أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر سالم - محمد عبد الوهاب / إنطباعي القرن العشرين














المزيد.....

محمد عبد الوهاب / إنطباعي القرن العشرين


حيدر سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 19:38
المحور: الادب والفن
    


مُحمّد عبد الوهاب ؛ إنطباعيُّ الموسيقى الشرقية !

في عشرينات و ثلاثينات القرن الماضي لحّن عبد الوهاب العديد من قالب المونولوج الذي أعطاه القصبجي أبعاده التأملية ، و ربطه مع أحمد رامي بما ترمي له المدرسة الرومانسية من محاولة التغني و الإندماج ذهنيا و عاطفيا بالطبيعة ، حسب معلوماتي أن المونولوج أدخله سيد درويش في مونلوج ( و الله تستاهل يا قلبي ) ، و نستطيع القول بأن سيد درويش أسس ، و القصبجي أكمل الخطوة الثانية ، لكن تأثير عبد الوهاب على المونلوج كان إنطباعيا بالمعنى الحرفي للكلمة ، ، بالتالي كان الأنضج من بين من لحنوا هذا القالب ، فهو و لا أكاد أجزم كان يرسم الكلمة بجمل لحنية كما يشعر بها ، عندما نستمع إلى عبد الوهاب فيما لحن على قالب المونلوج ؛ نشعر بأننا إزاء لوحة لفان غوخ و سيزان و رينوار ! ، لنستعرض الان مالذي دفعني لهذه القراءة التي قد يراها البعض مغالاة .

في سنة 1923 لحن عبد الوهاب ( خايف من اللي هواكي قبلي ) و كان عمله جديدا في بعض تركيب الجمل اللحنية ، و الاداء الصوتي الذي كان لم يستقر على هجران الطريقة القديمة بعد !

سنة 1926 لحن إمتى اشوف في المنام طيفه ، و كان في هذه المرحلة قد أسس لنفسه أداءا رائعا ، رقيقا ، لا يتعب عندما يغني ، و كأنه لا يبذل جهداً بينما هو يؤدي ما لم يؤدهِ غيره لا قبله و لا بعده ، و يتغنى عبد الوهاب كيف أن جسمه هلك ( لكن ده روحي و ملك عقلي ) بطريقة و كأنها ضربات فرشاة حزينة !

مهّد للعمل الذي سيأتي بالمعجزات بمونلوج كتير يا قلبي الذل عليك 1927 ، وقد خدمه كثيرا الاسترسال في الكلمات من دون إعادة مذهب كما في الطقطوقة من خلق عالما يتيح له الاسترسال في سرد و تلوين خلاجاته موسيقيا ، مثلما هو واضح في جملة ( ده هجر قلبي ) التي تحيلك إلى إنطباع حزين لا تحتاج هنا إلى معرفة بطبيعة المقامات الموسيقية ، و في جملة حبيت و قاسيت نجد عملاً هارومني بسيط سيطوره عبد الوهاب كما سنرى .

في مونلوج اللي يحبّ الجمال الذي لحنه سنة 27 من نظم شوقي ( أحمد شوقي نظم بالعامية من أجل عبد الوهاب فقط عدة قصائد ) ، نجد الانطباعية بكامل تجلياتها في مقطع ( نم يا حبيببي نام ) و عندما يقول الحب ( طير ) في الخمايل يعلو في الكلمة من أجل إيضاح المعنى صوتياً ، و في هذا المونولوج نجد تأثير سيد درويش في جملة و تيجي تصيده يصيدك عندما يشتغل عبد الوهاب هارموني ، و بهذا يكون قد دفع الموسيقى العربية خطوة ثانية بعد سي السيد للأمام .

في سنة 1928 لحن عبد الوهاب مونولوج ( أهون عليك ) وفيه ذلك الأداء الاوبرالي ، و قد إقتبس فيه من الفصل الثالث من اوبرا عايدة ، في هذه المرحلة بدأ عبد الوهاب بالتفكير بطريقة جادة و أكثر ثباتاً بالتجديد ، و إدخال ما لم تألفه الأذن العربية ، و لكن أهمية ما فعله أن عبد الوهاب أقلَمَ الإقتباسات و الايقاعات و الالات الجديدة مع موسيقانا ، و كأنها منها و ليست غريبة ، و خير دليل جملة ( أما رأيت حبيبي ) من مقام السيكاه مع إيقاع التانغو ! .

في الواقع أنني أخشى أن لا يُقرأ هذا المقال لطوله في عصرنا السريع هذا لذلك سأشير بسرعة إلى بعض التجليات العظيمة لعبد الوهاب في قالب المونلوج

* مونولوج بالليل ياروحي سنة 1931 : جملة واسيني دي كافية دموع عيني ، التي يلحنها بأكثر من مقام موسيقي بإعجاب و كأنه ينظر لمشاعر هذه الجملة من كل الزوايا ، هذا المونلوج بالذات أسس لشخصية السنباطي الموسيقية و هذا ما يشير اليه مؤلف السبعة الكبار حيث بنى السنباطي لحنه سهران لوحدي على هذا اللحن العظيم و فيه لازمة موسيقية إقتبسها السنباطي منه فيما بعد و صاغت طريقتها شخصية قفلاته و لزماته ما تبقى من حياته اللحنية - أي السنباطي - اللزمة قبل جملة خفف دموعي ياهاجر .
* مونلوج مريت على بيت الحبايب 1932 : هذا المونلوج ي يصور عبد الوهاب لحنه كقصة قصيرة مسترسلة من بداية اللحن الذي يخدم معنى قصد بيت الحبيب راجلاً ، إلى نهاية القصة !
* مونلوج يا ما بنيت قصر الأماني : و فيه تأثير السينما على موسيقانا ، حيث المشهد الحزين بعد أن فقد حبيبته نوال !
* من وجهة نظري أن أعظم تجلي لحني لعبد الوهاب في قالب المونلوج هو النيل النجاشي ، هذا المونلوج تاريخ في حد ذاته ، فهو آخر ما نظمه شوقي ،ثم أننا و بهذا اللحن نرى بصورة وحيدة السنباطي عندما كان عازفا في فرقة عبد الوهاب ، صورة تجمع عملاقين في تاريخنا الموسيقي . و من ثم الاشتغال العظيم على اللحن ، في جملة ( لمحت ع البعد حمامة رايحة على المية و جاية ) يستغل بعد الوهاب معنى كلمة رايحة لاعطائها طبعة عالية تعكس بعدها و يستعمل ( على المية ) جسرا للوصول الى طبقة منخفضة لاعطاء معنى بالدنو لكلمة جاية . و من ثم ( وقفت انادي الفلايكي ) بصوت رخيم كما هو النداء ، لكن الرد و لأنه بصوت ( ملايكي ) يغير الطبقة الصوتية مرة أخرى ليتناسب مع عذوبة الكلمة .
و من ثم في جملة و ركبنا و نزلنا تعقبها لازمة موسيقية و كأنها تصوير حي للحركة الجسدية للنزول التي كتبها شوقي !

أتمنى أن تراجعوا ألحانه الإنطباعية ، لأنها تحمل زخما من الجمال الصوري و السمعي الباذخ ، أنت تسمتع إلى لوحةٍ مموسقة !



#حيدر_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستنطاق الصحراء
- الإقصاء
- بطء .. قصة قصيرة جدا
- البوح
- لماذا لا نقرأ إبراهيم الكوني ؟
- الايقاع و محمد عبد الوهاب / الجزء الاخير
- المحلن المنسي / عبد العظيم عبد الحق
- ماركس بدون فيسبوك
- لايكات بدون حدود
- الشهد و الدموع مرة أخرى ، و للأبد
- الايقاع و محمد عبد الوهاب / الجزء الثاني
- الايقاع و محمد عبد الوهاب / الجزء الاول
- كافكا ليس كابوسياً
- أرصفة مريدي - قصة قصيرة
- مقطع من قصة ( ن ) / قصة طويلة
- أسير مريدي - قصة قصيرة
- حسناء مريدي - قصى قصيرة
- حسناء مريدي - قصة قصيرة
- الثياب الرثة تقلقكم
- المتفوقون بالعمل !


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر سالم - محمد عبد الوهاب / إنطباعي القرن العشرين