أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - إن شالله ينجّيك يا ولدي… تقولُ مصرُ للرئيس














المزيد.....

إن شالله ينجّيك يا ولدي… تقولُ مصرُ للرئيس


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6685 - 2020 / 9 / 23 - 12:07
المحور: المجتمع المدني
    


أوقفَ موكبَه الرئاسيّ حتى تمرَّ السيدةُ المُسنّة. ولما وجدها تتعثَّرُ في خُطوها، ودثارُ الوهن يُدثِّرُها، ترجّلَ وأخذ بيديها، وسألها ما بها؟ فأجابته، في فضفضة الموجوع: “عندي قلب وسكر وضغط وكبد، والمستشفيات مقبلتنيش يا ولدي!” وهمّت بالمضيّ لحال سبيلها، وهي لا تعلّم أنّ مَن بثّتْ إليه همومَها رئيسُ وطنها. فالكماماتُ تخفي الوجوه، وأوجاعُ البدن تُلهي عمّا سواها. لكنّ الرئيس لم يتركها تمضي، قبَّلَ جبينَها، وتناول أوراقَ تقاريرها الطبيبة من يدها، تفحصها، ثم أشار إلى مرافقيه بتولّي حالة تلك الأمّ المصرية. سألته في براءة: "شالله يخليك يا ولدي. أجيلكم فين؟" فابتسم لها الرئيسُ وقال: “إحنا اللي هانجيلك يا أمي!”
هذا المشهدُ الآسر، كنّا نشاهدُ مثلَه على شاشات القنوات الأجنبية، فنُسجّل ونتناقل مُتسائلين في حسرة: “متى يحدثُ في مصرَ ما يحدث في دول راقية قطعت خطواتٍ على سُلّم الإنسانية؟!” وها هو يحدثُ في مصر منذ سنواتٍ، وتتكرّرُ الواقعةُ المشرقةُ من الرئيس على تنويعات القماشة الإنسانية الواسعة، مع مواطنين يعانون من المرض أو الإعاقة أو العوز أو التنمّر وغيرها من وخزات الحياة. ودائمًا ينتصرُ الرئيس السيسي للمهزوم والمكسور. كانت من أحلامنا أن نجد رئيسًا يعتبر الفقراءَ والمرضى والمشّردين من أوائل المشاريع القومية التي تتصدى لها أجهزةُ الدولة. فذاك هو المقياس الذي تتمايزُ به الدول المتحضرة عن المتخلّفة. لكي تحكمَ على مدى تحضّر مجتمع، انظرْ إلى حال: الطفل، المُسنّ، المرأة، ذوي الاحتياجات الخاصة، الفقراء، المرضى. فجميعُ ما سبق مسائلُ أمن قومي، تعلو بالأوطان إن ارتقت، وتهبط بها إن أُهينت.
“إن شالله ينجّيك يا ولدي"، تقولُها مصرُ للسيسي، مثلما قالتها السيدةُ البسيطة للابن الذي ترجّل عن سيارته، ليُنصت إلى أوجاعها ويتعهّدُ بعلاجها. "إن شالله يراضيك وينجيك ويبارك فيك يا ولدي”. لم تكن تدري أنها تدعو لمصرَ ولرئيس مصر. نبراتُ صوتِها وهي تحكي وتشكو وتهمُّ بالمضي دون تلكؤ، (على عكس ما يحدث عادة من أصحاب الحاجات أمام المسؤولين)، تؤكد أنها لا تعرفُ مع مَن تتحدث، والكماماتُ تخفي الملامح. والتقطتِ المشهدَ عدسةُ هاتف، لتُخلّدَ لحظةٌ، لا شكّ عندي أنها تتكررُ يوميًّا مرّاتٍ عديدة بين الرئيس وبسطاء المواطنين، من وراء العدسات. والدليلُ هو ما أراه بعيني على أرض الواقع من مشاريع كبرى تستهدفُ البسطاءَ والمشرّدين والمرضىَ.
السيسي هو الرئيسُ الوحيد الذي قضى، (بالفعل لا بالوعود)، على عشوائياتٍ لا تليق ببني الإنسان، ومنح ساكنيها أحياء نظيفة مبهجة وشققًا مفروشة بأثاث أنيق، كما في: الأسمرات، وبشائر الخير، ورأس التين وغيرها. السيسي أولُ رئيس يطلقُ، (بالفعل لا بالوعود)، حملاتٍ قوميةً صحية " 100 مليون صحة"، تستهدفُ تشخيص حالة "جميع" مواطني مصر، الذين يبلغ تعدادُهم مجموعَ سكان عدة دول مجتمعة، وعلاج المريض منهم "مجانًّا”. شهدنا ذلك في حملات الكبد وفيروس C، وفيروس B، وحملات الكشف المبكر لسرطانات المرأة، وغيرها. وتستهدفُ الحملةُ الآن كشفَ وعلاج أمراض الكُلى. السيسي أول رئيس، يتصدّى، (بالفعل لا بالوعود)، لأزمة التعليم التي تعاني منها مصرُ منذ عقود. فنشهدُ الآن صحوةً غير مسبوقة في تطوير العملية التعليمية لتواكبَ بإذن الله مع السنوات الدولَ المتقدمة في التعليم. والأهمُّ في ذلك التطوير تنقيةُ المناهج من "جميع" لمحات التطرف والعنصرية والتنمّر، التي ظلّت مدسوسة في كتب الأطفال المدرسية عقودًا طوالا، حتى خربت أرواحَ من لديه استعداد لتلك الأدران البشرية. وفي مقابل ذلك الحذف المحمود لما يصدّع أرواح النشء، يتم غرسُ بذور القيم والأخلاق واحترام الآخر والاعتزاز بالهوية المصرية القديمة، وتنمية قدرات الطفل الذهنية والابتكارية لننشئ أجيالاً "تفكّر" و"تُبدع"، لا تحفظ وتردد.
قبل قبوله حكمَ مصر قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي صريحة: “هاتتعبوا معايا، وهاتصحوا الساعة 6 الصبح!” فهو يدرك أن حكمَ مصر ميراتٌ صعبٌ وثقيل ومرير. لأن المضطلع بتلك المسؤولية الهائلة عليه أن يحلّ مشاكلَ عقود طوال تراكمتْ فيها الأزماتُ والصدوع والديون على جسد مصر الشريف. وكان عند عهده الذي قطعه على نفسه وبدأنا نجني ثمارَ غرسِه الوطني النبيل. ومَن لا يرى ما يحدث في مصر اليوم من نهضات حقيقية على المستوى التعليمي والصحي والاقتصادي والعمراني والمرور والاهتمام بالمعيلة والطفل والعشوائيين وبناء العلاقات الخارجية وغيرها الكثير، فهو أعمى القلب أو حاقد كذوب. اللهم احمِ مصرَ العظيمة من الحاقدين الحاسدين الكارهين نهضتَها المشهودة. اللهم احمِها من دول مددنا لها يدَنا بالخير في فقرِها، فقابلتِ الإحسانَ بالخِسّة والجحود. "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.



***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (سيد درويش)… المسرحُ في تمامِه
- خيري شلبي …. شيخُ الحكّائين!
- ماذا قال تحوت عن -الشرّ- …. رأس السنة المصرية 6262
- ماذا قال تحوت عن الشرّ …. رأس السنة المصرية 6262
- أمّي … التي تموتُ كلَّ يوم!
- آية … إبراهيم … عظماءُ على مُنحنَى المعادلة الرباعية
- علاء الدين… المسرح في أوجِ الإبهار
- سمير اللإسكندراني … خالدٌ كما تعاويذ الفراعنة
- القلمُ الباركر …. الذي علّمني نُصرةَ المظلوم
- روشتة النجاح: -الصَّمَم الجميل- !!!
- وفاءُ النيل … عند السلف الصالح
- بابٌ من صفيح
- إطلاقُ اسم سمير الإسكندراني … على أحد شوارع القاهرة
- أبي …. وعنصريةُ يدي اليسرى!
- لماذا تأخّر التنويرُ في بلادنا؟
- صاحبُ المقام… التجارةُ الحسنةُ مع الله
- بيروت الجميلة … سلاما
- محمد مشالي … شجرةٌ بمئة مليون ثمرة
- نورا … وأشهر إصفاقة باب في التاريخ
- إنه … الأستاذُ: عبد الرحمن أبو زهرة


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - إن شالله ينجّيك يا ولدي… تقولُ مصرُ للرئيس