بمناسبة مرور عام على ثورة الجوع والغضب الباسلة

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6688 - 2020 / 9 / 26 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مرت الذكرى فأيقظت الشجون، وتسللت إلى الصمت فأغضبت الجراح، ومست أوتار القلب فضجت بالصراخ ويختنق التوهج المفعم بالمرارة، ويذبح الحنين والذكرى تحت صخرة الانتظار حينما انحنت أمام شهوة الجزار جبهة الصمت، لا زال المغيرون ينشطون من وراء الظلام، وتطفئ الريح قناديل الصباح وتصدح الحناجر بالثأر للشهداء وأمجاد البطولات وما تحوكه الليالي عن الماضي وعن أهواله، وكيف استطاعوا بإصرار تحدي معاقل الظلام، والجراح تصرخ لا تلتأم ولا تنام، من أجل أن يرتحل الصمت في صرخة مجنونة وتدق باب وحدتي وتطوي ليالي غربتي وتدرك عمق تحقيق إرادتي في تنفيذ الثأر الموعود، وأفرغ في فم الجراح قبلتي، من أجل أن تمنحني حريتي وتفسح المدى لعيني وتكسر الصمت الذي طوقني وتعطيني جناح، وأطلق من فمي صرخة الجراح .. ومن أجل أن أشدو بما تنزفه تلك الجراح .. أماه ما أقسى الألم وما ألذه على فم الجراح وما كتب في مواسم الألم .. يا عراق .. هل جزاء الشهداء أن نقف صامتين دقيقة في حداد حجري ؟.. ولتكن ألف دقيقة .. ما الذي تصنعه ألف دقيقة في ضبابية إنسان وسمته بدماء الشهداء .. هل بهذا نتقي سخرية الشهداء وسخط الجراح ؟ سوف تصرخ في ضمائرنا تلك الحقيقة .. إن حق الشهداء .. لم يمزق بأسهم وقفة صمت لدقيقة .. لم يفجر غضب الحقد يأس وانطفاء .. في رثاء ولا دمع ولا نشيد أو وقوف لدقيقة صامتين بينما يرتحل الزيتون من كل حديقة .. بينما تخترق الأضلع سكين الوحوش .. بينما يمسخ تاريخ العراق وطأتها الغرباء .. بينما تلتصق الروح على الأرض حياء .. بينما ترفض أن تغفو العيون على قهر الشهداء نقف الآن جميعاً صامتين لدقيقة حجرية .. ليكن هذا ولكن لا كصمت العاجزين.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات