أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - قانون ساكسونيا الليبي...














المزيد.....

قانون ساكسونيا الليبي...


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتنفذون، المرموقون، الحيتان، المخترقون للقانون، القطط السمان، كلهم يجتمعون على مبدأ واحد، هو أختراق القانون، ومخالفتة وحماية أنفسهم ليغردوا طليقًين بعيدًا عن سلطة القانون.

والقطط السمان هو مصطلح سياسي يصف الطبقة الغنية والمترفة والجشعة في المجتمع.وهو في الأصل مصطلح إنجليزي دخيل على اللغة العربية. من أوائل من استخدم هذا المصطلح كاتب في "نيويورك تايمز" فقد استخدم لفظة القطط السمان كرمز "لعمق الفساد المالي في حملات انتخابية لتجار مترفين".

في ليبيا المنكوبة ، توسع معنى هذا المصطلح اليوم ليشمل، نواب البرلمان، ونواب العمولات، والثوار الذين تحولوا بقدرة قادر وبين يوم وليلة الى اصحاب نفوذ، يتحكمون في رجال السياسة، ويقتسمون معهم بزنس كل
شئ ابتدأ من توريد السلع، الى تجارة العملة، وتهريب الوقود والبشر، والاستيلاء على بيوت الناس، وعلى الاراضي.

هؤلاء شكلوا طبقة مختلفة عن المواطنين العاديين الكادحين من عامة الشعب من البسطاء الذين ينتظرون مرتب يستلمونه بعد شهور، ويزاحمون بالساعت امام البنوك للحصول على سيولة نقدية لا تكفي مصاريف شهر
واحد ومن ثم ينتظرون شهور اخرى، ويعانون من الارتفاع الفاحش في اسعار المواد الاساسية، وهكذا، اما الطبقة ذات التأثير الأقوى والنفوذ والجاه والسلطة، وهي الطبقة المرموقة، فهم يستعبدون الطبقة الادنى، ويرمون
لهم الفتات على شكل، "مخصصات شهرية للافراد".

هؤلاء المرموقون وضعوا قانونهم الخاص،قانون آشبه بـ «قانون ساكسونيا» وإليكم أصل هذا القانون العجيب:

المكان: جمهورية ألمانيا، ولاية ساكسونيا، إحدى ولايات ألمانيا الست عشرة، والتي كانت قبل الوحدة الألمانية إحدى أهم ولايات جمهورية ألمانيا.

الزمان: القرن الخامس عشر الميلادي.

الحالة: ولاية مزدهرة تجاريًّا بفضل الطبقة الكادحة من عامة الشعب من الفقراء الذين كانوا يعملون تحت إمرة طبقة النبلاء الأغنياء المالكين لزمام الأمور سياسيًّا واقتصاديًّا في الولاية.

كان نبلاء ولاية ساكسونيا يرون، أنهم طبقة مختلفة عن المواطنين العاديين الكادحين من عامة الشعب من الفقراء الذين كانوا يعملون تحت إمرتهم، فهم الطبقة ذات التأثير الأقوى والنفوذ والجاه والسلطة، مما جعل مشرعي القوانين من هذه الطبقة يشرعون قانونًا خاصًا يعطي كل طبقة قدرها، يعاقب اللصوص والمجرمين من كلتا الطبقتين: عامة الشعب الفقراء، والنبلاء الأغنياء دون تمييز، وبذلك تتحقق العدالة.

فإذا كان المجرم من طبقة عامة الشعب الفقراء قاتلًا فيؤتى به في وضح النهار وينفذ فيه حكم الإعدام بقطع رقبته وسط جمع غفير من الناس، وكذلك السارق أو المحكوم عليه بالجلد، فيجلد بنفس الطريقة أمام جمع من الناس
ليعتبروا، وإن كانت العقوبة السجن فيسجن.

ولكن ماذا كان يحدث في حالة النبلاء «علية القوم»!!

إذا كان المجرم من طبقة الأغنياء النبلاء فإن قانون ساكسونيا كان ينص على أن تنفذ العقوبة على «ظله»، فإذا كان قاتلًا يؤتى به وسط جمع غفير من الناس وفي وضح النهار تقطع رقبة «ظله»، وإن كان محكومًا عليه
بالجلد فيجلد «ظله»، وإذا كان محكومًا عليه بالسجن فإنه يدخل السجن من الباب الرئيسي ويخرج في الوقت ذاته من باب مخصص للنبلاء، هذا هو قانون ساكسونيا، لا تستعجب، العالم الآن ونحن فى القرن الواحد والعشرين
مليء بقوانين ساكسونية، ولكن بأسماء جديدة تواكب العصر الجديد.

ولاية ساكسونيا الآن من أهم ولايات ألمانيا ازدهارًا، وتتمتع بأعلى نسبة نمو اقتصادي بين ولايات ألمانيا، ذلك نتيجة سيادة القانون، والعدالة الاجتماعية.

منظومة الفساد الليبية الجديدة أستلهمت التجربة الالمانية..وتفوقت عليها بجدارة. ولم تعد هناك حاجة إلى إجراء محاكمات من الأساس.

فيها الفساد يرتع ويمرح، دون رقيب أو حسيب، كل سارق وكل مرتشي وكل حر طليق، النائب العام الليبي يصدر مذكرات و لا أحد ينفذها، كان قد أصدر عديد المذكرات بحق أشخاص متهمين في قضايا عدة، لم يتم تنفيذها ، و السلطة القضائية في ليبيا تعاني من انتهاكات خطيرة ، وصلت إلى اغتيال ستة قضاة من بينهم النائب العام السابق المستشار عبد العزيز الحصادي. وأخرها كان اختطاف عضو ديوان المحاسبة في طرابلس.

كل الاعمال اليدوية او العقلية التي يقوم بها الإنسان هي أعمال شريفة..لكن الغريب والمستهجن هو أن يصبح الشخص من أصحاب الملايين بين يوم وليلة بعد أن كان يعمل سائق سيارة ميكروباص او صاحب ورشة تصليح تلفزيونات.. ساعده في ذلك، ان القانون لايطبق عليه، وليس هناك امكانية محاسبة مثل هؤلاء الا بقيام دولة القانون..



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم يا غريفة فيك الضي..
- لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست أشهر..
- الليبيون والسخرية من فيروس الكورونا...
- الحياة في زمن كورونا...
- من وحي كورونا ...
- حارس المدينة المتعبة وميلاد صوت شعري جديد
- رواية تمر وقمعول ... ابداع السرد
- نحن والافيال...
- حصاد معرض القاهرة للكتاب
- أحتفالات رأس السنة.. من بابل الى اليونان
- بصمات عربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/2)
- الاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2 ...
- لاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/ ...
- في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة
- طرابلس السبعينيات التي عرفتها
- الاستنجاد والتوسل بأولياء الله الصالحين
- من تاريخ المسرح الليبي
- حي أكسارخيا وأطول ليلة عاشتها أثينا 
- الفول المدمس...الأكلة الشعبية الأولى في مصر
- جولة في مكتبات وسط البلد.. القاهرة


المزيد.....




- لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
- حروب المناخ كارثة قادمة .. أن تشن إعصارًا فيردّ العدوّ بتسون ...
- ترامب: ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار
- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد
- مصر تعتبر المظاهرات أمام سفاراتها لا تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - قانون ساكسونيا الليبي...