أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حجاج نايل - رسالة الي شيخ الازهر / ذنب القاتل والمقتول في رقبتك















المزيد.....


رسالة الي شيخ الازهر / ذنب القاتل والمقتول في رقبتك


حجاج نايل

الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 08:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالرغم من علمي المسبق ، بحساسية منصب شيخ الازهر، بوصفة منصب رفيع ،الا ان ظني انه ليس منصب مقدس يمكن انتقاد اداءه وسلوكه الوظيفي ، لاسيما ان كان هذا الاداء له مردود فوري وانعكاس خطير علي حياة مليار ونصف المليار المسلم حول العالم، واتمني من الله ان يتسع صدر الجميع لفهمي الخاص بالاشكالية الكبري والمركبة ، التي يعيشها الازهر وشيخه ومؤسساته، والتي استشعر انها لن تترك العالم الاسلامي حتي يدركه الغرق المبين ، وفي هوة سحيقة لا يحمد عقباها، أملا في تفعيل حوار موضوعي متزن ، ربما ينير السراديب المظلمة من جانبي وجانب سماحته.

شيخنا الجليل ، حسب معلوماتي المتواضعة ، ينظم عملكم ودوركم قانون تنظيم الازهر 103 لسنة 1961 ، حيث جاء في ديباجة هذا القانون ، بأن الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى ، وتعمل على إظهار حقيقة الاسم وأثره في تقدم البشر ورقى الحضارة وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا وفى الآخرة ...... كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية ، وإظهار اثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها ، وتعمل على رقى الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية ، والمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة .......
المادة 4 شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقران وعلوم الإسلام ، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية في الأزهر وهيئاته . ويرأس المجلس الأعلى للأزهر .

شيخنا الجليل لقد فوضك القانون ، واعطاك السلطة الادبية والروحية وكافة السلطات والصلاحيات علي عموم المسلمين في أنحاء العالم، وحملك مسئولية فهم صحيح الأسلام ، ومسئولية تطبيقه بما يسهم في تقدم الحضارة الانسانية ، وخلفك مليار ونصف المليار مسلم حول العالم ، لكي تنفذ وتطبق وتساعد العقل الجمعي المسلم علي ما جاء في نص ورح العقيدة الاسلامية ، وما ورد في ديباجة القانون 103 لسنة 1961 ، وما يتضمناه من حقيقة الاسم وأثره في تقدم البشر ورقي الحضارة الانسانية وكفالة الامن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس ( وليس المسلمين فقط ) في الدنيا وفي الاخرة ، وبموجب المادة الرابعة من القانون لك الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الاسلامية والقيم الروحية ، فماذا فعلت ياشيخنا الجليل تركت هذه المبأدي العظيمة علي حالها ، الي ان اصبحت رصاص بنادق وقنابل وسكاكين وقتل ابرياء عزل ، وسفك دماء لهويات واديان واعراق من غير العرب والمسلمين ، وتعرية نساء وسبيء وهتك اعراض وجمع غنائم وتهجير قسري لأسر مسيحية من قراهم وبيوتهم وعائلاتهم ، وتفجير طائرات وحرق كنائس وتفجير اطفال في المدارس واحتجاز وذبح الرهائن بسكاكين صدئة ، وسمحت لصراع الاديان والهويات ان يتمدد ويتسع ويتعاظم الي ان اصبحت قيم الازهر والاسلام فزاعة وفوبيا، لدي جميع سكان العالم بكل طوائفهم واديانهم وأعراقهم ، وتركت شيوخ الفضائيات وائمة الزوايا وامراء الجهاد والجماعات الاسلامية المتطرفة والدجالين ، يسحبون البساط من تحت قدميك ، ويطلقون فتاوي القتل والذبح والتكفير، وانتزعوا منكم ولاء شعوب المسلمين ، ووضعوك في ايقونة رجل السلطة الذي لا مصداقية له ، مما دفعكم للوقوف في منطقة رمادية ممسكين العصا من المنتصف ، لا انتم رجال سلطة ، ولا انتم داعمين للارهاب علي نحو صريح ، ومن ثم فقد الازهر كل المعاني لوجوده الحيوي عبر قرون من الزمان ، ورفضتم بكل اصرار نزع قبعة الاسلام من علي رأس القتلة والارهابيين وتكفيرهم ، مؤكدا علي انهم مسلمين ومؤمنيين ، وبالتالي لا يحق لك ان تلوم العالم الذي ربط بين الاسلام والارهاب، لأن القتل وسفك الدماء ارتكبوا بتأويل بعض النصوص القرأنية، والتي وقفتم امامها عاجزين ، لم تقدموا البدائل لهذه التأويلات الكارثية ، وتركت ياشيخنا المناهج التععليمية لمدارسك ولجامعاتك تنضح بكل انواع واشكال الكراهية والتعصب والقتل وسفك الدماء ، ولم تحاول يوما تنقيح هذه المناهج بحجة انك لا تخالف السلف ، وان كنت اشك كثيرا في ان السلف يوافقون علي مناهجك التعليمية ، وتفرغت للدخول وبكل طاقتكم في معارك وحروب وهمية وشكلية وصورية ، وهي في رؤوسنا فقط في دعم مستتر للتطرف والارهاب ، وطوال عقود ترتكب تلك الكوارث الانسانية والمذابح ، ولم نسمعك او نشاهدك يوما تقدم اعتذارا بأسم الامة الاسلامية ، من منطلق موقعكم في المادة الرابعة من القانون بوصفكم اعلي سلطة أسلامية ، عن المأسي التي ارتكبها بعضا من تلاميذتكم وخريجي جامعاتكم ومدارسكم المترعة بالمناهج التعليمية الدموية ،

