أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الحسوني - هل نضب خزين الحزب من المفكرين؟














المزيد.....

هل نضب خزين الحزب من المفكرين؟


مازن الحسوني

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-أمتاز الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه عام 1934بكثرة المفكرين بصفوفه حتى أصبح الشعب العراقي يطلق عليه حزب المثقفين والمفكرين. السبب يعود الى الأجواء الفكرية التي تسود حياة الحزب وأهتمامه بهذه القضية الحيوية لأن الفكر وتطوره المستمر لمواكبة كل مرحلة والتنبؤ بالمستقبل نتيجة هذه الأفكار والتحليلات ،جعلت منه حزبأ مميزأ بين كل الأحزاب العراقية بقدرة التحليل الصحيح للأحداث السياسية التي عصفت بالبلد .هذه الأجواء شجعت الكثير من المثقفين للعمل داخل صفوف الحزب أو التقرب منه مما جعله يملك خزينأ جيدأ من المثقفين والمفكرين.
القضية الأخرى والمهمة هي أستناد كل فكره ومنهج عمله على النظرية الماركسية العلمية التي لا يمكن لها أن تكون مقدسة وجامدة النصوص كمثل النصوص الدينية التي بقيت متزمته بفكر مضى على وجوده مئات السنين دون أي تغيير بمنهجه ونصوصه مما جعله لا يواكب العصر الحديث ومتطلباته،كل هذا جعل المفكرين يجدون خامة جيدة للتوغل بداخلها ومحاولة الأستفادة منها في وضع بلدنا .
*لكن ما يمكن ملاحظته في العشرين سنة الأخيرة هو قلة هؤلاء المفكرين وأبتعاد العديد منهم عن الحزب حتى أصبحنا نفتقد الى تلك النقاشات الفكرية الحيوية التي كانت تسود صفوف الحزب أو في صحافته العلنية وحتى نتاجات مثقفي ومفكري الحزب باتت قليلة جدأ والخاصة بالشأن السياسي (هنالك بعض النتاجات في الجانب الأقتصادي وهي كذلك قليلة جدأ أذا ما قورنت بالماضي) .
*وهنا يطرح السؤال المهم لماذا هذا النضوب أو النقص؟
-فترة ما بعد سقوط الصنم يمكن القول عنها بأنها فرصة جيدة لهؤلاء المفكرين لطرح نتاجاتاتهم وطبعها وتوزيعها بسبب حالة الأنفتاح وعدم التضييق على الفكر .بمعنى أن لا حجة للخوف من السلطة على الكتابات .هل الخوف من المليشيات ؟لا أعتقد ذلك لأن المفكر يمكن أن يجد عدة طرق لتجنب مضايقات هذه المليشيات.
-ما أعتقده أن القضية هي أكبر من الخوف وهي تتعلق بصلب عمل الحزب الداخلي وطريقة أهتمامه بالمفكرين وعموم الأفكار التي تطرح ،كيف ؟
*شهدت السنوات الأخيرة سيطرة كاملة لمجموعة من الرفاق على سلطة القرار الحزبي بكل أبعاده ،الفكرية والتنظيمية مما جعل هؤلاء يقربون من يتماشى مع أفكارهم ومنهج عملهم الحزبي وبالعكس جعلهم يضيقون الخناق على كل أصحاب الأفكار التي لا تتماشى مع قناعاتهم .
-معلوم أن المفكر حتى بداخل أطار الحزب يريد مساحة من الحرية لأفكاره لطرحها ونقاشها ومن ثم الوصول الى نتاج حول جودتها أم عدمها .لكن هذا المفكر عندما يجد هذا التضييق وبطرق متعددة ولأنه لا يقوى على الصراع التنظيمي والذي بيده مفاتيح نشر أو تحجيم هذه الأفكار تجده بنهاية الأمر ينسحب من العمل الحزبي أو الصلة بالحزب ليصبح حرأ دون تضييق أحد في نشر أفكاره ونقاشها العلني خاصة في ظل عالم الأنترنيت ووسائل التواصل الأجتماعي.
-نتيجة هذا العمل الذي يستمر منذ سنين طويلة هو ما نجده اليوم في قلة وجود هؤلاء المفكرين حتى أصبح الحزب اليوم شحيح النتاج الفكري وبوصلته الفكرية تتلاطم بها أمواج عاتية لها أول وليس لها أخر بسبب غياب الفكر الحر بداخله بل أصبح الفكر حكرأ على مجموعة قيادية قليلة غير متمكنة وهي من تحدد بوصلته الفكرية والسياسية ولا غرابة بالتالي أن تجد اليوم موقع الحزب في الساحة السياسية ضعيفأ جدأ نتيجة لمواقفه السياسية التي لا تستند لفكر ناضج وواعي ،
بل وأحيانأ كثيرة نابعة من أفكار تغلب عليها المصالح الشخصية .
-عام 1980 أيام كنا في كردستان كانت تجري نقاشات حادة على طبيعة وضع الحزب الحالي وفشل تجربة التحالف مع البعث وطبعأ للأغلبية من قادة الحزب كانت لهم أفكار تتقاطع بشكل كبير مع العديد من الرفاق والذين يتلمس المرء بهم بوادر النضج الفكري والوعي الذي يسبق لأعمارهم ولكن للأسف كان للقيادة موقفأ أخر حولهم حيث التضييق والتشكيك بافكارهم مما جعل العديد منهم يترك الساحة بعد فترة من الزمن لعدم قدرته على تحمل تلك الممارسات مما جعلنا نخسر مفكرين قادمين للمستقبل .
-نفس القضية هذه تجددت بعد سقوط الصنم وحين عاد الكثير من الرفاق للعمل من جديد وبظروف جديدة كانوا يتأملون تغيير الحال حول هذه القضية المهمة (التعامل مع المفكرين والأفكار الجديدة)لكن للأسف بقيت قيادةالحزب مصرة على نفس النهج السابق بهذا الخصوص حيث تقرب من يتماشى مع رغباتها وتبعد من يتقاطع مع هذه الرغبات.
-المصيبة الأكبر هي في الجيل الجديد من المفكرين والذين كانوا يتأملون كمثل سنوات القرن العشرين بأنهم سيجدون بحضن الحزب الأناء الكبير الذي يتسع لأفكارهم ،لكنهم للأسف وجدوا أنفسهم مع أناس يقزمون الأشخاص الذين لديهم أفكارلا تنسجم مع فكر القيادة وبالتالي أتخذ العديد منهم خيار الأبتعاد عن الحزب وهم مصدومين من تناقض ما هم قد سمعوه عن الحزب وأحتضانه للمفكرين وما هو سائد بعمله اليومي .
*أذا كان الشيوعيون يلومون المتدينيين على جمود أفكارهم وعدم تطورها مع العالم الجديد فحري بهم أن ينفتحوا أكثر على كل الأفكار التي تخص نظريتهم العلمية وعملهم اليومي القريب أو البعيد بتطبيقه من هذه النظرية لأن النظرية تبقى جامدة ومتخلفة أذا لم تواكب متطلبات المرحلة الحالية والقادمة(خير مثال تجربة الدول الأشتراكية سابقأ ومصيرها الحزين) وهذا لا يأتي من السماء كهبة وأنما ينتجه مفكري الحزب وأصدقاءه سواء من أتفق أو لا يتفق مع أفكار قادة الحزب.
*وجود الرفيق في قيادة الحزب لا يمنحه درجة من الوعي والذكاء أكبر من قبل تلك التي كان يحملها في عمله السابق وانما منصبه الجديد يمنحه فرصة أكبر للأطلاع على معلومات أكثر من الرفيق في الهيئات السفلى وصلاحية أكبر بالعمل الحزبي ،بمعنى وعيه لا يتحدد بمركزه الحزبي .
-يبقى السؤال الأهم هل هنالك رغبة للحزب لدراسة هذه الظاهرة وتغييرها (قلة المفكرين)لأجل تطور عمل وحياة الحزب ؟ أم تبقى الأمور على ما هي عليه لنجد التراجع بالعمل الفكري ونتائجه التي تنعكس في سياسة الحزب البائسة منذ سنين حتى يصبح الحزب رقمأ منسيأ في خارطة العراق السياسية؟.



