أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حجاج نايل - العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (3 ) دين ابوهم أسمه اية ؟؟؟!!!















المزيد.....

العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (3 ) دين ابوهم أسمه اية ؟؟؟!!!


حجاج نايل

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 14 - 10:27
المحور: حقوق الانسان
    


كان لحجب موقع مصر 360 اليوم الثلاثاء 12 مايو القشة التي قسمت ظهري ، شعرت وكأنني وقد فاض بي الكيل وطفح من شدة ما اصابني من إعياء، جراء متابعة الانتهاكات والجرائم والموت والضباب و الصراخ الذي يملاء الاجواء في سماء الدولة المصرية طوال الاسابيع الماضية، وكرهت بصدق ولاول مرة في حياتي كوني حقوقيا او سياسيا، او حتي مهتما بالشأن العام، وتمنيت لو انني من البسطاء الذين لا يعرفون اسم رئيس الوزراء، او مشجع لكرة القدم فقط. . الالم لا ينتهي ولا يتوقف والحسرة علي شباب وشابات في اعمار الربيع خلف القضبان وشيوخ ومسنين لم يغفر لهم رهط العمر النجاة من مخالب ضباع الحكم الشرسة وهم في زنازين البرد القارس او الصيف الحارق تقتلهم كل يوم الامراض المزمنة ووحشة الاهل وقسوة السجان ووجدتني وانا غارق في هذا الاكتئاب اردد رائعة جمال بخيت"" اللي أنا بأه ما اعرفوش دين أبوهم اسمه إيه
لوثوا الدم ف عروقنا سدوا عين الشمس فوقنا سرقوا ضوءنا صادروا نيلنا .. ودفّعونا تمن وضوءنا"" والي اخر هذه القصيدة العظيمة والمعبرة عن واقع الحال الذي نعيشه وتماهيت مع القصيدة ووجدتني اتسأءل مع شاعرنا الكبير دين ابوهم اسمه ايه

بدات الحركة الحقوقية المصرية نشاطها في ثمنينات القرن الماضي ، ومنذ نشاتها وهي تتصدي لمختلف انواع انتهاكات حقوق الانسان، بدءا من الحق في الحياة ومرورا بالمجمل الحقوق المدنية والسياسية او الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومع الوقت ومرور الزمن تعاظم عدد المنظمات الحقوقية الي ما يربو علي مائة وخمسين مؤسسة حقوقية متخصصة في شتي انواع الحقوق والحريات في جمهورية مصر العربية ، ولك ان تتصور او تتخيل هذا الكم من المؤسسات والذي يمارس نشاطه الحقوقي بشكل يومي بالاضافة الي التدريب والتوعية والمطبوعات والمؤتمرات ، وحتي عام 2013 كان الإشغال لدي هذه المؤسسات يسير وفق معدل انتهاكات تستطيع متابعته وتعقب اثاره والتحقيق في ملابساته كما كان يمكن محاصرة اغلبه او جزء كبير منه إما بوقف هذه الانتهاكات او في الحدود الدنيا التعريف بها والتشهير بمرتكبيها وفضح ممارستهم.
منذ 2013 انهارت تلك المنظومة علي ثلاث مستويات، الاول هو إغلاق وتوقف قطاع كبير من المنظمات الحقوقية عن العمل، بفعل القيود والضغوط التي مورست علي القائمين عليها او العاملين بها، والزج بهم في قضايا وتحقيقات ومصادرة للاصول والاموال والممتلكات، واصدار لائحة اتهامات كفيلة بوضعهم لبقية حياتهم في السجون، والمستوي الثاني هو زيادة وتواتر وارتفاع معدل انتهاكات حقوق الانسان اليومية بشكل جنوني ومطرد وبدون فاصل ، علي نحو هيستيري بحيث فقدت المنظمات الحقوقية المحلية والاقليمية والدولية قدرتها علي المتابعة والتقصي حول هذه الانتهاكات، وكأن السلطات المصرية تستخدم منهج الصدمات و الصعقات الكهربائية في هذا الشأن، فما ان تبدأ بالتحقيق والتقصي ومحاولة الحصول علي معلومات لانتهاك محدد، سرعان ما يفاجئك بانتهاك أكثر جسامه اخر في نفس اللحظة، وهكذا الي ان وصل الامر بصورة اصبح معه الحديث عن او مشاهدة قتل ابرياء في اقسام الشرطة، او موت شباب وشيوخ داخل السجون، او حجب مواقع ومصادرة صحف، او منع من السفر، او فصل من العمل، او اصدار قانون سيء السمعة، كلها امور عادية ومعتادة جدا تماثل سماعنا لاخبار الطقس بل ازعم انها اصبح تاثيرها لدي البعض كبرامج التسلية في رمضان،
اما المستوي الثالث فهو هذا الانهيار المروع الذي بدا في 2016 بتعويم الجنية المصري، وتعاظم العجز في الموازنة العامة، وزيادة معدلات الدين الداخلي والخارجي بصورة مخيفة، وانهيار الخدمات في مجالات الصحة والتعليم، والخدمات العامة، مما ادي بدورة الي التدهور المعيشي الحاد لغالبية الفئات والطبقات في المجتمع المصري بل ازعم أن هناك غياب تام لدور الدولة في صيانه وحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وزيادة نسب الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق الامر الذي ارهق وشل حركة المؤسسات الحقوقية وفي القلب منها العاملة في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بسبب التسارع الكبير في المعدلات الزمنية لهذا الانهيار وعدم قدرة هذه المؤسسات علي المستويات المحلية والاقليمية اصدار التقارير وممارسة الانشطة التي تمكنها من التعاطي مع ما يحدث علي نحو كفء وذلك فيما عدا تلك المؤسسات التي تمتلك ميزانيات اضخم من ميزانيات الدول كالبنك الدولي الذي صرح بأن 60% من سكان مصر إما فقراء او اكثر احتياجا وكذلك الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في مصر الذي اعلن ان معدلات الفقر في مصر وصلت الي 32.5% والحقيقة هذه ارقام صادمة بالمعني الحرفي للكلمة.

وعود علي بدء في خضم احزاني التي أشرت اليها في مقدمة المقال وجدتني اتسأءل هل نحن نقسوا علي السلطات في مصر هل نبالغ ونضخم في الحديث عن السلبيات ( هذا مايردده لي بعض الاصدقاء ) هل بالفعل لنا اجندات ومصالح مع قوي خارجية ونتأمر علي وطننا الحبيب عشرات الاسئلة التي مررت عليها وفي طريقي للبحث عن اجابات مقنعة وشفافة وجدت نفسي اراجع خيبات الامل والاحداث في المحروسة في شهر واحد مايو 2020 وبدون ترتيب فوجدتني اتذكر مقتل شاب مثل الورد في العشرينات ولا علاقة له باي سياسية او حقوق انسان ومواطن صالح في مشادة بسيطة مع ضابط شرطة تم خطفه الي قسم شرطة الموسكي وتعذيبه حتي الموت هذا هو الشاب وليد فتحي وجدتني ايضا بعدها بأيام اتذكر قيام السيد رئيس الجمهورية بتجديد حالة الطؤاري واضافة مواد جديدة تعطي الحق والصلاحية لضباط وضباط الصف في القوات المسلحة حق الضبطية القضائية للمدنيين واحالتهم للنيابة العسكرية.وبعدها بساعات مقتل اولادنا وخيرة شباب مصر علي ايدي الارهابيين في سيناء دون جديد في هذا الشأن السلطة لا تستطيع ان تحمي شبابنا وبعدها بأيام موت الشاب العشريني شادي حبش الفنان البريء الذي لم يرتكب جرما او إثما في سجنه وحيدا مرتعبا جراء حبسه احتياطيا عامين دون توجيه اتهام او محاكمة بعدها تنوع وتعدد مصادر الانباء عن تدهور صحة زياد العليمي وعلاء عبد الفتاح وعبد المنعم ابو الفتوح وهشام فؤاد وحسين مؤنس وعدد كبير من سجناء الرأي والضمير هذا بطبيعة الحال غير تجاهل السلطات الافراج عن المحبوسين احتياطيا علي ذمة قضايا الرأي خوفا عليهم من انتشار مرض الكرونا. ووجدتني اتذكر بالامس حجب موقع مصر 360 وهو موقع متزن لا يعادي الحكومة المصرية ويوجه لها النصح اكثر من الانتقادات ولا ادراي فعلا من هو صاحب قرار حجب الموقع الا اذا كان عقابا لصاحبه للسماح لبعض الاقلام بالكتابة فيه ووجدتني في نهاية الامر لا ارغب حقيقتا في تذكر احداث او انتهاكات اخري لجسامة ماحدث في مايو فكل انتهاك علي حده كفيل وحده باسقاط حكومات وثورات شعوب وتصورت حالنا والي اين المصير وفجاة وجدتني اتسأءل هل انشغال العالم والاعلام والدنيا بجائحة كرونا بما قراناه في ملحمة الرائع نجيب محفوظ الحرافيش وإستفراد الفتوة بالمواطنين البسطاء حتي نجد لقاحا للكرونا او نموت جوعا او نموت قهرا او نموت دهرا هو دين ابوهم اسمه ايه
اتاوا 13 مايو 2020



#حجاج_نايل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميتافيزيقا المسوحات واعتذار واجب للزغبي وابوهلالة بين التشاء ...
- فيما وراء النظرية السياسية
- صفقة القرن قمة جبل الجليد
- 25 يناير المتاهة والحصاد المر اسئلة التاريخ
- العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (2) السجن السياسي في مصر ب ...
- الازمة الليبية والتدخل التركي رؤية عبثية مغايرة
- الاريغورومحنة الهوية الهروب من جرائم الذات الي الاخر
- العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (1 )
- حراك الشعوب وهن النخبة واوهام الرأس من يقود من ؟؟؟؟
- من السجن الي المنفي ياقلبي لا تحزن صكوك الغفران والمعارضة ال ...


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حجاج نايل - العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (3 ) دين ابوهم أسمه اية ؟؟؟!!!