دعني اذكركم بتاريخ الازهر ، نعم لعب دورا سياسيا عظيما في مراحل تاريخية سابقة ، ضد كل انواع الاحتلال ، لكننا اليوم ازاء احتلالات ثقافية واقتصادية ، لاتحتاج الي الخيول والسيوف ، بل مجابهة احتلال واستعمار اليوم، يحتاج الي مساهمات علمية وحضارية في التطور الانساني ، ويحتاج الي علماء وخبراء اسلاميون ، ويحتاج الي اقتصادات قوية، وانتاج واختراعات وتفوق علمي وبحثي ،وغزو الفضاء والابتكار التكنولوجي ، ويحتاج الي رسالة متسامحة ومتفاعلة مع الاخر ومستنيرة ، الغزو الثقافي والاستعماري في عالم اليوم ياسيدي ، لا يحتاج الي جهاديون متخمون بالقنابل والرصاص ،كما تفضلت سعادتكم ودعوت الي الجهاد في سبيل الله في كل مناسبة ، وانت تعلم كارثة التأويل التي نعيشها في العالم الاسلامي ، وعلي رأسها سوء الفهم المتعلق بكيفية الجهاد في سبيل الله ، وما سببته هذا التأويلات من حوداث ومجازر لا يقبلها الضمير الانساني.

شيخنا الجليل

من اقنع سماحتكم ان الازهر الشريف وهو بالاساس مؤسسة دينية وليس مؤسسة سياسية ، بأن تصرف وتضخ ملايين الجنيهات من اموال دافعي الضرائب والذكاة من المسلمين لتأسيس لجان قانونية ترفع دعاوي قضائية علي الجريدة الفرنسية ، ومن اقنعكم بصرف اموال المسلمين علي طباعة كتب ومنشورات و تأسيس منصات الكترونية بسبع لغات لتعريف الغرب بسيدنا النبي ص ، الحقيقة الصادمة ياشيخنا الجليل ان الغرب لا يحتاج منكم الي مثل هذه الافعال التي لم ولن تغير الواقع التعيس ، الذي يعيشه الغرب مع الجاليات العربية والمسلمة ، ولن ولم تؤثر في عزلة هذه الجاليات ، والتهميش الذي تعيشة علي اطراف المجتمعات الغربية وفي الضواحي ، فكل من الغرب والجاليات العربية والاسلامية فيه يحتاجون الي ان تبذل جهودا استثنائية خارج اطار الفتاوي التي تخرج من الغرف المكيفة ، ويذهب الالاف من البشر ضحيتها ، يحتاجون الي ان تقدم رسالة دينية متسامحة ، ويحتاجون منكم ان تعتذروا عن الجرائم ، ويحتاجون منكم تجديد وتطوير الخطاب الديني وتعليمه للجاليات العربية والاسلامية ، واكثر ما تحتاجه هذه الجاليات ان تتعلم احترام قوانيين وعادات وقيم المجتمعات التي تعيش فيها ، دون ان يفرض عليهم احد تبني وممارسة هذه القيم فقط احترامها ، وعدم فرض ثقافتهم وعادتهم الخاصة بهم علي هذه المجتمعات ، واكثر ما تحتاج اليه هذه الجاليات العربية والاسلامية ان يتعلموا ويؤمنوا بالتسامح والمواطنة والاعتراف بالاخر والتفاعل الايجابي معه ، وعلي العكس من ذلك ياشيخنا الجليل ، ساضع لسعادتكم نماذج مبسطة لما يحتاجه الغرب تحديدا ، ربما يستطيع مستشاريك الانتباه الي جذور المأساة التي نحياها ، الغرب الذي يحتوي مواطنيك العرب والمسلمين ياشيخنا الجليل ، ويطعمهم ويعالجهم بارقي المشافي والعيادات ويتحصل اولادهم علي ارقي انواع التعليم ويمارسون حريات راي وتعبير في نقد الحاكم الغربي واهانته واهانه اسرته واهانة رموز المجتمعات الغربية ويمارسون شعائرهم بحرية تامة ويبنون الاف المساجد التي لاتسمح لهم بلدانهم ببنائها ( فرنسا 2600 مسجد ) ومن اموال دافعي الضرائب من مواطني الغرب يرتع من 40 الي 55 مليون مسلم في نعيم ورغد العيش ، الذي حرموا منه في اوطانهم المسلمة ، والتي هربوا منها اجتنابا للحروب والقتل والتعذيب والمعاملة اللاانسانية والحاطة بالكرامة والفقر والمجاعات والعوز ، وذلك لسرقة حكام العالم الاسلامي المؤمنون اموال المسلمين في جيوبهم وجيوب زوجاتهم وابنائهم ، في ابشع صور الخروج عن الدين والاسلام ، لم يطلب الغرب من مواطنيك اي مقابل سوي الالتزام بالقوانيين والقواعد التي تسري عليهم جميعا بما فيهم رؤسائهم وملوكهم ، والامتثال للقواعد الانسانية البسيطة ، لم يطلب منهم مقابل ولم يفرض عليهم ثقافته او دينه او عاداته او تقاليده او دياناته ، فقط التعايش السلمي ،

فماذا حدث ياشيخنا الجليل ، قامت فئة لا بأس بها من مواطنيك العرب والمسلمين ، بمحاولات مستميته لأن يفرضوا هم ثقافتهم ودينهم وعاداتهم وتقاليدهم علي بلدان الغرب المضيف لهم ، وهذه هي جذور المشكلة لا أدري ان كنت تعلم ما تقوم به الجاليات العربية والاسلامية في فرنسا ، من اصدار فتاوي بضرورة الحصول علي شهادات عذرية من الفتيات المقبلات علي الزواج لاتمام الزواج في فرنسا ، في ترسيخ منحط لمبدا التمييز بين من تزوجت عذراء ومن تزوجت وهي غير عذراء ، ليفتح بتلك الشهادات ابواب جهنم علي المجتمع الفرنسي ، وهل تعلمون سعادتكم بمحاولات بعض مواطنيك بفرض الصلاة علي ارباب الاعمال ورؤساء المصالح والهيئات في اوقات العمل الرسمية ، وهناك مئات الامثلة والنماذج لفرض اجواء العكننة والتوتر علي هذه المجتمعات ، بسبب الاصرار علي الصلاة في اوقات العمل ، لدي صاحب عمل ربما هو من ديانة اخري او ملحد لا يؤمن بالاديان ، فكيف لا يقبل الرضوخ لهذه الطلبات فهو كافر ويجوز الاعتداء عليه ، وهل تعلمون بمحاولات بعض مواطنيك بفرض الاذان في مكبرات الصوت ، في المساجد علي سكان البلد المضيف ، وحدث هذا بالفعل في كندا وسويسرا ، مما اضطر اصحاب الاديان الاخري للمطالبة باقامة شعائرهم علي هذا النحو الذي يراه اصحاب البلد المضيف انه ازعاج وضوضاء غير محببة لشعب ينام غالبيته في السابعة مساء ، لانه يبدا عمله في الخامسة صباحا ، وهم ياشيخنا ليسوا انت وليسوا انا وليسوا احد مواطنيك الذين يرون ان الاذان في مكبرات الصوت قمة العبادة الالهية ، وجزء لا بأس به من مواطنيك العرب والمسلمين يمارسون الاستعلاء الديني والطائفي ،علي سكان البلد المضيف واحيانا علي نفس جنسياتهم ومواطنيهم من الاديان الاخري ،

واختم تلك النقطة بما سمعته باذني ورايته بعيني احد ائمة المساجد من مواطنيك العرب والمسلمين ياسيدي هنا في كندا ، في خطبة الجمعة الموافق توقيتها ، مع الانتخابات الكندية ، قام بالسب والقذف العلني وباقظع الالفاظ مهينا كل الساسة الكنديين بما فيهم رئيس الوزراء والوزراء والمرشحين للانتخابات ، متهما اياهم بالكفر والالحاد والزندقة وبئس المصير ، داعيا الجاليات العربية والاسلامية للمقاطعة وعدم المشاركة في هذه الانتخابات الكافرة ، وقال بالنص من سيشارك في هذه الانتخابات مصيره جهنم وعذاب الاخره ، وذهب الي بيته واسرته امنا سالما معافي لم يسأله احد ولم يعتقله احد ، هذه هي قيم الغرب الكافر ياشيخنا الجليل ، هل تعتقد ياشيخنا يستطيع هذا الامام ان يقدم خطبة جمعة مماثلة في اي بلد عربي او مسلم علي هذا النحو ، ساترك لك الاجابة ، هذه ياسيدي الافعال التي دعت واجبرت الغرب ، علي اطلاق ما يسمي بالانعزالية الاسلامية في الغرب ، وهذا ما حدث في الصين قبل ذلك مع قبائل الايغور ، مع الفارق ان الدولة الصينية قمعية ومستبدة كبلداننا ، واخمدت هذه النزعة الانعزالية والتي كانت لصالح الخليفة العثماني اردوغان مبكرا ، بينما فرنسا تصول وتجول وتطلق التصريحات وتحاول صياغة بعض القوانيين التي تحد من هذه النزعة.

اما فيما يتعلق بالغرب ولكي اقطع الطريق علي كل إساءة في فهم ماورد بمقالي ، واختصارا للوقت ولكل الاسئلة التي تجول في اذهان القراء الداعمين للانعزالية والتطرف ، بالرغم من قناعاتي بأنني لا املك الحق في الحديث عن الغرب فالغرب في نهاية المطاف يعمل لمصلحته ولمصلحة شعوبه ويدافع عن حضارته ، فللغرب اوطانه وثقافته وحضارته وعادته وتقاليده ، التي يسعي الي ترسيخها وفقا لمجموع المبأدي والاعراف والقيم التي اكتسبها طوال مراحل تاريخية طويلة ، وبعد صراعات دموية عنيفة ، استطاعوا ان يصلوا بشعوبهم الي قناعات محدده لا رجعة فيها ، وعلي رأسها فصل الاديان عن الاوطان ، والدين شأن شخصي جدا ، وحرية الراي والتعبير مقدسة ، وتعلو علي كل الاديان والثقافات ، وحتي وفي حالة تجاوز سقف هذه الحرية وهذه القيم والانساق ، فمواجهه ذلك تتم بالاشكال والطرق السلمية ، كالمحاكم والفن او الكتابة او الاعلام الخ الخ ، لامجال لديهم او عندهم للدماء ياشيخنا الجليل، لا مجال لقطع الرقاب وتقطيع الاوصال والتشهير بالجثث ، هم يعتبرون هذا الاجراء من سمات العصور الحجرية البدائية ، والتي تتعارض مع قيم الانسانية كلها ، هم بالفعل ضحوا بكل شيء من اجلها ومن اجل الوصول والاتفاق علي ثوابت وبديهيات ، لا تحتاج الي جدال ، ومن اهمها القتل والذبح لاي مبرر او اي سبب مهما كان ، وهم يعتقدون في درجة من الايمان تعلو علي ما نتشدق به نحن ان حق الحياة مقدس ، لا يجب نزعه تحت اي ذريعة ، وللخالق وحده الحق في انتزاع هذا الحق من عباده ، وفي هذا السياق من اللاحل واللا ارضية مشتركة عليك انت ومواطنيك العرب والمسلمين ،اغلاق الحدود والانترنت والمطارات وسحب كل مواطنيك العرب والمسلمين من هذه البلدان ، لطالما لم يمتثل الغرب لشهادات العذرية ، او الصلاة في اوقات العمل ، او رفع الاذان في مكبرات الصوت ، او احتقار النساء غير المحجبات ، او الزواج من اربعة نساء ، وعلي مواطنيك العودة الي احضان بلدانهم الاسلامية يمارسون فيها كل شعائرهم بحرية تامة.

