أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - إجابة مسيحية على اسئلة اسلامية















المزيد.....

إجابة مسيحية على اسئلة اسلامية


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6696 - 2020 / 10 / 6 - 18:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لغرض إيضاح الإشكالات الدينية في مفهوم العقيدة المسيحية بطريقة مبسطة للأخوة المسلمين، سنعرض هنا بعض ما يسأله المسلمون حول الأمور التي لا يعرفونها عن المسيحية والتي تتناقض مع ما جاء بالقرآن . ولهذا يصعب عليهم فهمها لأنهم يقرؤون من طرف واحد ولا يطلعون على حقيقة العقيدة المسيحية إلا من شيوخهم الذين يمتهنون التضليل والكذب ونشر الكراهية والحقد بين المسيحيين والمسلمين البسطاء.
ومن يريد ان يفهم العقيدة المسيحية كما هي، لا يجوز ان يقيسها بمسطرة القرآن ، لأنه لو وجد تطابق بين الإسلام والمسيحية في كل الأمور لما بقى الدينان منفصلان . ولكن وجود الاختلافات لا يعني عدم وجود مشتركات عقائدية وإيمانية في العقيدتين .
يسأل بعض الأخوة المسلمين المستفسرين عن العقيدة المسيحية التي لا يعلمون اسرارها وتفاصيلها بعض الأسئلة التي نوردها هنا ونجيب عليها .
المسلم يسأل : القرآن والإنجيل يعترفان ان المسيح كلمة الله، لكن بمفهوم المفسرين المسلمين ان كلمة الله هي قول الله: (كن) . والمسيح لا يعدو ان يكون قول من اقوال الله . وليس هو كلمة الله النابعة من عقله وفكره التي تمثل ذات الله.
المسيحي يجيب: هذا مفهوم خاطئ لدى الأخوة المسلمين، كل شئ خلق بالكون من أحياء و جماد كان بكلمة الله الخالقة، فقد قال الله في بدء خلقه للكون : ليكن نور فكان نورا، وليكن الكوكبين النيرين، فخلقت الشمس لأنارة الأرض نهارا والقمر لإضائتها ليلا. و بكلمة الله تم الخلق . لكن من اين انطلقت هذه الكلمة ؟ انها نابعة من فكر الله وعقله ، وعقل الله يمثل الله حتما . ولم يأتِ مصطلح (كلمة الله) في الإنجيل والقرآن أنهما يعبران عن قول الله وكلامه ، بل وصف المسيح بذاته انه كلمة الله وروح منه وهذا زيادة في التأكيد عن شخص المسيح انه (من الله) وليس خارجا عنه، ومصطلح (كلمة الله) او روح الله، لم يطلق على أي نبي من الأنبياء أنه كلمة الله سوى المسيح بن مريم، وهذا تكريم خاص لكونه فعلا كلمة الله وليس كلمة منطوقة .
اما الإنجيل الذي هو بشارة المسيح، فهو يصف المسيح بوحي من الروح القدس قائلا :
"في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان" يوحنا 1:1
المسيحية تستمد عقيدتها من الإنجيل وليس من القرآن. والإنجيل يصرح : [ ان الكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله] . فالكلمة التي تعني يسوع المسيح هو الله بذاته، لأن كلمة الله الصادرة من عقل الله . والله وعقله وكلمته واحد .
المسيح ولد من روح الله الحال في أحشاء مريم وتجسد الكلمة به فكان المولود يسوع المسيح الذي يدعى اسمه (عمانوئيل) أي الله معنا . الله نزل من السماء متجسدا بالكلمة والروح القدس، وصار إنسانا الذي هو المسيح يسوع بن مريم . أنه مولود وليس مخلوق لأن كلمة الله وروحه ازلي ابدي غير مخلوق . لم يكن الله بلا كلمة ولا روح منذ الأزل ، فالمسيح ازلي لأنه هو الله . إن كان المسيح كلمة الله وروح الله فما الذي تبقى ليكون هو الله بذاته ؟
المسلم يسأل: هل قال المسيح أنه ابن الله ؟
المسيحي يجيب: نعم قال المسيح ذلك عندما خلق للرَجل المولود أعمى بلا عيون ولا مقلة عينين من تراب الأرض وأبصر بهما، فلما التقى به فيما بعد، سأل المسيح هذا الرجل : " هل تؤمن بابن الله ؟ " أجاب الرجل الذي كان اعمر فأبصر: " من هو يا سيد لأؤمن به ؟" فقال له يسوع: «قد رايته، والذي يتكلم معك هو هو» فقال: «أومن يا سيد». وسجد له معترفا بألوهيته وقدرته على الخلق .
المسلم يسأل: كيف يؤمن المسيحيون بأن المسيح هو كلمة الله المتجسد، والمسيح قال عن نفسه أنه ابن الإنسان ؟
المسيحي يجيب: يسوع المسيح هو إله كامل لأنه كلمة الله ومتحد به لاهوت الله الحال بجسده، وهو إنسان كامل مثل كل البشر لكن بلا خطيئة، جاء ليحقق إرادة الله بالخلاص والفداء، ولابد أن يكون الفادي إنسانا كاملا بلا عيوب ويمثل البشرية بأكملها، فكان المسيح الذبح العظيم الذي افتدى كل البشر بسفك دمه الطاهر. و بغير سفك دم لا يحدث خلاص .
المسلم يسأل: هل المسيح هو الله أم ابن الله ؟
المسيحي يجيب: المسيح هو كلمة الله وروحه، وكلمة الله تعني هو الله بذاته وبكلمته وروحه . والمسيح كإنسان هو ابن الله بالروح لأنه من الله ولد، ومن الله جاء إلى الأرض والله هو الأب الروحي له واليه ينتسب . ولهذا يدعى ابن الله مجازا . وهو كان يقول أبي أرسلني، أبي يعمل وأنا أعمل. أنا والأب واحد ، من رآني رأى الآب . الله الآب في السماء وكل مكان، والمسيح هو الابن على الأرض ممثلا الله في السماء. فالمسيح هو الله بلاهوته، وابن الله بنفس الوقت على الأرض كإنسان. المسيح هو حكمة الله وقوته، الذي حل فيه كل ملء اللاهوت وسلطان الله وقدرته.
المسلم يسأل: كيف تحجّمون الله الذي يملأ السماء والأرض والكون كله وهو غير محدود، و تحددونه بحجم جسد المسيح المحدود ؟
المسيحي يرد: روح الله في المسيح وبنفس الوقت يملأ الكون كله . كما أن الشمس في كبد السماء تشع بنورها الذي يصل إلى الفضاء والأرض وأعماق البحار، إلا أنه موجود في قلب الشمس أيضا بنفس الوقت. الله لا يعجزه شئ . والدليل أن المسيح يعمل المعجزات بسلطان لاهوت الله المتحد به، فهو يخلق، ويشفي المرضى، ويبعث الحياة في اجساد الموتى ويقيمها، ويغفر الذنوب ويعلم الغيب . أليست هذه كلها من أعمال الله وحده ، فلماذا اختص بها المسيح فقط من دون الأنبياء؟
المسلم يسأل : كيف تعتبرون بأن المسيح هو الله، وقد صلب ومات . فهل الله يعذب ويموت ؟
المسيحي يرد: قلنا ونقولها مليون مرة، بأن المسيح هو كلمة الله وروحه، الذي عاش على الأرض متجولا يعمل خيرا للناس، يشفي المرضى ويحي الموتى، أكل وشرب ونام ثم صلب .والذي مات هو جسد يسوع بطبيعته الإنسانية وليس لاهوت الله الحال فيه . الجسد مات لأنه إنسان، لكن روح الله ولاهوته الحال فيه لا يموت ولم يفارق جسده، ولا لحظة، لأنه في اليوم الثالث من الصلب والموت ،اقامه وبعث إلى الحياة مجددا، من خرج من الجسد بالموت هو الروح البشرية للمسيح وليس روح الله ولاهوته . الله روح لا يموت .
المسيح على الصليب استودع روحه الإنسانية بيد الله مؤقتا لأنها ستعود اليه بعد ثلاثة أيام من موت الجسد. ويسوع المسيح صعد إلى السماء بجسده وروحه عائدا إلى حيث كان اولا قبل نزوله من السماء، ارتفع الى سماء المجد بالروح والجسد أمام أكثر من خمسمائة شاهد عيان من أتباعه ومحبيه والمؤمنين به في وضح النهار، ولم يُسرى به ليلا وبلا شاهد عيان كما ادعى غيره .
إن كان روح الإنسان العادي لايموت بموت الجسد، فهل يموت روح الله الذي بالمسيح ؟
ليس صحيحا ما قيل بالقرآن : [كفر الذين قالوا : إن ( الله هو المسيح بن مريم )] ، الله روح بالسماء وليس هو المسيح الإنسان، المسيح اله متجسد وليس إنسان متأله على الأرض، ولهذا دعي انه كلمة الله وروحه. المسيح هو الله وكلمته وروحه متجسدا بإنسان ، وليس الله هو المسيح .
المسيح ليس إنسانا أصبح إلها، بل الإله نزل من سمائه متجسدا بإنسان، لأنه قادر على كل شئ، وهو باق في السماء ويملأ كل الكون مع وجوده بجسد المسيح .
صعب على من يؤمن بالقرآن ان يفهم هذا .



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيات ليست من الله الرحمن الرحيم
- القوى الطبيعية في الكون
- الفيزيائي ستيفن هوكينج وخلق الكون
- أجمل قصيدة مغناة سمعتها
- الزمان والمكان في نسبية انشتاين
- شذرات من نسبية انشتاين
- الكذب والنفاق الأسلامي
- اقوال المسيح تدل انه هو الله الظاهر بالجسد ؟
- من المتكلم بالقرآن ؟
- من غرائب تقاليد الشعوب الدينية
- علاج السرطان بالغذاء
- قانون العفو وعودة الفاسدين لنشاطهم
- من خلق الحياة ، ارادة الله ام الصدفة ؟
- رحلة هبوط المسبار الفضائي روزيتا على المذنب بي 67
- مذكرات برزان التكريتي - الجزء الاخير
- العراق الى اين ؟
- سورة التوبة - آية 29
- سيرة نبي وكتاب
- الفيزيائي ستيفن هوكينج وافكاره حول وجود الكون
- طلعت خيري و ردوده عن الروح


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - إجابة مسيحية على اسئلة اسلامية