شعر المراءة عورتها فقط

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6728 - 2020 / 11 / 10 - 02:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

من الموروثات الدينية التي يزرعها الشيوخ ورجال الدين في بعض القرى والأرياف المصرية في عقول النساء والرجال الريفيين وعقول الجهلاء منهم لتعظيم صورة الشيخ وكأنه نبي الله أو كيله على الأرض ترسيخ مفهوم أن ليس للمرأة عورة من أجزاء جسدها أمام الشيخ ورجل الدين، وعورتها محصورة فقط في شعرها ورأسها المكشوف. لذلك لا يعتبر عند أهالي الريف المصري نساءً ورجالا رؤية الشيخ لاي امراة من اهل القرية عارية تماما ومكشوفة العورتين الأمامية والخلفية وثدييها أنه عورة لها وانتقاصا من كرامتها، ولا يشعرون بالحرج نهائيا ، لأن عوراتهم في مفهوم اهل الريف والقرى المصرية الذي رسخّه الشيوخ في عقولهم يكمن فقط في كشف شعر المرأة مع جواز التعري الكامل امام الشيخ والطفل الغير بالغ.
كان هذا الكلام مقدمة لما ساشرح للقراء من تقاليد بالية يقوم بها الشيوخ ورجال الدين في الأرياف المصرية . ولدي الكثير من الصور الحقيقية التي تؤيد كلامي لكن يصعب نشرها هنا لأثبات ما اقوله .
لدي صديق مصري تعرفت عليه عن طريق الفيس بوك ، وهو ينتمي لأصول ريفية ومتزوج من مهندسة ويعملان في القاهرة . لكنهما رغم دراستهما الجامعية فلا زالا خاضعين للتقاليد الريفية البالية بكل صرامة. يحكي لي هذا الصديق بأن التقاليد في قراهم الريفية، تذهب النساء مع ازواجهن عند الشيخ لغرض التأديب على يده عند ارتكابهن للذنوب مهما كانت طبيعتها وتطلب بأن تتطهر على يده . تقوم المرأة المذنبة بالاعتراف للشيخ بكل ما ارتكبته من ذنوب وأفعال سيئة مهما كانت، يطلب الشيخ بعد الاستماع لاعترافات المرأة من الزوج أن يعرّي زوجته ويكشف عن عورتها الخلفية بشكل واضح بشرط تغطية شعرها بحجاب، ويجلسها على كرسي بشكل منحنى إلى الأمام ، ويقوم بضربها بالعصا على مؤخرتها العارية عدة ضربات بين الخمسة و العشرين ضربة وحسب مستوى الذنوب . حتى تصبح مؤخرتها حمراء شبه دامية . ثم يجلس الشيخ على كرسي و تأتي المرأة التي تم تأديبها وتطهيرها من ذنوبها بالعصا، إلى الشيخ وهي لازالت شبه عارية فتقبل يده المباركة وتشكره على تأديبها وتطهيرها من ذنوبها، وتعود لترتدي ثيابها بمساعدة زوجها . وعند الانصراف ترمي المرأة بعض النقود في صندوق في بيت الشيخ تبرعا له و دعما لجهوده في تأديب النساء و تطهيرهن من الذنوب !!
يقول الصديق المصري بأن أهل الريف المصري ينظرون لتأديب المرأة المذنبة بالضرب سواء بواسطة الشيخ أو الزوج على أنه وسيلة للتطهر من الذنوب و ليس للاهانة والإذلال والتحقير وهذا لصالحها، حيث تخرج المراة من بيت الشيخ بعد الضرب مرتاحة الضمير لأنها تطهرت من ذنوبها بعصا الشيخ !!
كما أن هناك حالات الرقية الشرعية التي حكاها لي الصديق المصري الذي مارسه مع زوجته شخصيا، فقد كانت زوجته تعاني من تأخر الإنجاب لسنوات. ولم ينجح الطب الحديث والأطباء في علاجها، ولشدة إيمانها ببركات الشيخ و كراماته حيث تذهب باستمرار عنده لتأديبها بالعصا وتطهيرها من ذنوبها . ذهبت مع زوجها إلى الشيخ لعمل رقية شرعية لها، عسى أنها تنجب من رقيته المباركة . أكمل الصديق المصري كلامه قائلا : إذا أراد الشيخ رقية أي جزء من جسد المرأة، لابد أن تكشفه ويلمسه بيده لتناله البركة . في بيت شيخ المسجد طلب المذكور من زوجتي خلع ثيابها الداخلية وكشف وتعرية منطقة الجهاز التناسلي لها ففعلت بمساعدة زوجها، وضع الشيخ يده عليه وبدا بالتمتمة والدعاء لفترة من الوقت وهو يحرك أصابعه فوق ذلك المكان الحساس والزوجة مستلقية على ظهرها ساكنة تنتظر بركات الشيخ تنزل من بين أصابعه . بعد اكمال التمتمات والدعاء وقراءة بعض الآيات القرآنية . أعلن انتهاء عملية الرقية ، بعدها ارتدت الزوجة ثيابها وغطت عورتها وقبلت يد الشيخ المباركة واعطته المقسوم وشكرته وخرجت مطمئنة بأن هذه الرقية ستتحول إلى جنين في رحمها بكل تأكيد. هذه هي الخزعبلات التي يزرعها الشيوخ و الدجالون في الريف المصري في عقول النساء والجهلاء هناك .
يحدثني الصديق المصري عن ذكريات حدثت في طفولته عندما كان طفلا صغيرا . زارهم شيخ المسجد في بيتهم، وكانت والدته حينها تستحم بالحمام، فجلس الشيخ يتحدث مع والده في غرفة الجلوس . وذهب هو ليخبر والدته وهي بداخل الحمام بأن شيخ المسجد جاء لبيتنا ويتحدث في غرفة الجلوس مع والده، وجدت الوالدة أنه من الواجب أن تشارك باستقبال الشيخ والترحيب به في منزلها لمكانته الكبيرة في القرية. يكمل الصديق المصري ذكريات طفولته وقال : طلبت الوالدة منه وهو كان صبيا قبل سن البلوغ ولا عورة لوالدته أمامه حسب العرف السائد ، أن يجلب لها غطاء الراس فقط ، غطت رأسها واخفت شعرها بالحجاب وخرجت عارية الجسد تماما من الحمام، جاءت وقبلت يد الشيخ وجلست تواصل الحديث معه بحضور زوجها وهي عارية تماما إلا من غطاء الرأس، فكشف الشعر والرأس عورة أمام الشيخ يستوجب تغطيته شرعا، أما عورات جسدها من الأمام والخلف، فلا مانع من كشفها امام الشيخ وكما خرجت من بطن أمها، لأن التقليد المتعارف عليه هناك، أن لا عورة للمرأة أمام الشيخ والطبيب والطفل الغير بالغ في مفهوم أهل الريف المصري وهو القانون السائد عندهم رجالا ونساء حسب توصية شيوخ المسجد لأهالي القرية، يتوارث القرويون هذا التقليد من الآباء والأمهات إلى الأبناء في تلك القرى الريفية ولازالوا .
الغريب بأن الرجال الأزواج هم من يخلعون ثياب زوجاتهم وملابسهن الداخلية لتكون الزوجة على استعداد لتلقي ضربات عصا الشيخ بمؤخرة مكشوفة عارية امام رجل غريب ولا مانع من تعرية كامل جسد الزوجة. والزوج يتفرج على زوجته وهي تهان بهذا الطريقة السمجة وهو راضي ومسرور لتطهير زوجته من ذنوبها على يد الدجالين .
هذه تقاليد رجال الدين الذين يستغلون الدين لخداع البسطاء والجهلة من الناس القرويين، والغاية معروفة تماما .
نتساءل أليس شرعا بأن يحرم على المرأة كشف عورتها إلا لزوجها ؟ فكيف تكشفها لرجل غريب حتى لو كان شيخ المسجد ؟
كما اتسائل ، هل بالضرب على المؤخرات النسائية العارية يتم تطهير الذنوب ؟ لماذا التعري ؟ ألا يمكن أن يقوم الشيخ بالنصح والإرشاد بالكلام مع المرأة الناشز و المذنبة لكي لا تعود لأرتكاب الذنب والمعصية مع زوجها أو مع الآخرين وتصلح سيرتها ؟
المعروف اسلاميا بأن الزوج هو من يعالج نشوز زوجته بالنصح أو بالهجرة بالمضاجع وإن لم يفد كل هذا يوصي القرآن بالضرب . ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا) .
هل الضرب هو واجب شيخ المسجد بعد تعرية المرأة الناشز من اهالي القرية وكشف عورتها أمامه وضربها على مؤخرتها العارية بالعصا لتطهيرها من ذنوبها، أم هو واجب الرجال القوامون على نسائهم ؟
هل هذه هي الطريقة الشرعية لتطبيق القرآن والدين ؟

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل