أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - هل يحتاج العراقيين لسفينة نوح من ثاني .















المزيد.....

هل يحتاج العراقيين لسفينة نوح من ثاني .


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة عالم المتغيرات .. لكن الثابت هي مصلحة الشعوب .. وممكن عدو الامس يصبح حليف المستقبل .. والتمسك بالشعارات التي استهلكت من زمان واخذت منا الكثير من روح التحدي والصبر ليستقر في حاضرنا الفشل ببناء الدولة الحديثة .. لنكون مواطنين في دول فاشلة ميئوس منها لا قدرة لها على البقاء .. في هذا العالم الذي حولت فيه امريكا كل من كان يطمح ليصبح رمزا وزعيما حولته الى قزم مهزوم فهي تعلمت الدرس ووعته ولن تكرر اسطورة كاستروا وكوبا او نيلسن مانديلا اوجيفارا او او .. فرفعت اقزام كمحمد بن زايد ليصبحوا متنمرين على شعوب اكبر منهم عددا ومساحة وعمقا تاريخيا .. فيسقطون روؤساء ودول ويستعمروا بلدان ليبنوا فيها قواعد عسكرية هنا وهناك ليتحكموا في طرق التجارة البحرية .. فاين نحن من هذا العالم المتلاطم ...؟
الكثير من التوقعات تشير الى حدوث هزة كبيرة وعميقة ستحدث في منطقة الشرق الاوسط عام 2023 .. ذلك ان حدودا فرضت على دولة كتركيا التي خسرت الحرب العالمية الثانية ودول ضمت اليها اراضي وجزر مهمة كاليونان على حساب تركيا . ودول صنعت حدودها بناءا على رغبة الدول الاستعمارية التي ربحت الحرب العالمية الاولى وكان لاكتشاف البترول تاثيرا كبيرا في نشؤ البعض من هذه الدول واخرى استحدثت لتكون مسمار جحا واخرى اقتطعت منها اجزاء لاضعافها واذلالها واخرى منعت من ان تكون لها اطلاله على البحر ..كل بحساب الدول الاستعمارية .. . التي ارغمت الإمبراطورية العثمانية على التنازل عن اراضي وجزر مهمة لصالح اليونان .. ليس هذا فحسب فهناك اليوم مطالب بصوت سيرتفع تصاعديا مع اقترابنا من سنة 2023 .. فهناك من يشعر بالظلم على مستقبل شعبه ويجب ان يرفع الظلم عنه .. وهناك ايضا مطالب باراضي مهمة في شمال العراق وفي سوريا ايضا سببت وتسبب صداعا مستمرا للبعض .. ولا عجب من ان الحروب اندلعت في العراق وسوريا كانت لها اهدافا بعيدة لم يدركها قادة هذين البلدين .. فهناك صعود لدولة كبيرة سيكون لها تاثيرا في السياسة العالمية في القرن القادم وهي من الان تستعد لممارسة هذا الدور فهي تتقدم بكافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والعلمية وتكاد تنافس اوربا في تأثيرها في السياسة الدولية .. الامر الذي نبه اوربا الى الخطر القادم من الشرق .. فهي القريبة من حدودها الشرقية ولا زالت في الذاكرة الحروب الدامية التي حصدت مئات الالاف من الارواح .. فلا عجب ان شهدنا اصطفاف اوربا ضد تركيا رغم انها عضو في حلف الناتو .. لكن لا ناتوا يحترم ولا فيتو يوقف السعي عن رفع الظلم عن الشعب التركي . فللشعوب حقوق وللسياسيين الوطنيين حلوك .. وهنا لا هي للاءت عبد الناصر الخادعة ولا هي صمت الباشا نوري السعيد الذي كان يخشاه كل رجالات بني صهيون باعترافهم جميعا فكان ان اسقطه التيار القومي العربي الذي خدع بشعارات عبد الناصر الوحدوية وشعار سنرميهم في البحر .. واتجهوا بعيدا عن واقعية وعقلانية ووعي الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ..
القيادة السورية رغم ضعف امكاناتها والتدمير الذي طالها وهجرة اكثر من عشرة ملايين سوري الى انحاء متفرقة من العالم الا انها تمتلك الرؤية والارادة المستقلة في رسم سياساتها فهي بتحالفها مع روسيا تحاول ان تضمن وحدة اراضيها التي لا يمكن للحكومة السورية الان وبعد الحرب الداخلية ان تتمكن من السيطرة على جميع اراضيها فهي على الارض مقسمة فعليا فاجزاء كبيرة تحت سيطرة قسد واخرى تحت سيطرة الثوار المدعومين من تركيا التي تسيطر على شريط حدودي امن بعمق 30 كليلو متر .. لذلك سعت الى منح روسيا الكثير من التنازلات في مقابل هذا تحاول القيادة السورية بعنادها وعدم تنازلها عن الثوابت الى دفع عجلة التغيير الى ظروف دولية افضل .. اما في العراق والذي تتحكم في قراراته السيادية احزاب تدين بالولاء العقائدي الى ايران .. ذات التاثير الكبير في رسم السياسة الخارجية والداخلية فهي في احسن الاحوال لو شعرت انها غير قادرة على الاحتفاظ بكل الاراضي العراقية فهي لا تمانع في تقاسم العراق مع تركيا .. اولا .. للحفاظ على بقاء النظام الذي يتعرض الى عقوبات شديدة جدا من قبل امريكا .. ثانيا ..اذا كان لا بد لتتم التضحية بالعراق من اجل بقاء الجمهورية الاسلامية في ايران .. من هنا فالعقل الاستراتيجي الايراني ممكن ان يذهب الى تقسيم العراق واعطاء تركيا ما تسعى اليه بعد عام 2023 ..فهي بذلك ترضي ايضا السعودية الساعية الى ضم اقليم غرب العراق الذي يضم غالبية سنة العراق .. شريطة ان تحتفظ طهران بشريط حدودي امن مع سوريا يضمن لايران تدفع السلاح والمقاتلين الى سوريا و لبنان ..الدعوات الى سحب القوات الامريكية من العراق تصب في مصلحة اضعاف العراق تمهيدا لتقسيمه .. فالعراق الحالي لا يستطيع بضعف امكاناته وقدراته التسليحية ونظام المحاصصة الذي قسم المجتمع العراقي الى مكونات ثلاث .. لا يمكن مع عمالة احزاب السلطة الحاكمة التابعة للولي الفقيه علي خامنئي الا ان يضحي براس العراق فهذه الاحزاب ايديلوجيا لا تؤمن بالمواطنة والوطنية ولا تؤمن بفهوم السيادة والدولة الوطنية .. كما لا بد لنا من ان نعترف بأن داعش لم ترحل عن المنطقة فهي متواجدة في كل الدول الاقليمية والحواضن موجودة داخل الاراضي العراقية وتسكن في فنادق خمسة نجوم في اقليم كردستان العراق في اربيل .. في الوقت الذي يحاول فيه ترامب ان يثبت للناخب الامريكي صدق وعوده بسحب كافة القوات الامريكية من العراق وافغانستان .. تكاد تكون المراهنة على بايدن خاسرة بكل المقاييس فهو الداعي الى تقسيم العراق الى ثلاث دويلات .. من هنا لا بد من ان يبحث العراقيين في السعي الى ضمان وحدة اراضي العراق ومصالح شعبه ان كان هناك للان من ينتمي للعراق من الطبقة الحاكمة .. وهذا لن يتحقق الا بواحد من خيارين لا ثالث لهما .. وهي اما التحالف الاستراتيجي مع امريكا شريطة تعهد امريكا بالحفاظ على وحدة التراب العراقي وعدم تقسيمه الى ثلاث دويلات اضافة الى دعم العراق لإعادة اعماره او التحالف الاستراتيجي مع روسيا وهذا الاخير يكاد ان يكون مستبعدا .. رغم محاولة روسيا المتكررة لكسب ود العراقيين .. فالصراع بالمنطقة عام2023 سيكون اشد مما يتوقع احد من القادة العراقيين السذج والعملاء الذين حكموا العراق من بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 .. فالتاريخ يحدثنا عن امم وشعوب اندثرت ودولا ازيلت من الخارطة لتحل محلها شعوبا تسعى الى تحقيق وجودها الفعلي بين الدول .. اكثر بلد وشعب استهدف بالعالم هو وادي الرافدين وشعبه .. فالتاريخ يتحدث عن ارض نشأت عليها اول خمس حضارات في التاريخ الانساني واستهدفت من اعداء كثيرين تامروا عليها رغم ما قدمته للبشرية من قوانين وعلوم وفنون .. فالتاريخ يذكر لنا ان الجيش الاشوري كان بدرجة عالية من التنظيم حتى قال عنه المستشرقين انه لا ينقصه غير سلاح الطيران .. فهذه الشعوب تعرضت الى تكالب الاعداء للنيل منها .. فكورش لم يحتل بابل ويتمكن من اجتياز حصونها لولا الخيانة والغدر اليهودي الذي مكن كورش من احتلال بابل ودمارها ..
حتى قيل ان كورش لا يستطيع احتلال بابل الا بعد ولادة الثور .. لكنه تمكن من احتلالها عن طريق الخيانة .. من هنا فالعراق تاريخيا مستهدف في وجوده .. ومهمة العراقيين هي ان في مواجهة كل المخططات التي تريد ازالة اسم العراق من الخارطة ..والرؤية بواقعية تقدم مصلحة العراقيين على المتاجرة بالشعارات الخادعة التي نكاد ان نحكم على من يرددها الان هم حكام العراق الحاليين والذي يستحقون لقب عملاء بمرتبة شرف .. فهؤلاء هم نفس الخونة الذي شاركوا بسقوط بابل .. للمزيد من الاذعان في وحل الهزائم المحبطة للجماهير العربية ولاعطاء اسرائيل صورة الدولة المهددة بالزوال من قبل الاعداء المحيطين .. وها هي اسرائيل تفخر بأخذ الثأر من بابل بعد مرور اكثر من 3000 سنة على السبي البابلي لليهود ايام نبوخذنصر .
واحدة من اسباب تخلف الامة العربية والاسلامية هي ان رجال الدين كانوا وما زالوا يمارسون نفس الدور القذر في تمكين الحكام الجائرين من السيطرة على شعوبهم . فهم القوة المحركة التي تستند عليها منظومة الحكم في كل البلدان العربية للقضاء على كل الدعوات الصادقة لتغيير طريقة التفكير والتحرر من القوالب الجامدة في الحكم واعمال العقل والمنطق في فهم الحياة .. ذلك ان الفقه اقوى من الدعوات الى تحكيم العقل والتحرر من الموروث المتخلف .. فالظروف الدولية المتغيرة وزحف مناطق النزاع الى مساحات جديدة من العالم وتغير الرؤية الامريكية لشكل الصراع ضد الصين وروسيا تؤشر الى تدني الاهتمامم ببعض الحلفاء والبحث عن حلفاء مؤثرين لتوظيفهم في الصراع من اجل وجودهم كاقوى قوة اقتصادية وعسكرية في العالم .. ممكن للعراق ان يلعب دورا مهما جدا فيما لو تمت قراءة خارطة المصالح الاستراتيجية وكما قال تشرشل من انه ليس هناك من عدو دائم ولا صديق دائم وانما هناك مصالح دائمة يفترض حسابها بدقة وواقعية سياسية .. فايران لا تستطيع ان تقدم للعراق الا الخراب وهي تترنح تحت العقوبات الشديدة .. والسعودية تسعى الى تجاوز الصراع على السلطة بين افراد العائلة الحاكمة وسيتصاعد بشكل اكثر دموية بعد رحيل الملك سلمان ومجيء ولي العهد محمد .. فهي ستكون بعيدة عن التدخل في شؤون اي بلد اقليمي .خاصة وهي متورطة في حرب اليمن وكأن السعودية دخلت هذه الحرب لصالح محمد بن زايد صاحب الاطماع ومخططاته لتقسيم اليمن واحتلال اراضي يمنية ومنحهم الجنسية الامراتية .. اما الكويت فلن يكون هناك استقرار بعد رحيل الصباح عن الحكم .. فالصراع على السلطة بين الاجنحة السعودية والقطرية سيمزق استقرار الكويت لسنين قادمة ولا ننسى اطماع السعودية بالكويت قديمة .. اما الدولة الجارة الكبيرة تركيا فلا بد للقيادة العراقية ان تتحالف مع تركيا لتداخل المصالح بين الدولتين فحاجة تركيا للبترول تقابلها حاجة العراقيين لمياه دجلة والفرات وعلى المدى المنظور سوف لن تسمح تركيا بقيام دولة كردية في شمال العراق .. فهذا الدور من غير المسموح ان يلعبه نجيرفان ومن قبله مسعود .. وهو ما يجب على الحكومة العراقية المركزية ان تمسكه وتديره لصالح الشعب العراقي بكافة اطيافه لرفع الظلم اولا عن المواطنين الكرد في شمال العراق وازاحة الحزبين الكرديين الديمقراطي والاتحاد المتحكمين في مصير الشعب الكردي الذي يعاني من الاستبداد والظلم ..



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الحسين
- المواجهة الحاسمة
- الانتخابات الامريكية ..ما لها وما عليها
- رأي حر ..
- قراءة متانية في تجارب الشعوب ..
- العلاقات التركية العراقية بعد 2003
- التوبة المستحيلة
- دوران العجلة
- كورونا
- ينبغي ان نتعلم ونتغير ...1
- ما ننتظره منكم ايها السادة .
- هناك خيارين لا ثالث لهما ..
- انتخابات و تغريدات ..
- كل قمة والعراق بخير ..
- العراق يترنح على صفيح ساخن جدا ..
- والله بيهه ونه تحجي الصخر ..
- دعاء المطر ..
- لا عزاء للعملاء ..
- هل .. نحن امام حرب اخرى ..؟
- خطاب التنحي ..


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - هل يحتاج العراقيين لسفينة نوح من ثاني .