من الذاكرة

عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من الذاكرة/سالت ضابطا كبيرا في الشرطة العراقية،بعد إحالته على التقاعد،في العام ٢٠٠٧:هل يمكن أن تذكر لي موقفا تشعر بالندم عليه،خلال عملك بالشرطة ؟
قال:كنت ضابطا في سجن ابي غريب،طلبت قيادة حزب البعث،أن ارافق شاحنة نفل،من دون أن أعرف ما فيها، ولا المكان الذي تقصده،،فاستجبت باعتباره قرارا عسكريا، ومعي ثلة من الضباط والشرطة ،رافقنا الشاحنة لمسافة طويلة!!
واذا بنا في صحراء السماوة، وجدنا جداول محفورة،.ثم جرى إنزال عشرات الشباب من نساء ورجال من تلك الشاحنة، إلى تلك المقبرة الجماعية، والغالبية منهم إحياء..
أصابني حزن شديد، وشعرت بأنني فقدت انسانيتي، وذلك مشهد حزين يجري في داخلي ليل نهار..
اذكر هذا المشهد المأساوي، للدلالة على وحشية نظام البعث الفاشي الذي عرفناه،حزب الجريمة والعنف والكراهية والحقد منذ بدء حملاته الوحشية ابتداء من العام ١٩٥٩،
وكانت لنا معه تجربة أخرى في ٥ ك٢ ١٩٦٨،حينما نظم عمال شركة الزيوت النباتية إضرابهم البطولي وفق قواعد قانون العمل. الا أنهم واجهوا حملة قمع واغتيالات ومطاردة واعتقالات ، سقط فيها العامل النقابي المناضل جبارلفتة،. كان يقودها الجلاد المجرم صلاح عمر التكريتي.
بدأ العنف والتعذيب والاعتداءات على أيدي عصابات حزب البعث في وقت مبكر.
يجري الآن تجاهل تلك الوحشية التي نظمها واشرف عليها البعث الفاشي، ويترحم البعض على صدام حسين.!
يبدو ان ثمانية عشر عاما من الحكم الطائفي بما يمارسه من فساد وسرقة المال العام وابتذال الحال وانهيارات مجتمعية صاخبة، تردى فبه الوضع الأخلاقي والسياسي والاجتماعي وصارت قيادات الشيعة والسنة تتحمل وزر الكارثة.
والمؤلم لا يبدو في الأفق ومضة تحسن بل يجري الآن على قدم وساق،إلحاق العراق كغنيمة لولاية الفقيه وحزب الله.
يذكر أن ذلك اللقاء سبق أن نشرته في كتابي: العودة إلى بغداد واشتعال الذاكرة
ما يؤسف له سيظل شعب العراق يعاني/البؤس والجوع والدعارة والبطالة وتشرد الاطفال، وانهيار التعليم والخدمات الصحية، والاجتماعية والضغوط على المرأة في ظل نظام سياسي شيعي متخلف بامتياز، ولغياب القانون والعدالة الاجتماعية وبناء الإنسان.

#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل