ظاهرة الخوف في المجتمع العراقي

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن الخوف أحد الأسباب التي تؤثر نفسياً على الإنسان وتخلق لديه القلق والاضطراب النفسي ويؤدي بالإنسان الشعور بالرهبة تجاه أي أمر ما يواجهه وقد يكون واقعاً حقيقاً وقد يكون عبارة عن تهيؤات أو خيال أو تفسيرات عن توقعات واحتمالات نتيجة القلق والخوف والاضطراب الذي يعيشه الإنسان وتكون تشائمية وليس تفاؤل وهذه الظاهرة منتشرة وكثيراً جداً في المجتمع العراقي لأن الإنسان أصبح فيه مستهلك وليس منتجاً يضمن وسائل وأسباب معيشته وحاجاته الأخرى وأسبابها في العراق. لأن الفقر والجوع والحرمان والبطالة والمحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والفساد الإداري مما أدى إلى خلق طبقتين في الشعب أحدها أتخمها الفساد الإداري وأخرى تركض ليلاً ونهاراً من أجل توفير لقمة العيش وأفرزت ظاهرة التسول والسرقة والمخدرات والفساد الأخلاقي واللامبالاة وتدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة والدولة) وأصبح الإنسان العراقي تمسكه قوتان للقوة والجاه والمحسوبية والمنسوبية والسلطة يستطيع بها تحقيق رغباته وطلباته ونسبة هؤلاء قليل جداً في المجتمع العراقي التي تشكل طبقة مترفهة وسعيدة ومطمئنة ومستقرة يعيشون في عواصم الدول الأوربية والطبقة الأخرى تمثل الأكثرية من أبناء الشعب العراقي يجثم على صدورهم الخوف والقلق والاضطراب النفسي والخوف من عدم حصولهم على المال الذي يوفر لهم العيش في ذلك اليوم ومع مرور الوقت يتحول ذلك الخوف والاضطراب النفسي والقلق إلى المرض يصيبه يؤدي إلى النسيان وعدم التركيز والخوف المزمن الذي يمنعه من التصرف والسلوك ويجعله متردداً لا يستطيع ممارسة أي عمل ويجعل منه هيكل بدون إنسان لا يمتلك القدرة والإرادة في الحياة وهذه الشريحة من البشر تصبح فاشلة، تمثل الفقراء والجياع والمحرومين والبطالة والمعوزين الذين يعيشون تحت مستوى الفقر وبالكاد وتتفشى وتنتشر بينها ظاهرة الانتحار والسرقة والتسول والفساد الخلقي وتجعل الإنسان العراقي عاجزاً عن توفير وسائل المعيشة فقط وليس مستلزمات القيم الأخرى مثل القيم الروحية وهي الطبقة المسحوقة التي تنهك أجسامهم الأمراض والمخدرات والجوع واليأس والقلق النفسي والخوف والاضطراب وهم الذين انتفضوا على الواقع المؤلم في ثورة الجوع والغضب التشرينية العفوية والسلمية وقد شاركهم في النضال وساندهم الشباب والطلبة من جميع أبناء الشعب من الخيرين والقوى الحية الأخرى من المناضلين الشرفاء.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل