أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - مسرحية محاكمة الرب والفرد والمجتمع بتهمة الفساد في الأرض














المزيد.....

مسرحية محاكمة الرب والفرد والمجتمع بتهمة الفساد في الأرض


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 10:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المصدر: Rencontre avec Michel Serres aux Champs Libres dans le cadre des mardis de l Espace des Sciences. Mise sur You Tube le 24 mars 2011

التهمة: مَن المسؤول عن آلام الناس الناتجة عن الزلازل والحروب والمرض والجهل والفقر؟
المتهمون الثلاثة: الرب والفرد والمجتمع.
النائب العام: الشيطان.
محامي المتهمين الثلاثة: الفيلسوف.

المرافعة:
- عن الفرد: قد يكون بريئا في بعض المصائب كما قد يكون مذنبا في أخرى.
- عن الرب: خذ مثلا زلزالا وقع في مدينة كبيرة بالولايات المتحدة الأمريكية وقتل 35 فردا فقط وللمقارنة خذ زلزالا آخر بنفس الدرجة وقع في مدينة كبيرة بهايْتِي وقتل 300 ألف فردا. مَن المسؤول هنا عن الفارق المهول في عدد الضحايا بين أمريكا وهايتي؟ الرب أم المجتمع؟
- عن المجتمع (الفيلسوف أخذ هنا دور المغرّق وهو محق في ذلك): المجتمع الهايتي هو المذنب الوحيد طبعا من بين المتهمين الثلاثة، لأنه لم يوفر ما وفره الشعب الأمريكي في هذه الحالة من أسباب الوقاية للتقليل من كوارث الزلازل. خلال التاريخ، هل خلا زمنٌ من الكوارث الطبيعية والبشرية؟ وهل كان وقعها مماثلا في كل المجتمعات؟ رغم أن الربَّ واحدٌ لم يتغير بتغير الجغرافيا والتاريخ. فلماذا نتهم هذا الأخير باطلا والتهمة لاصقةً في المجتمعات لُصُوقَ الطابع البريدي في الظرف الجواب؟ مَن المسؤول عن الحروب الصليبية في القرن الحادي عشر ميلادي؟ أليست المجتمعات الأوروبية الغازية للشرق والمجتمعات الإسلامية الفاتحة للقدس؟ إبراءُ ذِمّةِ الفردِ وإدانةُ المجتمعِ لا يُعدُّ من باب السفسطة الفلسفية، والدليل: الفرد يقوم بعمل جزئي ولا يتصور مسبقا ماذا سينتج عن مجموع الأعمال الفردية مثلما لا تعي النحلة الواحدة أن رسما هندسيا جميلا ومعقدا سوف ينبثق من مجموع الأعمال الفردية لآلاف النحل في الخلية، ومثلما لم يكن أنشتاين يتصور أن عِلمَه سيتسبب يوما في إبادة 150 ألف مدني ياباني في هيروشيما في بعض ثوانٍ. الفرد ليس المجتمع، والمجتمع ليس مجموع الأفراد، إنه مجموع الأفراد زائد العلاقات بين هؤلاء الأفراد زائد ما سينبثق من هذه العلاقات من كوارث وهو أمرٌ غير أوتوماتيكي وغير حتمي وغير معروف مسبقا.

النطق بالحكم:
- الفرد بريء إلى أن تثبت إدانته.
- الرب بريء من فسادكم وإفسادكم يا معشر البشر ولن تستطيعوا إثبات إدانته ولو حرصتم.
- كل المجتمعات -دون استثناء- مدانة "للعنكوش" ما لم تتدارك أمرها وتقدم نقدها الذاتي علنا وتعتذر عن جرائم أسلافها وتبتعد نهائيا وإلى الأبد عن صُنْعِ وتَصْدِيرِ الأسلحة وتَحفظ حق المجتمعات القادمة في أرضٍ وجوٍّ وبحرٍ غيرَ ملوثِين، يبدو لي أن المجتمعات الوحيدة في العالم التي تسعى إلى تحقيق هذا الحلم هي المجتمعات الأسكندنافية لا غير.

إمضائي (تأليف الفيلسوف لايبنيتز، تحيين الفيلسوف ميشال سارْ، نقل وترجمة وإخراج مواطن):
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِن حق المواطن التونسي الملحد أن لا يتحمل أخاه المسلم لكن لي ...
- تلميذُ السنة أولى ابتدائي مخاطِبًا معلّمَه: -إرثي الجيني وحد ...
- مَن هُمُ المحتالونَ في مجتمعِ الحداثةِ مَصنعِ المحتالينَ؟
- عشرةُ مبادئَ ساميةٌ، لو كنتُ ماركسيًّا ملحِدًا وأردتُ تأسيسَ ...
- ما أحلى الرجوع إلى مدرّجات الجامعة بعد الأربعين؟
- يساريان منفردان في مقهى يتناقشان حول العرب والإسلام
- معالِمٌ فلسفيةٌ على الطريق
- فلاسفة أوروبيون غير مسلمين قالوا كلاماً موضوعيّاً في الإسلام ...
- قصة -الطالب- الذي أبرَمَ صفقةً مع الشيطانْ؟
- انطلاقاً من تجربتي الخاصة، ما الفرق بين ما يُنشر باللغة العر ...
- للتأمُّلِ: بطاقة تعريفي الوطنيّة، هل تُعرِّفُ بي كذاتٍ أو كف ...
- أين نحنُ في تونس مِن حديثِ رسولِنا الكريمِ صلى الله عليه وسل ...
- كل ما في الحياة غير ثابتٍ وغير متوازنٍ وغير مستقرٍّ، فمن الع ...
- مرّت ثماني سنوات على التقاعد، ماذا جنيتُ؟
- كَيْفَ لِجِسْمِنا العَرَبِي أن يَتَعافَى وبعضُ خَلاياه سَرَط ...
- شَرُّ البلية في المجتمع التونسي هُمُ أنصافُ المثقفين!
- منذ القرن التاسع عشر، قالوا لنا سننهض. لقد مرّ قرنان ولم ننه ...
- فكرة قرأتها في كتاب: هل الجينات تحدّد مسبّقا الصفات الجسمية ...
- بعض أسباب نفور الجماهير العربية من الفكر اليساري؟
- تاريخ بعض المفاهيم الإسلامية: ملاحظات وفرضيات شخصية وليست اس ...


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - مسرحية محاكمة الرب والفرد والمجتمع بتهمة الفساد في الأرض