أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - ميرسو - اللامبالي














المزيد.....

ميرسو - اللامبالي


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6731 - 2020 / 11 / 13 - 20:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عن العبث والحرية
٠٥ - حياة ميرسو
- ميرسو موظف في أحد المكاتب في مدينة الجزائر يكتشف وفاة والدته بواسطة تلغراف يصله ذات يوم. والرواية تبدأ هكذا بثلاث جمل قصيرة مقتضبة " اليوم، ماتت أمي. وربما أمس. لا أدري". وهذة اللاأدري توحي بأنه لا يظهر أيا من مشاعر الأسى أوالحزن كما هو متوقع عندما نتلقى مثل هذه الأخبار. لقد كان قد وضع والدته في مأوى للعجزة منذ ثلاثة سنوات في منطقة تسمى مارانجو Marengo، وحاليا تسمى "حجوط" في ولاية تيبازة، على بعد ٨٤ كيلومترا من الجزائر( وليس ٢٤ كما قرأت في أحد التراجم العربية ). ويأخذ الباص ليذهب إلى مارنجو ليشرف على مراسم الدفن، وعندما سُئل إذا ما كان يريد رؤية جثمانها، أجابهم بأنه لا داعي لذلك. ويقضي الليلة كلها في حجرة عارية من الأثاث يحدق في التابوت الذي يحوي والدته، محاطا بمجموعة من العجائز من معارف والدته والذين رافقوها في إقامتهم في هذا المأوى في السنوات الأخيرة. وفي صباح اليوم التالي يذهب للمقبرة تحت شمس حارقة ليواريها التراب، ثم يذهب مباشرة لمحطة الباص للعودة، ويشعر بالفرح عندما يرى أضواء المدينة وبأن غذا هو يوم السبت وبأنه يستطيع أن ينام إثنا عشرة ساعة متواصلة.
في اليوم التالي ذهب إلى المسبح للسباحة حيث يلتقي بماري، موظفة سابقة - طباعة dactylo - في الشركة التي يعمل بها، والتي غابت عنه منذ زمن. فسبحا معا وفي المساء يذهبان للسينما لمشاهدة فيلم فكاهي لفيرنانديل Fernandel، ثم يعودان لشقته ليقضيا الليلة معا، وأصبحت ماري عشيقته منذ هذا الوقت. وفي اليوم التالي يلتقي ميرسو بجاره الساكن في الطابق الأعلى فوق شقته " ريمون سينتس Raymond Sintès" الذي يدعوه لشرب كأس من النبيذ وأكل شيء ما. ريمون هذا كان ملاكما فيما مضى، وحكي له قصة عراكه مع أحد العرب ـ وهو كما يبدو أخ لعشيقته التي تزوره من حين لأخر. ويطلب من ميرسو أن يساعده في تحرير رسالة يدعو فيها المرأة للحضور لشقة ريمون حتى يتمكن من الإنتقام منها، لأنه منذ فترة بدأت الشكوك تساوره عن خيانتها له وأنها تستغل كرمه. ويكتب ميرسو الرسالة - باسم ريمون - بدون إهتمام وهو شبه غائب عن الوعي بسبب ما شربه من نبيذ، متضمنة دعوة لزيارته، كي تتاح الفرصة لريموند لتأنيبها وإعطائها درسا، ومن ثم يبصق في وجهها عند آخر لحظة، في صورة من صور الانتقام لمشاعره. وبعد عدة أيام، بينما كان ميرسو في السرير مع ماري، سمع صوت هرج ومرج في شقة ريمون التي فوق شقته مباشرة، فصعد مسرعا ليكتشف أن هذا الأخير كان يضرب المرأة بعنف وهي تصرخ وتولول. يبدو أن خطة الرسالة قد نجحت، وعادت عشيقة ريمون لزيارته لكن الوضع توتر وحدث عراك بينهما وتصاعدت أصواتهم، وازداد الطين بلة عندما صفعت المرأة ريمون عند محاولته لطردها، لكن ريمون رد الصفعة باللكمات، فأخذ بضربها حتى جائت الشرطة وأنقذت المسكينة من براثنه. ويرافق ميرسو جاره ريمون إلى مركز الشرطة كشاهد على أن المرأة -التي لم يسمها كامو سوى بأنها مورية - une Maure - بأنها لم تكن مخلصة لعشيقها الذي كان يحميها ويساندها ماليا ويدفع أجرة سكنها. وأطلق سراح ريمون بناء على شهادة ميرسو. ولكي يشكره على مساندته ووقوفه بجانبه يدعوه هو وماري لقضاء يوم الأحد المقبل على شاطئ البحر في كوخ أحد أصدقاء زوجته المسمى ماسون Masson الواقع على الشاطيء.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسامير والعودة المضنية
- الغريب .. والسرد العبثي
- نهاية كامو العبثية
- ألبير كامو وأسطورة العبث
- عن الحرية والعبث
- فردة الحذاء والكورونا
- عدو الوطن
- جففوا المطر
- تحب تفهم تدوخ
- الشاعر لا يحب الأزهار
- الله غني عن الكينونة والوجود
- الله والخياط
- قط شرودنجر
- التمرد على الكلمات المتشيئة
- بين الكلمة والصورة
- وتبعثرت قشور الليل
- الجسد المكهرب
- الرنين
- كوجيتو
- قلق الزوايا


المزيد.....




- ترامب يهاجم تاكر كارلسون ويصفه بـ-المجنون- بسبب تصريحاته حول ...
- السفارة الصينية في تل أبيب تنشر تحذيرا يدعو مواطني الصين لمغ ...
- انفجارات تهز تل أبيب ومحيطها
- ستارمر: قادة مجموعة السبع يتفقون على معارضة البرنامج النووي ...
- محاولات في الكونغرس الأمريكي لتقييد ترامب في استخدام القوة ا ...
- قبل أيام من الضربة الإسرائيلية.. ترامب تلقى إحاطة حاسمة وأعط ...
- وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاغون بنشر قدرات إضافية في الش ...
- الجيش الإسرائيلي مخاطبا الإسرائيليين: دفاعتنا في مواجهة الصو ...
- ?? مباشر: ترامب يدعو الجميع إلى -إخلاء طهران فورا- وإيران تت ...
- عاجل | ماكرون: الرغبة في تغيير النظام في إيران بالقوة ستكون ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - ميرسو - اللامبالي