أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالزهرة حسن حسب - يوم تخلى عني أبي














المزيد.....

يوم تخلى عني أبي


عبدالزهرة حسن حسب

الحوار المتمدن-العدد: 6680 - 2020 / 9 / 18 - 02:45
المحور: الادب والفن
    


كان عُمر حيدر ست سنوات حين سمع للمرة الاولى كلمة رافضي ، لم يكن عقله بمستوى النضج الذي يسمح له معرفة ابعاد الحقد الدفين في هذه الكلمة، فلم يعرها اهتماماً ولم تستقر في خلايا الذاكرة، حدث ذلك يوم الجمعة لابد ان يكون كذلك لان حيدر تذكر يومها أنه كان قلقاً وغير مرتاح ، وهذا لم يحصل الا يوم الجمعة.
اليوم جمعة وسيزور عمر صديقه محسن الحيدري محملاً بالهدايا والحلويات والمشروبات الغازية، ولتضييع الوقت حتى اللحظة التي يرى فيها حيدر محسن الحيدري، يترجل من سيارة التاكسي ويلوح له بقبعته الجوزية، اخذ يلعب بكرة قدم صغيرة، من سوء حظه دخلت الكرة للمطبخ واستقرت في قدر المرق، ووقعت قطرات على يدي امه عائشة. امسكته من كتفيه وبوجه غاضب وعيون تتطاير شرراً حاولت ان تضربه لكنها تراجعت امام الدموع المنسابة على خديه وقالت: هذا جزاء عنايتي بك وسهري طول الليل الى جانبك وإرضاعك قبل ان تبكي طلباً للرضاعة وحرصي الدائم على ان تكون انظف اولاد المحلة، طفل غبي لام رافضية .
الاعوام ٢٠٠٦م و٢٠٠٧م هي اسوأ الاعوام في تاريخ العراق الحديث ، حيث الطائفية بلغت ذروتها، ولم تعد الطائفتان الاكبر تقبل التعايش مع بعضهما، ورفع كل منهما شعار اما نحن او انتم، وترجم هذا الشعار الى سيارات مفخخة تنفجر في اكثر الاماكن ازدحاماً، الاسواق الشعبية، مجالس العزاء، بين المصلين عند خروجهم من الجامع او الحسينية ولم ينس اصحاب المفخخات سيارات اطفال الروضة كما حصل في محافظة البصرة، ومن جانب اخر السيارات المدججة بالسلاح تجوب شوارع يختارها من في السيارة وتعود الى انطلاقها محملة بالجثث قتلوا على أساس الهوية. ارعب عمر ما يحدث في البلاد وقف وقال :
علي اتخاذ ما يلزم لانقاذ حياة حيدر من القتل المؤكد، علي ابعاده من هذا المكان، آخُذه الى صديقي محسن الحيدري، ولكن ماذا سأفعل بقلبي الذي يملأه حبه، وماذا اقول لزوجتي عائشة التي رعته ثلاثة عشر عاماً، بالتأكيد سيكون عصي عليها نسيانه، استدرك وقال : هذا يهون دون ذبحه امام عيني.
ركب سيارته والى جانبه حيدر وانطلق بها نحو مدينة الصدر حيث بيت محسن :
خذه يا محسن .
- ما الذي حصل يا عمر ؟
- اسمه حيدر وأخاف ان يذبح امام عيني
- الى هذا الحد وصلت الامور عندكم يا عمر ؟
- ربما الاشهر القادمة تكون اسوأ
- اذن اخبره الحقيقة
- اسمع يا حيدر انا لست والدك وعائشة ليست امك واليك الحكاية
انا امر الفوج الثاني من اللواء الثالث ووالدك ضابط معي نشأت بيننا علاقة صداقة حميمية وتجاوزت الحدود المألوفة وعندما ماتت والدتك عند ولادتك حملك والدك محسن الينا وقال : ليس لدي من يعتني به، ولا اخفي عليك سراً دخولك الى بيتنا صاحبته السعادة الى حياتنا بعد ما كانت علاقتنا الزوجية مهددة بالانفصال، لان زوجتي لا تنجب اطفالاً، واليوم ارجعك الى والدك الحقيقي لان وجودك في بيتنا يهدد حياتك .
احتضن حيدر والده عمر وأحاط رقبته بيديه الاثنتين وبعيون دامعة قال : هل تزورنا يا والدي في مدينة الصدر ومعك ماما ؟
- لا, لا نريد ان نذبح على الرصيف كالخراف .
ركب سيارته دون ان يلوح لهما بيده ، اعتبرهما ماضٍ يجب عليه نسيانه، اما حيدر فلم يستوعب ما سمع وبقى يتابع السيارة حتى توارت عن الانظار.



#عبدالزهرة_حسن_حسب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قصص الانصار - مجنون لا يحس بالألم
- في طريبيل مات الحب
- متى قتل عبدالكريم قاسم؟
- حوار (طك بطك)
- حوار مع رجل دين
- عضد الدولة العباسي يشد على يد الكاظمي
- مجنون لا يحس بالألم
- ساحة التحرير
- علي بن يقطين . حاج
- حوار في مجلس معلق
- المنتفعون لا يصلحون للتشريع
- العلاج بالعلمانية
- السعودية وعصر الخلافة الجديد


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالزهرة حسن حسب - يوم تخلى عني أبي