أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبد السلام الزغيبي - الحياة في زمن كورونا...














المزيد.....

الحياة في زمن كورونا...


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 14:42
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


بين يوم وليلة تغير نمط معيشتنا بالكامل...أصبحنا في وضع أشبه بالإقامة الإجبارية...لا نخرج إلا بتصريح للذهاب لقضاء مصالحنا المحدودة..سوبر ماركت صيدلية فرن..تنزه مع حيوان اليف.

تغييرات كثيرة حدثت في أيام معدودة في علاقاتنا الاجتماعية..وأصبح الخوف هو سيد الموقف..وبعدما كان القبلات عل الخدين والمصافحة بالأيدي هم أدوات الترحيب، ..تغير كل شئ ، واصبح التباعد والسلام من بعيد هو الشائع،وبدأت عملية تجنب الاحتكاك المباشر بين الأشخاص، واتخاذ تدابير وقائية من خلال ارتداء الكمامات،والقفازات، سمة سيطرت على العديد المظاهر الاجتماعية حول العالم خاصة في البلدان التي ظهرت فيها حالات إصابة أو وفاة.

وصدرت القرارات الحكومية بضرورة التزام المنازل تجنبا لاتساع رقعة تفشي الفيروس. وحرمنا من ارتياد المطاعم والمقاهي التي أمر اصاحبها بضرورة إغلاق أبوابها، تخوفًا من زيادة معدل انتشار الفيروس
وحرمنا كذلك من التجول في الميادين والحدائق..وحرم المتدينين من زيارة الكنائس والمساجد التي أغلقت لمدة محددة منعا للتجمعات التى ينتقل فيها فيروس كورونا سريعا بين الناس، وحرم الأولاد من الذهاب لمدارسهم..وتم تقنين ذهاب الموظفين لأعمالهم .. وأغلقت المحال التجارية وأصبحت الشوارع خالية...وتهافت الناس على شراء المنتجات الغذائية.. وبعدها ارتكنوا الى بيوتهم مرغمين.

لا أريد ان اقلل من خطر الفيروس القاتل لكن الهلع والذعر والقلق والخوف تسببت فيها وسائل الإعلام أكثر من الفيروس.. أشاهد القنوات العربية واليونانية، التي حولت برامجها الى مهرجان نحيب ونواح، والى سيل منهمر من الأخبار والمتابعات لهذا المرض، ونشر تفاصيله وما يتعلق به في كل دقيقة وثانية، حتى لم يعد للعالم حديث سوى كورونا ،وكأن نهاية العالم غدا، زد على ذلك طغيان أصحاب الشائعات والمنظرين وأصحاب الفيديوهات الذين يخرجون في كل مصيبة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعبثت في الأذهان بمعلومات وأخبار ملفقة. أحدثت إرباكاً وفوضى إعلامية ومعلوماتية في كافة أقطار الأرض. يرعبون الناس بمعلوماتهم المغلوطة،والمشوشة والمهولة من الحدث دون أعتبار لدرجة وعي عامة الناس وما يتسب لهم من مشاكل نفسية وضغط عصبي، ظهر ذلك من خلال، الاعداد لكبيرة من مكالمات المواطنين اليونانيين لرقم مخصص للمساعدة النفسية ، الذي تلقى عدد 310 مكالمات للفترة 11 -20 مارس ، 200 منها تتعلق بالدعم النفسي للمرضى و 110 تتعلق بالمعلومات الطبية حول الفيروس.

نحن المواطنين البسطاء ، من أجل أن تكتمل الصورة حول المرض اللعين في اذهاننا، يحاول كل منا الاطلاع على عدة مصادر إعلامية لتبيان الحقيقة،لكن ينتهي بنا الامر الى الغموض اكثر وأكثر بسبب تدفق سيل من المعلومات لا نستطيع كيف نميز بين الغث والسمين.

لا أحد يشك مطلقاً ما لوسائل الإعلام اليوم من تأثير بالغ على التوجهات والأفكار، وما ينتج عن ذلك من سلوكيات وأفعال متنوعة. الإعلام عنده القدرة على تضخيم أي أمر تافه حقير، أو التقليل من شأن أي أمر عظيم. والأحداث من حولنا أكثر من أن نحصيها هاهنا في مساحة محدودة.

دون الدخول في التفاصيل ، فإن ما يحدث بالعالم اليوم ، يوضح لنا ما لوسائل الإعلام من تأثير بالغ وعميق. وخاصة في أزمة مثل ازمة تفشي فيروس كورونا في العالم وبسرعة قياسية منذ بداية العام الجديد، و أن الهلع الذي أصاب العالم كله، والذعر الذي يعيشه ملايين البشر، إنما ليس بسبب الفيروس وسرعة انتشاره، ولكن بسبب تضخيم وسائل الإعلام للأمر – و أدى إلى تعطل أو تكاد تتعطل الحياة في أجزاء كبيرة من العالم. فلا رياضة ولا ثقافة ولا فكر ولا فن ولا حياة اجتماعية صار يطيقها البشر، بل بدلاً من ذلك تبدلت الأولويات عند الشعوب والدول، فصار المطلب الرئيسي هو كيفية وقف انتشار هذا الفيروس.


بدأت وسائل الإعلام بكافة أشكالها بالحديث عن المرض وكيفية انتشاره وكيفية تجنبه وغير ذلك من معلومات وأخبار، حتى صار حديث الشارع، الأمر الذي صنع ذعراً وقلقاً وخوفاً في النفوس، وزاد الطين بلة، –أن تفلت من يدها من أجل قيادة وتوجيه العالم، شعوباً وأنظمة، كي تحقيق مرادها، سواء كان المراد من هذا التشكيل الذهني للناس هو التربح والتكسب المادي، أم السيطرة على طرائق التفكير وأساليب الاستهلاك عندهم ودولهم كذلك، مما رسخ لدى العامة فرضية المؤامرة، خاصة بعد تبادل الاتهامات بين الصين وامريكا حول المسؤولية عن نشر الفيروس القاتل، ويبقى المواطن هو الضحية الاولى والاخير في كل مصيبة تحل على العالم.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي كورونا ...
- حارس المدينة المتعبة وميلاد صوت شعري جديد
- رواية تمر وقمعول ... ابداع السرد
- نحن والافيال...
- حصاد معرض القاهرة للكتاب
- أحتفالات رأس السنة.. من بابل الى اليونان
- بصمات عربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/2)
- الاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2 ...
- لاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/ ...
- في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة
- طرابلس السبعينيات التي عرفتها
- الاستنجاد والتوسل بأولياء الله الصالحين
- من تاريخ المسرح الليبي
- حي أكسارخيا وأطول ليلة عاشتها أثينا 
- الفول المدمس...الأكلة الشعبية الأولى في مصر
- جولة في مكتبات وسط البلد.. القاهرة
- مقاهي القاهرة كما رأيتها
- تاريخ المشروبات والمرطبات في بنغازي..
- طول السلك يودر اليبرة...
- الحسد...في الموروث الليبي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبد السلام الزغيبي - الحياة في زمن كورونا...