لكنني لا استطيع انكار المشاكل والكوارث علي الجانب الاخر، فالغرب يمارس العنصرية والاسلام فوبيا والتعميم علي جميع المسلمين ، ويقوم بعض مواطني الغرب اليمنيين العنصريين بنشر ثقافة الكراهية والتحريض علي كل ما هو ليس ابيض البشرة ، والغرب ليسوا ملائكة فهم يبيعون السلاح لاوطاننا المتصارعة مع نفسها ، ويقومون بغزو بعض البلدان العربية والمسلمة ، علي فرضيات غير حقيقية كالعراق ، ويدعمون المحتل الاسرائيلي لاغتصاب اراضي الشعب الفلسطيني ، وتشريده في المنافي ، ويقدمون كل الدعم لدولة اسرائيل التي تمارس الارهاب علي الشعب الفلسطيني الاعزل ، هذه هي قضايانا الاساسية مع الغرب.

وعلي ذات الجانب لكنه من منظور مختلف، يظل التأكيد علي موقفي السياسي والحقوقي وليس الديني من الغرب ، الذي اراه انه لازال استعماري وعنصري في بعض جوانبه ، و استعلالي واحتكاري وراسمالي منحط ، جاثم علي رقاب وصدور الشعوب الفقيرة، متحكما في ثرواتها ونفطها وخيراتها وموارها الطبيعية والبشرية ، ويظل موقفي الثابت من ان هناك ضريبة وثمن لابد ان يدفعه الغرب ، نتيجة لحقب الاستعمار الطويلة ، التي تسببت في تأخر اوطاننا عن مواكبة ومواصلة اللحاق بالمسيرة العلمية والحضارة البشرية ، والضريبة هي استضافة الملايين من شعوب المستعمرات القديمة التي احتلها الغرب والتاكيد من جديد علي ان صراعنا مع الغرب ليس من اجل الحجاب او الصلاة في اوقات العمل او الرسومات المسيئة ، صراعنا علي ارضية مختلفة ياشيخنا الجليل ، صراع علوم وتعليم وديمقراطية ونزاهة وشفافية والارتقاء بمواطنينا لحياة كريمة وغير مهينة وتقديس العلم وفتح المجال واسعا امام الحق في الاختلاف والتعبير وكفالة جميع الحقوق والحريات والتوزيع العادل للثروات ومنع التمييز الديني والعرقي والتمييز ضد المراة والحق في المشاركة العامة في صنع القرار ، وظني ياشيخنا انه لا أمل في بلداننا العربية والاسلامية ، في الوقت الراهن علي الاقل ، لانكم قمتم بكسر ارادة المليار ونصف المليار مسلم ، ونجحتوا في تحويلهم الي اجساد بشرية تحمل رؤوس الخراف والقطيع ، ادخلتم في نفوسهم الرعب والهلع من الحاكم ومن الاخرة ومن التعبير عن انفسهم ، لقد نجحتم في تحويل مؤسسة الازهر الي مفرخة للارهابيين والقتلة والخارجين عن القانون حتي في قلب الدول التي تدعي انها اسلامية وعربية ، غسلتم الادمغة لتتغافل عن السرقات والنهب والفساد والاستبداد ، وتحملق وتركز في حروب ثقافية تافهة وصورية وشكلية ولا يحتاجها نبي الاسلام ص قيد أنملة.

واخيرا لا ادري ياشيخنا لماذا لم تطلوا برأسكم علي العالم الاسلامي ، مؤكدين له علي ان سيدنا النبي ص والله سبحانه وتعالي ، لا يحتاجون الي دعم ومساعدة شعوب عارية جائعة مقهورة ومستلبة ، لنصرة الاسلام او من فتي في الثامنة عشر من عمره ، او من تنظيمات القاعدة وداعش ، اومن احدي مواطنيك التي سمعتها مرة تقول نحن اتينا الي كندا لننشر الاسلام وندخل كل الكنديين في الاسلام ، اذن لماذا ياشيخنا لم تؤكد لهم ما اتي في صحيح الدين ان من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، وان الله سبحانة هو القدير العليم ، وهو الذي سوف يحاسب الصحفيين في الجريدة الفرنسية ، ويحاسب كل من يعرض بانبيائه ورسلة ، وتخيل معي ياشيخنا الجليل لو انكم تجاهلتم هذه الرسومات كما فعل اصحاب الدين المسيحي ، لم يكن احد يسمع او يعلم بهذه الرسومات الان ، ودعني اضع لك تقديرات مبدئية بتبعات موقفكم من هذا الرسومات ، قبل ضجيج العالم الاسلامي شاهدها تقريبا المئات او الالاف من متابعي جريدة شارل ابدو ، وبعد المذابح والجرائم ورده فعل العالم الاسلامي شاهد هذه الصور قرابة المليار وربع انسان حول العالم ، فمن اذن من تسبب في اهانة سيدنا النبي ص

فلتذهب ياشيخنا الجليل وتبني مصانع ومدارس باموال المسلمين ، تنتشل فقراء المسلمين من الشباب الذين هم ذخيرة حية ووقود لماكينة الارهاب والتطرف ، فلتدعم بناء اقتصاد قوي ، ولتدعم سياسات عادلة ، وتتحدث وتفتح فمك للظلم والعبودية التي يعيشيها مواطنيك في البلدان العربية والاسلامية ، فهم بحاجة حقيقية لان تحارب الظلم من اجلهم ، وهم اكثر احتياجا من سيدنا النبي ص المحمي بالنفحات الالهية والدينية ، بينما مواطنيك عراه حفاة جوعي بدون اي حماية ، فلتدعم العلم والعلماء حتي ننافس الغرب ونحن علي ارضية صلبة نحن الان بلا سيقان وبلا ارضية ، فلتساعد الخبراء في تنقيح المناهج التعليمية من الدماء التي تملا صفحات الكتب والمراجع ، لتعود بالازهر الي تاريخه الذي كان ينطلق من كلمة حق في وجه سلطان جائر ، ولتنجو بالازهر من افعال وممارسات سوف يحاسبك الله عليها يوم القيامة ، وليساعدك الله علي تحمل ذنب تلك المأسي التي وصل اليها العالم الاسلامي ، وفي رقبتك المليار ونصف المليار مسلم.



#حجاج_نايل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين التنمية المستدامة والتنمية المستدانة
- سلسلة مقالات الجماعة جماعة الاخوان المسلمين مؤامرة التأسيس و ...
- رد علي الصديق سعيد شعيب / ثورة يناير بين فشل السلطة وسلطة ال ...
- حجاج نايل يكتب الترحم علي جسد النخبة المصرية
- سلسلة مقالات الاخوان 2 من 8 السقوط الكبير /// فروع الخارج مت ...
- سلسلة مقالات حول جماعة الاخوان المسلمين (1 من 8) جماعة الاخو ...
- في المسألة الناصرية 3 من 3 ---- إرث الحقبة الناصرية
- في المسألة الناصرية - سلسلة مقالات حول المسألة الناصرية 1 من ...
- في المسألة الناصرية 2 من 3 ---- سلفية العقل الجمعي الناصري
- مجتمع الميم وإنكسار ألوان القزح
- انتيفا الاخوان المسلمين بين مؤامرة ترامب وشفافية النظم المست ...
- العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (3 ) دين ابوهم أسمه اية ؟؟ ...
- ميتافيزيقا المسوحات واعتذار واجب للزغبي وابوهلالة بين التشاء ...
- فيما وراء النظرية السياسية
- صفقة القرن قمة جبل الجليد
- 25 يناير المتاهة والحصاد المر اسئلة التاريخ
- العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (2) السجن السياسي في مصر ب ...
- الازمة الليبية والتدخل التركي رؤية عبثية مغايرة
- الاريغورومحنة الهوية الهروب من جرائم الذات الي الاخر
- العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (1 )


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حجاج نايل - رسالة الي شيخ الازهر / ذنب القاتل والمقتول في رقبتك