أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعاً)، قد بالغوا بِنِية حسنة وانخرطوا في معزوفة نقد أداء مؤسسات القطاع العام، مبالغة تخدم الخوصصة ولا تخدمنا!














المزيد.....

يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعاً)، قد بالغوا بِنِية حسنة وانخرطوا في معزوفة نقد أداء مؤسسات القطاع العام، مبالغة تخدم الخوصصة ولا تخدمنا!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 09:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقدمة قد ترفع كل لَبْسٍ:
في العنوان، قلتُ "قد بالغوا بِنِية حسنة في نقد أداء مؤسسات القطاع العام" ولم أقل "أخطؤوا"، أما النية الحسنة فلا تعفينا من نقد أنفسنا والأخطر وللأسف أن الندمَ لا يُجَبِّرُ ما كُسِرَ.

1. المبالغة في نقد النظام التربوي العام:
- قلنا عنه أنه نظامٌ فاشلٌ 100%، وهذا تشخيصٌ مبالغٌ فيه كثيراً، والدليلُ القاطعُ على وجاهة نقدي الذاتي الجديد لِـنقدي القديم، وهو الآتي: آلاف التلامذة التونسيون الذين هاجروا لمواصلة دراستهم الجامعية لم يجدوا صعوبة كبيرة (ما عدى اللغة، ألمانية أو روسية) في التعلم والتحصيل بل في تميّزوا وتفوّقوا أحياناً في أرقى الجامعات الأوروبية وفي أعقد العلوم الصحيحة والتجريبية.
- أدمغتنا المهاجرة خرّيجة تعليمنا العمومي (أطباء، مهندسون، أساتذة تعليم عالٍ) وجدت إعجاباً وترحاباً حيث ما حلت في أوروبا أو في الخليج.

2. المبالغة في نقد النظام الصحّي العام:
قلنا أن مستشفياتنا مهملة وخالية من التجهيزات، وهذا تشخيصٌ مبالغٌ فيه كثيراً. لستُ طبيباً ولم أقمْ ببحثٍ ميدانيٍّ في مؤسساتنا الصحية، وما دمنا في باب ترجيح كفّة القطاع العام، سأكتفي بتقديم ثلاثة أمثلة أمثلة محدودة جدّاً في المكان والعدد، أمثلة لا تنفي نقدي الشخصي والقديم، بل تُنَسّبه قليلاً:
أ - أخت زوجتي أجرِيت لها عملية معقدة جدًّاً، إزالة ورم سرطاني في المخيخ، في مستشفى بن حميدة بالعاصمة. شُفِيت منه تقريباً والحمد لله (لو عملتها في مصحّة لتكلفت عشرات الملايين من مليماتنا).
ب - أخي أجرِيت له عملية دقيقة، إزالة كِيسْت في الحلق، في مستشفى ﭬبلي. شُفِي منه تماماً والحمد لله.
ج - صديقي أجرِيت له عملية إزالة المرارة في مستشفى الحبيب ثامر. تمت بسلام وفي ظروف طيبة في قسم جديد ونظيف.

3. المبالغة في نقد نظام المواصلات العمومية:
- بالصدفة، ميترو تونس-حمام الشط يُعَدُّ من أفضل وسائل النقل العمومي في تونس وأرخصها ثمناً.
- شركة تونس الجوية، طيّارون أكْفاء ورحلات آمنة مع شيءٍ من التأخير وسرقة بعض الأدباش في بعض الأحيان.

4. المبالغة في نقد الاتحاد العام التونسي للشغل:
اختزلناه في بيروقراطيته وكِلنا له، بحلاله وحرامه، ما طابَ لنا ولذَّ من اللكمات الموجعة ونسينا دور قواعده ومناضله في الثورة وفي معارضة بن علي.

خاتمة:
للأسف، مبالغةٌ في النقد أرادتها لنا لوبيات القطاع الخاص لغاية في نفس يعقوب وجرّتنا وراءها دون أن نشعر وجعلتنا نلهج بالأمر وننطق بألسنتِنا ما تريده هي وكأننا نريده نحن، ضحاياها، وأصبح حالنا كحال مَن يقطع الغصن الذي يجلسُ عليه. خوصصة هذه القطاعات العمومية لن تزيدنا إلا فقراً على فقرٍ ولن يستفيد منها إلا محرّضونا من حيتان القطاع الخاص، رجالُ الأعمال الجشعون. في الختام لن أطلبَ منكم الكفَّ عن النقد بل أرجو الكفَّ عن المبالغة فيه.

Ma source d’inspiration : La philosophie d’Alain Deneault in YouTube

إمضائي:
مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" (Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle).
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطفاتٌ مُختارةٌ من كتابٍ مختارٍ
- ملاحظات في محلّها حول فعل -تَرْجَمَ-؟
- مسرحية محاكمة الرب والفرد والمجتمع بتهمة الفساد في الأرض
- مِن حق المواطن التونسي الملحد أن لا يتحمل أخاه المسلم لكن لي ...
- تلميذُ السنة أولى ابتدائي مخاطِبًا معلّمَه: -إرثي الجيني وحد ...
- مَن هُمُ المحتالونَ في مجتمعِ الحداثةِ مَصنعِ المحتالينَ؟
- عشرةُ مبادئَ ساميةٌ، لو كنتُ ماركسيًّا ملحِدًا وأردتُ تأسيسَ ...
- ما أحلى الرجوع إلى مدرّجات الجامعة بعد الأربعين؟
- يساريان منفردان في مقهى يتناقشان حول العرب والإسلام
- معالِمٌ فلسفيةٌ على الطريق
- فلاسفة أوروبيون غير مسلمين قالوا كلاماً موضوعيّاً في الإسلام ...
- قصة -الطالب- الذي أبرَمَ صفقةً مع الشيطانْ؟
- انطلاقاً من تجربتي الخاصة، ما الفرق بين ما يُنشر باللغة العر ...
- للتأمُّلِ: بطاقة تعريفي الوطنيّة، هل تُعرِّفُ بي كذاتٍ أو كف ...
- أين نحنُ في تونس مِن حديثِ رسولِنا الكريمِ صلى الله عليه وسل ...
- كل ما في الحياة غير ثابتٍ وغير متوازنٍ وغير مستقرٍّ، فمن الع ...
- مرّت ثماني سنوات على التقاعد، ماذا جنيتُ؟
- كَيْفَ لِجِسْمِنا العَرَبِي أن يَتَعافَى وبعضُ خَلاياه سَرَط ...
- شَرُّ البلية في المجتمع التونسي هُمُ أنصافُ المثقفين!
- منذ القرن التاسع عشر، قالوا لنا سننهض. لقد مرّ قرنان ولم ننه ...


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعاً)، قد بالغوا بِنِية حسنة وانخرطوا في معزوفة نقد أداء مؤسسات القطاع العام، مبالغة تخدم الخوصصة ولا تخدمنا!