أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - شطيرة سمك التونة بالهريسة الحارة














المزيد.....

شطيرة سمك التونة بالهريسة الحارة


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6713 - 2020 / 10 / 24 - 21:56
المحور: الادب والفن
    


قلم/ عبد السلام الزغيبي

كانت الساعة تقترب من الثامنة مساء عندما دخلت إلى الأسواق القريبة من بيتي، كان الزحام شديداً، الكل يريد أن يلحق ويتسوق قبل الإقفال.
سبب ذهابي في هذه الساعة المتأخرة يكمن أن هذه الأسواق تبيع خبزاً صغيراً مناسب لإعداد شطيرة سمك التونة بالهريسة الليبية الحارة.
في داخل الأسواق اتجهت فوراً نحو رف الخبز٬ أخذت ثلاث خبزات صغيرة، ثم عرجت على زاوية بيع الخضروات والفاكهة باحثاً عن فلفل أحمر لإعداد الهريسة الليبية. وجدت سلسلة من الفلفل الصغير بألون

متمايزة: الأحمر والأصفر والأخضر، كتب عليها »فلفل« من دون الإشارة إلى درجة حرارته. بدأت أفتش حتى عثرت على كيس صغير مكتوب عليه "كافتيرو" بمعنى حار جداً، ثمة شك في داخلي حول نوع الفلفل،

فقررت الاستفهام من الفتاة العاملة في الأسواق، كانت مشغولة بترتيب الأشياء قبل ساعة الإغلاق، ومن الواضح أن ليس لديها متسعاً من الوقت للحديث أو الرد على أي سؤال في هذا الوقت العصيب، سألتها بكل

برودة أعصاب:
- هل هذا الفلفل حار جداً؟
إجابتي بنظرة غريبة، مع ابتسامة خفيفة:
- ربما، الكيس مكتوب عليه انه حار سيدي.
- لكني لست متأكداً من شدة حرارته، أريد ان اصنع من هذا الفلفل هريسة ليبية.
- لا أعرف ما هي الهريسة، لكن هناك في الصف الخلفي أنواع من الشطة الحارة، يمكنك تجربتها.
- تلك الشطة جربتها من قبل ولا تناسبني، أريد أن أخلط هذا الفلفل مع الثوم والكمون، واصنع منه الهريسة٬ لو تجربيها مع شطيرة سمك التونة لن تتركيها مرة أخرى.
وسط دهشتها واصلت الحديث٬ قائلاً:
- هل سمعتي يوما ما ة بشخص اسمه، بوذراع، أو البرقاوي، أو العلواني" انهم يصنعون أشهى شطيرة سمك التونة بالهريسة في مدينتي بنغازي.
- آسف سيدي٬ أنا الآن مشغولة وعليّ أن أنهي عملي بسرعة وأغادر المكان، بصراحة لا أعرف هؤلاء الأشخاص الذين ذكرتهم.
- أنا كذلك على عجلة من أمري للخروج من هنا، والذهاب إلى البيت، وإعداد هذه الخلطة العجيبة، لوحدي، حتى لا اضطر للمبيت الليلة من دون عشاء.
واصلت الحديث من دون توقف٬ غير مكترث لانشغالها في ترتيب البضاعة٬ وأضفت:
- هل تعرفين أن هذه المادة التي سوف أعدها الليلة، عندما يتم إضافتها إلى شريحة التونة مصحوبة بزجاجة مشروب »كوكا كولا« ستكون لذيذة للغاية؟
يبدو إنها استسلمت للأمر وقالت في نفسها »لا مفر من الاصغاء حتى النهاية لحكايات هذا الرجل، وبهذه الطريقة يمضي الوقت سريعاً حتى نهاية العمل المكلفة به٬ اجابت:
- سيدي٬ أقدر موقفك، واتمنى لك ليلة سعيدة ووجبة شهية، لكن لا يمكنني أن أساعدك أكثر من ذلك، وأود أن اذكرك أن هناك طابور طويل ينتظرك للخروج من هنا٬عليك اللحاق به، وفي مرة مقبلة ستكون آذاني

صاغية لك ولحكاياتك المشوقة وطعامك العجيب.. طبت مساء.
- آنستي المحترمة اعذريني على الاطالة٬ أشكرك على سعة صدرك وصبرك.
تركتها تتابع عملها، وغادرت المكان وفي يدي الكيس الصغير الذي يحوي كمية بسيطة من الفلفل الحار، وما زال لدي متسعاً من الوقت للحديث عن شطيرة سمك التونة بالهريسة الليبية الحارة.. مع عاملة الأسواق اللطيفة.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * شاعر الشباب والحب... سامحنا
- قراءة في كتاب الحركة المسرحية في بنغازي
- بلد العميان...
- سرحان بين الغيط والبيت...
- العم جورج وأنا والأسماك..
- العم جورج وأنا والأسماك
- رحيل عاشق السينما..مروان عكاوي
- الشعالية.. والهلال..وأنا
- تريبونة الظل...ملعب البركة..
- المعنى والصدى- لجمال حيدر- كاتب مثابر يدوّن سطوره بحبر القلب
- البني آدم والانسان...
- بوش وترامب والكتاب المقدس...
- صديقي.. مدمن المحاكم...
- تائه في أومونيا....
- في أثينا.. بدأ (الحوار) ولم ينته بعد
- هل تكون نهاية -فيس بوك- على يد توكل كرمان..
- قانون ساكسونيا الليبي...
- اليوم يا غريفة فيك الضي..
- لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست أشهر..
- الليبيون والسخرية من فيروس الكورونا...


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - شطيرة سمك التونة بالهريسة الحارة