أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - نوتات مجنونة في سيمفونية الجحيم















المزيد.....


نوتات مجنونة في سيمفونية الجحيم


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 21:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1) الشيطان هو ظل إله الذي إختفى منذ بداية العالم.
2) الحكمة عزاء الرجل العظيم.
3) يتجلى الجانب المظلم من الجمال في العالم المادي فقط، إنه تعبير عن سلطة الظلام المطلقة التي تستبد بحكم البشر و تسيطر عنهم من خلال إثارة الغرائز الحيوانية و الشهوات الفانية التي تجلب الأمراض و التعاسة و الجهل و الإنحطاط و تقف عائقا أمام عملية التطور الروحي التي تعتبر غاية الوجود الإنساني.
4) حينما يتجلى الجمال الروحاني في النفس يسطع مثل الشمس البهية التي تمنح الأرواح المعذبة العزاء في أعراس النور.
5) لا يحبك إلا من يستطيع الموت من أجلك و من لا يستطيع الموت من أجلك في لحظة الحسم فعلى الأقل يجب أن يكون قادرا على أن ينهي حياته بعد موتك مباشرة و هذا من ضروب المحال في هذا الزمن الفاجر الذي لا يمكن أن يدرك فيه الحقراء معنى التضحية.
6) من لا يستطيع التضحية بالنفس لا يحق له إدعاء العشق.
7) إن ما يحدث في هذا العالم ناتج عن أفعال البشر الشريرة التي تعكس مدى حقيقة معتقداتهم الفاسدة و تعاليمهم المدنسة المتعلقة بالنفس البشرية المتسمة بالأنانية والغطرسة و الجحود و نكران المثل الأعلى.
8) الحياة هي فن الشعور المتسامي باللحظة.
9) يكون الإدراك كينونة الإنسان في حدود اللحظة المجردة من الزمن،الماضي إنتهى ولم يعد له وجود و المستقبل شيء من المجهول لم يأتي بعد و بين هذين العدمين يوجد الحاضر الذي يعني اللحظة المفعمة بالحياة المجردة من إيقاع الزمن العابر.
10) الخيانة هي إمرأة لا تشعر بالغيرة.
11) أولئك اللذين يسيئون إلى قدسية الحب كونهم عاجزين عن إدراك طبيعته الروحانية السامية يعيشون حياتهم يتخبطون بين الشهوات الفانية التي تجلب لهم التعاسة و الشقاء و الانحطاط الروحي وهم يعتقدون أن التعلق بالجسد و الأشياء الفانية كفيل أن يحقق لهم الشعور بالسعادة التي لا يمكن ان تتحقق إلا بالعشق السامي اللامشروط الذي يحدث بين الأرواح الروحانية في عالم الأزل.
12) الكون المادي الملموس هو آخر حلقة في سلسلة الأكوان الغير المدركة.
13) من المؤكد أن الأعراق البشرية المختلفة تعود إلى مصادر متعددة الأبعاد من حيث الطبيعة والنشئة و التكوين البيوجيني.
14) رجل بلا خيال رجل بلا أجنحة لا يستطيع أن يحلق إلى حيث يجب أن يكون.
15) الحياة بدون مباديء سامية حياة لا تستحق أن تعاش.
16) إنه الصراع الوجودي بين المباديء و الغرائز في حدود العقل الذي يسعى إلى تشريع القوانين التي توفق بين متطلبات الفطرة الطبيعية و نزوع العاطفة الإنسانية نحو القيم و الأخلاق.
17) يجب أن تتعلم كيف تترك من تريد حتى لو كنت تحبه إذا كان يريدك ولا يحبك.
18) الإستسلام العاطفي يؤدي إلى إنهيار كيان الذات الأخلاقية.
19) سأغادر هذا العالم حينما أنتهي من الكلام.
20) تموت القيم حينما يختفي المعنى.
21) التطور الحضاري للإنسانية مرتبط بالعقل المقيد بالأخلاق.
22) إذا حدث أي تعارض بين العقل و الأخلاق يمكن العمل على إستئصال الأفكار المحدثة في سبيل الحفاظ على نقاء الفطرة الإنسانية و حمايتها من الإنحراف و الإبتذال،أي تطور يحدث بمعزل عن القيم الأخلاقية السامية الراسخة هو إنتقاص و إنحطاط شنيع و مزري و تمييع سافل مجحف في حق الأفراد و المجتمعات.
23) الصمت هو نفسه الصراخ المنبثق من أعماق النفس الجديرة بالإحترام بالتقدير.
24) القوانين الفيزيائية هي إنعكاس للإرادة الشيطان التي تتجلى في نظام الأشياء الشرير.
25) الأشياء الموجودة في العالم المادي هي نتيجة مسببات غير ملموسة تحدث في عالم آخر خفي الأثر.
26) لاشيء يحدث صدفة في هذا الوجود.
27) العالم سجن رهيب يتسع إلى الجميع.
28) الله يتجسد في عالم الأشياء حينما تدرك الروح حقيقة الجوهر المطلق المتجسد في وجودها الكلي.
29) البحث في حقيقة الكون يأتي من خلال التأمل في الذات الباطنية.
30) الأنانية هي التجرّد من الأخلاق نهائيّاً ، والتنكّر للإنسانية، والإنغماس التّام بالبهيميّة والهمجيّة والشهوانيّة والعدوانيّة وذلك ضمن الإحتفال مع النفس الدنيئة في فردوس الطمع و الحسد و الجشع و الكبرياء الذي يعبر عن أسمى تجليات مظاهر الشر الأسود القابع في الطبيعة الفردانيّة للنفوس الميتة المجردة من الفطرة والتي تميل إلى غرائب الأفعال الخبيثة والقذرة والبوهيميّة والبهيميّة،تلك الأفعال المنتكرة تقود البشر حتما إلى الحضيض حيث الألم و الجهل و المرض و الخوف و العذاب و المآسي الناجمة عن سطوة الظلام الذي جلبه البشر إلى هذا العالم بأفعالهم اللاأخلاقية الساقطة.
31) الكلمات التي تغير مصير الإنسان هي الكلمات الصادقة التي ينطق بها القلب الطاهر،أما الكلمات النجسة التي تحمل في طياتها نوايا الشهوة و الشر فإنها تولد ميتة.
32) إذا كنا نؤمن بإله موجود في كل مكان ،فلا يوجد شيء سوى الله.كما لا يمكن أن تكون هناك أي قوة مخالفة لله إذا كان كل شيء هو الله.كذلك لا يمكن أن تكون هناك أي"قوة شريرة" في الوجود الكلي لله.يمكن أن تكون هناك جوانب من الله أو مظاهر تعبر عن الله داخل الله.كل ما هو موجود في الوجود الكلي يعبر عن وجود الله و له عمل وظيفي وجد من اجله أو لن يكون جزءاً من الوجود الكلي الذي هو الله.كما لا يمكن أن يكون الله ضد الله.ولا يمكن أن يكون لله حرب روحية مع الله إذا كان الله كلي الوجود - حينها كل ما سيكون قد كان.
33) تشمل الحرب الكونية المقدسة بين الخير والشر كل الأشياء الظاهرة و الخفية كما أنها تضع الإرادة الإلهية و مشيئة القدر أمام العقل من أجل المسائلة،إذا كان الله كلي القدرة لما سمح للشيطان بالتمرد على سلطانه و التمادى في غيه و ظلاله على الأرض وقبل ذلك في السموات ،وإن كان الله يعلم نتيجة خلق هذا الكون المضمحل الذي يؤول إلى سيرورة الفساد و الفناء،لماذا عبث الله بتكوين كل هذه الأشياء الزائفة و الزائلةإذن،كما لا يوجد أي تفسير يبرر الغاية من تهيئة الإنسان و خلقه في الجنة ثم نفيه إلى ظلمات الجسد والتراب حيث يسود الشيطان الذي يعني وجوده إحدى الأمرين في كل الأحوال إما أن هناك تآمر بين الله و الشيطان ضد الإنسان أو منازعة الشيطان للإرادة الله و سلطته من منطلق القوة الشيطانية المتمردة التي تجعلنا نجزم أن المملكة السماوية خضعت إلى جبروت التشردم و الإنقسام الداخلي الناتج عن الفساد و الإفتقاد إلى الملكات المطلقة و الصفات المتعالية التي يمكنها أن تنزه الربوبيةالمنشودة،لكن الحقيقة تعكس جوهر هذه الكيانات الشرير حسب الحوادث الأرضية و شهادة الواقع الإنساني المرير الذي لا يزال قائما إلى حين يتم تقرير المصير المجهول الذي ينتظر بني البشر.
34) إذا كان الإنقسام و الصراع يشمل نفوس البشر فكيف يمكن الإعتقاد بوجود شيء وهمي يطلقون على تسميته كذبا و بهتانا (الحب)كيف يمكن لهذا الأخير الجمع بين نفوس البشر المنفصمة من الداخل و الممزقة من حيث ماهية طبيعتها الفانية التي تفتقد إلى الجوهر،الحقيقة هي أن البشر يبحثون عن أنفسهم في الآخرين حتى يتسنى لهم جمع أشلاء نفوسهم المحطمة البائسة و يحاولون إقتحام عوالم بعضهم البعض من أجل تجاوز الضعف القابع في وجدانهم وإنخراطهم الجماعي في الرقص على إيقاع الخديعة حيث يختفون فجأة من حياة بعضهم البعض بعد إنتهاء حفلة العربدة ومن ثم يتنكر الجميع إلى الجميع.
35) العباقرة العظماء وحدهم من يستحقون الوجود و العيش حياة كريمة متوهجة بالشرف و المجد أما الحثالة الرعاع ينبغي سحقهم عن بكرة أبيهم دون رحمة أو شفقة و إستئصال جيناتهم السخيفة من الأساس لأن الحياة هبة مقدسة و غاية سامية ليست من شأنهم ولا يستحقون عيشها كما أن وجودهم يعني إستمرارية تمظهر الشر في أبشع صوره المعتمة الأمر الذي يجلب الظلام و البؤس المرير و المعاناة إلى هذا العالم الذي يحتاج إلى إعادة الإنتقاء الجيني وفق مقاييس الذكاء و العاطفة و إبادة باقي الأصناف من الجينات الجانحة التي تنتج الغباء و الإجرام و الإنحراف و طرحها في قناة الصرف الصحي البيولوجي.
36) حين تدق في القلب أجراس الكرامة كل المشاعر مجبرة على أن تموت.
37) لن تموت إذا خسرت من تحب ولكن ستعيش كالميت إذا خسرت كرامتك.
38) الكرامة قيمة مقدسة،لا يتنازل عنها إلا معدوم المروءة.
39) أغلق هاتفك وأذهب إلى النوم مبكرا كي لا يأتيك الحنين في منتصف الليل وتفقد كرامتك.
40) إمنع قلبك عن الحب إذا كان الحب يجعلك أن تخسر كرامتك.
41) العالم يحتضر من أجل ولادة جديدة مرتقبة في أفق المستقبل القريب،إن كل أشكال الدمار ستزيح الركوض حتى يمكن فسح الطريق أمام النماذج الجديدة من الحياة الإنسانية الراقية تنتج عن تأثير تراكمات ذبذبات الوعي المتسامي في أرقى تمظهرات الوجود المتجه نحو الإرتقاء الروحاني المنشود في حدود التحولات المسموح بحدوثها من قبل النظام ماغوكراثي الشمولي القائم حاليا والذي سيخضع إلى تقديم تنازلات أمام التطورات الروحية الجذرية التي ستفرضها مكتسبات ثورة عصر (الدلو) الإستيقاظ.
42) هاته الكلمات السطحية تبقى غير مجدية لأنها تعكس غياب الوعي الروحاني الأثير و تعبر عن إضمحلال الذات و عدم القدرة على ملامسة اليقظة الروحية في مشارف الأبعاد التجاوزية التي تتجلى في النفس السامية المعلقة بالعقل الكوني المطلق الذي لا يعترف بحدود التعاليم المبتذلة و التقاليد البالية و العالم المادي الفاسد،إنما الحديث هنا عن تلك المفردات التي تولد من رحم الروح المتحدة بكل شيء في الكون تستطيع أن تعرف نفسها اللانهائية،كونها تركت كل شيء حتى تصبح هي الكل،وحدها هذه المفردات تسطع بالحقيقة و المجد لأنها تشرق من حكمة الخالق العظيم.
43) الحكمة كونها تسطع على الجوانب المعتمة في النفس الفانيةحيث تختفي آثار الظلمات البائدة كأنها شمس متوهجة إذا أشرقت في القلب المفعم بالتقوى و البر فهي لا تغيب ،إرتقبوا الموعد مع حلول الإشراق في لحظات الوجود هاته و إلتمسوا الحقيقة في ذواتكم بعد إنكارها و أتركوا كل شيء حتى تدركوا جوهر العشق في طبيعة الإتحاد هناك حيث ينبوع السعادة الأبدية الذي يروى ظمأ الأرواح في الكأس الربانية المقدسة من خمرة الملكوت، بعد ذلك يصدح الوجد المحلق مع طيور الفراديس ينشد أشواق الملائكة،أما الأنوار فإنها تسبح أمام عروش الشمس التي قهر سلطانها سطوة الظلام.
44) كل فلسفة أو معرفة الروحية لابد أن تتأسس على اليقظة السامية من خلالها يكون بإمكان العقل إدراك أرقى مراتب التنوير ،يحصل فيها الوعي على تجربة تجاوزية فريدة من المعارف الجديدة تستطيع أن تحرر الذات من الأنغلاق و الإجترار والجمود الروحي،كما يجب أن ندرك أن المعارف الروحية القديمة التي إكتسبت خاصيتها الفريدة من مصدرها المفارق و المتعالي قد جعل جوهرها السرمدي مطلقا لأنها إنحدرت من الجوهر المقدس نفسه المنزه عن الوصف،لقد تحولت المعارف الروحية خلال الأزمنة الحديثة إلى نصوص محنطة يسكنها الجمود و تفتقر إلى معاني الحقيقة بعدما تجردت من روح الفهم الصحيح الذي حل محله التصحيف و التجديف من أجل تجريد البشر من هدية الخلود و نعمة الحكمة بعدما ساد الجهل و التخبط في التفسير حتى إختفت الرمزيات العريقة التي كانت تعبد الطريق إلى الروح نحو الاتحاد بالجوهر السامي، لقد تم إستغلال المعارف الروحية أبشع الإستغلال بعد أن إحتكرت من قبل الكهنة الأشرار و المعلميين الروحيين الفاسديين حينما ذئبوا على توظيفها في خدمة مصالحهم الشخصية الضيقة بهدف الحصول على الثروة و السلطة و الجاه و إخضاع البشر إلى سطوة نفوذهم.
45) الخيال تلك القوة الخلاقة التي تحفز العقل على إعادة إنتاج سيرورة الوعي الجدلي المتغير بإستمرار وإعطاء الذات الإنسانية القدرة على الإبداع و التحرر من القيود العقيمة التي تكبل الإدراك الإنساني بأغلال الجمود و تترك الفرد يرزح تحت ثقل أنماط الفكر السطحية المستهلكة حول طبيعة الحياة،لم يكن الخيال سوى صدى الروح المتردد في كياننا المادي أثناء عودتها من رحلتها الكونية الدائمة إلى اللحظة الزمنية التي ندرك فيها وجودنا الجديد الذي يعيد بناء الواقع وفق منظور الوعي الفردي المتيقظ، هاته النظرة المفعمة بالنور الأسمى المطلق في حدود الممكن في ذواتنا تأتي على شكل أفكار و مشاعر لها القدرة على إعادة إنتاج الواقع الجديد و فق مقاربة نوعية على مستوى الحدس تمنحنا الإمكانية الإدراكية و المعرفية على هندسة حلول جذرية نستطيع من خلالها التعامل مع الواقع السيكوفيزيائي القائم و ملامسة المعضلات و العوائق من منطلق الموهبة الخيالية الزاخرة التي تختزل المسافة من أقصى المستحيل إلى أقصى الممكن في حدود السرعة المعدمة، إن إعادة إنتاج الذات من خلال الوعي الفردي المستقل يمنح الذات شكلا أرقى من أشكال التعبير عن تيار الشعور المتدفق بإستمرار من داخل الذات إتجاه الواقع الخارجي المتغير، هذه الملكة العظيمة طالما كانت تبعث في النفس البشرية أنماط ذهنية جديدة حول الإحتمالات اللانهائية الممكنة لهذا العالم، كما أنها تلهم ذواتنا أسمى نماذج الرقي بالحياة من خلال الإرادة و الأمل الذي ينعش كينونة البشر،بمعزل عن الخيال يستهلك وجود الإنسان في سبيل الحماقة المقرفة و العبث السخيف حيث تعبىء العقول بالقمامة و النفايات المسمومة التي تفتك بعقول البشر في هذا العالم المتعفن و الموبوء.
46) في سفر الغربة و الرحيل تفتك الخديعة بالعقول أكثر مما تسحق المعاناة نفوس البشر،إنه سباق المسافات القصيرة مع الزمن الذي يهشم العظام الفانية التي لا يمكنها المقاومة في البقاء،حيث تتحول كينونة البشر إلى ذرات متلاشية في فضاء الذكرى المؤقتة أو بالأحرى النسيان المحتوم،لم أكن سوى تلك اللحظات التي تشدني إلى هذا الوجود بحبل من السديم لا أعرف بدايته اللامتناهية ولا نهايته التي لم تبدأ بعد حيث أظل قائما في هذا العالم الذي إبتدأ حينما بدأت في الوجود و سينتهي حينما أنتهي،كل الوجوه هي مجرد صور من الزمن الذي عانق السراب في رقصة تهيم مع إيقاع العبث المقرف الذي يصل إلى حد الغثيان الذي تسببه الأشياء الزائفة كلما لمست سبابة الجنون الأسئلة الكبرى المحرمة من أجل إرضاء الفضول الطفولي القابع في أحشاء فطرتي السجية التي ترفض كل شيء و تسخر من القذارة و الميوعة و الإبتذال،من وجهة نظري لقد تجردت الحياة من المحتوى الروحي حيث أضحى العالم منفى رهيبا لا يطاق يضج بأنين الأرواح المعذبة التي لم تعد بحاجة إلى البقاء تحت ظلال الغدر والخديعة و النقمة التي تحرق القلوب الميتة القابعة في الهاوية حيث الظلمات الأبدية السوداء و الرجس العقيم الذي لا يأتي إلا بالشرور المحدثة و النجاسة الكريهة التي تثمر الزنى و الفجور في شجرة الشهوات اللعينة المتجذرة في نفوس السفهاء،
47) القوة الشيطانية تحفزها دماء الأضحية حيث تتجلى النفس البشرية التي تمنح الحياة إلى الكائن البشري الذي لا يمكن أن يكون إلا مجرد آلة بيولوجية تم تصميمها من قبل كائنات عليا بهدف إنتاج طاقة الحياة التي يتم الحصول عليها كلما بلغت مشاعر البشر إلى أقصى درجات الرهبة حيث يبلغ الخوف ذروته المطلقة كلما تم الإمعان في إطالة أمد تعذيب الذي ينتج عنه الألم و الخوف قبل تقديم الأضحية كلما زادت كمية الأدرينوكروم (Adrenochrome) المتدفقة في الدم المسفوك، إنه المفتاح السحري الذي يستطيع فتح البوابة النجمية على مصراعيها، لأن الشيطان يحصل على القوة الروحانية التي تمكنه من البقاء طويلا مقابل تحقيق الأماني و الغايات المرجوة من طرف السحرة، لكن حتى الكهنة المؤمنون بالنزعة الشيطانية من البشر يمكنهم الحصول على إكسير الحياة و تجديد الشباب و تغيير الأمد العمري من خلال تعاطي بعض الجرعات من هذا الشراب الأثيري الذي يحقق النشوة الشيطانية الزائدة و يمنح الجسم المزيد من القوة و يرفع مدارك النفس إلى أعلى مستويات المشاعر البربرية المنغمسة في النشوة الحيوانية التي لم تختفي من طبيعة البشر إلى حد الآن.
48) أخبرني الروح العظيم أن هناك الكثير من الفيروسات المخلقة تجتاح العالم في نطاق الحرب البيولوجية الشاملة التي تهدف إلى إبادة البشر و إنتقاء المليار الذهبي المزعوم تحت يافطة يتم الإصطلاح عن تسميتها الكورونا من طرف الغوغاء و الساذجين، هاته الكلمة الإسبانية الحافلة بمعاني الإضطهاد التاريخي و القتل الجماعي و الإبادات المروعة تختزل كل أصول نزعة الشر الرهيبة التي إرتكبتها محاكم التفتيش بمباركة الكرسي الرسولي في روما إنها تعني التاج الإسباني الذي فرض نفسه بالدم وقام على أنقاض جماجم الأبرياء حيث لاشيء آخر سوى الهيمنة و الترهيب و التصفيات الجسدية التي دفعت الموريسكوس إلى الرحيل أو إعتناق الكاثوليكية الشيطانية،الكورونا إنه إحدى رموز السيادة الدموية المطلقة التي أوشكت أن تحول البشر المدجنون إلى قطيع من الأغنام يخضع إلى سلطة الراعي القابع في عالم الظلام،
49) الحديث هنا عن القناع الذي يجسد ذروة العبودية المطلقة،إنه رمز العبودية الجسدية و إعلانها بشكل صريح بعد إخضاع العقل و النفس إلى السيطرة الشيطانية من خلال مشاريع التحكم المختلفة التي نجحت في إخضاع البشر إلى هيمنة قوى الشرير المنتشي في الظلام الذي أصبح متأهبا إلى الظهور المباشر من أجل حكم العالم، دعنا نعود إلى الخلف قليلا حتى نستطيع الإنتباه إلى رمزية القناع في الديانة الديونيسوسية،لقد كان ديونيسيس إله العربدة و الفجور و كانت طقوس عبادته تحتم على الأشخاص الذين يمارسون هذه الشعيرة إرتداء الأقنعة بعد تجريد الجسد من كل الثياب التي من المفترض أن تخفي عوراتهم الكريهة في منظر مقرف يدعوا إلى السقوط الأخلاقي المذوي و تقهقر كل معاني المبادىء الإنسانية خلال الإقدام على تعاطي ممارسة كل أشكال الرذيلة و الشذوذ الجنسي بعد ذلك بقرون نجد أن القناع تم فرضه خلال مرحلة الإستكشافات الجغرافية على السكان الأصليين اللذين تم اخضاعهم بالقوة و تحويلهم إلى عبيد من طرف الغزاة البيض اللذين كان طمعهم الجشع يقودهم نحو المطامح التوسعية التي باركتها الكنيسة الكاثوليكية و الطبقة الأستقراطية التي كانت ولا تزال مستمرة في الانغماس إلى أقصى أعماق الميوعة و الإنحلال، كما يجب ان ننتبه أن هذه الطبقة نفسها بقيت متمسكة برمزية القناع القديمة التي تعني حرفيا الإنخراط في حفلات الجنس الجماعي و الإنغماس في الشهوات الدنيئة بعد التنازل عن الكرامة الجسدية، نفس الأمر يظهر في طقوس التعذيب و السعي إلى انتزاع الاعترافات المزعومة من قبل رهبان محاكم التفتيش اللذين لم يكن غرضهم الأساسي من الذبح و التعذيب سوى طمس المعارف الروحية و إخضاع البشر إلى سلطة الاكليروس الكنسي كما لا يخفى عن المطلعيين عن خفايا التنظيمات الماسونية أن القناع كان و لا يزال يستعمل في طقوس الجنس الجماعي الذي يسعى إلى الارتقاء الروحي من خلال الجنس من وجهة نظرهم الساذجة التي تعبر في الأصل عن البهيمية و الانحطاط و إنعدام الضمير الإنساني و القيم الأخلاقية،يجب التخلص من القناع لأنه تميمة شيطانية تحرض على الجريمة والفجور تم فرض ارتدائها بعد تجريد الأجساد (النساء)من الثياب حتى تظهر عارية في باحة العراء.
50) يخضع الجسد كله إلى سيطرة المعتقدات التي تبرمج العقل حيث أن ملكة الإعتقاد تكون النظام الذهني الذي يشكل كل مباديء الإثارة و الإستجابة الذهنية التي يتم ترجمتها إلى السلوك الإنساني في الواقع ،لقد أثبتت التجارب أن الاعتقاد قادر على تغيير البنية الفيزيولوجية و النفسية معا في نفس الوقت لأن كل الخلايا التي تكون النسيج البنيوي لدى الكائن الإنساني و التي عددها يناهز حوالي 50 تريليون خلية تخضع إلى أوامر النظام المركزي العصبي الموحد الموجود في الدماغ هذا يؤكد ان القدرة على الشفاء و جذب مظاهر الصحة و الجمال و الهدوء النفسي و حتى الغنى و النجاح يحدث وفق الاعتقاد الإنساني المترسخ في الذهن الذي يستجيب إلى ذبذبات الأفكار و المشاعر التي هي جزء من طاقة المحيط الكوني، لكن التناغم الذبذبي بين الإنسان و الكون لا يحدث مطلقا في ظل نظام الحياة الاجتماعية المعقدة و المليئة بالضوضاء، كانت الحياة في أحضان الطبيعة تمنح الإنسان ولادة متجددة تحدث أثناء التوافق بين الذبذبات الكونية العليا و الحمض النووي الذي يستقبل هذه النبضات الحيوية القادمة من كل ارجاء الكون تحمل معها رسالات سامية تخاطب النفس البشرية لتبعث فيها الحكمة و السلام الداخلي

بقلم:الماستر الأكبر سعيد اتريس



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم ضد إرادة الفرد
- مخاض الكورونا
- مصرع اليوتوبيا
- محنة الذات الوجودية
- لو ولدتني أمي بربريا لقتلت نفسي؟!
- من مزق مؤخرة الوطن...؟
- هل نحن وجوديين بالفعل..؟
- على قلبي المزنر بحلة البهاء
- أنا لا أنتمي إلى حظيرة الخنازير
- تأملات في سفر المنفى و الذاكرة
- أسلمة الصهيونية أم صهينة الإسلام
- مابعد ميتافيلوصوفيا و ميتاصوفيا
- كونية العقل و كينونة الإنسان
- الحبر و الرماد
- شظايا من وحي اللاأنطولوجية المتعالية
- شذرات من العدم
- مرح العقل
- بيان الصمود والتصدي
- نصوص القلق والاحتضار
- الروح القهرماني


المزيد.....




- -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو ...
- قوة متعددة الجنسيات في غزة.. انفتاح -عربي- على فكرة سبق رفضه ...
- كيف يتحرك سكان القطاع المحاصر بحراً وجواً وأرضاً منذ 15 عاما ...
- هربًا من أزمات نفسية تلاحقة منذ السابع من أكتوبر.. جندي إسرا ...
- خطاب منتظر لبايدن في ذكرى المحرقة يركز على -الحاضر-
- الحرب في غزة تهيمن على جوائز بوليتز الأمريكية مع مكافأة للرو ...
- بلقاسم بوقنة.. سفير الأهازيج والأشعار البدوية التونسية
- أبو عبيدة يعلن وفاة أسيرة إسرائيلية بعد إصابتها بقصف الاحتلا ...
- خبير عسكري: سيطرة الاحتلال على معبر رفح بداية العمليات المحد ...
- ماذا يعني احتلال معبر رفح سياسيا وإنسانيا؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - نوتات مجنونة في سيمفونية الجحيم