هاتف بشبوش
الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 00:41
المحور:
الادب والفن
يُقال انّ (القعقاع) القائد العربي كان يأكل خروفاً على العشاء مثل ريتشارد قلب الأسد ، هذا التباهي في الكرش الممتليء ليس إعتباطاً وإنما على حساب مجاعة الآخرين . اليوم تغيّر الأمر بحيث أنّ الدنماركي حين يدعوك على وجبة عشاء يسألك : كم رأس بطاطةٍ تأكل ، لكي لايكون في الأمر تبذيرُّ لامعنى له ، مثلما في ولائمنا الرسمية أو ولائم العرائس التي تقام في الشوارع حيث الطناجرالكبيرة التي تسفرعند توزيع طعامها العشوائي ، العراك بالقدور واللكم والركل والشتائم وكأن العراق في مجاعةٍ حقيقية ، بينما الطعام يُرمى ليخلّف أكواما من المزابل والتلوّث البيئي .
لكننا لو نظرنا الى (ميتا فريدريكسن) رئيسة وزراء الدنمارك بربيعها الأربعيني ، تأخذ معها وجبة غدائها الى مكتب الرئاسة ، حالها حال أي موظفٍ بسيطٍ في مكتبها ، وسعر الوجبة كلها أقلّ من دولارٍ واحدٍ ، موزة وكمثرى وجزر وشرائحِ لفتٍ أحمر . فأين هذه الشفيعة التي لم تركع لربّها ولو للحظةٍ ، من حكامنا العاكفين في صومعاتهم للتحمدلِ والتبسمل والتحوقل ، ووجوهم تدورُ بلا إرادةٍ لبوصلة المآذن .
هاتف بشبوش /شاعر وناقدعراقي
#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