أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاغتراب الوطني والشخصي في ديوان -الغجري- علي فوده














المزيد.....

الاغتراب الوطني والشخصي في ديوان -الغجري- علي فوده


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 14:06
المحور: الادب والفن
    


الاغتراب الوطني والشخصي في ديوان
"الغجري"
علي فوده
هناك شعراء تركوا أرثا ثقافيا لا يمكن أن يمحى، "علي فوده" من هؤلاء الشعراء، يكفيه أننا إلى الآن نتحدث عن شعراء الرصيف، فهو إذن من المنتمي للفقراء والمظلومين، وهذا نجده في شعره، لكن لم يقتصر الامر على الانحياز فحسب، فنجده يعاني من الاغتراب، وهذا ما أضاف جمالية إلى قصائده، والشاعر يعاني اغتراب مزدوج، اغترابه كشاعر، واغترابه كفلسطيني، يقول في قصيدة "الملعون":
"...أطعمتكم قلبي وروحي الدامية
لكنني..
رجمت بينكم كزانية
فحينما أتيت في الصباح
طردتني الأشباح
وحينما رجعت في المساء
فوجئت بالخواء والكراهية" ص11،عندما تأتي التاء المربوطة كقافية، فأنها تلفظ بطريقة قريبة من (آه)، وهذا يحمل معنى الألم الكامن في الشاعر، فهو يوصل الفكرة، ليس من خلال المنعى فحسب، بل من خلال القافية أيضا.
قلنا ان الشاعر ينحاز للفقراء وللمظلومين، لهذا نجده يستخدم لغة سهلة سلسة، يستطيع الجمهور أن يفهمها بسير، لكن في الوقت ذاته يقدم صور شعرية، يكمن لأي كان أن يلتقطها، "رجمت بينكم كزانية" فرغم بساطة والصورة، إلا أنها عميقة، فالشاعر عندما استخدم "كزانية" أوصل أكثر من فكرة، اضطهاد المجتمع والأسرة، وايضا حالة الضعف التي تعانيها (الزانية) فهي أنثى في مجتمع ذكوري، وأيضا ينظر إليها كمجرمة، تجاوزت أكبر محرم، شرفها وشرف العائلة شرف المجتمع وأقدمت على جرم ديني وأخلاقي، من هنا يمكننا القول أن الشاعر يستخدم صورة تبدو (عادية)، لكنها مثقلة بالأحمال، وما على القارئ أن يتوقف عندها.
وقبل أن نغادر المقطع، ننوه إلى ان الاغتراب جاء بصورة الفلسطيني، لكن هاك اغتراب الشاعر كشاعر:
"يا قطارات الوداع
يا قطارات اللقاء
ما الذي يجعلني كل مساء
انتحي ركنا وأبكي غرمائي ـ أصدقائي القدماء
آه يا ..
ليتنا نرجع يوما أصدقاء
إنما كيف ... وصيفي كبرياء
وشتائي كبرياء؟" ص13و14، ثلاثة ألفاظ تشير غلى حنين الشاعر "الوادع، اللقاء، نرجع" كما أن تكرار "يا قطارات" تحمل الحسرة واللهفة لتلك الذكريات، كما أن استخدام ألفاظ: " اللقاء، مساء، القدماء، أصدقاء، كبرياء (مكررة) والمنتهية بالهزة، والتي تلفظ (آه) تشير إلى ألم الشاعر وحسرته على الماضي الجميل، وإذا أضفنا يا المنادى "يا قطارات (مكررة)، وآه يا.." يمكنن القول أن الشاعر أوصل لنا فكرة حنينه ليس من خلال المعنى فحسب، بل مكن خلال الألفاظ، وطريقة التقديم أيضا.
ومن معاناة الشاعر الشخصية:
"عادني البرد ولا طيف امرأة
لا ولا حتى رماد المدفأة!" ص15، يتناول الشاعر أسباب البرد النفسية "امرأة" والمادية "المدفأة" واللافت أن كلا اللفظين "مرأة، المدفأة" ينتهيا بالهمزة والتاء المربوطة، واللذان يلفظا من جوف الحلق، فيصل المعنى، فكر ألم الشاعر للمتلقي من خلال طريقة الفظ، وبهذا يكون الشاعر قد أوصل فكرة اغترابه بأكثر من طريقة.
اللجوء إلى الرصيف/الشارع، حالة يعانيها كل المشردين في العالم، وهي ذروة القهر والظلم الواقع على الناس/الأفراد، الشاعر يعنون قصيدة "النوم في الشوارع"، يقول فيها:
"ما الذي يمنع؟
للشارع أحزان كأحزانك
أغصان كأغصانك
أزهار كأزهارك
للشارع وجه رائع ـ
لكنهم داسوه ظهرا مثلما داسوك
فارقد هانئا فوق الرصيف
كنت دوما شاعرا للفقراء
صرت في الشارع
ـ لا فرق
فبين الصوت والموت هنا حرف وحيد واحد
خل إذن عنك البكاء
وأقم كل مساء محفلا للغرباء
نم هنا .. في شارع الحمراء
أو في شارع الصفراء
أو في شارع الزرقاء ... نم
أنت إسفلت
وهذا الشارع الوادع من لحم ودم!" ص19و20، هناك علاقة بين العنوان والقصيدة، فقد تكرر لفظ "شارع/الشارع/للشارع" سبع مرات، وهناك الفاظ لها علاقة بالشوارع: "داسوه/داسوك، الرصيف، إسفلت" وهذا ما يجعل القصيدة متكاملة، وبما أن العنوان يشير إلى جماد، والشاعر يريد تقديم مادة إنسانية/بشرية، لهذا نجده يؤنسن الجماد/الشارع، لهذه استخدم: "وجه رائع، داسوه، لحم ودم" وكأنه بهذه الأنسنة يوحد نفسه/الناس مع الشارع.
ونجد اغتراب الشاعر من خلال "أحزانك، داسوك، فارقد، وحيد، واحد، للغرباء" فهذه الالفاظ بوجودها المجرد تشير إلى أن هناك اغتراب عيانيه الشاعر، ويؤكد على هذا الامر بقوله:
"... ساقاي كعكازين مكسورين
قلبي من رماد
رايتي سوداء
نهري يرتدي ثوب الحداد" ص21، فهناك سواد في الفكرة وفي الألفاظ: " كعكازين، مكسورين، رماد، سوداء، الحداد" وإذا ما توقفنا عند الألوان "رماد، سوداء، ثوب الحداد" سنجدها تؤكد على أن هناك حالة قاسية/اغتراب يعانيها الشاعر.
الديوان من منشورات عويدات، بيروت باريس،



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يونس عطاري مرارتُ الكائنِ الرّاهن
- الماضي والحاضر في قصيدة - وتسألني- سامح أبو هنود
- الثنائية في قصيدة -في المدينة- للشاعر فراس حج محمد
- رواية عش الدّبابير والرّهان على النّاشئة لجميل السلحوت
- اتحادات فلسطين
- المكان الفلسطيني في رواية -رحلة البحث عن العريان- خليل عانين ...
- رسائل إلى قمر حسام زهدي شاهين
- البياض عند -وجية مسعود-
- قصة القبعات الملونة نزهة الرملاوي
- المجتمع والمرأة في رواية-المطلقة-
- المخفي في ديوان -فائض بالموت- * للشاعر سميح محسن
- الطبيعة في كتاب -في ضوء ضفائرها تستحم الينابيع- مازن دويكات
- مستويات حضور اللذة في قصيدة -يا لذة التفاحة-
- البساطة والعمق في قصيدة -بلادي- كميل أبو حنيش
- ديوان دم غريب مسلم الطعان
- القيادة الفلسطينية بين النعامة والساموراي
- تقنية السرد في رواية -مكاتيب النارنج- محمود عيسى موسى
- كميل أبو حنيش -بسوق عكاظ بعد اليوم-
- هاني عبدالله حواشين والقصة القصيرة جدا
- عبود الجابري


المزيد.....




- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...
- أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية ...
- بعد إطلاق صندوق -Big Time-.. مروان حامد يقيم الشراكة الفنية ...
- انطلاق مهرجان أفلام السعودية في مدينة الظهران
- “شاهد الحقيقة كامله hd”موعد عرض مسلسل المتوحش الحلقة 32 مترج ...
- -سترة العترة-.. مصادر إعلامية تكشف أسباب إنهاء دور الفنانة ا ...
- قصيدة (مصاصين الدم)الاهداء الى الشعب الفلسطينى .الشاعر مدحت ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاغتراب الوطني والشخصي في ديوان -الغجري- علي فوده