خمس عادات سلبية مرتبطة بالقبيلة في المجتمع العربي

عبد الرافع كمال

الحوار المتمدن-العدد: 6675 - 2020 / 9 / 13 - 02:46
المحور: المجتمع المدني
    

يحتل مفهوم القبيلة مكانة مركزية في الثقافة العربية فالعربي لا ينظر الي القبيلة علي اساس كونها مجرد انتماءا عرقيا فحسب بل ك وطن مصغر
القبيلة في الثقافة العربية هي جل الانتماء فالرابط الوحيد الذي يعلن العربي له كامل ولاءه هو رابط القبيلة
يقدس العربي مفهوم القبيلة و يري بأن التعصب له هو اساس وجوده و الحفاظ علي بقاءه .
في الحقيقة قمت بكتابة منشور سابق علي صحيفة الحوار المتمدن تحدثت فيه عن مفهوم القبيلة من منظور طوبي " الانسان الكامل " و بينت فيه أن الانسان الكامل يتسامح و يتصالح مع مفهوم القبيلة و لا يتنكر له بل و يري فيها انها بوابة لمعرفة أصله العرقي و بالتالي الهويي لان اساس مفهوم الهوية هو الاصل العرقي و ما ينبني عليه من موروث ثقافي .
الا ان ثمة مجموعة من المعتقدات و الانماط السلوكية السيئة للغاية و المرتبطة بمفهوم القبيلة بين القبائل العربية بصفة عامة و القبائل العربية في السودان بصفة خاصة
هذه السلوكيات تصاحب السؤال عن القبيلة . سنعمل خلال هذا المقال علي طرحها و تحليلها و تبيان شططها من منطلقات عقلانية أبرزها ما يلي :
.
--$-- ربط القبيلة بصفات معينة :
و تعني الاعتقاد بأن القبيلة الفلانية تحمل صفات و سمات معينة تلازم افرادها و قد تكون هذه السمات سلبية كالاحتيال او السرقة او الكذب او التخنث مثلا أو قد تكون ايجابية كالصدق و القوة و الكرم و الفراسة و الرجالة .
و في الحقيقة لم يثبت علميا وجود اصل عرقي او قبيلي يحوي علي سمات و صفات معينة لذا فالقول بذلك يجئ بدوافع أنانية كحب التفاخر و التباهي كنتاج لتفشي حمي الجهل و الاتباع الاعمي
.
--$-- التمييز علي اساس القبيلة :
و يتبلور التمييز بين الناس حسب الاصل القبيلي في العلاقات اﻷجتماعية المختلفة و يأخذ شكلين تمييز سلبي و يكون عن طريق حرمان شخص من حقوقه لمجرد اصله القبيلي و قد يكون ايجابي اي بمحاباة شخص علي الاخرين لمجرد الانتماء القبيلي و هي عادة سيئة و تكاد تطابق في جوهرها مفهوم " العنصرية " و التي تعني تمييز سلبي ضد شخص ما لمجرد أصله الديني او العرقي او المادي و الاجتماعي .
و هي عادة متفشية في المجتمع العربي
.
--$-- التفاضل بين القبائل :
الاعتقاد بأن القبيلة الفلانية افضل من غيرها من القبائل و السعي وراء اكتساب شرف مصاهرتها و التودد الي ابناءها .
و في الحقيقة يكون الميزان الاساسي للتفاضل بين الناس هو الالتزام بالمثل العليا و أخلاقيات الانسان الكامل و من الممكن ان نجد ان الا-غلبية من ابناء قبيلة واحدة مستمسكون بالمثل العليا و يطبقونها علي اتم وجه و لكن هذا لا يمنع وجود استثناءات و حالات نشاذ .
لذا فالقول بأن القبيلة الفلانية افضل من غيرها من القبائل امر غير مقبول .
.
--$-- المطاعنات في الانساب :
و هي احد اسؤا هذه السلوكيات علي الاطلاق .
و هي ان يتم الطعن في نسب انسان معين عن طريق نفي انتسابه الي القبيلة الفلانية بحجة أنه لا يشابهها عرقيا او سلوكيا .
و وصم شخص معين بأنه يدعي الانتماء و الانتساب الي القبيلة الفلانية .
و هذه العادة من اكثر العادات انتشارا و اكثرها شناعة نسببة لما ينبني عليها من تشكيك في الاصل و الانتماء و التعريض في انساب الناس و المطاعنة في مصداقيتهم .
و قد يحدث ان تتبرأ القبيلة من احد ابناءها لمجرد الاقدام علي سلوك مرفوض لديها و هذا يدخل ايضا في اطار المطاعنات .
و هي تعبير عميق عن حجم الانحطاط في الثقافة و التقليد العربي ، اذ لا توجد قبيلة تحمل صفات سلوكية معينة . حتي و ان وجدت فأنها ستفقد تلك الصفات بالاختلاط العرقي
.
الابتذال و التشويه
و هو نتاج لتفشي مرض الانا بين القبائل العربية حيث تمجد كل قبيلة نفسها مما يخلق منافسة مستحرة بين القبائل بحيث تتنامي روح الغيرة فيما بينها فتسود رغبة جامحة في الانتقام من القبائل الاخري توظف كافة الاسلحة في عملية الهجوم من مطاعنات في اصول القبائل المستهدفة و تبشيع بقوادها و شخصياتها و ادلجة تاريخها و الشماتة من المواقف السلبية التي تصدر عنها .
و هو ما نراه مجسدا اليوم في الهجوم علي قبيلة الجعليين و السعي لخلق اساطير حول اصلها العربي و الشماتة من ما فعله شيخها " المك نمر " و تعييرهم بهروبه نحو الحبشة هو و اسرته .
مما يتسبب في حالات غبن و تذمر شديدين تتولد عنهما مصادمات و خلافات جهوية .
.
ختاما نطرح تساؤلين
متي سيرتقي العقل العربي الي مستوي من الوعي يمكنه من التعامع مع مفهوم القبيلة حسب منطق أمثل ؟؟.
متي سيستنير العقل العربي ليدرك حقيقة ان القبيلة ليست سوي اداة لمعرفة الاصل العرقي و الهويي .

#عبد_الرافع_كمال (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل