أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - القومية المصرية..الحقائق والأساطير















المزيد.....

القومية المصرية..الحقائق والأساطير


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 6676 - 2020 / 9 / 14 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتوالى عبر منصات التواصل الاجتماعى افكار حول "القومية المصرية" والتى تبدو عبر معظم الصفحات المعبرة عن تلك القومية كأفكار متناثرة هنا وهناك.
يبدو هذا طبيعيا بعد فترات من عدم الاستقرار وبزوغ سؤال الهوية منذ 2011 وارتفاع اسهم التيار المتأسلم وزيادة الاستقطاب الدينى ومهاجمة حقبة ناصر ثم سقوط ذلك التيار المدوى منذ 2013 وصعود الحس القومى فى مواجهة ذلك التيار والالتحام بتحركات القوات المسلحة فى مجابهة الحركات الارهابية التى نشطت من 2013-2016.
وسؤال الهوية سبق ان اشرنا اليه فى عدة مقالات، باعتباره سؤالا رئيسيا تتجه اليه مختلف الشعوب بعد تغيير أنظمة حكم عتيدة كما حصل فى 2011 بعد ازاحة نظام مبارك بدءا من مقال "سؤال الهوية فى مصر" عام 2013 وحتى ابريل هذا العام. والحقيقة عزيزى القارئ ان الرغبة فى صياغة مجال محدد وطرح خارج الصندوق فى هذا الحقل يراودنى منذ فترة، التفكير فى صياغة نقطة انطلاق لطرح اجابات مختلفة وتجميع الافكار المتناثرة عن القومية المصرية لوضعها فى هيكل محدد يسعى لصنع مجال سياسى جديد
لنبدأ بالحقائق:
1- القومية المصرية حقيقة: يتجاهل البعض -سهوا او عمدا- حقيقة ان القومية المصرية كيان حقيقى ماثل فى الوعى الجمعى المصري ، وليس ادل على ذلك من نزول الجماهير فى 2013. فالأمر لم يتعلق بسيطرة جماعة الاخوان وحلفائها على الحكم بقدر ما تعلق بالتهديد الوجودى الذى مثلته تلك الجماعة لمصر ذاتها ، التهديد الذى هدد اول دولة قومية مركزية فى التاريخ والذى تمثل فى الحاق مصر فى اطار يجعلها ولاية ضمن ولايات خلافة متوهمة. الامر لا يتعلق بالتبعية السياسية وهى خطيئة كل الانظمة ربما منذ سبتمبر 1970 بقدر ما يتعلق بالغاء الهوية المصرية والروح المصرية وفرض مفهوم واحد للتدين وربط ذلك التدين بالغاء شخصية مصر انطلاقا من فكرة الجامعة الاسلامية الكبري والتى تجعل المسلم الماليزي اقرب من المصري المسيحى فى فلسفة الحكام الاخوان .
2- القومية المصرية سلاح فاعل فى مواجهة التيارات المتأسلمة: يصر النظام الحالى كما كررنا كثيرا على القفز الى نفس ملعب التيارات المتأسلمة فى مواجهتها رافعا شعار "اصلاح الخطاب الديني"، وهو بهذا يكرر نفس الخطاب الامنى المتعلق بتصديق المراجعات المتوهمة لتلك الجماعات والذى تسبب فى مذبحة الاقصر 1997. بينما التجربة الانجح فى القضاء على تلك التيارات كانت التجربة الناصرية، ليس فقط بالقبضة الامنية المشددة والتجاوزات التى نرفضها جملة وتفصيلا، بل بصياغة فكرة جديدة والتركيز عليها والعمل ثقافيا واعلاميا لتعزيزها وهى "القومية العربية" والتى نختلف مع بعض تفاصيلها بغض النظر عن اختلاف الزمان والظروف، تلك الفكرة التى عمل ناصر ونظامه على بثها ساهمت فى محاربة الفكر المتأسلم بإيدلوجية لا تملك تلك التيارات مجابتها. ربما الامر قريب من كتابات انجلز فى "ضد دوهرنج" والذى رفض فيه فكرة الاصلاح الدينى واصر على العمل على توعية البروليتاريا باعتبارها الحل الوحيد للخطاب الدينى المستخدم فى تنويم تلك الجماهير وهو ماشدد عليه لينين فى مقال "الماركسية والدين".
3- القومية المصرية ذات اساس شبه علمى: يرغب الكثيرين فى الابتعاد عن فكرة النقاء العرقى الفاشية ولكن الابحاث العلمية اثبتت ان المصريين منذ عهد ما قبل الاسرات قد استوعبوا الهجرات القادمة اليهم من الشرق الاوسط وجنوب اوروبا ودمجوهم عرقيا وثقافيا فى المجتمع المصري ولهذا تشير ابحاث چويل د. أيريش (1998) العديد من الشعوب الإفريقية ويخلص إلى أن السكان المصريين القدماء يظهرون تشابهاً أكبر في الأسنان مع سكان شمال إفريقيا الحاليين والعرب ، وحتى الأوروبيين وتشابها قليلا جدا مع سكان جنوب الصحراء الكبرى. كما تشير ابحاث نشرت فى 2015 و 2017 الى انه أما بالنسبة للمصريين الجدد فإن نسبة ( 77.3 % ) منهم فقط يحملون نفس الصفات الجينية للمصريين القدماء والنسبة الباقية نتيجة اختلاط الجينات والأنساب مع الصفات شعوب الشرق والغرب (جنوب وغرب أوروبا، ومنهم شعوب البحر ثم الرومان واليونانيين – الحيثيين الأتراك – العرب – اليهود – الأكراد – الفرس – الآشوريين العراقيين –الشوام – الفرنسيين – الانجليز .. إلخ ) (1)
4- التاريخ المصري القديم مهدد: تتواجد فى اوروبا وامريكا وتنتشر عبر جنوب الصحراء وبتمويلات لا حدود لها حركات الافروسنتريم وهى حركات تعلن وعبر دعم غريب وبدون اسس علمية ان الحضارة مصرية هى حضارة سوداء تنتمى الى جنوب الصحراء الكبري وان المصريين الحاليين القوقازيين فى اغلبهم هم نتاج الغزاوت المتكررة. وما لم نواجه مثل تلك الحركات التى تملك كتبا وقنوات اعلامية ووسائل تواصل اجتماعى فسنعيد نفس المعاناة التى نواجهها فى مواجهة بناة الاهرام اليهود والفضائيين وقوم عاد ...الى آخر تلك الترهات
اما الاساطير فربما تكون كالتالى :
1- القومية المصرية هى ضد القومية العربية: والحقيقة ان تلك هى اكبر الاساطير. يختلف فكر القومية المصرية عما ذكره ناصر فى "فلسفة الثورة" عن دوائر التأثير الثلاث "العربية والافريقية والاسلامية"، بأن القومية العربية فى شكلها الناصري كانت تهمل الدائرة المركزية وهى مصر وتعمل على ان ان يكون التأثير من الداخل للخارج اى تعمل مصر لخدمة دوائر التأثير العربى ، ورغم ايمانى الشخصى بأن لكل حدث ظروف وان لكل زمن توجه وفكر واعتزازى بالحقبة الناصرية بمنجزاتها واخطائها ، الا ان الوضع الحالى ومع تنامى المد القومى فى العالم كله وخصوصا باعتباره احد اهم نتاجات ازمة كورونا "ولنا فى ايطاليا والاتحاد الاوروبى مثال" الا ان دوائر التأثير التى تتناسب مع القومية المصرية والهوية المصرية هى "الاورومتوسطية والعربية والافريقية" وتعمل تلك الدوائر باتجاه من الخارج للداخل لخدمة مصالح الدائرة المركزية "مصر" . وهذه الدوائر تعمل بدون ترتيب وبدون اعطاء اولوية لاحداها على الاخري بل يتغير الترتيب والاولويات تبعا للظرف . على سبيل المثال فى الاوضاع الحالية لمصر وفى ظل الصراع الاهم مع تركيا على غاز شرق المتوسط ومع اثيوبيا على السد تحتل الدوائر الاورومتوسطية والافريقية الاولوية القصوى. الامر لا يتعلق بمواجهة ايدلوجية بل بترتيب المصالح تبعا للظرف
2- الهوية المصرية فرعونية فقط: يخبرنا التاريخ ان الهوية المصرية تعاقبت عليها هجرات وغزوات ثقافية متعددة "يونان، رومان، عرب ، اوروبييين"، وامتازت مصر فى كل تلك الغزوات وخصوصا ان كلها كانت تحمل غزو ثقافى معها بابتلاع تلك الثقافات ودمجها فى شخصية مصر ، فالحضارة الهيلينية هى نتاج تزاوج الحضارة اليونانية بالحضارة المصرية ، وعبدت ايزيس فى روما والمسيحية المصرية باعيادها واللغة القبطية هى نتاج تقبل المصريين للدين المسيحى ودمجه بحضارتهم المتوارثة. حتى الاسلام فلازال الخلاف المذهبى فى مصر مجهولا ومستذما ومازال اغلب الاسلام فى مصر "سنى بقلب شيعى" . ان اختيار حقبة ما لتمثيل الهوية المصرية هو فى حقيقة الامر اجتثاث لمكونات رئيسية فى شخصية مصر والمصريين ومن طباعهم وشخصياتهم وعقلهم الجمعى
3- القومية المصرية لا تصلح كايدلوجية سياسية: ربما يكون هذا حقيقى على المدى القصير، فمازالنا فى حاجة الى صياغة فكر منظم يتناول جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، ولكن على المدى الطويل وفى ظل وجود الاساس الحقيقى لتلك الهوية والقومية فى داخل وجدان المصريين ستصبح تلك القومية ايدلوجية سياسية حقيقية . علينا ان نفرق بين تلك القومية والقوميات النازية والفاشية ، فمصر لا تؤمن بالنقاء العرقى هى تدرك انها استوعبت هجرات وثقافات اندمجت فى جينومها ولكنها فى نفس الوقت تدرك ان الدفاع المقدس عن ذلك المربع فى اقصى شمال شرق قارة افريقيا والمثلث المتصل به فى اقصى جنوب غرب آسيا يتطلب تحركا على كافة المستويات والدفاع المتقدم فى دوائر التأثير السابق ذكرها

فى هذا المقال رغبت فى لفت الانتباه وربما يكون حجرا يحرك المياه الساكنة وسعيا حقيقيا للبدء فى مشروع قومى مصري يستهدف تعريف الشعب المصري بالقدرات الكامنه فيه وربطه بخدمة بقعة الارض المصرية المقدسة وحماية مقدساته وتاريخه
==========================================================================================================

(1) للمزيد يمكن الاطلاع على الروابط :shorturl.at/oCWZ1
https://t.co/XgkdZ2sFev?amp=1
https://egyorigin.wordpress.com/2018/02/24/%d8%a3%d9%88%d9%84-%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%ac%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%b4/



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان وصياغة الرواية البديلة
- نحو صياغة قومية مصرية
- مستقبل داعش..الفكر والتنظيم
- معسكرات تأهيل وليس الدية
- الأشبين
- الحاكمية عند الشيعة
- حزب التحرير.. المنسى فى الاسلام السياسى
- من قتل السياسة فى مصر؟!! -2-
- احمد خالد توفيق...وداعا
- من قتل السياسة فى مصر؟!!
- من اجل القلعة
- الخروج من عباءة فايمار المصرية
- الامير المصرى
- ثورة بلا قضية
- موعد مع الرئيس
- كوكب العقلاء...مصر
- لماذا لا يحب الجمهور مجلس طاهر ؟
- من اجل تاريخنا يا د. محسوب
- فى وداع يناير
- رسائل عاشق قديم


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - القومية المصرية..الحقائق والأساطير