أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - هل سيكون الحوار ناجح بامتياز














المزيد.....

هل سيكون الحوار ناجح بامتياز


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثير من يتصور ان الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق حوار الحمل مع الذئب نظراً للمؤشرات التي تؤكد على عدم التكافئ بين دولة عظمى سبق لها وان احتلت الدولة التي تريد الحوار معها، مما يعني هناك تفاوت بين المفاوض الامريكي الذي يتمتع في مركز قوة والمفاوض العراقي الذي يتعرض الى عدة ضغوط خصوصاً من قبل الجانب الايراني لان هناك رغبات لأطراف عراقية متنفذة تمثل العمق الايراني الحاضر الغائب على طاولة الحوار وتريد ان تفرض اجندتها على سير المفاوضات مما يجعل موقف المفاوض العراقي بين مطرقة الامريكان وسندان الكتل التابعة لأيران خصوصاً عندما يتعلق الامر في اصعب بندين على جدول الاعمال.
الاول الوجود العسكري الامريكي في العراق .. والثاني تأثير البعد الاقتصادي على الحوار ..
اما فيما يتعلق بالوجود العسكري الامريكي فأن هذا الموضوع سيجعل المفاوض العراقي في حيرة ما بين القبول والرفض ..
ففي حال القبول سوف يجابه معارضة شديدة من قبل الكتل الموالية لأيران خصوصاً داخل قبة البرلمان كما حصل في السابق وربما عدم المصادقة على الاتفاق مما يعني فشل الحوار الذي يؤدي الى تبعيات لا يحمد عقباها .. مع ذلك هناك خيارات لتجاوز هذة المشكلة منها قبول بقاء تلك القوات مع بعض التخريجات لرد ماء وجه الطرف العراقي ومنها تعهد امريكا بعدم استخدام تلك القوات ضد دول مجاورة او ضد أطراف عراقية مشاكسة وانما يقتصر وجودها على محاربة داعش ضمن قوات التحالف وإعانة القوات العراقية من الناحية اللوجستية والتدريب .
او تحديد سقف زمني لخروج تلك القوات وهذا يتماشا مع عدم رغبة الرئيس ترامب في بقاء أي قوات امريكية خارج الولايات المتحدة ..
او نقل تلك القواعد الى اقليم كردستان بالرغم من خطورة حصول مشاكل بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم التي ربما يتم اتهامها بتجاوز الدستور اضافة الى جدال قانوني قد يفضي الى توترات قد تفتح الدفاتر القديمة والجديدة .
اما في حالة الرفض وفشل الخيارات المبينة آنفاً بمعنى اصرار العراق على خروج القوات الامريكية حسب الاملاءات ايرانية بعد زيارة الجنرال قأأني للعراق فأن امريكا ممكن التلويح بعصا العقوبات الاقتصادية وفقاً لأستراتيجيتها الجديدة لانها بمجرد شمول العراق بتلك العقوبات سوف يؤدي ذلك الى انهيار العملية السياسية وامريكا لا ترغب بذلك لان انهيارها سوف يؤدي الى ارتماء العراق بالكامل في الحضن الايراني لهذا امريكا سوف تعمل ما بوسعها على نجاح الحوار من خلال ابداء بعض المرونة في الجوانب التي ترضي ايران قبل العراق خصوصا عند بحث البند الثاني من الحوار المتعلق بالأمور الاقتصادية من خلال قبول طلبات عراقية الشكل، ايرانية المضمون، منها استثناءات من شروط الحضر على استيراد بعض المواد من ايران خصوصاً الكهرباء وان ما أعلن عن توقيع عقد بين العراق وايران لاستيراد الكهرباء لمدة عامين من ايران بقيمة 400 مليون دولار بشكل مخالف لقرار امريكا بتقليص مدة السماح مما يعني ذلك عربون محبة لأنجاح الحوار .. وايضاً من اجل مساعدة الكاظمي في الخروج من الازمة الاقتصادية ومع ذلك يبدو ان تعهد امريكا بدعم كافة أنشطة الإعمار والاستثمار بالاضافة الى الدعم المالي في مجالات التعليم والصحة والأمن والانتقال الى علاقات طبيعية شاملة مرهون بوجودها العسكري في العراق كما لمح الى ذلك الجنرال مارك كيميت المساعد الأسبق لوزير الخارجية الامريكي للشؤون العسكرية، وايضاً ان هذا الكرم الامريكي ليس من فراغ وانما مقابل تمرير ما تريده امريكا سواء المعلن من خلال سياقات الحوار او على المدى الغير منظور مثل تراخيص النفط او الاتفاقات مع الصين او العلاقة مع ايران وشروط اخرى غير معلنة وذلك ليس فقط لأنجاح مهمة الكاظمي وانما ليكون بطل المرحلة ولكن بعد تخيره اما مع او ضد لان المطلوب من للسيد الكاظمي في المرحلة القادمة هي تغليب المصالح الامريكية على المصالح الايرانية دون حساب لمصالح الشعب العراقي المغيبة دائماً .. لذلك امريكا تريد نجاح الحوار لكي تفضي علية صفة حوار التوازنات وليس حوار التنازلات وفقاً للصفة التي سبقت وصول السيد الكاظمي الى سدة الحكم عندما قيل عنه بأنه رجل التوازنات وهي عبارة يبدو لم تطلق جزافاً.. مما يعني ان امريكا سوف تدعم الكاظمي ليس فقط للنهوض الاقتصادي وانما لمساعدته في الخروج من الهيمنة الايرانية والميليشيات التابعة لها لكي لا يكون كسابقيه من الذين أبدت لهم امريكا الدعم اللامحدود وفي النهاية ارتموا في الحضن الايراني واليوم تريد من خلال هذا الحوار تكبيل السيد الكاظمي باتفاقات لا يستطيع الحياد عنها .



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب بالوكالة والغنيمة للكبار
- هناك ما هو اخطر من تراجع اسعار النفط
- لو أراد ترامب كسب الانتخابات فليبدأ الان
- هل انتهى دور المعول الايراني وحان وقت الحساب
- الموقف الامريكي مابين العملية السياسية واهداف المتظاهرين
- نخشى على العراق من الحل السلمي
- ما الذي يمنع ايران من خلع ثوب العداء للعرب
- لماذا تريد ايران انهاء الثورة في العراق
- مجرد وجهة نظر قبل فوات الأوان
- جراحاتنا كبرت وما يحصل في سوريا بداية للتقسيم
- نشوء الاسلام السياسي ولعبة الامم
- التاريخ لن يكرر نفسه .. ولا كسرى بعد كسرى
- هل هو خطأ فني في التشريع ام تمايز بين المتقاعدين
- ما دار في الكواليس عن اسرار ثورة تموز
- فات الأوان اليوم يوم حساب وليس عتاب
- العنجهية والتحدي ثمرة الجهل والتحزب الطائفي
- الثغرات في الموقف الامريكي اتجاه التصعيد مع ايران
- وفروا الدموع على كاتدرائية نوتردام فان منارة الحدباء ومعالم ...
- التقارب السعودي المفاجئ الى حكومة العراق الي اين
- لماذا ثروات العراق ليس لأهله


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - هل سيكون الحوار ناجح بامتياز