أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - لا نلوم أحد .. التطبيع ثمرة الصراعات العربية














المزيد.....

لا نلوم أحد .. التطبيع ثمرة الصراعات العربية


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 03:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الاحزاب الثورية والقوى القومية في منتصف القرن الماضي تتقدم النظال العربي ضد الاستعمار وكل حزب اعتبر نفسه في تلك المرحلة بأنه الطليعة التي سوف تنتشل الامة من الجهل والتخلف وهو الاولى في قيادة النظال العربي ضد الاستعمار ورفض مشاركة الاخرين الا تحت لوائه .. ومن هنا بدأت الخلافات والصراعات بين تلك القوى التي اول ما ظهرت بشكل بارز في سوريا وقد أفضت الى سلسلة من الانقلابات العسكرية وأشهرها الانقلاب العسكري الذي ادى الى انفصال الوحدة بين مصر وسوريا في 29 سبتمبر عام 1961 .. ثم انقلاب 8 مارس عام 1963 الذي يعتبر بداية لحكم البعث بعد الإطاحة بحكومة ناظم القدسي .. ثم انقلاب 23 فبراير عام 1966 الذي تم عزل القيادة القومية الحاكمة لحزب البعث الاشتراكي من السلطة بواسطة اتحاد من اللجنة العسكرية للحزب والقيادة القطرية تحت قيادة صلاح جديد .. ثم الحركة التصحيحية عام 1970 التي قام بها حافظ الاسد عضو القيادة القطرية لحزب البعث ورئيس الأركان مصطفى طلاس .. وايضاً لم يكن العراق بعيداً عن تلك الخلافات والانقسامات بين صفوف الحركات والاحزاب القومية بل الاكثر من ذلك حصلت انقسامات في إطار الحزب الواحد والحركة السياسية الواحدة مثل انقسام حزب البعث الى يمين ويسار وكذلك الحركة العربية الاشتراكية الناصرية الى حزب الوحدة والحزب الاشتراكي وايضاً شهدت تلك المرحلة انقلابات عسكرية ابرزها انقلاب البعث في 8 شباط عام 1963 الذي أنهى حكم عبد الكريم قاسم .. ثم حركة 18 تشرين عام 1964 التي قام بها عبد السلام عارف ضد حكم البعث .. ثم الانقلابات الفاشلة لعارف عبد الرزاق .. وآخرها انقلاب 17- 30 تموز عام 1968 .. هذة السلسلة من الانقلابات التي كانت ثمرة خلافات وصراعات الخط القومي الواحد .. بالاضافة الى ما سبقها من صراع بين القوى الثورية والقوى الرجعية التي تجسدت في القتال باليمن بين قوات الثورة التي قام بها المشير عبد الله السلال المدعوم من الرئيس جمال عبد الناصر وقوات الامام البدر المدعوم من السعودية .. وقد تضاعفت الخلافات واستمر منهج التخوين والاتهامات بالعمالة والخيانة بعد نكسة الخامس من حزيران عام 1967 التي ادت الى تشظي الفكر القومي وارتماء بعض القوى القومية في احضان اليسار وقد التحق البعض منهم بالمنظمات الفلسطينية التي مارست عمل الكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني حتى تشضت هي الاخرى بعدما تم احتوائها ضمن المشاريع السياسية التي انتهجتها بعض الدول العربية التي كانت تعرف بدول المواجهة حيث انشقت عن منظمة التحرير الفلسطينية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي تزعمها جورج حبش والجبهة الشعبية الديمقراطية بقيادة نايف حواتمه حتى انعكست تلك الصراعات والانشقاقات والانقلابات العسكرية سلباً على الفكر القومي الذي كان يمثل المسار الايدولوجي لانظمة الحكم التي تجمعهم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية بالرغم من ان العيوب لم تكن تكمن في الفكر نفسه بقدر ما تكمن في اخطاء اصحاب الفكر ودخولهم في صراعات جانبية غير محسوبة العواقب والتي وصلت الى حد الصدام العسكري كما حصل بين الفلسطينيين والأردنيين التي عرفت بمجزرة ايلول الاسود وهي ابشع صورة وصلت اليها الامة من تدني راح ضحيتها الرئيس جمال عبد الناصر، وما حصل من بعده صراع بين ما سمي بمراكز القوى والرئيس السادات الذي انتهج سياسة الانفتاح التي شجعت القوى الإمبريالية والصهيونية الانفراد بالدول العربية باتفاقيات صلح مع اسرائيل ابتداء من كامب ديفد ثم تبعتها اتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين وكذلك الاْردن وسوريا .. هذا التصدع والتدني والانقسامات التي اصابت القوى الوطنية والقومية ولّدت انكسارات نفسية اوصلت الشعوب العربية الى القنوط واليأس واللامبالات للقضايا المصيرية خصوصاً بعد خروج العراق من حلبة الصراع العربي الاسرائيلي نتيجة الاحتلال الامريكي البغيض مما جعل البعض من الحكام العرب الانظمام الى مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني من غير سابق إنذار والبعض الاخر سار وراء المشروع الايراني .. لذلك لا احد يلوم هذا الطرف او ذاك لما وصلت الية الامة من تصدع وانكسارات لان تفكك المشروع القومي هو ثمرة تلك الخلافات الجسيمة التي اوصلت الحال الى بروز مشروع الاسلام السياسي .. هذا المشروع المشبوه صنيعة الماسونية العالمية الذي يرمي الى تجهيل المجتمع للسيطرة على عقول السذج من الناس لفرض ارادة سياسية بغطاء ديني ومذهبي لسد الفراغ كبديل للمشروع القومي .. لذلك بات لزاماً على الطبقة المثقفة في الوطن العربي والقوى السياسية الوطنية والاحزاب القومية والتقدمية ان تقوم باجراء مراجعة شاملة لتجربة الماضي واعادة حساباتها وتجديد خطابها وتشذيب افكارها وتطوير مناهجها وتغيير سلوكها والإيمان بالعمل الجماعي وقبول الرأي الاخر وفق والمشتركات التي تجمعها وبالشكل الذي يتماشى مع متطلبات العصر الحديث وتقدم الحياة السياسية بدلاً من النقد واللوم والتجريح ليتسنى صياغة مشروع عربي قائم على اساس المواطنة متخطياً الولاءات العنصرية والطائفية لأعادة ثقة المواطن العربي بالمشروع القومي لمواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه الامة خصوصاً بعد التطور الهائل في عالم التكنولوجيا وتنوع وسائل الاتصالات والإعلام التي جعلت الوعي الفكري اكثر نضوجاً وأوسع انتشاراً من قبل .. وغير ذلك سوف تتحول الدول العربية الى كانتونات حسب الولاءات العنصرية والطائفية وفق المخططات الاجنبية المشبوهة .



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يتزوج الامام الحسين ابنة كسرى ولا يزايد علينا الفرس في جد ...
- العنتريات لن تعيد الإمبراطوريات
- كيف نؤدي الأمانة قبل الرحيل
- مشروع الكاب وتأثيرات سد إليسو على العراق
- زيارة ظريف والمهمة الصعبة للكاظمي في الرياض
- القط لا يخربش ابناءه
- دور رجال الدين في نشأة الدولة العميقة
- هل سيكون الحوار ناجح بامتياز
- حروب بالوكالة والغنيمة للكبار
- هناك ما هو اخطر من تراجع اسعار النفط
- لو أراد ترامب كسب الانتخابات فليبدأ الان
- هل انتهى دور المعول الايراني وحان وقت الحساب
- الموقف الامريكي مابين العملية السياسية واهداف المتظاهرين
- نخشى على العراق من الحل السلمي
- ما الذي يمنع ايران من خلع ثوب العداء للعرب
- لماذا تريد ايران انهاء الثورة في العراق
- مجرد وجهة نظر قبل فوات الأوان
- جراحاتنا كبرت وما يحصل في سوريا بداية للتقسيم
- نشوء الاسلام السياسي ولعبة الامم
- التاريخ لن يكرر نفسه .. ولا كسرى بعد كسرى


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - لا نلوم أحد .. التطبيع ثمرة الصراعات العربية