|
لماذا يتعذر فهم الواقع الموضوعي إلى اليوم ؟!
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 10:51
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
لماذا يتعذر فهم المواقع الموضوعي إلى اليوم ؟!
1 لنتأمل في هذه الحقيقة الموضوعية ، والتي تتكرر منذ الأزل : نحن ، أنت وأنا مع باقي الأحياء ، الآن في مساء يوم الاثنين 12 / 10 / 2020 . بعد أقل من عشرين ساعة ، سوف نصير جميعا ( عدا من يموتون ، ويصيرون في الماضي ) في اليوم التالي الثلاثاء 13 / 10 / 2020 ، وهذا ما يعرفه بوضوح طفل _ة في العاشرة . يوجد ثلاثة تفسيرات منطقية ، لما يحدث بشكل دائم ومستمر ، فقط : 1 _ التفسير الأول ، وهو مشترك بين العلم والدين والفلسفة ، الذي يعتبر أن اتجاه سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر . بعبارة ثانية ، حركة مرور الزمن هي من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل أخيرا . ومن المعروف أن اينشتاين أول من اعترض على هذا التفسير ، واعتبر حركة الزمن ممكنة في مختلف الاتجاهات ، وموقفه معروف ويمكنك الاطلاع عليه بسهولة . لكن هذا الموقف الذي يتوافق مع الشعور المباشر ، يتناقض مع جميع الملاحظات المتأنية والاختبارات ، ومن غير المفهوم والمستغرب كيف استمر البشر إلى اليوم في هذه القناعة . وربما يستمرون لزمن طويل ! 2 _ التفسير الثاني ، وتوجد بعض الدلائل التي تسانده ، يمكن اعتبار الحركة الموضوعية للواقع مزدوجة عكسية بين الزمن والحياة ، حيث أن اتجاه حركة الحياة يعاكس اتجاه حركة الزمن ، وهي من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر . بعبارة ثانية ، توجد حركة مزدوجة ، عكسية ، بين الحياة والزمن وهي تفسر ظاهرة استمرارية الحاضر . 3 _ التفسير الثالث ، وتؤيده الملاحظة المتأنية كما أنه يقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء ، حيث أن الحياة والمكان ثابتتين ضمن احداثية محددة ، والحركة الموضوعية مصدرها الزمن . وحركته من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي أخيرا . كلا التفسيرين 1 و 2 خطأ ، وقد ناقشت ذبم سابقا بشكل موسع ، وسأكتفي بتلخيص بخلاصة مكثفة لدحض كلا التفسيرين : خطا التفسير الأول ، بالملاحظة المباشرة يمكن إدراك ، وفهم ، اتجاه حركة الزمن حيث المستقبل ( الغد ) يتحول إلى الحاضر ( اليوم ) ، واليوم يصير الأمس ( والماضي ) . وقد فهم هذه الحركة كثير من الشعراء والفلاسفة ، كمثال : من سوريا رياض الصالح الحسين : الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وأنا بلهفة أنتظر الغد الجديد . ومن لبنان أنسي الحاج : له عنوان ديوان شهير " ماضي الأيام الآتية " وله أيضا : أيها الأعزاء عودوا لقد وصل الغد . 2 لأهمية الفكرة المحورية فيما سبق ، سوف أناقشها بطريقة ثانية بنية الواقع الموضوعي بدلالة ظاهرة " استمرارية الحاضر " : الواقع الموضوعي ثلاثي البعد ( مكان أو احداثية ، زمن أو وقت ، حياة أو وعي ) ، المكان يتحدد بواسطة الاحداثية بدقة ووضوح ، بينما الزمن أو الوقت ما نزال نجهل طبيعتهما وما نعرفه حديثا اتجاه حركته وسرعتها ( الزمن أو الوقت لهما نفس السرعة والحركة ) ، والبعد الثالث الحياة ، حصل تقدم كبير في معرفته بدون شك _ لكن وللأسف الشديد _ الموقف العقلي الحالي ( العلمي والفلسفي ) ما يزال يستهلك الأفكار التقليدية عن الواقع الموضوعي وضمنه الحياة وطبيعتها وحركتها . أتفهم الغيظ النرجسي الذي تثيره هذه الكتابة الجديدة والمختلفة ، والصادمة بالفعل . لكنني أعتب على أصحاب التفكير المنطقي ( لا أظن قارئا _ ة يمتلك المنطق العلمي يمر مرور الكرام على هذه الكتابة ، والنظرية الجديدة للزمن _ الرابعة خاصة ) . .... لنتأمل ولادة طفل _ة جديد – ة .... جسدهما يأتي من الماضي عبر الأبوين والأسلاف ، بينما عمرهما ( زمنهما ) يأتي من المستقبل ، ويلتقيان لحظة تكون الجنين أو البيضة الملقحة . هذه الظاهرة تصلح كبرهان على الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة . ( لنتأمل أي يوم ، هو موضوعي بالنسبة للأحياء جميعا ، ومحدد بدقة من خارج الوعي والحياة بالعموم ) . هذا اليوم مثلا : الثلاثاء 13 / 10 / 2020 صباحا . بعد أقل من عشرين ساعة ، سوف يصير اليوم الحالي ( الأربعاء بالطبع بالنسبة لجميع الأحياء ) ، وهذا اليوم سوف يصير الماضي ( أمس ، ثم أمس الأول ، ...وهكذا في حركة ثابتة تبتعد عن الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . .... بالعودة إلى الواقع الموضوعي ثلاثي البعد ( مكان ، زمن ، حياة ) . المكان أو الاحداثية ثابت بطبيعته ، وهو مصدر ظاهرة " استمرارية الحاضر " . والحركة بين الحياة والزمن . يوجد احتمالين فقط : 1 _ الحياة والزمن يتحركان بالتزامن ، لكن بشكل متعاكس . 2 _ احدهما ثابت والثاني يتحرك . الاحتمال الأول ، يمثل خدعة شعورية أو مغالطة . بعد فهم أنواع الحركة الثلاثة ( 1_ حركة المكان 2 _ حركة الزمن 3 _ حركة الحياة ) يمكن فهم الشعور المشترك ( والخاطئ ) بتقدم الحياة إلى الأمام ، بينما تمثل الحياة الجزء الثاني من جدلية الزمن والحياة الثابت وليس المتحرك . الاحتمال الثاني والحقيقي كما أعتقد ، حيث الزمن حركة بطبيعته . 3 لنتأمل بهذا اليوم : الثلاثاء 13 / 10 2020 بهدوء وتمعن ؟! بعد 24 ساعة يكون الواقع الموضوعي ، هو نفسه من جهة _ بالتزامن _ يكون يوما جديدا بالكامل قد حل محل الأمس ....فما الذي حدث ، ويتكرر بشكل دوري وثابت ؟! اليوم أيضا ثلاثي البعد : 1 _ مكان أو احداثية 2 _ زمن أو حاضر 3 _ حياة أو حضور . المكان أو الاحداثية في حالة ثابتة ، ولا فرق بين اليوم والغد والأمس . الزمن يصير في الأمس ، والحياة تبقى في اليوم الحالي . كيف يمكن تفسير ذلك بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) ؟! لست من السذاجة والغرور ، إلى درجة أن أتوهم بحل معضلة الواقع والزمن بمفردي . بالتزامن أعرف ، وأتفهم الموقف الاستثنائي الذي أنا فيه بالفعل . .... الموقف الجدلي ، الذي يتمثل بعبارات ( لا جديد تحت الشمس ، والعود الأبدي ، والاجبار على التكرار ) صحيح ويتناسب مع الملاحظة والتجربة . حيث أننا جميعا اختبرنا الماضي ، ونعرف أننا نعيش في الحاضر ، ونفهم ونعرف وجود المستقبل بثقة ويقين سواء معنا او بدوننا . بالتزامن الموقف التعددي ، الذي يتمثل بعبارات ( كل لحظة يتغير العالم ، وأثر الفراشة ، وانت لا يمكن السباحة في مياه النهر مرتين ) صحيح ويتناسب أيضا مع الملاحظة والتجربة . كيف يمكن تفسير هذا التناقض الصارخ ؟! لا أعرف ، جاء دورك . .....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب السعادة _ باب 1 و 2 و 3
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 3 تكملة
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 3
-
ملحق _ الواقع ( طبيعته ومكوناته )
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 2
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 1
-
كتاب السعادة _ الباب الأول والثاني
-
كتاب السعادة _ باب 3
-
كتاب السعادة _ ب 3
-
حلقة الجدل بين الصفر واللانهاية
-
ملحق
-
كتاب السعادة _ الباب 2 مع مقدمة وفصوله الثلاثة
-
كتاب السعادة _ ب 2 ف 3
-
كتاب السعادة _ ب 2 ف 1 و 2 تكملة
-
كتاب السعادة _ ب 2 ف 2
-
كتاب السعادة _ ب 2 ف 1
-
كتاب السعادة _ الباب 2
-
الزمن _ خلاصة النظرية الجديدة للزمن ، الرابعة ...النسخة النه
...
-
الزمن _ خلاصة مكثفة للنظرية الجديدة للزمن ، الرابعة مع التكم
...
-
الزمن _ خلاصة مكثفة جدا تكملة
المزيد.....
-
حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
-
كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
-
16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
-
اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
-
الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم
...
-
إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض
...
-
أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
-
لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
-
كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
-
موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|