أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة














المزيد.....

في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الساعة تقترب من الثالثة والنصف..إنها ساعة الذروة ..حيث موعد خروج الناس من أعمالها في طريقها للبيوت..نحن الأن في ترولي رقم 4 الذي يقودنا إلى حي كيبسيلي..في وسط اثينا القديمة..

الترولي باص مزدحم للغاية ويسير ببطء شديد..وسط البلد مقفل..هناك مسيرة أمامنا ومسيرة ورائنا، وهذا شي تعودنا عليه هنا في شوارع أثينا..لا يمر يوم بدون مسيرة.. احتجاجات ومطالب مختلقة..

المحتجون أختاروا هذا التوقيت غير المناسب تماما للتعبير عن احتجاجهم..هم يخرجون يشتمون الحكومة التي أختاروها ويرجعون الى بيوتهم.. والناس المتعبة من عمل يوم كامل تعاني..


مسيرات الاحتجاج عادة ينظمها، عمال يحتجون على قوانين العمل الجديدة..التي يعتبرونها مجحفة في حقهم.. وخسارة مكتسباتهم بفعل اجراءات التقشف التي طالبت بها الحكومة لاقناع الدائنين بالافراج عن القروض التي ستنقذ اليونان من شفا الافلاس.

طلاب يحتجون على تعديلات في نظام التعليم العالي..الجامعي الذي لا يسمح لهم بالبقاء مدى الحياة مسجلين كطلبة..

العاملون في النظافة الذي أنتهت عقودهم..ويطلبون بالتجديد رغم أنهم يعرفون مسبقا أنها عقود مؤقتة محددة بزمن ..

السائقون في المواصلات العامة، يطالبون بزيادات وتحسين ظروف العمل وشراء أتوبيسات جديدة..رغم أن الشركة تعاني..ولا أحد يدفع ثمن تذكرة الركوب..وليس هناك وسائل تمنع من التهرب عن إستخدام المواصلات العامة مجانا.

أسباب اخرى تدعو الناس للخروج للتضامن مع قضايا محلية ودولية.. تبدأ بمسيرات سلمية، سرعان ما تتحول بفعل الفوضويين الى اشتباكات مع الشرطة، عادة ما تتخللها اعمال عنف، واستخدام المولوتوف ورمي الحجارة من طرف اول والرد باستخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت من الطرف الثاني.

المسيرات والتظاهرات في المجتمعات الديمقراطية هي ظاهرة صحية للتعبيرعن التوجهات المختلفة، لكن توقيت خروج هذه المسيرات التي تعرقل مصالح أغلبية المواطنين وتشل الحياة خاصة لهؤلاء الذين يستخدمون المواصلات العامة للذهاب الى أعمالهم وقضاء مصالحهم.. وعدم تنظيمها بحيث تسير المسيرة في جانب معين من الطريق بدلا من إغلاقه بشكل كلي..جعل من حياة الناس جحيما ومعاناة يومية..

هذه المسيرات ذكرتني، - وان كان الفارق كبيرا بين الاثنين من حيث التوجه--- بالمسيرات الشعبية المتواصلة والدائمة التي كانت تخرج في شوارع ليبيا أيام حكم القذافي، بقيادة عمال وموظفين وطلاب يتم اخراجهم من أعمالهم بالقوة من اجل هذه الغاية،لان هناك منشور رسمي يطلب من الدوائر والمؤسسات والشركات والإدارات الحكومية في ليبيا ينص على إخراج العاملين والموظفين في المسيرات والتظاهرات التى تنظمها السلطة.

اغلب المسيرات التي كانت تخرج باشراف من السلطة الحاكمة كانت من أجل اجلاء القواعد الاجنبية، ومن أجل طرد المستوطنين الطليان، ومرة من أجل الوحدة مع تونس، ومرة من أجل الوحدة مع مصر والسودان، ومرة من أجل الوحدة مع سوريه، ومرة من أجل الاحتجاج على العدوان الامريكي، ومرات اخرى من أجل تحرير فلسطين والجولان، أو من أجل ليبيا ارض كل العرب تارة، وأرض كل الافارقة تارة اخرى.

وهكذا، مرت سنوات كثيرة، ونحن يوم خطاب للاخ القائد الملهم المفكر، ويوم لمسيرة مؤيدة لخطواته الجبارة ..حتى أصبح الناس يتندرون بأن الحياة في ليبيا مقسمة الى يومين ( يوم خطاب ويوم مسيرة)...



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرابلس السبعينيات التي عرفتها
- الاستنجاد والتوسل بأولياء الله الصالحين
- من تاريخ المسرح الليبي
- حي أكسارخيا وأطول ليلة عاشتها أثينا 
- الفول المدمس...الأكلة الشعبية الأولى في مصر
- جولة في مكتبات وسط البلد.. القاهرة
- مقاهي القاهرة كما رأيتها
- تاريخ المشروبات والمرطبات في بنغازي..
- طول السلك يودر اليبرة...
- الحسد...في الموروث الليبي
- وجوه من الحياة...سي علي الاوجلي ...الشنه
- في ذكرى فبراير.. الواقع المؤلم
- في مديح بنغازي..
- إكسارخيا معقل الفوضويين اللاسلطويين
- يا قايد عطينا إشارة....
- الغيطة...فن ليبي اصله افريقي
- تاريخ أسطوانات الأغاني الليبية
- سيدي حسين .. حي شعبي عريق في بنغازي
- أين تذهب هذا المساء ....سينما الحرية
- وجوه من الحياة...


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة