أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - التوبة المستحيلة














المزيد.....

التوبة المستحيلة


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التوبة المستحيلة ..
كان يا ما كان .. في بلاد طواها النسيان .. ولم يعد يحيا فيها لا انس ولا جان ..
كانت هناك مدينة صغيرة وادعة .. انتشر فيها خبر قط شرس يهاجم الفئران بلا هوادة ولن يغنيه لحم الغزال عن طعم لحم الفئران لدرجه انه اصبح مطلوبا ومشهورا جدا ومرغوبا به من كافة الاسر التي كانت تشتكي من عبث الفئران في مخزونهم الغذائي .. فكانت تقدم له تسهيلات مهمة واغراءات لغرض قدومه ليخلص العوائل من الاعمال المضرة التي تقوم بها فئران المحلة التي جبلت على اذية السكان .. وامام هذا الترحاب والوفود التي ارسلت داعية لقدومه الميمون المبارك لهذا البيت او ذاك .. شعر الفئران ان هذا العتوي يشكل خطرا على وجودهم في هذه المحلة فتناخوا ودعا حكمائهم الى عقد اجتماع موسع عاجل لدراسة المخاطر والتفكير في وسائل للتخلص من هذا الخطر .. وفعلا اجتمعوا في تنور ام عباس البعيد عن الانظار .. وحافظوا على سرية الاجتماع لئلا يصل الى اسماع عتوي ام جبار .. وبعد اخذ ورد اقتنعوا باقتراح حكمائهم بأن لا يغادرون جحورهم ابدا وان يخزنوا من الطعام ما يمكنهم من الصمود لفترة طويلة كي يحرموا عتوي ام جبار من لحمهم لربما يلجأ الى صيد الدجاج او الطيور او يترك المحلة الى محلة اخرى .. وفعلا التزم الجميع بالاوامر.. ومكثوا في جحورهم لا يغادروها ابدا .. واستمرت هذه المقاطعة اكثر من شهر .. الامر الذي اضر بصحة العتوي وبانت على وجهه علامات الهزال والشحوب .. ففكر مليا بهذا الامر ليجد له حلا .. وتوصل الى حيلة تفكك كل مخططاتهم وينتقم منهم اشد انتقام .. فاعلن التوبة عن صيد واكل الفئران وانه تاب توبة خالصة .. وقرر ان يبتعد عن اذى الفئران .. فجلس في اليوم الثاني امام اكبر جحورهم واخذ يسبح ويردد ادعية التوبة ومد سجادة الصلاة .. وبدأ يصلي .. اندهش الفئران الذين كانوا يراقبون المشهد باستغراب واهتمام شديدين .. فقال البعض .. يبدو اننا انتصرنا فاجبرناه على تغيير سلوكه .. واخر يقول ناصحا .. لا تستعجلوا لربما هذه خدعة .. وامام انقسامهم طلبوا ان يتطوع احد الفئران من المرضى الضعاف .. ليرسلوه فدائيا عن بقية الفئران .. ليتقرب من العتوي ومن ثم يدرسون النتائج وردود الافعال .. وفعلا تطوع احد الفئران المرضى فخرج من الجحر خائفا مرعوبا يقدم رجل ويؤخر الاخرى لدرجة انه تبول على نفسه ما ان اصبح قريبا منه .. الا ان العتوي كان منصرفا عنه بالتعبد رافعا ذراعيه لطلب العفو والمغفرة والتوبة .. عاد الفار المذعور لجحره غير مصدق انه عاد سالما .. كما لم يصدق الحكماء فاقترح احدهم ان يرسلوا فأر اخر يكون سمين وبصحة جيدة معللا اقتراحه بأنه ربما راه ضعيف لا يستحق المجازفة .. وفعلا تشجع احد الفئران وكان سمينا ويافعا .. ودع اهله وكاد ابوه ان يغمى عليه اما امه فقد رمت خلفه طاسة ماء ليعود اليها سالما .. ذهب هذا الاخير ليقترب من العتوي وفعلا اقترب منه داعبه .. داس على ذيله .. فلم يبدي العتوي اي تصرف يعبر عن انزعاجه .. ابدا فهو مستغرق في العبادة .. عاد الفار الفتي الى جماعته ليخبرهم انه كان مرعوبا لكن تبدد خوفه حينما راى العتوي يتعبد غارقا بحب وعبادة رب السموات والارض .. امام هذه الوقائع الدامغة .. خرج الجميع من جحورهم محتفلين بهذه الفرحة الكبيرة والتغير الذي لم يكن احدا يتوقعه ولا بالاحلام .. التفت العتوي لحكماء الفئران القريبين منه .. وقال لهم عندي مقترح .. فاجابوه ..تفضل قول .. رد عليهم انه يقترح ان يعقدوا اجتماعا موسع في تنور ام عباس كونه كبير ويتسع للجميع .. شريطة ان لا يتخلف احد لأهمية ما سيتخذ من قرارات تهم الجميع و ليتوصلوا الى اتفاق مكتوب وموقع .. يوضحون فيه حدود مناطقهم التي ينشطون فيها ويبتعدون عن المناطق التي تخص السكان التابعين لحماية العتوي .. فرح حكماء الفئران واتفقوا على الموعد واعلنوا انهم في عطلة مفتوحة للاحتفال بهذا النصر المؤزر ..
في الموعد المقرر حضر الجميع وكان يقف بباب الفتحة السفلى .. فتحة اخراج الرماد يرحب بالقادمين .. كان مرتديا عمته مسبحا بمسبحته الطويلة متخذا هيبة التقي الورع الناسك الزاهد .. وما ان تاكد ان لا احد بقي من الفئران خارج التنور .. دفع صخرة كانت قريبة منه ليسد الفتحة التي دخل منها الجميع .. نزع العمة عن راسه بحركة سريعة ورمى المسبحة وقفز بحركة المتحفز والمنتصر ليقف على حافة التنور العلوية وتغيرت ملامحه من السماحة الى الغضب والشرر يتطاير من عينيه .. نظر الى اعداد الفئران التي اصبحت بقبضته امام دهشة جموع الفاران المفزوعة .. ها هسة شراح تسوون .. وين ترحون مني راح اكلكم كلكم .. تتامرون علي وتقاطعوني وتحرموني من لحم صغاركم اللذيذ ..هههههههههههههههههههههه .. اطلقها ضحكة مدوية وبلش ..
الكاتب والاعلامي
الـــزبـــيدي حـــامد
19/6/2020



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوران العجلة
- كورونا
- ينبغي ان نتعلم ونتغير ...1
- ما ننتظره منكم ايها السادة .
- هناك خيارين لا ثالث لهما ..
- انتخابات و تغريدات ..
- كل قمة والعراق بخير ..
- العراق يترنح على صفيح ساخن جدا ..
- والله بيهه ونه تحجي الصخر ..
- دعاء المطر ..
- لا عزاء للعملاء ..
- هل .. نحن امام حرب اخرى ..؟
- خطاب التنحي ..
- رأي ..حر
- هل يتم زرع اسرائيل ثانية في شمال العراق ...؟
- الانتخابات القاتمه ...؟
- الحضن العربي
- الهدوء الحذر ...؟
- الراي بيد من يملكه وليس بيد من يبصره ..؟
- الاحلام القريبة والاحلام البعيدة والاحلام المستحيلة ...؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - التوبة المستحيلة