لو ...

محمد الدرقاوي
كاتب وباحث
(Derkaoui Mohamed)

الحوار المتمدن-العدد: 6688 - 2020 / 9 / 26 - 21:43
المحور: الادب والفن
    

لو أعود الى أول زماني
ومعي بنك عقل زاخر
انزرع
من أول ذبذبات رحم أمي
الى لحظتي
وأنا استعد لرحلة عمر
أجلس الى رحابة نفسي
استعيد
كل ما سمعت وتقبَّلت
بلا اعتراض
وكل ما قرأت
بلا تأويل
وكل ما أنجزت
بلا رغبة
استعيد كذب الشراح
في كتب صفراء
"بَـــرَّاح "
لا يملك غير صوته
لم يستوعب
ولم يحسن التفسير
تداعى
على حاكم واليه تملق
وبقاياه اليوم أذناب
تتابع المسير
مكانة موروثة ..
لا كفاءة ،لاتقدير
حفاظا على اسم
كان جده الأول
من أبناء المخزن
تربى في وهم الأصول !! ..
أية أصول؟
غير تأصيل النهب ؟؟..
وبالعطايا يذلل العسير
على كل وصولي
منشار بلا رحمة
يفتق في كل قانون ثلمة

لو أني اعود لزماني الأول
لما داعبت الأماني
ولا داعبتني وعود كاذبات
جمدت رغباتي في ثلاجة
"اصبر
وغدا أحسن
وما كل ما يتمنى المرء يدركه"
تلك حلوى
كم لعقتها ثقة
نمت في الاعماق طيبة
وصارت سمة رجل خانع
يثق بأقدار الدس
غائب عن اقدار النفس
من خالق
دعاني ان أكون له بلا واسطة
فخالفت
خوفا ،احتراسا ، مجاملة ..
وبالناس حسن الظن
وما انتبهت
لعبارة كان يرددها أبي :
"من الحزم سوء الظن"
لو أني أعود الى الماضي بخبرة اليوم
لقرأت ديني بعين الخبرة و العقل
فلسفة حياة
ثقة بالإنسان
لا يتغير له أمر
حتى يغير ما في النفس
لاتركُّن ، لا انزواء
لا أذكار
بالاطنان ولاعمل
لا اتكالية ،لا خنوع
لا تأويل آيات تخدم الحكم
تُغيِّب الانسان في عقم
يترقب السماء مطرا من ذهب
صار اليوم يقتل الوقت
بين بطاقات جوفاء
استغلها الدهاة دخلا بلا تعب

لو أني اعود الى الماضي بعقلية اليوم
لماعشت تفاهات اليوم
نقاشات جوفاء ترسخ العقم
تشهد:
الحرية إن منحت لجاهل
طغى ، تجبر حد القتل
توهم نفسه نيرون
قادر على حرق
كل ما لا يرضاه
وله يخالف الرأي
والجاهل عندي
ليس من لا يقرأ ولا يكتب
الجاهل
كل من ارتدى البداوة شرعة
اطلق لحية
وفي صدره عنكب الوسخ
وصار يفرض بالصياح والنباح
ما عشعش في زمن الظلمات
يعيده الى الواجهة
كذبا على الله والرسول
وأولي العلم من السلف
وما هو الا نزعة نفسية
تكرس الضن والغم
الشح ونكران النعم
لو أني أعود الى الماضي بصفاء اليوم
لمحوت كل صكوك التاريخ
كل أوراق الكذب والتحريف
عن الاولين
عن كل من حكم طغيانا
و قد دون سيرته
أو له جملوها
من عمار البنيان
عن كل قوي كتب التاريخ
كما يريد
لو عدت الى الزمن الماضي ومعي هذا الوعي
لارتديت حضارة إنسان
تربيته من خلق القرآن
وحياته يدبرها بقانون
أنى تكون المصلحة فتم شرع الله
فكل إنسان بشأنه أدرى
ولا يعرف حقيقة الانسان الا انسان
اذا تشبع بأحكام الله
ومن تجبر او طغى
او مَس حق الغير
بلا محاباة
بلا وساطات
بلا هواتف ترن
يجرد من كل ما سلب
بلا سجن
عاجلا بلا آجل
فبدل سجن كل من تنطع
بناء مدرسة
تضع عقلا في يد
تحقق رخاء
بدل أسواق سباع وثعالب
وحمير
تسوس حقول الانسان

#محمد_الدرقاوي (هاشتاغ)       Derkaoui_Mohamed#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل