أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - يسافر وهو مطمئن














المزيد.....

يسافر وهو مطمئن


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 01:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التكتيك الذي تتبعه اغلب الدول المارقة لغرض تبيض صورة الحكم الشمولي من خلال اقامة نظام قائم على الموالات والمعارضة وهذا الأسلوب اتبعه نظام حسني مبارك طيلة ثلاثين عام الذي اعتبر منظومة الحكم عبارة عن دائرة نصفها المولات المتمثل بالحزب الوطني والنصف الاخر المعارضة التي تتمثل بالأحزاب الاخرى وهذا النصف الاخير يقع تحت إشراف الدولة ويمول من قبل الدولة ومن يخرج عن هذة الدائرة يلاقي الويل والثبور .. ونفس هذة الخدعة اتبعها نظام طهران الذي يشمل المحافظين والمتشددين بينما في كثير من الاحيان نجد المحافظين اكثر تشدداً من خصومهم المتشددين مما يعني كل طرف يكمل الاخر في عملية تجميل للنظام على اساس انها نظم تمارس الديمقراطية وتعمل بالتعددية .. وما يهمنا اليوم في العراق هو الأسلوب الجديد الذي ظهر بمجئ السيد الكاظمي بانه رئيس الوزراء الوحيد من غير المنتمين للاحزاب السياسية في العراق بالرغم من تنصيبه كان من جوف تلك الاحزاب وبطريقة مخاض مخالفة لما كان يحصل في السابق على اساس انه فرض عليها كما يسوق .. هذة الصيغة الجديدة كانت لغرض الفرز بين طرفين احدهم يمثل المتشددين والاخر يمثل الاصلاحيين وفق النموذج السياسي في ايران بينما في الحقيقة تكرار تجربة الحرس الثوري لان حكومة الكاظمي جزء من العملية السياسية الشاملة التي روضت جميع المشاركين فيها تحت رحمة الاحزاب المهينة على الدولة التي تعمل برعاية وإشراف إيراني بحت خصوصاً الديكور السني الذين باعوا شرفهم وابناء جلدتهم من اجل المناصب والمنافع الشخصية لذلك ممن يأمل ويتصور ان الكاظمي في حالة صراع عقائدي وفكري وسياسي وامني مع هذة الاطراف فهو واهم لان ما يحدث مسرحيات لخداع الناس ظاهرها فرز من هو متشدد ومن هو الاصلاحي وباطنها لكل طرف دور للتغطية على الاخر لتمرير اجندة واحدة تصب في خانة مشروع ولي الفقيه مما يعني ان خلاف الكاظمي مع الميليشيات المنفلتة هي بالأساس للتغطية على ميليشيات الحشد الشعبي المعروفة بالاسماء التي تم تشكيلها وفق قانون وتحت إمرة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة والمراد لها ان تكون نفس نموذج الحرس الثوري الايراني الذي يسفك ويقتل ويضطهد المعارضين لذلك ليس اعتباطاً تمركز تلك الميليشيات في مناطق معينة من العراق لأغراض التغيير الديمغرافي وان عدم تسمتهم بالاسماء الحقيقية بالرغم من كونهم ميليشيات معروفة لدى الاجهزة الحكومية وذلك ليس من باب الخوف وانما من باب التغطية على الجرائم التي يقومون بها وايضاً إيهام الناس ان الاجهزة الحكومية الامنية ضد من يقوم بتلك الافعال الاجرامية وهي من سكات تغطي عليهم في لجان تسويفية وتصريحات نارية لان اغلب مكونات تلك الاجهزة هي من نفس الاحزاب التي مررت الحكومة وانشأت تلك الميليشيات وان الغالبية من ضباطها من الدمج المخترقين إيرانياً ومن التوابين والمسفّرين الإيرانيين الذين تم منحهم الرتب العالية، لذلك ان ما يحصل هي عملية تبيض وجه طرف حكومي مناهض لطرف مبهم لكي يلاقي الطرف الحكومي الدعم والتأييد من الشعب لمواجهة هؤلاء المنحرفين بينما الجميع يعلم هؤلاء جزء من الدولة وتسليحهم من الدولة ورواتبهم من الدولة وتحركاتهم والعجلات التي يتنقلون بها من الدولة وانهم تحت غطاء الدولة الا ان ما يحصل من شد وجذب ليس الا مسرحيات وضحك على المغفلين بأن هناك طرف اصلاحي وآخر متشدد بينما الاثنين ولد من رحم واحد وكل طرف يغطي على الاخر والخطورة تكمن في ان الكاظمي ينفذ مشروع تفريش الدولة بأسلوب ناعم ومخادع من خلال تسويف جرائم الميليشيات الموالية لأيران التي تقوم بتطهير عرقي وطائفي منظم والتي تعمل تحت امرته لهذا يسافر وهو مطمئن بالرغم من الظرف العصيب الذي يمر بالبلد لان الغرض من سفرياته تخدير الدول التي تطالبه بتفكيك تلك الميلشيات كما يفعل في الداخل .



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تخلت امريكا عن الكاظمي
- ياولد جيب شاي لعمامك المتآمرين
- الكاظمي ومرحلة التوازنات
- عرض مسار الاتفاقات العربية الاسرائيلية التي ادت الى التطبيع
- دول الخليج بين جنة الصهاينة ونار الفرس
- هل يسمح لأيران أمتلاك السلاح النووي
- من التعويضات الى الربط السككي جرح نازف ونهب منظم
- لا نلوم أحد .. التطبيع ثمرة الصراعات العربية
- لم يتزوج الامام الحسين ابنة كسرى ولا يزايد علينا الفرس في جد ...
- العنتريات لن تعيد الإمبراطوريات
- كيف نؤدي الأمانة قبل الرحيل
- مشروع الكاب وتأثيرات سد إليسو على العراق
- زيارة ظريف والمهمة الصعبة للكاظمي في الرياض
- القط لا يخربش ابناءه
- دور رجال الدين في نشأة الدولة العميقة
- هل سيكون الحوار ناجح بامتياز
- حروب بالوكالة والغنيمة للكبار
- هناك ما هو اخطر من تراجع اسعار النفط
- لو أراد ترامب كسب الانتخابات فليبدأ الان
- هل انتهى دور المعول الايراني وحان وقت الحساب


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - يسافر وهو مطمئن