أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اتريس سعيد - الفاتح نوفمبر:














المزيد.....

الفاتح نوفمبر:


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درس تاريخي راسخ في وجدان الأمة المعاصر

في مثل هذه الليلة من الفاتح نوفمبر 1954 إنطلقت شرارة الكفاح الثوري المسلح منذرة بقتال المستعمر الفرنسي إلى آخر قطرة دم تجري في شريان الرجال الأبطال اللذين عاهدوا الله و أنفسهم على الاستشهاد في سبيل الوطن

لم تكن ثورة الجزائر مجرد ثورة تحرير عابرة في سجل المجد و الانتصارات التي حققتها الشعوب الضعيفة و المضطهدة في سبيل انتزاع الحرية الإنسانية و الكرامة الوطنية المسلوبة وإنما كانت درسا تاريخيا نادر المثال إقتدت به كل حركات التحرير الوطني في افريقيا و الفيتنام و امريكا الجنوبية،إنه الدرس الثوري الذي رسخ في نفسية الشعوب الإيمان بمبدأ التحرير و إمكانية تحقيق الاستقالات الوطنية عن طريق الخيار الثوري و عبور خط النار بكل ثقة نحو إرغام العدوا الإستعماري على الاعتراف بالهزيمة و الخضوع إلى المفاوضات التي شكلت اعترافا واضحا بالاستسلام أمام قوى الشعب الثائر.

تحرير شامل بعد 130 سنة من الاستعمار مثال تاريخي نادر:
امتد خط المقاومة الشعبية المسلحة في الجزائر منذ اللحظة الأولى التي وطأة فيها أقدام الجيوش الفرنسية ميناء مدينة وهران،من الأمير عبد القادر إلى امقران إلى الشيخ بوعمامة مرورا بفاطمة نسومر وصولا إلى جبهة التحرير الوطني كان الشعب الجزائري يدرك تماما أن لغة التخاطب مع الاستعمار هي لغة النار و الحديد هذا المبدأ الثوري الذي طالما ظل يشكل النواة المركزية لجينات الشعوب المغاربية مثلما قد ظهر جليا في الإيمان العميق لدى المجاهد الجزائري الذي وجد نفسه بين خيار الوطن أو الشهادة

إجتماع القسطنطينية:
لقد أرسى اجتماع القسطنطينية أسس الثورة الجزائرية بين صفوف المناضلين اللذين كانوا ينتمون إلى منظمة العمل الثوري وقد حاول كل من بوضياف و بن بولعيد و بن مهيدي وضع المناضلين أمام حقيقة أمر الواقع بقبول خيار الكفاح المسلح،انبثقت حينها قيادة جديدة في انتظار وضع معالم خريطة العمل الثوري

ليلة الاثنين 1 نوفمبر. ...الثورة الجزائرية انطلقت:
بعد اجتماع القسطنطينية تم التخلص من المناضلين المصاليين نسبة إلى المصالي الحاج ذوي الميولات السياسية المعتدلة التي تفتقد إلى الوضوح الأيديولوجي و الاستراتيجي و التي تسعى إلى البحث عن التوافق مع الاستعمار الفرنسي الذي كان يسيطر على البلاد في رؤيا سياسية انبطاحية أقل ما يمكن القول عنها إذا نظرنا إليها من أدبيات الثوار أنها خيانة عظمى,كانت خارطة العمل الثوري جاهزة و قد تم بالفعل تقسيم التراب الوطني الجزائري إلى ولايات و وضع قادة ثوريين مناسبين و نواب لهم كما قد تم جمع قطع من السلاح منذ مدة من الوقت وقد أتت ساعة الصفر مع صدور بيان 1 نوفمبر

ميلاد جبهة التحرير الوطني:
على امتداد ربوع الوطن تفاجىء الاستعمار الفرنسي الغاشم ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 من ضرب كل النقط الحيوية و الاستراتيجية التي شملت الثكنات العسكرية و مراكز الشرطة و الدرك لتبدأ مرحلة وطنية جديدة في التاريخ الحديث عرفت بالثورة الجزائرية المجيدة دامت مدة ثمانية سنوات تلقن العدوا خلالها دروسا في الكفاح الثوري بشقيه المسلح و السياسي.و ما كان من هيئة الأمم المتحدة سوى الاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.

الجزائر الأبية قد أضحت حرة:
كانت الانتخابات آخر محاولة ديغول الفاشلة أمام الانتصارات العسكرية و السياسية لجبهة التحرير الوطني لم يتبقى لفرنسا سوى المغادرة بعد تصفية بن خدة رجل فرنسا العميل الذي حاولت وضعه على كرسي الرئاسة بعد فبركة الانتخابات حيث بادرت مجموعة العشرين التي كانت تتخذ من مدينة وجدة معقلا للانطلاق نحو تنفيذ عملياتها الفدائية داخل العمق الجزائري بعد تصفية بن خدة و باقي عملاء فرنسا السياسيين كان جيش التحرير على قمم جبال الأوراس يستعد إلى النزول نحو تحرير العاصمة حينها لم يتبقى أمام فرنسا سوى المناورة السياسية بهدف اخفاء هزيمتها الشنعاء ا و التي عرفت باتفاقية ايفيان

بقلم: الماستر الأكبر سعيد اتريس
30/10/2020



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيمياء الروح الكونية:
- (أغاني افريقيا)
- نوتات مجنونة في سيمفونية الجحيم
- العالم ضد إرادة الفرد
- مخاض الكورونا
- مصرع اليوتوبيا
- محنة الذات الوجودية
- لو ولدتني أمي بربريا لقتلت نفسي؟!
- من مزق مؤخرة الوطن...؟
- هل نحن وجوديين بالفعل..؟
- على قلبي المزنر بحلة البهاء
- أنا لا أنتمي إلى حظيرة الخنازير
- تأملات في سفر المنفى و الذاكرة
- أسلمة الصهيونية أم صهينة الإسلام
- مابعد ميتافيلوصوفيا و ميتاصوفيا
- كونية العقل و كينونة الإنسان
- الحبر و الرماد
- شظايا من وحي اللاأنطولوجية المتعالية
- شذرات من العدم
- مرح العقل


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اتريس سعيد - الفاتح نوفمبر: