أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر سالم - المحلن المنسي / عبد العظيم عبد الحق














المزيد.....

المحلن المنسي / عبد العظيم عبد الحق


حيدر سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6053 - 2018 / 11 / 13 - 19:17
المحور: الادب والفن
    


في عالم الإعلام البائس الذي إمتدّ من بواكير القرن العشرين ، غاب الكثير من المحلنين تحت طي النسيان لأسباب تبقى غامضة ، فملحن لا ينسى فضله على تطوير الموسيقى العربية ، و الذي علم عبد الوهاب العزف على العود ، و احتضن ام كلثوم و ليلى مراد و اسمهان ، مثل هذا الملحن العبقري لا ياخذ نصيبه ، نعم اعزائي انه محمد القصبجي ، و لعل السبب الذي يطرحه الكاتب فكتور سحاب في كتابه السبعة الكبار على انه لم يحظ بالشهرة لانه لم يغنِّ ينطبق على صاحبنا اليوم ، الملحن و الممثل الفذ عبد العظيم عبد الحق ، أما لماذا عبد العظيم دون غيره ؟فالحقيقة لا أعلم ، لكنني أفترض لانه المستكاوي ، و هو دوره في مسلسل الشهد والدموع التي الاحقها في كل تفاصيلها بهوس ، و اتعقب حياة ممثلينها .


ولد عمنا الجميل عبد العظيم سنة 1906 ، في بلد ابو قرقاس من محافظة المنيا صعيد مصر ، و هكذا نشأ في كنف تضييق على حبه للفن ، للــ " مزيكا " التي كانت سبة آنذاك ، حفظ القرآن في الكتاب ، و بعدها درس القراءات عند الشيخ الكرداني في طنطا ، حينها اختبره و عندما قال السماوات من طبقة منخفضة ، و الارض من طبقة عالية أوقفه و علمه خطأه و بهذا يكون أخذ أول دروسه في التلحين ، فمن من الملحنين الكبار لم يبدأ بالتجويد ، و التجويد له الفضل الكبير على غنائنا العربي ، لا علينا فلنكمل مع عمنا البشوش ، عبد العظيم عبد الحق يحمل ملامحا مصرية ، صعيدية ، جافة ، و لو ضحك حينها تضحك الدنيا ، لكن والده يغفر الله له كان دائما ما يضربه بسبب حبه للموسيقى ويوم امتحانه الاخير قرر الهروب لانه اذا نجح سيجبره للدخول الى كلية القانون ليصبح سياسيا مثلما اخويه ، و بهذا توسط احد اقربائه لاعادته للبيت و لكنه لم يسلم من الضرب أيضا ، في تلك الايام كان يهرب الى مصر يستمع في المسارح الى الالحان ، و يعقد الصداقات مع المشايخ ، وكان قد خسر فرصة ان يذهب ببعثة لدراسة الموسيقى أربع مرات بسبب والده ، كان ينام في المقاهي ، أو يهرب في كنف عم إمام مدير مسرح علي الكسار ، و بهذا تعرف ذات يوم وهو يختبئ خلف الستار يتلصص السمع الى الالحان الى امين صدقي ، و كان مترجما و صاحب المسرح فاحتضنه ايضا و جعله يغني مع الفرقة ، و صار فيما بعد مطربا لنازلي ملكة مصر القرينة ، و من ثم بعد استقلاله من أهله و عمله كمدير مكتب وزير التموين ، و مبلغ 30 جنيه يرسل اليه من أهله يعيش و يدرس في معهد الموسيقى الذي تقدم اليه بالخبرة ، وكان من دفعته اسماعيل شبانه و سيد إسماعيل و علي اسماعيل و عبد الحليم ، و كان اول لحن له هو الصيادين لكارم محمود الذي طلب من مؤلف كلماته مأمون الشناوي ان يكون اللحن روحانيا و بعيدا عن قصص الحب التي تغرق الالحان بها ، و هذا الموضوع الذي سيسايره طوال رحلته ، أن تكون الحانه نورانية هذا ليس غريبا على ملحن نشأ في بيئة روحانية ، صعيد مصر الذي تجد فيها الدين أقرب إلى الدين الفطري ، مثلما السودان ، و جنوب العراق ، و في ذلك الوقت لحن ايضا لسيد اسماعيل لحنا عظيما إسمه يا ام التوب اخضر ليموني و لاقى حينها بعض الشهرة ، و توالت الاعمال ، كانت ألحانه تمتاز بأنها ذات 8 موازير ، الجملة الموسيقية طويلة ، وتعشعش في الاذن و تطرب القلب و تهز الرأس تلقائيا ، فيها رائحة طين أرض الفلاحين ، و عبق روحهم المضيئة ، توالت الالحان ، لمحمد قنديل الذي يعتبر من احب الاصوات اليه و لحن له سحب رمشه و رمان يارمان التي لحنها في لحنين ، كل لحن يقول للآخر أنا أجمل منك ! ، الخ .. ، و لحن لحوريه حسن راصة القلل ، و سعاد محمد يانا ويانا ، و سيد اسماعيل يام التوب اخضر ليموني و اسماعيل شبانه قلبي حبك ، كان عمنا عبد العظيم عبد الحق يلحن حسب مزاجه ، فلا يلحن لحنا بحسب طبقة المطرب و هذا ما وقع مع عبد الحليم حينما لحن اغنية اسمها قلبي حبك التي اخذت منه 14 سنة تلحينا ، و لم يستطع حليم بصوته الذي لا يحتمل مثل هذه الالحان الصعبة أن يؤدي اللحن و رفض عبد العظيم ان يغير فيه ، و بهذا غناه اسماعيل شبانة ، بينما هو ياخذ وقتا 14 سنة في اغنية نجده و قد لحن اغنيتين في نصف ساعة وهما حنبني السد و وحده ما يغلبها غلاب ، وهو ايضا ملحن تحت الشجر يا وهيبة من كلمات الابنودي التي رفض الجميع تلحينها ، و بها بدأ الابنودي عصره الذي يستحق ان يسمى باسمه ، وجر الكثير للتلحين مثلها ، فلحن بليغ يا عدوية ، و الاطرش عشرية ، وكل هذه الاغاني من غناء محمد رشدي ، و بهذا ساهم عبد العظيم عبد الحق في صناعة المزاج العام للاغنية العربية آنذاك وقتما كانت العروبة ، و جمال عبدالناصر يملئ الدنيا بشعاراته ، عبد العظيم عبد الحق الذي نسمعه معجونا بشرقيته الصرفة و قد تتلمذ على يد كبارالموسيقى العربية من امثال زكريا احمد لم يغير من طابع موسيقاه مجاراة لروح العصر الجديدة مما اقعده في البيت حوالي 15 سنة دون ان يلحن وهو الذي حفظ تراث سيد درويش و التقى به ثلاث ايام كما يروي هذا في حديث للتلفاز ، ومن مبادئه انه يرفض الحرفة في التلحين ، أي أن يرسم لك أحدهم خطوطا تمشي عليها و هذا ما يعيبه على عبد الوهاب ، كان عبد العظيم قد لحن لحوريه حسن والله عليا دين ، و قد اقتبس منها عبد الوهاب في اغنيته الشهيرة الشهيرة انا و العذاب و هواك في مقطع اهل الهوي مساكين صابرين ومُش صابرين ، و هذا ان دل على شيء ليدل على عظمة عبد العظيم حتى يقتبس منه موسيقار الاجيال عبد الوهاب، و ان كان عبد العظيم عبد الحق يجد نفسه صانع موسيقى جميلة و يتفوق على من يقتبس / الحرفي .


أيضا مثل عبد العظيم عبد الحق بعض الادوار الخالدة في السينما مثل دور النجاشي في فيلم الرسالة ، و المستكاوي في الشهد و الدموع ، و الارهاب و الكباب ، الخ ... . وله فلسفة لا تقل أهمية عن أي منظر للسينما فهو يقول بأن التمثيل تلحين ارتجالي ، أي أن الكلمة التي ينطقها الممثل يجب ان تخرج ملحنة حسب موقعها ، و طبيعتها .


رحم الله عبد العظيم عبد الحق الممثل الجميل و الملحن العظيم . إستمعوا إليه أصدقائي لا تفوتوا هذه المتعة الرائعة .



#حيدر_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس بدون فيسبوك
- لايكات بدون حدود
- الشهد و الدموع مرة أخرى ، و للأبد
- الايقاع و محمد عبد الوهاب / الجزء الثاني
- الايقاع و محمد عبد الوهاب / الجزء الاول
- كافكا ليس كابوسياً
- أرصفة مريدي - قصة قصيرة
- مقطع من قصة ( ن ) / قصة طويلة
- أسير مريدي - قصة قصيرة
- حسناء مريدي - قصى قصيرة
- حسناء مريدي - قصة قصيرة
- الثياب الرثة تقلقكم
- المتفوقون بالعمل !
- طالبُ المُستنصرية الأخير - نص
- حنا مينه قاصاً
- سكّان الأزقة الكافكوية ، سعدي عباس العبد أنموذجا
- إبتسامة هاربة - قصة قصيرة
- العنف اللغوي في الاغنية العراقية
- برستيج العامل الجديد
- عن سوق مريدي (3 ) / مروءة أهل العراق البلاستيكية


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر سالم - المحلن المنسي / عبد العظيم عبد الحق