#مازن_الحسوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الأنتخابات النزيهة!!!!!
- هذه الأحزاب لن تبني البلد!!!!!
- لا دولة مدنية بجانب المليشيات والحشد الشعبي
- منظمات الخارج وحق المساهمة في المجلس الأستشاري
- هل فرغ العراق من الوطنيين المخلصين؟
- مقابلة السكرتير المؤلمة!!!!!
- ليلة العيد
- هل هذا المنطق بالتفكير مفيد للحزب؟
- مقتدى والسير على خطى صدام
- أحذروا من يدس السم بالعسل !!!!!
- الحزب الشيوعي والقراءة الصحيحة للمجتمع العراقي !!!!
- الاستعمار الأنگليزي وسلطات الجهل الحالية بالعراق.
- سبعة أيام هزت الحزب الشيوعي العراقي
- التخبط بسياسة تحالفات الحزب ،من الامسؤول عنها؟
- ما العمل بعد فشل تحالف سائرون ؟
- يا حزب الأبطال.هاي تاليها ؟
- الأندساسات داخل الحزب الشيوعي العراقي
- الديمقراطية في المدرسة والحزب
- يا أنصار الدولة المدنية أتحدوا!!!
- الفصل من الحزب


المزيد.....




- فرصة ذهبية نادرة: جزيرة اسكتلندية خاصة وقلعة منسية للبيع
- رئيس CIA الأسبق لـCNN: الحرب بين إسرائيل وإيران -لم تنته بال ...
- إحياء طقوس الإنكا القديمة في مهرجان إنتي رايمي في بيرو وسط ح ...
- تظاهرات في تل أبيب.. دعوات لإبرام صفقة تعيد الرهائن وتُنهي ا ...
- كيف استقبل الفلسطينيون في غزة خبر وقف إطلاق النار بين إسرائي ...
- أكبر مستشفيات إسرائيل تعمل تحت الأرض بعد وقف إطلاق النار
- خامنئي يظهر في كلمة مسجلة لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، ووزي ...
- غارة إسرائيلية على جنوب لبنان ومقتل العشرات في غزة وسط تعثر ...
- ما أبعاد الخلاف بين ترامب وإسرائيل بعد وقف إطلاق النار مع إي ...
- أمسية حوارية حول الثورات والديون الفلاحية من الماضي إلى الح ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الحسوني - هل نضب خزين الحزب من المفكرين؟