، والخميس القادم!! حتى دون أن يراها أو يكلمها ويجلس معها؟!
- بتسلط مزمجراً مطرقعاً مفرقعاً كضارب الودع وهو يريد إقناع أحدهم بأوهامه التي يأكل منها خبزاً:
كما سمعتِ يا امرأة، يا ناقصة العقل والدين... لقد قررت ووعدت وأعطيت للناس كلمتي التي لا رجعة فيها، ثم رفع من درجة صوته وناح مدردماً ومهمهما:
أسألكِ يا............ ما فائدة الفتاة المتعلمة، خاصة في وضع كوضع ابننا عادل؟ هه... واستطرد بتحرش نابصاً:
أنا اعرف ما يريده ابني وما ينقصه، وكل ما يطلبه هو ربة بيت تعتني به وترعى أولاده ولا تجعله يحتاج شيئاً... وأراد أن يهم متابعاً، فقاطعته زوجته بصوت مرتعش لم يعرف في حياته يوماً الأمان:
إنك بالتأكيد تمزح يا زوجي العزيز، ثم أضافت بعينين تلمعان بالحزن مهدهدة:
أنا لا أريد أن أصدق أن ما قلته جاداً أو ملزماً، إذ أعرفك جيداً، تحب عادل وحيدنا حباً جماً لا يوصف، بل تحبه أكثر من نفسك... وصمتت وكأنها تجسّ وقع كلماتها وتأثيرها عليه وعيناها اللتان تلمعان بالحزن تراقبان كل نبض يصعد وينخفض من صدره!
- مندفعاً كالإعصار وهو يلوح بيده العسماء عالياً، عابساً ومجادلاً كشرير غاضب:
ماهذا الذي تقولينه؟ أمزح؟ أنا أمزح في هكذا مواضيع؟ ولإني أحب عادل كثيراً أفعل كل ذلك من أجله... واستطرد خاتماً كلامه بنبرة صاعدة:
يا لكِ من امرأة غبية ولا تستطيع أن تنظر إلى أبعد من قدميها!!
- بذعر مبهورة وبنبرة حادة مليئة بالاستغراب والدهشة:
كيف هذا يا رجل يا مؤمن يا من تعرف الله، تصلي وتصوم وتقدم الزكاة... أن تقرر وتطلب من ابننا أن يتزوج بهذه الطريقة الغريبة المتأخرة غير الحضارية والتي لا تمت للإنسانية بصلة... سكتت متأوهه، تتلوى كطير جريح وتابعت بصدق وبصوت واهن غلبه الإرهاق والتعب:
إذن عليك أن تعرف شيئاً مهماً مادمت مصمماً فيما طرحته ولا تريد أن تعدل عنه:
في أيامنا هذه وعندما نريد شراء حذاء ننتعله، نحاول تجريبه مرة وأثنين وثلاثا ومع ذلك ربما لا نقتنع به رغم تجريبنا له عدة مرات، نتركه ونذهب إلى متجر آخر لنعيد الكرة مرةً أخرى علنا نقتني ما يعجبنا وما نرتاح له؛ وأنت وبكامل قواك العقلية تطلب من ابننا عادل وتجبره على الزواج من فتاة لم يرها من قبل ولم يعرف عنها أي شيء، لم يسألها ولم تسأله، هكذا ببساطة مريضة... وأردفت بعد وقفة قصيرة صاحت فيها منهارة: لا... لن أسمح أن يحدث هذا... وعاطت:
على جثتي!!
كان عادل يسمع كل ما كان يدور من حوار بين أبيه وأمه...
بقي في مكانه مهموماً ومغموما يرهف السمع وهو يتألم بصمت وقلبه ينزف لوعة؛ فجأة وبأعصاب مسترخية همس ساراً نفسه بجزع دون أن يعي لما يردده:
سأنتظر يوم الخميس يائساً بائساً حيث الموعد الذي حدده أبي لزواجي، ولتكن مشيئة الله هي الحاكمة الفاصلة، وما شاء سبحانه يكون، وأن أعيش وأحيا ما كتبه لي دون مقاومة أو جدال... ثم عارض نفسه سائلاً بكلمات لا تسمع مختنقة بالدموع:
وماذا سينفع الرفض في حالتي وأنا اعرف أبي أكثر من غيري؟ وأجاب على سؤاله متأوهاً:
لا شيء غير تعكير صفاء جو الأسرة والانتقاص من كرامة أبي لدى عائلة الفتاة وهو الذي لا يريد سوى سعادتي ولكن حسب طريقته التي يعتقد أنها الصواب دائماً.



#هيثم_نافل_والي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان/ أنا الصابئية
- قال بعنوان/ الإرادة الواعية
- اللغة من منظار آخر
- قصة قصيرة بعوان/ صحوة الضمير
- قصة قصيرة جداً بعنون/ رجل الصيانة
- قصة قصيرة بعنوان/ أنا آسف
- مقال بعنوان/ كيف سيطر الغرب على الشرق؟
- قصة قصيرة بعنوان/ بيت الأحلام
- قصة قصيرة بعنوان/ الملعون
- قصة قصيرة بعنوان/ الجوهرة المفقودة
- قصة قصيرة بعنوان/ ساحل البحر
- قصة قصيرة بعنوان/ ملح العيون
- قصة قصيرة بعنوان/ لغز غازية العرافة
- قصة من مشهد واحد بعنوان/ موت على رصيف الغربة
- قصة قصيرة بعنوان/ كل شيء إلا الخيانة
- قصة قصيرة بعنوان/ موقف
- قصة قصيرة بعنوان/ الندم
- سلطان الكلام/ الأسلوب الأدبي عند الناثر
- قصة قصيرة بعنوان/ على ضفاف نهر الأردن
- حكاية بعنوان/ في رحاب الكفر


المزيد.....




- قناطر: لا آباء للثقافة العراقية!
- المخرج الايراني ناصر تقوائي يودَّع -خاله العزيز نابليون-
- إنجاز جديد للسينما الفلسطينية.. -فلسطين 36- بين الأفلام المر ...
- وليد سيف يسدل الستار على آخر فصول المشهد الأندلسي في رواية - ...
- موسم أصيلة الـ 46 يكرم أهالي المدينة في ختام فعاليات دورته ا ...
- الوجع والأمل في قصص -الزِّرُّ والعُرْوَة- لراشد عيسى
- المخرج المصري هادي الباجوري يحتفل بعقد قرانه على هايدي خالد ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- تايلور سويفت تواصل تحطيم الأرقام القياسية.. بيع 4 ملايين نسخ ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قصة قصيرة جداً بعنوان/ سلطة الأب الشرقي