أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الأمل يضعف ولا يموت .














المزيد.....

الأمل يضعف ولا يموت .


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6731 - 2020 / 11 / 13 - 12:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم إيماني بفلسفة التفاؤل التي لخصها الأديب المهجري إيليا أبو ماضي في مقولته الخالدة : " كن جميلا ترى الوجود جميلا " بكل ما تحمله من الرسائل الإنسانية الباعثة للبسمة المحرضة على تحرر الإنسان من هموم قضاياه ، والدافعة به لتحدّي صعوبات أوضاعه ومقاومة ما يعكر صفوها من تيارات الجهل والقبح والوجع والكآبة والضياع ، فإني أرى ، وللأسف، أنها -المقولة- ليست بهذا القدر من الصدقية التي تبدو عليها لأول وهلة، ولا بذاك القدر من المصداقية التي تبدو في ظاهرها إذا هي طبقت على ما يعرفه مغربنا الحبيب من تحول للعبودية القهرية فيه إلى عبوديةٍ مختارةٍ طوعية ، يطغى فيها الولاء الإيديولوجي على الولاء الوطني ، المدمر لكل شيء جميل لدى شعبه ، الذي غدا لا يرى في الوجود شيئًا جميلا ، رغم ما كان بنفس مواطنيه من جمال ولين وطيبة وإنسانية ، قبل أن تلغيها مختلف مظاهر القبح والنشاز ، من نشل وسرقة وسلب ونهب وسطو وتحرش ونصب وتطفل وتسول ، وغيرها من المنكرات المؤذية للنفوس الرقيقة والقلوب المرهفة ، والتي تستدعي كل أحسيس المقت ، وتستنفرة جميع مشاعر الاشمئزاز ، وتهيج كافة عواطف الحقد والبغض والكراهية التي تخلصت منها مجتمعات الغرب ، وتبنتها مجتمعاتنا المسلمة المسالمة مرغمة ، ضدا في الإنسانية والقيم والأخلاق التي جاء بها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، ولا يزال تجددها متواصلا من أجل مصالح ونفوذ وسيطرة سياسوية حوبوية إسلاموية فاقدة لقيم ومبادئ الديمقراطية التي عرفت معها المجتمعات العربية عامة، والمجتمع المغربي خاصة، هذا المنحى الاجتماعي الخطيرة في جل قيمه ومسلكياته التي طغت عليها الكثير من التصرفات الرعناء السيئة ، وتحكمت فيها، فأصبحت أصوله القيمية هوامش ومنسيات تراثية فاقدة لأصالتها وبريقها ، وصلت درجة تنذر بأفدح العواقب وأقبح الأخطار، التي باتت معها غاية أمل المواطنين الحافظ على درجة التردي ثابتة عوض التقهقر أكثر فأكثر في الهلاك والضياع والدمار والتردي ، الذي قضى الإسلامويون -الذين يتعتقد بعضهم أنهم ملائكه وغيرهم شياطين- عقودا طويلة في التدبير والتخطيط والتآمر لزرع ونشر عوامل الفرقة والتشتت الفكري والتحزب المذهبي ، وزيادة التطرف الديني والطائفي والعرقي، للقضاء على أواصر المحبة والتعاون والسلام والتماسك والتكاتف بين ابناء هذا البلد الآمن، والإنتهاء بهم إلى هذا القدر المهول من الإفلاس الحضاري ، وذاك الكم من العارم من الانهيار الأخلاقي، الذي أفقدهم رصيدهم من "تمغرابييت" ، وأوصلهم إلى قاع القاع الذي أصبحت فيه غالبيتهم لا تخجل من الوقوع في بشاعات الرذائل الاخلاقية والاجتماعية التي لا تحصى ، دون أن يوظفوا قدراتهم العقلية لمقاومة تياراته المضرة ، التي يتمسكون حيالها بالصمت الجبان ، ويلتزمون تجاهها بالحياد المنافق، فلا يشجبون ولا ينددون ولا يجابهون ولا يواجهون ، بل ويزكون الوضع ويطبلون له مع الغياطة والطبالة " -رغم فساده - مرددين المقولة الشهيرة : "العام زين ، زيدو غيطوا يا الغياطا " تاركين الأسئلة المصيرية بلا إجابات ، طمعا في مكسب مادي ، أو حفاظا على مركز أو وظيفة.
واختم بالمثل الشعبي الشهير" الأمل يضعف ولا يموت " الذي يعكس سرمدية الأمل، وإستعصاء تلاشيه وإطفاء مصابيحه المضيئة ، مهما حاولت خفافيش الظلام إجتثاثه من نفوس المغاربة الأصيلة ، بتدمير كل شيء جميل في وطننا الجميل، فاللهم عوض مغربنا الحبيب خيراً عن كل جمال إنكسر فيه ، الوضع الذي لا يسعني أمامه إلا أن ادعو الله أن يفرج كل يأسٍ أصاب قلوب المغاربة الطيبين ، الذين ليست مشكلاتهم الكبرى مع الفقر والعوز،كما يتبادر لبعض الأذهان، وإنما هي مع التجهيل الممنهج وسياساته اللامرئية والنفاذة.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتطبيع بين السرية والعلن !
- ليس العنف باسم الدين مجردَ فعل طارئ !
- وزراء لا عهد لعائلاتهم بالمناصب المرموقة .
- ماذا أقول في تأبين المجاهد الكبير والوطني الصادق عبد الرزاق ...
- أجمل كائن في العالم لن يعطي أكثر مما لديه !
- عندما تسمو الأيديولوجية على مصلحة الوطن ؟ !.
- المرأة المغربية في يومها الوطني .
- غباء أم استراتيجية ممنهجة؟ !!
- 6 اكتوبر اليوم العالمي للحمار ..
- أئمة المتأسلمين و الفضائح الجنسية !
- وحتى يؤتي الدعم أكله بإذن الله ..!
- صورة محفورة في الذاكارة !
- الدراجة الهوائية في زمن كورونا !
- عيد ميلاد في زمن كورونا !
- انتشار الفكر الظلامي ليس محض صدفة !!
- مقت الإزدواجية !!
- الذكريات تنتفظ مع خفوت الأصوات !
- الصحة أولى أم التعليم؟ !!
- الموت ديال الضحك !
- ليس المشكل في اختيار نمط التعليم، بل في التعليم نفسه !


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الأمل يضعف ولا يموت .