البرلمان يسارع للوقوف بجانب المتهم بالفساد ويعيده للعمل قبل قضية العراقية التي اغتصبها وقتلها احد جنود الاحتلال ؟

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

البرلمان هو المؤسسة التي يديرها ممثلين الشعب ‘ اي انه معني بكل امور الشعب.من متابعة طالب الابتدائية ‘ اذا ماتعرض ‘ للتخويف او الضرب من قبل المعلم ‘ حتى المصادقة على شن الحرب ‘ اوايقافها .
هذا المفهوم هو السائد في العالم المتقدم والذي نشاهده ‘ للممثل الشعب .
وعلى سبيل المثال ‘ في الاسبوع الماضي ‘ وقفت الحكومة الهولندية ‘ امام البرلمان ‘ تدافع عن نفسها ‘ وعلى سبب ‘ لااعتقد ان يفكر به مجرد التفكير ‘ (ممثلين الشعب )في العالم العربي .
لانها لاتحدث باي حال ‘ فمن يعتقد ان تأتي لاجئة وتصبح نائب في البرلمان ‘ في فترة لاتتعدى الخمسة عشر عام ‘ ومن ثم ‘ تثير قضية ‘ تسقط الحكومة بسبها ؟ !!! بالرغم من انها استحظرت كل الحجج ‘ اي الحكومة ‘ ولكنها ‘ لم تنجح ‘ امام اصرار ‘ ممثلين الشعب ‘ على اسقاطها . !
ويا للمفارقة ‘ في نفس الوقت الذي اسقط ممثلين الشعب الحكومة في هولندا ‘وقف ( البرلمان ) المصري ليصادق على قانون تكميم الافواه الذي اعده الحزب الحاكم ليمنع الصحافة من توجيه النقد للعائلة التي تقوده وتحاول ان تجعل الحكم وراثي .
وبعد يومين اي اليوم ‘ وقف ‘ البرلمان العراقي ‘ الذي ولد بعد مخاض عسير (جدا ) ‘ وكان الشعب المدمى من الارهاب المتوحش وساعده المهم في مد الروح والقوة فيه ‘ الحرامية المعتمدين .
و بدل ان يقف البرلمان‘ لجانب الشعب وان شكليا ‘ تناخو ... ‘ وصوتوا ضد قرار عزل مسؤول متهم بالفساد ‘ ويفترض ان يقدم الى المحكمة ‘ لكثرة التقارير والشكاوي التي قدمت ضده .
والاهم ان هذا المتهم بالفساد المالي والاداري ‘ عزل من قبل زملائة في المؤسسة التي يرأسها ‘ وهي من المؤسسات المهمة ‘ وتشترك في الرقابة عليها مؤسسات دولية ‘ وليس عراقية فقط ‘ لانها ‘ مسؤولة عن ادارة ‘ شؤن اجراء الانتخابات ‘ والاقرار بنزاهتها من عدمه ؟!! .
وهذا المتهم مدير المؤسسة ‘ يحاسب ويعزل ‘ لمجرد ان يصرح تصريح ‘ غير وملائم ‘ لوظيفته ‘ فما بالك بجريمة الفساد المالي والاداري ‘ ويعاقب عليها بالعزل من قبل زملائه الذي ‘ هم من يفسر للناس ‘ معنى الانتخابات وسحب الثقة .؟
المؤلم ‘ انه سارع للوقوف الى جانب هذا المتهم واعاده الى وظيفته بعد ساعات من عزلة ‘
وبذات الوقت لم تحركه قضية انسانية الاحتلال نفسه وصفها بالبشعة والقذرة ‘ ومتابعتها واثارتها بهذه القوة من قبل الاحتلال قد تجبرهم ‘ للحديث عنها بشكل سطحي ‘ فهي اغتصاب فتاة عراقية ‘ وقتلها مع عائلتها ‘ !
وهذا يظهر ‘ اي قيمة وتقدير عاليه يحظى ‘ بها ‘ الحرامية والمرتشين ‘ من قبل اغلب مممثلين الشعب ‘ حيث قبل هذا قدم لهم الشكر من عدد ‘ من المتهمين بسرقة المليارات من اموال الشعب ‘ الذي هم (يمثلوه ) (نشر هذا الشكر في جريد الشرق الاوسط الدوليه من قبل وزير الدفاع السابق ) بعد رفض البرلمان سحب الثقة من المتهمين بالسرقة . رغم قرار المحكمة .
نعم هناك في البرلمان اناس يمثلون الشعب بصدق ‘ لايقل عن ممثلين الشعب في البرلمان الهولندي ‘ الذي اسقط الحكومة قبل ايام .
ولكن هؤلاء ‘ لايعرفون ركوب الطائفية او القومية او القبلية ‘ هؤلاء لايعرفون سوى المواطنة العراقية ‘ .
وهذه بضاعة كاسدة وليس لها اي سوق تسمع فيه ‘ وبالتالي ليس لهم ادنى تأثير مقابل العوائل التي تمتلك المليشيات المسلحة ‘ وتجيد ركوب الطائفية والقومية والقبلية ‘ وتوظفها على احسن حال لادامة نفوذها ‘ ولهذا اتت باشخاص للبرمان لايختلفون عن النواب في البرلمانات العربية (باستثناء لبنان ) مهمتهم الرئيسية التصفيق والتمجيد للعائلة التي عينتهم .
حتى ان رئيس البرلمان محمود المشهداني قال عنهم من على قناة العراقية ‘ قبل اعلان تشكيل الحكومة ‘ هؤلاء لاعرفون اي شيء عما يدور في الاجتماعات التي يعقدها رؤساء الكتل لانهم اختصروهم باشخاصهم ولم يطلعوهم حتى على الاشياء البسيطة التي يتحاورون بها على تقاسم الحصص وكان الاجدر بهم ان لايفعلو هذا مع النواب التابعين لهم على الاقل احتراما للشعب .
وقبله ايضا قال رئيس الحكومة السابق اياد علاوي من على قناة آ ن ب اللبنانية ‘
عندما سأل عن الضرورة التي استدعت تشكيل المجلس السياسي بالرغم من وجود برلمان ؟ فقال ان الظروف التي اتى خلالها هذا البرلمان لاتؤهله ان يكون صمام امان في ظروف العراق الحالية المتفجرة .

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل