كتاب السعادة _ باب 3 ف 1

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 19:28
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

مقدمة غير ضرورية
العيش بدلالة خط الحاجة ( أو خط الفقر )
" لا توجد أخلاق تحت خط الحاجة "
" الضرورات تبيح المحظورات "
" مستوى معيشة الفرد ، بدلالة الحاجة العقلية الخاصة "
....
يعيش غالبية البشر بدلالة الحاجة فقط .
بعبارة ثانية ، لا يخبر كثيرون من البشر سوى العيش على مستوى اللذة .
مثال على الطعام :
كلنا لدينا أنواع معينة من الطعام لا تثير شهيتنا ، والبعض يعتبرون أنواعا معينة تثير القرف .
والآن ، ماذا يكون الحال بدلالة الجوع الشديد ( كما يحدث في حالة الحيوانات البرية ) ؟!
أتصور ، بحكم تجربتي الشخصية ، أن الطعام بعد الجوع شهي بدون استثناء .
يبدأ الاستثناء فقط ، في حالة العيش على مستوى الحاجة .
بالانتقال خطوة مزدوجة ، مادية وفكرية ، يعيش كثير من البشر بدون قيم أخلاقية شخصية .
وهذا أيضا أعرفه من خلال تجربتي الشخصية ، مع الأسف والخيبة .
العيش بدون قيم أخلاقية عليا ، يكون فقط على مستوى اللذة والحاجة .
( أعتذر ، أمامي خياران أحلاهما مر ، الصدق الوقح أو الكذب اللطيف ) ....
الصحة العقلية عتبة السعادة ، دونها لا يخبر الفرد بعد البلوغ _ بصرف النظر عن الجنسية والجنس والثقافة وغيرها من المحددات العنصرية بطبيعتها _ نوع ثانوي من الحياة هو الأجمل والأفضل ويتمثل بالسعادة ، أو " غبطة الوجود " كما يسميها الفلاسفة .
....
( السعادة أو التعاسة بدلالة الغضب والغيظ النرجسي )

1
أنت في موعد ( عاطفي ، أو لقاء عمل ، أو موعد اعتيادي مع صديق _ة بمقهى ) .
....
بعد مرور خمس دقائق على الموعد ، يبدأ التوتر والقلق .
وبعد ربع ساعة ، تحاول _ ي الاتصال بالشخصية المنتظرة .
....
كلنا نعرف الغيظ النرجسي ، ذلك الانفجار العدواني خارج التوقع والسيطرة .
لكننا نتأخر جميعا حتى ندركه ، في سلوكنا وفي عقولنا خاصة .
لا يمكن نسيان حالة من نحب خاصة ، ...ذلك الاهتياج الأحمق والجنوني .
كلنا رأينا الأم أو الأب أو الأخ _ت أو الأستاذ أو الصديق _ة ....
وسيئ _ة الحظ بيننا ، شهدوا كل تلك الحالات الجهنمية .
2
الغيط النرجسي لاشعوري وغير شخصي .
بعبارة ثانية ، الشخصية الانفعالية ( اللاشعورية ) تقود العقل والضمير وليس العكس .
ناقشت مشكلة الغيظ النرجسي في نصوص عديدة سابقا ، وهي منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . أيضا يوجد على الشبكة كتاب " النرجسية " ترجمة السوري المحترم ، الخالد وجيه أسعد ، لمن يرغبون بالتوسع في الفكرة .
الغضب عقلاني ، ورد فعل طبيعي على الإهانة أو الإحباط أو الفشل وغيرها ، لكنه تحت سيطرة العقل والضمير . على النقيض منه الغيظ النرجسي فهو لاشعوري بطبيعته .
....
من لا يشعر ( تشعر ) بالغضب من الإهانة أو قلة الاحترام ، مشكلة مرضية تحتاج لعلاج .
وهذه حالة معروفة ، وقد تكون بداية الاكتئاب حيث تتمثل المرحلة الأولى بفقدان الاهتمام .
لكن الغيظ النرجسي يختلف بالجملة والتفصيل .
3
لا يمكن أن تلتقي بأحد يتغنى او يمتدح سرعة غضب أحبابه .
تشبه استحالة أن تلتقي من يمتدحون غباء أحبتهم أو كذبهم وغدرهم ... ( سوى في الأغاني العربية والروايات المبتذلة والسينما والتلفزيون أكثر ) .
والعكس صحيح دوما ، نحن جميعا نفخر بقيم من نحب ، بنفس درجة فخرنا بإنجازاتنا ( الحقيقية أو الوهمية ) .
....
بالمختصر لا يصلح الغضب وصفة للسعادة ، حتى الطبيعي منه والمبرر بالفعل .
4
نعود إلى موعدك .
بعد فترة يتصل بك الشخص الذي تخلف عن موعده .
أو ، أنت نفسك تعيد المحاولة للتواصل معه لغاية ما .
....
البعض يتعامل مع الشخص وليس مع الموعد ( أو الموقع بصورة عامة ) .
والحالة النقيض ، حيث تركيز التنوير الروحي وعدم التفرقة والتمييز بين شخص وآخر .
تعجبني حكاية نموذجية في التنوير عن أحد المعلمين ، جاء إلى أحد تلاميذه السابقين ليتعلم منه من البداية ، فسأله التلميذ عن المشكلة ، فأجابه المعلم :
لم أعد اصلح للتعليم ، عندما استدعاني الملك شعرت بالارتباك في حضرته . وهذا الشعور لا يكون موجودا مع المتسول وغيره من الفقراء .
بالطبع الحكاية رمزية ، وعنصر المبالغة أساسي في الحكاية .
5
الصحة العقلية تتمثل بوحدة المعايير ( تطابق القول والفعل ، أو عدم تناقضهما ) .
وهذا المعيار الفلسفي الكلاسيكي ، ربط الكلام بالتجربة والخبرة ، على خلاف الوعظ .
وهو أقل من المعيار العلمي بدرجة ، حيث الدليل والتجربة تسبقان الكلام والرأي .
....
أعتقد أن المعيار الزمني ( الوقت ) هو المعيار النموذجي ، العالمي والمشترك .
ملحق
مشكلتنا المشتركة ...
الرغبة المزمنة بتوفير الوقت ، تمثل المرض العقلي المشترك .
عدم منح الوقت اللازم والكافي للحياة ( السلوك والكلام والقراءة والكتابة والحب والمعرفة وغيرها ) .
بعبارة ثانية ،
عدم منح الوقت الكافي عادة مشتركة ، تجسد فهمنا الخطأ للوقت والزمن .
....
علامات المرض العقلي ثلاثة ، الحاجة المزمنة والقهرية ل :
1 _ توفير الوقت 2 _ توفير الجهد 3 _ دمج الملذات .
وهذه الفكرة ناقشتها ، عبر نصوص منشورة سابقا ، بشكل تفصيلي وموسع .
للبحث تكملة

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل