أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد جواد فارس - العقيد غضبان السعد الانسان . الشيوعي المقدام















المزيد.....

العقيد غضبان السعد الانسان . الشيوعي المقدام


محمد جواد فارس

الحوار المتمدن-العدد: 6704 - 2020 / 10 / 15 - 22:00
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    




الناس الذين يستحقون لقب إنسان هم أولئك الذين ينذرون أنفسهم من أجل تحطيم القيود التي تغل عقل الانسان .

مكسيم غوركي



عراقنا في التاريخ مر ب انتصارات وانكسارات ، ولكنه لن يهزم وبقي رافعا راية الحضارات أكد وسومر واشور وبابل ، والعراق تمتع منذ ذاك التاريخ بموقعه الجغرافي كونه بلد الرافدين نهري دجلة والفرات وبنيت على ارضه الحضارات التاريخية منها اول من أسس المكتبة في العالم هو اشور بنيبال و حمورابي وشريعته في مجموعة قوانين بابلية يبلغ عددها 282 مادة قانونية له الفضل في صياغة القوانين لاحقة في العالم ، وكذلك فن العمارة في الجنائن المعلقة في بابل وكذلك الزقورة السومرية ، هكذا كان شعبنا كما يطلق عليه شعب الحضارات .

وفي التاريخ الحديث منذ الاحتلال العثماني وبعده الاحتلال الإنكليزي وشعبنا يعاني من الاحتلالات التي كانت تفرض علينا من المحتل ، وبعد ثورة تموز المجيدة عام 1958 تنفس شعبنا الصعداء على امل بناء عراق يكون في المواطن امن يتمتع بثروته وحريته ، ولكن للأسف بدأ التآمر عليه من قبل دول عربية واجنبية ، و اصبح العراق نصب أعين هذه البلدان لسبب انه هو ثاني اكبر خزان نفطي في المنطقة ، وكما هو معروف أهمية النفط في الطاقة وأستخدمها في كافة مجلات ، وفي السنوات التي سبقت احتلال العراق تحت حجج واهية اعترفوا انها كاذبة ومضللة من قبل عملائهم في العراق ، ففي عام 1978 وبعد استلام صدام حسين للسلطة راح يعمل من اجل ضرب الحليف في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ، لأنه وجد بالحزب منافس حقيقي لحزبه في الشارع العراقي وكان واضحا من خلال توزيع جريدة الحزب المركزية ( طريق الشعب ) وكسب المزيد من الرفاق والمؤزرين بدأ في

حملات اعتقالات شملت الكوادر الحزبية وتقديم شباب ممن كانوا يؤدون الخدمة العسكرية بحجة ممارستهم لنشاط حزبي داخل الجيش وهي اكذوبة لانهم حسب ميثاق العمل للجبهة ان ينهوا علاقتهم الحزبية عندما يكونوا في الخدمة العسكرية و ساقهم الى الإعدام 31 شابا كانوا أشداء في تصديهم للقرارات الجائرة وحكمته الهزيلة ، وصدام لن يتوانى بكيل التهم زورا وبهتانا حتى مع رفاقه دربه في القيادة موجها لهم تهمة التآمر مع سوريا من أمثال عبد الخالق السامرائي و عدنان حسين ومحمد عايش ومحمد محجوب واخرين في محكمة حزبية صورية و بمسرحية هزلية بطلها محي عبد الحسين المشهداني والذي كان مدير لمكتب الرئيس أحمد حسن البكر و هذه حدثت في قاعة الخلد عام 1978 وهو نفس العام الذي اعدم الشيوعيين ، اعدموا مع مجموعة من الكوادر الحزبية والتي تحمل التوجه من اجل إزاحة تسلط صدام وعائلته على الحزب والسلطة ، والعودة الى موقف الحزب وجه رفاقه وكوادر الحزب من المكشوفين للأجهزة الأمنية والمخابراتية الاختفاء او مغادرة البلد ، وفعلا قدم الكثير منهم الى الجارة سوريا التي كانت تضم المعارضة وكل الناجين من نظام صدام حسين .

ومن بين الرفاق كان العقيد غضبان السعد(أبو سعد ) وهو من الشيوعيين العسكرين المعروفين ، وغضبان السعد من عشيرة السعد وهي فخذ من قبيلة بني تميم جدهم الحجاج بن بدر التميمي ، وتسكن عشيرة السعد في قرية النهيرات إلى شمال مدينة القرنة بمحاذات شط العرب سكنها الشيوعي غضبان السعد وهي مدينة جميلة خضارها وكرم أهلها ، في دمشق وبعد حصار بيروت عام 1982 و صولي الى دمشق وعملي في جمعية الهلال الأحمر تعرفت على شخصية ابي سعد غضبان حردان السعد وجدته انسانا رائعا وشفافا يتمتع بشخصية تدل على انه رجل عسكري ، وأصبحت بيننا علاقات وزيارات عائلية له أولاد سعد وفهد وعلي ، حدثني عن انتسابه للحزب الشيوعي العراقي ، وكيف انه ورفاق له كانوا معجبين بشخصية داود الصائغ ولذلك التفوا حوله ، وعندما صدرت الحقيقة وهي لسان حال الحزب الشيوعي العراقي تضمن العدد الأول منها عن أسباب تأليف الحزب ولماذا حزب شيوعي الان ، وكانت لجنة تحريرها مؤلفة من كل من هاشم الاعرجي وغضبان السعد وملا شريف ، وعلى اثر صدور الحكم على داود الصايغ وجماعته انظم جماعته الى القاعدين وقررت لجنتهم المركزية المؤلفة من سليم الفخري الرئيس الركن و جلال عبد الرحمن المحامي و غضبان السعد قرروا الانضمام الى القاعدين والتسمية جاءت من اسم جريدتهم ( القاعدة ) هي جريدة الحزب بعد الشرارة ، وسليم الفخري كان ضابطا وعضو في اللجنة المركزية في رابطة الشيوعيين العراقيين ( العمل ) وكانت صلته مع رفاقه المحامي جلال عبد الرحمن و غضبان السعد . وهؤلاء من حملة الأفكار الثورية والتي سمتها قياد الحزب بالمتطرفة اليسارية ، وكان الحزب يذكرهم بمقولة لينين ( أذا ذهبت الى أقصى اليسار وجدت نفسك في اليمين ) و هذه النزعة اليسارية تكون عادة لدى العسكر . وكان من رفاقه العسكري سلمان الحصان لديه موقف مشرف من تظاهرة جرت في بغداد عام 1956 دعما للشقيقة مصر ضد العدوان الثلاثي عندما استلم امرا بتفريقها نزل وعساكره مع المتظاهرين دعما لهم ومؤازرة هاتفين بنفس شعاراتهم ، وكان يتصل بغضبان السعد محمد عبد اللطيف مدرس في كلية الهندسة وهو من أهالي مدينة الحلة ومن كواد الحزب الشيوعي العراقي المتقدمة

. وله تاريخ نضالي في مدينة الحلة عمل من اجل توسيع الخلايا للحزبية وتحريك الشارع الحلي بمطاليب جماهيرية من متطلبات الناس وتحسين ظروفهم .

ونأتي بالحديث عن خالد الذكر غضبان السعد

وفي احدى لقائتنا سألته عن احداث قطار الموت بعد انقلاب شباط الدموي وعلى اثر انتفاضة البطل حسن سريع في الثالث



من تموز والتي سميت بحركة البطل الشيوعي الباسل حسن سريع ويقول غضبان السعد وهو السجين في رقم واحد حول تنسيقهم مع الحركة الانقلابية ، وكان من المقرران يلعب دورا محوريا" لقد ابلغ حسن سريع قيادة منظمة السجن بخطته الانقلابية "بما في ذلك دور الضباط فيها ، قال بعد فشل الحركة كان لدى حكومة عبد السلام عارف وحزب البعث قرار بنقلنا الى سجن نقرة السلمان الصحراوي في قطار للحمولة لنقل الأغنام والمواشي وهذا القطار ليست فيه أي تهوية و اخذونا بسيارات إلى محطة السكة الحديدية وأصعدونا في هذا القطار الذي سوف تنتهي حياتنا به ولم يعرف سائق القطار عبد عباس المفرجي الذي أتوا به وهولا يعرف يحمل بشر ،ولكنه عرف بعد ذلك ان حمولته (520 ) شيوعيا من العسكرين والمدنيين ومنهم قاسمين محسوبين على الزعيم عبد الكريم قاسم عجل الوصول الى مدينة السماوة ، وبعد ان وصلوا الى السماوة وهم على اسوء حال علما بانهم التزموا بتعليمات الطبيب الشيوعي رافد صبحي أديب وكان قد استشهد احدهم واستقبال اهل السماوة لهم كان استقبال الكرم والضيافة والالتزام بالعناية بهم ، حتى نقلوا الى سجن نقرة السلمان الصحراوي ، كان أبو سعد غضبان يشيد بواقف رفاقه من الشيوعيين العسكر من أمثال سليم الفخري وخزعل السعدي ، ومسؤول تنظيم العسكرين عطشان ضيول الآيزرجاوي وهو من عشيرة (ال ازيرج ) في الناصرية احد الشيوعيين الذين مارس بهجت العطية شتى أساليب التعذيب عليه لكنه بقى صامدا وكان المسؤول العسكري عن منظمة الحزب ولكن تخوف المخابرات السوفيتية منه في الاقدام على إزاحة قاسم وتغير وجهة النظام و طلبوا من الحزب ان يأتي الى موسكو لغرض الدراسة ، وفعلا سفر إلى موسكو هناك حدث له ما حدث وأخيرا استقر به الامر في جمهورية المانيا

الديمقراطية ووجد مقتول هناك . العقيد غضبان السعد لقدراته العسكرية والفنية التي حصل عليها واخرها عندما ابعده قاسم الى موسكو ليكون ملحقا عسكريا وفعلا انجز الكثير في اعداد السلاح السوفيتي واستبدال تسليح الجيش والذي كان تسليحه في السلاح الإنكليزي ، استفادة منظمة التحرير الفلسطينية من امكانياته حيث اصبح مستشارا لياسر عرفات وكذلك الدكتور جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكان هو الأقرب لأفكار غضبان السعد بسبب من ميوله لأفكار ماركس وانجلس ولينين وكان غضبان لدية الامكانية في شرح حرب العصابات من التجارب التاريخية في الحرب الفيتنامية والكورية ، و كتاب صدر بعنوان (كوريا في موكب الحرية ) الحرب الكورية 1950 -1953 وقد استنزفت هذه الحرب 5 ملاين من الكورين ، كانت كوريا الديمقراطية قد احتلت الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة والذي كانت تدعمه الولايات المتحدة الامريكية يتحدث غضبان السعد في كتابه كيف ان الشعب الكوري ممثلا ب ( الجيش الشعبي الكوري ) وبدعم من السوفيت في عام 1953 ففي يوم 25 يونيو اكمل الجيش الشعبي الكوري التغلب على القوات الكورية الجنوبية وهذا حصل بعقلية وفكر القائد كيم ال سونغ و وقف معهم الشيوعيين في اليابان والصين الذين تعلموا في الاتحاد السوفيتي .
عاش غضبان السعد في دمشق بكل بساطة وتواضع وكسب ود واحترام الكثير من الرفاق القيادين والكوادر وحتى خصومه السياسيين كانوا يبادلونه الاحترام والمحبة ، وعندا اشتدت عليه القرحة المعدية بنزف حاد نقل الى المستشفى وادخل الى مشفى الأسد الجامعي وتم تشخيص ورم خبيث في المعدة وأجريت له عملية بعدها بإيام توفاه الاجل المحتوم وبذلك كانت خسارة كبيرة لشعبه الذي احبه وناضل من اجله سنوات العسف والمرارة حتى شيع بموكب مهيب من قبل رفاقه وأصدقائه من العراقيين والفلسطينيين الى مثواه الأخير في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في اليرموك بدمشق وبالقرب من مقبرة صغيرة تضم جثمان زوجة الشاعر المناضل كاظم السماوي و ولده نصير ، سيبقى أبو سعد في ذاكرة الشيوعيين الوطنيين خالدا .



#محمد_جواد_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد المقدم خزعل السعدي قنديل شيوعي باسل
- في الذكرى السنويةلإانتفاضة أكتوبر العراقية المجيدة ، مستمرة ...
- مصطفى الكاظمي وحكومته امام الشعب وثوار أكتوبر على المحك
- فلسطين المقاومة لإسقاط نهج صفقة العصر
- عادل حبه أذا كان بيتك من زجاج لا ترمي الناس بحجر
- من تركيا العثمانية الى تركيا الاخوانية شرطي في المنطقة
- العراق بين الدولة ولا دولة
- قراءة في كتاب (تجربتي )
- الفاشية والنازية والعنصرية ، أوجه للإمبريالية
- لديَ حلم - مارتن لوثر كنغ
- فلسطين هي البوصلة للمناضلين العرب والفلسطينيين
- خطر القواعد الأمريكية في العراق !
- في الذكرى 75 للانتصار على النازية في الحرب الوطنية العظمى ال ...
- نبض السنين بين الماضي والحاضر - آرا خاجادور
- فلاديمير لينين :العبقري الذي قاد الى الانتصار العظيم في الذك ...
- المجد للذكرى الثانية والسبعين لأتحاد الطلبة العام في الجمهور ...
- الازمة الأخلاقية لنظام الامبريالية العالمية مع تواجد انتشار ...
- كورونا الفيروس الذي يجوب العالم وينشر الرعب بدون لقاح وعلاج
- ثورة أكتوبر العراقية المجيدة ماضية نحو النصر المؤكد
- سعدي الحلي الحنجرة النازفة


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد جواد فارس - العقيد غضبان السعد الانسان . الشيوعي المقدام