أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - اسعد عبدالله عبدعلي - رحيل الانسان الخلوق صباح رحيم السوداني














المزيد.....

رحيل الانسان الخلوق صباح رحيم السوداني


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 23:40
المحور: سيرة ذاتية
    


مازالت تلك الشجرة البهية تتساقط اوراقها, كانت اكثر جمالا باجتماع كل اوراقها, وها هي اليوم يبرز ضعفها بفقدان ورقة ناصعة, واحسبها الاشد نفعا لها, لكنها الاقدار التي لا تتغير بفقدان الاوراق المهمة, وبقاء الاوراق التي يعشعش فيها الدود.
في صيف عام 2017 انتقلت للعمل في كلية العلوم السياسية التابعة للجامعة المستنصرية, نعم كانت ايام صعبة جدا بسبب النفاق والمنافقين, وهناك وسط تلك الاجواء العجيبة, تعرفت على الانسان الخلوق ابو نور (صباح رحيم السوداني), الموظف النزيه والذي يعمل بجد في تنظيم سجلات الكلية, شاءت الاقدار ان اكون معه في نفس الشعبة لمدة شهرين, قبل ان انتقل للعمل في مكان اخر.
حدثني عن عشقه للمطالعة, وكيف انها امتزجت مع روحه مذ كان طفلا, حيث مجلات المزمار وكراسات الخط وكتب الكلمات المتقاطعة.
وبعدها مع تفتح الفكر كان الغوص في المجلات الاسبوعية والصحف اليومية, كزاد ثقافي معرفي يومي, وحدثني كيف كان لا يفوت يوم الاربعاء من دون الحصول على مجلة الف باء, مع ان الاعداد محدودة في المكتبة التي تقع قرب بيته, لكنه كان يصر على الحصول على العدد, فيبكر بالخروج كان لا يفوته العدد الاسبوعي, حتى تكون صداقة جميلة مع صاحب المكتبة الذي تنبه الى اهتمام "صباح" بالمجلات والكتب كباقي مثقفي تلك الفترة.
كان الليل عند "ابو نور" مناسبة يومية لقراءة الكتب, ولم يكن في نوع محدد بل هو يقرأ في الدين والعقيدة والسياسة, ويقرأ النتاج الروائي والادبي, حتى في السنوات الاخيرة وبسبب مرضه كان يصعب عليه النوم, فاتجه لمطالعة الكتب الالكترونية بشتى صنوف المعرفة, كنا في تلك الايام نتناقش طويلا حول ما نقرأ, وارسل له اهم ما وجدت من كتب, وكان يفرح كثيرا بهدية تمثل كتاب.
اعتبر "ابو نور" من اكثر الرجال صلابة وصاحب ارادة قوية, فمع عوق ساقه, لكنه كان مصمما على الاستمرار في الدراسة, حتى اخذ شهادة البكالوريوس من كلية الادارة والاقتصاد, كانت الحياة عنده عبارة عن كفاح لا ينتهي, فاستمر في ايام حكم نظام صدام يعاند ظروفه وظروف البلد العسيرة, لم يصبه اليأس, بل كافح وتحمل ما تحمل من ضغوطات نفسية حتى نجح اخيراً.
نعم كان مثل باقي الموظفين محدودي الدخل يعاني كثيرا, حيث يعيش في بيت للإيجار, ويحلم بان يحفظ كرامة عائلته في بيت ملك, ويحدثني طويلا عن ابنه نور الذي يخاف عليه كثيرا, ويتمنى ان يكبر بسرعة كي يكون سنده وعونه, بعد ان اشتد المرض عليه في السنوات الاخيرة.
ذات مرة كان يحدثني عن قصة اهتمامه بالحيوانات, من البلبل الذي اسماه (مروان) الى ذلك الديك العجيب الذي اهتم به ليصبح عظيم البنية يخيف كل من يراه, كانت طريقته بالسرد تشبه ما يكتبه الادباء, حتى ان من يستمع الى ابو نور فلن ينسى حلاوة حديثه.
اتصل بي (ابو نور) قبل شهرين وطلب مني ان اكتب كتابا حول الامام علي (ع), قال هنا قلمك يجب ان يبرز ويعطي كل قدرته, فوعدته ان احقق طلبه, ادعو الله عز وجل ان يوفقني لإنجاز هذا المشروع.
يوم الثلاثاء الماضي تفاجئت بخبر رحيل صديقي ابو نور, نتيجة تدهور حالته الصحية, رحم الله الانسان الرائع الذي كان يشع املاً اين ما حل, مع ما به من احزان, وادعو الله ذو الرحمة الواسعة ان يحفظ كرامة عائلة ابو نور.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بائعات الهوى والعملية السياسية
- العنكوشي يحدث ثورة في عالم الكرة العراقية
- الحب والمنتخب والاختلاف بالراي
- الاعلام البعثي ومحاربة السيد الخوئي
- حبشكلات رقم واحد
- الخوف من الهذيان
- اهمية ملاحقة اثرياء الباطل
- الوزير لطيف نصيف وفبركة فيلم الاسير
- الطريق الى شارع المتنبي
- حركة الامام الحسين والظرف السياسي والاجتماعي
- معاوية والارهاب
- لماذا تغلق ابواب الدراسات العليا في العراق ؟
- تناقضات عراقية صارخة
- مشروع كبير لنشر زنا المحارم
- الكلب الضرورة
- متى تعود لشوارعنا مصلحة نقل الركاب
- العراق يغرق وسنغافورة تربح الحياة
- متى تصلح الكهرباء العراقية يا ...؟
- ماذا لو طالبت النساء بتعدد الزوجات
- القنوات الفضائية المحلية ومنهج بث السم


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - اسعد عبدالله عبدعلي - رحيل الانسان الخلوق صباح رحيم السوداني